«المستقبل»: هل يستطيع قهوجي ضبط المخابرات؟

كل الوقائع المصورة التي فاجأت نواب \
كل الوقائع المصورة التي فاجأت نواب \"المستقبل\" لم تعد بالقوة نفسها اليوم (أرشيف \"السفير\")


عدم التمديد لريفي قرار بتصفية «14 آذار»

استوعب تيار «المستقبل» الصدمة. وصار جاهزاً للدفاع عن نفسه أولاً، ومتابعة هجومه «التصحيحي» على الجيش.

بالنسبة لـ«التيار»، فإن ما كشف في «لجنة الدفاع النيابية» لا يغير شيئاً في معادلة «حماية الجيش من نفسه ومن التورط أكثر مع حزب الله».

كل ما بث من وقائع مصورة، فاجأت معظم نواب «المستقبل»، لم تعد بالقوة نفسها اليوم. صارت مجرد وجهة نظر على شكل تسجيلات، بالنسبة لـ«المستقبل». ولأن الشيء بالشيء يذكر، فقد حولها «التيار» إلى حرب تقنية، معلناً أنه يملك تسجيلات مقابلة سيعرضها في الجلسة المقبلة للجنة.

وقف النائب خالد ضاهر سريعاً في المرصاد. التصويب على الجيش هو أقصى ما يتمناه النائب العكاري. فُتح له الهواء في أكثر من وسيلة إعلامية، ليمارس هواية «تهشيم صورة الجيش». أفتى بأن الصور التي بثت في «الدفاع» مجتزأة، مصدراً حكمه بأن الأسير ضُرب تنفيذاً لأوامر «حزب الله».

ليس خطاب ضاهر، الذي يرى أن مشكلة الجيش صارت مع الطائفة السنية بشكل عام، استثناء في خطاب «التيار». صحيح أن ضاهر وزميله معين المرعبي يفاخران بأنهما رأس حربة في الهجوم على الجيش، إلا إن خطابهما صار منتشراً في «المستقبل».. من رئيس كتلته ونزولاً.

في المقابل، يرفض نواب التيار «الأكثر عقلانية» توجيه الاتهام إلى الجيش من بوابة معركته مع الأسير، إنما من بوابة علاقة «حزب الله» بهذه المعركة. لا يناقش النائب أحمد فتفت في مبدأ تعرض الجيش للاعتداء وحقه بالرد، لكنه يتوقف مطولاً عند تغطية الجيش على دور «حزب الله» في هذه المعركة، أولاً، وثانياً عند الأخطاء التي ارتكبها الجيش والتي أدت إحداها إلى مقتل مواطن.

يجزم فتفت بأن «التيار» مستعد لتفهم الأخطاء، بعد تحقيق شفاف فيها، لكنه غير مستعد أبداً لتفهم تغطية الجيش ممارسات «حزب الله».

بالنسبة لنواب «المستقبل»، يثير التناقض في المعلومات المتعلقة بعملية عبرا الشك، لكنهم يجزمون بأنه تم توريط أحمد الأسير. ليس المقصود هنا، دخول طرف ثالث على خط افتعال المشكلة، التي يقتنع معظم نواب «المستقبل» بأن الأسير نفسه بدأها، إنما يعودون إلى جذور المشكلة: سلاح «حزب الله»، الذي يصر «التيار» على مواجهته سلمياً، لكن الناس لم تعد تسمع. وإذا استمررنا على هذا المنوال، أي السلاح بوجه السلاح، فهذا سيؤدي إلى تدمير البلد.

يؤكد «التيار» أن من حق اللبنانيين أن يعرفوا حقيقة ما حدث في عبرا. ينقلون عن قائد الجيش تأكيده أن المدفعية لم تستعمل في المعركة، ويسمعون قائد العمليات يؤكد في لجنة الدفاع أنه تم استعمال قذائف مدفعية.

لا يهتمون كثيراً لتأكيدات الجيش أنه لم يكن يوجد أي طرف ثالث في المعركة، وينصتون إلى ممثلي الجيش في لجنة الدفاع يقولون إن فرق الجيش التي كانت متوجهة إلى عبرا شاهدت مسلحين و«تم التعامل معهم». بالنسبة لـ«التيار» هؤلاء هم عناصر في «حزب الله»، بدليل أنهم كانوا يضعون شارات صفراء على زنودهم.

كل ما سبق، يعني أمراً واحداً. الهوة صارت كبيرة بين «المستقبل» والجيش. هذا يقود إلى مسألة أخرى. لماذا يريد «التيار» التمديد للعماد جان قهوجي؟ أو بشكل أدق: هل يريد التيار التمديد لقهوجي؟ ترفض مصادر «المستقبل» اتهام الرئيس نبيه بري لها بطرح التمديد للواء أشرف ريفي بهدف منع التمديد لقهوجي. إلا إنها في الوقت نفسه، لا تبدي حماستها لذلك.

تكتفي بالإشارة إلى أن الناس تقول إنه توجد ضرورة أمنية للتمديد لقهوجي كي لا يدخل الفراغ قيادة الجيش، بينما تركز حملتها على مديرية المخابرات «الخاضعة لسيطرة حزب الله».

يوحي «المستقبل» بأنه يحيد قهوجي عن معركته مع المخابرات، بالرغم من أنه القائد الأعلى لهذا الجهاز. وفي إجابة حمالة أوجه، تقول مصادر «التيار»: نميز بينه وبين المخابرات لأننا لا نعرف إن كان لديه القدرة على ضبط هذا الجهاز.

في المقابل، يؤكد «المستقبل» أن الأسباب نفسها، وربما أكثر منها، تدعو إلى التمديد لريفي. وتضيف: كل قيادات «14 آذار» مكشوفة وليس لديها وسيلة لحماية نفسها. بشكل أوضح، تقول مصادر «التيار» إن الأجهزة الباقية محسوبة على «8 آذار، والمطلوب أن تعود قوى الأمن إلى «14 آذار».

زيادة على ذلك، يتهم «المستقبل» كل من يعارض التمديد لريفي بأنه يعرّض قيادات «14 آذار» للخطر، مؤكداً أن ذلك يعني أن القرار بتصفية «14 آذار» قد صدر، من خلال رفع الغطاء الأمني عنها.

تعليقات: