عام على رحيلك يا أخي

المرحوم محمد نعيم سعيد اسماعيل (أبو رضوان)
المرحوم محمد نعيم سعيد اسماعيل (أبو رضوان)


12 ايار ليس يوم اً مشابهاً لباقي أيام السنة.. يوم الفجيعة التي ادمت قلوبنا وعقولنا بعدما جاء النبأ!

ودعتنا كما لم تودعنا من قبل، كنت تروح وتجيئ ببساطة وهدوء حتى لا تحملنا عناء الانتظار او الوداع. وغيابك عنا حينها لم يكن يتجاوز الاشهر المعدودة.

نسمع طرق المفاتيح على الحائط وانت تصعد الدرج، نلتف الى بعضنا، نهتف انه محمد. حاول آخرون تقليدك لكن رنة مفاتيحك كان لها وقع آخر، وكنا نميزها عن كل المفاتيح الاخرى.

كانت الحياة بالنسبة لك تمر بهدوء وبساطة بالرغم من كل الصعاب التي واجهتها وانت

الذي اضطررت للهجرة باكراً كما معظم الشباب اللبناني الذين فقدوا الامل بتأمين العمل والضمانات في بلد يتقاسمه زعماؤه دون الالتفات الى مآسي شعبه ومشاكلهم،

حتى اصبحت الهجرة والتشرد في كل اصقاع الدنيا سمة وهدف لكل الباحثين عن مقومات حياة كريمة. كثيرون منهم شردوا ولم يعودوا الى الوطن. لكنك بقيت وفياً للارض التي انبتتك وللاهل الذين احببتهم في حياتك فكانت زياراتك المتواصلة خير تعبير عن هذا الحب وهذا الارتباط العائلي الوطيد. حتى كان يوم 12 ايار من عام 2010 ، فجر ذلك اليوم كان وداعاً عائلياً لا يشبه سواه عما سبق خلال عشرات الاعوام السابقة. كان وداعاً حميمياً مجبولاً بالقبل والاحتضان وكأننا نودع بعضنا لاول مرة واعداً ان سفرتك هذه المرة لن تطول لأكثر من شهرين.

لم يخطر في بالك او بالنا انه الوداع الاخير، وان طريق درعا ستكون طريقك الى النهاية الماساوية التي جاءت علينا كالصاعقة، الطريق التي فرضت علينا وداعك من جديد،وداع اخذ معه الوعود والامال وسر الوجود.

رحمك الله يا اخي واسكنك فسيح جنانه

سجل التعازي بالمرحوم محمد نعيم سعيد اسماعيل (أبو رضوان)

تعليقات: