أماه.. يا حناناً فقدناه


بسم الله الرحمن الرحيم

أشرقت الأرض

وأضاءت لآلىء من بعيد

تساءلتُ تُرى ماهذا الوميض؟

فسرعان ما أجبت نفسي

هي زيــنـب....

تُطل مع كل شروق

باسمة الثغر, باسطة

الكفين شوقاً تقول:

حناني أولادي.

فنهبّ للقاء.. فإذا بفراشات

الربيع ترفرف وتطير بعيداً

في جنات النعيم

فنفرح كالأطفال فرح

العيد السعيد

ويأتي المساء

فتلوح زينب كالنجمة في أقصى

المغيب , نمدَ أيدينا

نقتبس نوراً

ولكنه المغيب, بعده ليل

طويل وأمل في صباح جديد...

هــي الأم ما برحت تحب

أولادها. هنا لا تحب

المغادرة عنّا وهـنـاك

في الجوار تحب الملاذ الآمن

فروحها مسرورة.

فاهنئي يا أمي في عليائك

رحماك يا رب

رحماك يا رب


عامٌ مضى ويكأنه سويعات, بالأمس كنت بيننا واليوم نفتقدك جسداً إلّا أنّك لا زلتِ معنا روحاً ومعنى.

نعم فعند بزوغ كل فجر نجد صورتك ترتسم أمام أعيننا, ذلك لأنك شهيدة والشهداء لا يموتون.

فأنت المُحبةُ لأهل البيت(ع) أنت الطاهرة العاملةُ أنت الصابرة العاقلةُ.

أنت التي علمتنا حب الله وحب الرسول وأهل بيته كما علّمتنا حب الناس فكيف ننسى ذلك؟ كيف ننسى تعب السنين والأيام التي عانيت منها؟ فكنت تكدّين وتجهدين حتى قبل استشهادك, وكان همك أن نكون سعداء.

فعذراً لأننا ما علِمنا وما عرفنا قدْرَكِ حق المعرفة وعذراً لأننا قد قصرنا معك في الدنيا, ولكن عزاؤنا هو أنك شهيدةٌ قد نِلْتِ من الله عزّ وجلّ أفضل الجزاء وأصبحت في دار الخلود.

أماه يا حناناً فقدناه ونحن بأمسّ الحاجةِ إليه, أماه أيّتها الغالية يا أعزًّ الناسِ فداكِ عمري وروحي, فالحياة دونك مشقّة وفراغ...

أمّاه لعلّ نسيم الشوقِ يُرسل إليك ما يحمله قلبي من أحزانٍ وأوجاع.

أمّاهُ يا مَن تحت القبر تنامين ويا من افترشتِ التُرابَ بدل السرير يا من سافرتِ إلى دارِ الخلود, كل يومٍ يزيد اشتياقي والحنين... أبحثُ عنك في الضباب فلا أجدُ غيرالسراب وأنادي بصوتِ عالِ وأنا أزرف الدموع: أماهُ عودي إلينا…

لكنّ الليل يأخذ في طياته الصرخات والآهات… وما يواسيني أكثر وأكثر أنّك مع الأئمةِ في جناتِ الخلود,

فليتها الأيام تهدى والسنين

مثل ما تُهدى الهدايا بالتمام

أماه يا نبع الحنان ورمز الأمان لكِ منّا كلُ الإكبار

يا لؤلؤة تزهو بحياتنا لك بالقلب منزلة ومكانة كبيرة…

فسلام عليكِ سيدتي زينب فمنكِ الشفاعة والرجاء..

وسلامٌ عليك أمي زينب فمِن الله ومنكِ الرضا والغفران...


كلمة ألقاها ياسر حسين العيتاوي في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد والدته الحاجة زينب عبده علي اسماعيل

سجل التعازي بالمرحومة الحاجة زينب عبدو علي اسماعيل (أم علي عيتاوي)



تعليقات: