من قَتل هولو طليس.. ولماذا؟

هولو طليس.
هولو طليس.


رصاصة اخترقت سقف سيارته ورأسه

الثالثة بعد ظهر عصر اليوم يوارى جثمان نائب رئيس مجلس ادارة المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان "ايدال" هولو طليس، في جبانة بلدته بريتال، ومعه، السر المحيط بعملية قتله منتصف ليل الثلثاء – الاربعاء عند مثلث "كونكورد" في منطقة فردان.

الانطباعات الاولية التي أشيعت بعيد مقتله بين أهله واصدقائه أشارت الى أن الرجل قضى في حادث سير إثر اصطدام سيارته التي كان يقودها، وهي من طراز "استون مارتن"، بشجرة في المحلة ما أدى الى مقتله على الفور، وتالياً فإن كل من شاهد السيارة تكرست لديه فرضية موت هولو بسبب حادث السير. اما معلومات التحقيقات الاولية التي حصلت عليها "النهار" فتشير الى ان الرجل قتل برصاصة أصابته في رأسه قبل ان تصطدم سيارته بالشجرة.

هذه المعلومات توصلت إليها الادلة الجنائية التي كشفت على الجثة وتولت التحقيق في الحادث بعدما عثرت على رصاصة مستقرة في رأس القتيل اخترقته من اعلى الى اسفل. ولدى معاودة التدقيق والكشف على السيارة مرة أخرى، تبين ان سقفها اخترق برصاصة حدد عيارها، ولكن لم يحدد بعد ما اذا كانت رصاصة طائشة او رصاصة اغتيال وجهها قناص الى رأس هولو في تلك الساعة المتقدمة من الليل.

سؤال قد يجر التحقيق في نهاية المطاف، الى إجابات عن ألغاز كثيرة في هذه القضية وغيرها من الجرائم المماثلة، كما قد يقود الى طي هذه القضية في أدراج النسيان المتعمد، شأن آلاف الملفات التي يمنع الكلام فيها.

عباس صالح

-----------------------------

وكانت السفير قد كتبت:

حادث سير يودي بحياة

نائب رئيس مجلس «إيدال»

بعد عزمه على ترك أميركا والاستقرار في لبنان منذ 9 سنوات، طويت كل أحلام هولو حسين طليس وطموحاته، في حادث سير، ليفقد قطاع رجال الأعمال عامة، والمؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات (ايدال) خاصة، شابا مفعما بالحياة والأمل والخطط، والمسكون بهمّ تحفيز المستثمرين ورجال الأعمال في الخارج، للعمل في لبنان، بهدف توفير المزيد من فرص العمل للشباب.

شغل طليس، الذي توفي أمس، عن عمر 43 عاما إثر حادث سير مروع تعرض له أثناء قيادته سيارته في الحمراء، منصب نائب رئيس مجلس إدارة ايدال، ومديرها العام بموجب المرسوم الرقم 13985 تاريخ 18/1/2005، وهو من مواليد 6 كانون الأول في العام 1968 في الجديدة، وأب لابنتين هما تالا ولميا.

وفيما لم نتمكن من الحديث مع رئيس مجلس «ايدال» د. نبيل عيتاني لوجوده في الخارج، أشار مفوض الحكومة لدى «إيدال» الدكتور نسيب حطيط في حديثه لـ«السفير»، إلى أن «المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان (ايدال)، فقدت وجهاً واعداً لا يعرف اليأس، ومفعماً بالحياة الملأى بالأمل»، موضحا أن الراحل «كان من الكفاءات التي تقوم بما تكلف به من مسؤولية، سواء على المستوى الإداري، أو لجهة إشرافه على برنامج تنمية الصادرات الزراعية، ويغلف نشاطاته بلمسة إنسانية تحترم الآخرين، ويحاول تأمين الخدمات كواجب وهواية، لا تنتظر رد الجميل أو الشكر»، مضيفا: «فقدنا برحيله أخاً وصديقاً جمعتنا به مسؤولية خدمة الناس ضمن الشأن العام، سائلين المولى عزّ وجل أن يتغمده برحمته وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر».

حاز طليس العديد من الشهادات منها: دبلوم في علوم الكمبيوتر، وبكالوريوس في إدارة الإعمال من معهد ديترويت للأعمال في جامعة دانفنبورت الأميركية، وكان يتابع دراسته في المعهد عينه للحصول على شهادة دراسات عليا في إدارة الأعمال. وقبل تخرجه، أسس شركة التطوير العقاري HMI Investments. اكتسب خبرة إدارية من خلال عمله في شركة «موبيل أويل كوربورايشن»، ثم انتقل إلى العمل الحر في مجال إقامة أماكن للراحة في ولاية ميتشيغان الأميركية. وبعد تخرجه في العام 2000، تولى منصب المدير الإداري لشركة «فوكس»، وهي شركة خاصة تشجع وتدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم.

ونشط طليس منذ العام 1995 ضمن إطار العديد من الروابط والنوادي والهيئات في ولاية ميتشيغان، منها: رئيس رابطة الطلاب العرب في كلية ديترويت للإدارة (1997 – 2000)، نائب رئيس النادي اللبناني الأميركي في ديترويت (1995 – 1998)، عضو في جمعية غرفة التجارة العربية الأميركية، عضو مجلس إدارة في المركز العربي الاجتماعي في ديترويت ميتشيغان. وقبل تعيينه نائبا لرئيس مجلس إدارة «ايدال»، كان يتابع أعماله في الولايات المتحدة، ولكنه عاد للاستقرار في لبنان منذ العام 2002.

----------------

زين الشباب: هولو طليس

... وبينما هو في الطريق إلى فرحه، سقط هولو طليس صريعاً، ولم تفد النجدة التي قدمها الأطباء لإنقاذه فمضى ـ مع الفجر ـ إلى ربه، بينما أصدقاؤه ومحبوه الكثر، فضلاً عن أهله، يشترون ثياباً جديدة وهدايا تليق بعرس الزين..

أمضى الفتى ابن بريتال عمره القصير في محاولة تبديل الصورة التي لأهله وبلدته البعلبكية في عيون الناس. ذهب إلى الولايات المتحدة الأميركية، وانتسب إلى الجامعة في ديترويت، ونال إجازة في علوم المعلوماتية للحاسوب، بعدما نال البكالوريوس في إدارة الأعمال من الجامعة ذاتها، حيث رأس رابطة الطلاب العرب وحل نائباً لرئيس النادي اللبناني الأميركي، كما انتسب إلى غرفة التجارة العربية ـ الأميركية، وشغل عضوية مجلس الإدارة في المركز العربي الاجتماعي في ديترويت ـ ميتشيغان.

على هامش دراسته وبعدها، دخل عالم التجارة والأعمال في ديربورن وحقق نجاحاً ملحوظاً... لكنه كان يتعجل العودة إلى الوطن وابتداع دور يؤكد عبره ان الكفاءة والعلم والخبرات والمعاصرة قد عرفت طريقها إلى بريتال وسائر بلاد بعلبك المنسية.

وبسرعة فائقة نجح في إنشاء شبكة من الصداقات في لبنان وسوريا كادت ترفعه إلى النيابة أو الوزارة، ثم استقر في مؤسسة ايدال نائباً لرئيســها، في انتـظار القفزة التالية!

«زين الشباب... لم يتمتع بالشباب»: رحم الله هولو طليس.

طلال سلمان

تعليقات: