بعد الشراكة، مردوخ وبن طلال يجمعهما «تويتر»

بن طلال ومردوخ في أروقة «نيوز كورب» في نيويورك
بن طلال ومردوخ في أروقة «نيوز كورب» في نيويورك


بعد الشراكة، مردوخ وبن طلال يجمعهما «تويتر»

بيـن الإمبراطـور والأميـر.. «تغـريـد» ومليـارات

في أواخر العام 2011 قرر أغنى رجل عربي الاستثمار في موقع «تويتر»، أحد مواقع التواصل الاجتماعي الأكثر نجاحاً. نظراً إلى ثروة الأمير السعودي الوليد بن طلال، فإن استثمار 300 مليون دولار أميركي، ليس سوى نقطة في بحر ثروته التي بلغت 21.3 مليار دولار أميركي في 2011، وفق تقديرات «ارابين بزنيس» للعام 2011.

هي الصدفة ربما التي دفعت إمبراطور الإعلام روبرت مردوخ، بعد أيام من خطوة الأمير، الى فتح حساب له على «تويتر»، لـ«يغرّد» عن آرائه الشخصية وليسوّق لمشاريعه الكثيرة. ولكن الوليد بن طلال ومردوخ يتشاركان علاقة مهنية مترابطة.

الإمبراطور

ولد كيث روبرت مردوخ في أستراليا في العام 1931. بعد وفاة والده، أصبح المدير العام لشركة «نيوز ليمتدت»، التي ما لبثت أن توسعت نحو القارات أجمع. هو الآن مؤسس «نيوز كوربورايشن»، ومديرها العام ورئيسها التنفيذي، التي تقدر «أصولها بنحو 5 مليارات دولار» بحسب مجلة «فوربس» (تقديرات 2011)، ما يجعل من مردوخ صاحب أكبر إمبراطورية إعلامية في العالم. من خلال «نيوز كورب»، يملك مردوخ أسهماً في أكثر من 800 شركة تتوزع بين 50 دولة، منها صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، و«وول ستريت جورنال» الأميركية، ومؤشر «داو جونز» للتعاملات المالية، وقناة «فوكس نيوز» الأميركية، وشبكة «ناشيونال جيوغرافيك»، والعديد غيرها.

في تموز 2011، أدلى روبرت مردوخ وابنه جيمس، بشهادتهما أمام لجنة برلمانية بريطانية، بعد اتهامات وجهت إليهما بشأن فضيحة التجسس على الهواتف. نفى مردوخ الاتهامات، مشيراً إلى انه يدير نحو 35 الف موظف وأن صحيفة «نيوز اوف ذا وورلد» (المسؤولة عن فضيحة التجسس) بالكاد تشكل واحداً في المئة بينها. وعليه، هو لن يستقيل.

مع ان مردوخ لم يدن حتى الآن في قضية التجسس، إلا ان الفضيحة تعتبر النكسة الأكبر التي تتعرض لها «نيوز كورب» في تاريخها، ما دفع مردوخ إلى إغلاق «نيوز اوف ذا وورلد»، ونشر اعتذارات لكل المتضررين. كما أن مردوخ اضطر إلى التراجع عن صفقة شراء قناة «بي سكاي بي» البريطانية.

كثرت التوقعات حول حجم الخسائر التي قد تنجم عن الفضيحة ولكنها لم تتحقق. فبعد مثول مردوخ أمام اللجنة في تموز 2011، ارتفعت أسهم «نيوز كورب» بنسبة 5.5 في المئة في بورصة نيويورك، ما طمأن شريك مردوخ، الوليد بن طلال الذي دعمه قائلا إن «الأزمة لن تؤثر على (شركته) المملكة القابضة بتاتاً، بل تجعل شراكتنا (مع نيوز كورب) أقوى».

الأمير

الأمير الوليد بن طلال، الذي فضل شراء أسهم مالية في «تويتر»، تاركاً مسألة «التغريد» لزوجته الأميرة أميرة الطويل، يملك، عبر شركته «المملكة القابضة» (التي تقدّر «قيمتها الصافية بـ25 مليار دولار» بحسب مجلة «فوربس»)، نحو 7 في المئة من الأسهم في «نيوز كورب»، ما يجعله ثاني أكبر مساهم في امبراطورية مردوخ الإعلامية.

استحق الأمير لقب «مردوخ العرب» لكونه أغنى رجل في العالم العربي، للسنة الثامنة على التوالي، وباعتباره أكبر مستثمر عربي في الإعلام العربي والأجنبي، وفقاً لموقع «أرابين بزنيس».

عدا استثماره في «تويتر»، فإن الوليد بن طلال يملك مجموعة «روتانا» الإعلامية، حيث يملك مردوخ 14.5 في المئة من حصص المجموعة.

كما يملك الأمير حصصاً في كل من «الشبكة اللبنانية للإرسال» و«فوكس» و«ميديا سيت» و«سي أن أن» وغيرها من المؤسسات الإعلامية والصحف اللبنانية والعربية، ناهيك عن المؤسسات غير الإعلامية وخاصة تلك التي تعمل في مجال العقارات.

الوليد بن طلال سعودي لبناني، أباً عن جد. فهو حفيد الملك عبد العزيز آل سعود، مؤسس المملكة السعودية، وحفيد رياض الصلح، أول رئيس حكومة استقلالية في لبنان. ثروته التي ما تنفكّ تتنامى، بالإضافة إلى مهاراته كرجل أعمال، جعلت منه اسماً بارزاً، يتكرر سنوياً في قائمة مجلة «فوربس» لأغنى أغنياء العالم.

انتقد العديد من المراقبين والمحللين علاقة الوليد بن طلال بمردوخ، باعتبار الأخير «صهيونيا، نظراً للسياسة التي يروج لها في الوسائل الإعلامية التي يديرها»، في حين يتبرع الأمير السعودي، بالملايين، للأعمال الخيرية في فلسطين وغيرها من البلدان العربية. لا هم مما يقال، فالوليد بن طلال يصف علاقته بروبرت مردوخ «بالصداقة الحميمة».

سوزان الوتار

تعليقات: