المطران عطا الله حنا: أنا عربي فلسطيني مسيحي من الشرق

رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوكس في القدس المطران عطا الله حنا
رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوكس في القدس المطران عطا الله حنا


فيما كان البرد القارس يشلّ الحركة في مدينة القدس، وقف رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوكس في القدس المطران عطا الله حنا على رأس وفد مسيحي ديني في قلب المسجد الأقصى المبارك، وهتف ضد الاحتلال وضد مخططاته بحق المسجد، وضد مخططاته بحق المقدسات الإسلامية، وهتف باسم فلسطين وشعبها يطلب من العالم أن يوقف الاحتلال الاسرائيلي، ويعيد الحق لأصحابه. المطران صاحب الشخصية الوطنية، كلما جلس في مجلس تجده يهتف بعزة: أنا عربي فلسطيني أفتخر بأني مسيحي من الشرق.

«السفير» التقت المطران بينما كان في تأبين للراحل نلسون مانديلا. جدول أعماله حافل، ولديه الكثير من الفعاليات وكلها طوعية وطنية، هدفها كما يؤكد: تعزيز صمود بني شعبي أينما تواجدوا، ودعم قضايا الشعوب العربية وحقوقها أينما كانت.

المطران بعقلانيته وديبلوماسيته ظل طوال اللقاء يعيد ويكرر: الوعي ثم الوعي، والعقلانية، والحوار هي الطريق لحلّ مشاكلنا الداخلية، والوحدة والمقاومة هما الطريق لدحر الاحتلال الاسرائيلي.

÷ كيف يمكن وصف وضع الطائفة المسيحية في فلسطين؟

دعني ارفض صيغة السؤال، برأيي لا وجود للطوائف في فلسطين، والمسيحيون هنا ليسوا طائفة. هم جزءٌ لا يتجزأ من الشعب العربي الفلسطيني الأصيل، بامتداده الإقليمي، وواجباته الوطنية حيال فلسطين والدول العربية.

÷ لكــن هنــاك مسيــحيين فــي فلســطين، والبعــض يقــــول إنهـــم أقليــة؟

هذا كلام غير مقبول أبداً، أنا اعيش هنا منذ 48 عاماً ولم أعامل في يوم على أني ابن اقلية، بل على العكس تماماً، اخوتي المسلمون هنا دائما إلى جانبنا، بعروبتنا وقوميتنا وفلسطينيتنا.

÷ ماذا قدمّ المسيحيون لفلسطين؟

نحن كمسيحيين جزءٌ من مكونات هذا الشعب وهذه الأمة. نفتخر بانتمائنا إلى المسيحية التي بزغت من فلسطين، ونفتخر بعروبتنا وانتمائنا العربي وقوميتنا العربية، وانتمائنا إلى شعبٍ مناضل. شعبٌ يسعى، منذ عشرات السنين، لنيل الحرية. صدّقني ليس لدي احصائية بما قدم المسيحي أو المسلم، فنحن في بلادنا لا نقسم الشهداء إلى مسيحيين أو مسلمين، فكل الشهداء شهداؤنا وكل المناضلين مناضلونا، ونحن كلنا لدينا هدفٌ واحد وهو تحرير فلسطين.

÷ هل يعاني المسيحيون في فلسطين أي نوعٍ من الاضطهاد؟

إن كان هناك اضطهادٌ فهو ممارسات الاحتلال الاسرائيلي. فتاريخنا وعلاقتنا تكاملية وتشاركية، وهذا ما يميزنا عن مناطق أخرى في المنطقة، وإن حصلت أي حوادث، فهي فردية. المسيحيون والمسلمون هنا إخوة. وهذا ليس كلاماً انشائياً، بل هو الحقيقة.

÷ ما تقييمك لما يجري حاليا في المنطقة وخاصةً في سوريا؟

ما يجري في سوريا ليس من شيم شعبها، لكنه نتاجٌ لخطاب التطرف، وخطاب التحريض، والتكفير والكراهية. خطابٌ ليس فيه شيء من سمات الإسلام، خصوصاً عندما نتحدث عن قاطعي الرؤوس وآكلي الأكباد. انا هنا اعلن باسم فلسطين رفضنا للقتل في سوريا وبحق شعبها الشقيق، وضد كل مروجي النعرات الطائفية، ومن ينفذون جرائمهم باسم الدين، كما يحصل في معلولا. هؤلاء يسيؤون لأنفسهم ويسيؤون لنا بل إنهم اعداء الدين. لقد هُجّر من سوريا نصف مليون مسيحي ومن العراق مليون مسيحي، وهذا أمرٌ محزن جداً، نحن نريد بقاء المسيحيين في أرضهم أينما كانوا، لأنهم جزء من هذه الارض، ولأننا والمسـلمين إخوة.

يتّسم اللقاء مع المطران عطا الله، الذي ولد في قرية الراما بالجليل في العام 1965، بكثير من العقلانية. فهو في وسط كل ما يجري ويتعرّض له المسيحيون يزداد انغراساً في أرضه، وهو ما يجعله شخصية محبّبة لدى المسلمين والمسيحيين، ويحظى باحترام الجميع. إلا أن المطران الهادئ أوجعه الحديث عن سوريا وأخرجته الدماء العربية التي تسيل يومياً من سكونه. هو الذي لطالما اعتبر أن «السوريين والفلسطينيين شركاء في المعاناة يواجهون العدو ذاته».

رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوكس في القدس المطران عطا الله حنا
رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوكس في القدس المطران عطا الله حنا


رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوكس في القدس المطران عطا الله حنا
رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوكس في القدس المطران عطا الله حنا


تعليقات: