آفة المخدرات.. من أصعب التحديات التي تواجه شباب اليوم + PIX

جانب من الحضور
جانب من الحضور


لسنا نقف هنا اليوم لنلقي على مسامعكم كلاما رنانا أو خطبا صيغت باتقان وبلاغة,لتبقى هنا بعد خروجنا من هذه القاعة,إن ما أتينا لأجله يدفعنا إليه ألم صرنا نعيشه في السر والعلانية,حتى بات ما يحدث من تعاطي للمخدرات وإنتشار لهذه المواد,شبه طبيعي,أو أقله لم يعد ليثرالإستهجان أو الإستنكار,وهذا أمر خطير يستلزم منا نحن الذين نجتمع هنا وهمنا مستقبل أبنائنا,وسلامة مجتمعنا ووطننا,أن نعي أهمية قدراتنا وطاقاتنا لو عملنا وتعاونا وبذلنا الجهد الكافي والإهتمام اللازم,ولأنكم لبيتم الدعوة نشكركم ونرحب بكم حضورا وفعاليات وممثلي هيئات وأصحاب مسؤوليات دون تسمية أو إستثناء,لكن أخص بالشكرجمعية سلام لتلبية الدعوة وهذا عهدنا بهم فشكرا.

إن من أصعب التحديات التي تواجه شباب اليوم وتضع أمام المجتمع معضلة تستلزم الوقوف عندها,آفة المخدرات التي تعصف بجيل من المؤسف أنه يقف في طليعة القوى المنتجة أو المهيأة للعمل والدفع نحو كل تطور وتقدم, فإنتشار هذه المواد السامة والمدمرة لكل مناحي الحياة,الصحية,الأخلاقية,الإجتماعية وبالأخص الإنتاجية, تدفعنا نحن الأهل والأصدقاء ومؤسسات المجتمع المدني والدولة للتكاتف والعمل سويا للحد من هذه الضاهرة وإستءصالها إن أمكن,لما تشكله من مخاطرتهدد الجميع حتى باتت هذه المواد إحدى أهم وسائل وأسلحة الحروب التي تستخدم ,لفعاليتها في إنزال الهزيمة بالخصم,فتدمير مجتمع يعني السيطرة عليه وإخضاعه,وتدمير إقتصاد لبلد تجعله سلعة بأيدي كل طامع وصاحب مأرب,فالمخدرات هي الطريقة الأسهل لتعميم الفوضى والشلل والدمار الذاتي لمجتمعات تكون قد قضت مئات السنين في العمل وبذل الجهد للتقدم والإستقرار.

إن المدمن هو الإنسان الذي بلغ به الخضوع والإنصياع أن يفعل كل مستنكر,والذي قد لا يتورع عن القتل والأمثلة على ذلك كثيرة,فكم من مدمن كانت أولى ضحاياه أعز الناس إليه وأقربهم,في الوقت الذي يستطيع أن يكون هو ذاته عنصرا فاعلا منتجا لو كان سويا سليما.

إن أولى المهام التي يجب علينا القيام بها نحن الأهل بالدرجة الأولى أن نكون الى جانب أبنائنا وبناتنا بإعتماد التربية والسهرعلى إرشادهم لكي لا تزل بهم القدم,ثم الدولة عبرالمؤسسات الثقافية والتعليمية في المدارس والجامعات,والوزارات ومؤسساتها التي دورها التي دورها أن تؤمن المادة التثقيفية والقدرة المالية لمساعدة هيئات المجتمع المدني القادرة على لعب الدور الأهم في الوسط الشبابي بالتعاون مع الأهل والمجتمع بشكل عام.

ولو أن الثقافة والتوعية رافقت أبنائنا منذ بدء تشكل الوعي لديهم من قبل ذويهم وفي مدارسهم بأن يكون ذلك من ضمن المنهج الدراسي,وفي وسائل الإعلام عبر برامج مخصصة لهم وعلى قياس مداركهم,ترافقهم طيلة فترة تطوروعيهم لكانوا محصنين عند إصطدامهم بالتجربة الأولى أو تعرضهم لها والتي تشكل الإنزلاق الى الهاوية في أغلب الأحيان وتكون مفترق الطريق والخيار الخاطئ الذي سيرسم مسار البؤس لاحقا فيدمر مستقبلا وحياة لإنسان لم يكن يعلم الى أين ستسوقه الأقدار ليس إلاَ لعدم معرفته المسبقة بمخاطر المواد المخدرة وأضرارها.

قد يكون لمنتجي ومروجي المواد المخدرة في سبيل الكسب المادي حجتهم بأنهم لا يجبرون أحدا على إستعمال ما ينتجون ويروجون,لكن حجم الدمار الذي يحدثونه على المستوى العام والوطني,يجعل حجتنا أقوى ويدفعنا الى رفع الصوت أكثر,لتكون العقوبات في مستوى ما يلحقونه من خراب وضرر لمجتمعات بأكملها,لا تقل عن القتل العمد وإن تكن بغير الطريقة المباشرة,لتماثل وتطابق النتيجة النهائية أي القتل,فتعتمد العقوبة ذاتها للقاتل المتعمد,"والقاتل يقتل يا أولي الألباب".

دول كثيرة لديها هذه القوانين وهي مطبقة وقد إستطاعت بالفعل الحد من هذا الوباء,وإلاَ مادور الدولة غير حماية مواطنيها والسهر على أمنهم وحمايتهم من كل آثم وضامر للشر.

إن حماية أبنائنا وتحصينهم وتسليحهم بالوعي هو بحد ذاته مقاومة وممانعة وقوة,فالمجتمع السليم أكثر قدرة على التصدي لرياح السموم ورد كل من يريد بنا وبابنائنا ومجتمعنا شرا,وإن كان سلاحهم موادهم السامة ليكن وعينا وثقتنا بأنفسنا وعملنا الدؤوب وإرادتنا سلاحنا الرادع وحصننا المنيع,ولكي نولي المهمة في الشرح والإسهاب لضيوفنا في جمعية سلام نختصر الكلام,ونشكر حضوركم مرة أخرى.


* كلمة ألقاها الدكتور عدنان خليل عبّود (أمين سر نادي الخيام الثقافي الإجتماعي) في الندوة التي أقيمت في مركز محمد طويل والتي دعت إليها "جمعية سيدات الخيام" و"نادي الخيام الثقافي الإجتماعي" وموقع "خيام دوت كوم" بالتعاون مع جمعية سلام

ألبومات صور الندوة التي أقيمت في مركز محمد طويل حول تعاطي المخدرات،، عنوانها "لا تجربة في المخدرات"

..

للتواصل مع الدكتور عدنان خليل عبّود: 03/562112

د. عدنان عبوّد
د. عدنان عبوّد


جانب من الحضور
جانب من الحضور


تعليقات: