الدكتور علي يوسف حجازي و.. كشكول دبّين

الدكتور علي يوسف حجازي يحمل نعشه على غلاف كشكوله
الدكتور علي يوسف حجازي يحمل نعشه على غلاف كشكوله


يقدّم الدكتور علي يوسف حجازي، جزءاً أساسياً، لا يتجزّأ من التاريخ العاملي العريق، تاريخ الجنوب اللبناني، من خلال سردٍ تاريخيّ لافت في منحاه الهادف، غنيّ في مضمونه العميق، الذي يتناول فيه المؤلِّف – وبالتفصيل – سيرة قريته وتلِّها المشهور (تلّ دبِّين) على مختلف الصعد الحياتية كافة.

..

• "كشكول" تسمية قديمة نسبياً تُطلقُ على ذلك النوع من المؤلَّفات التي تجمع متفرِّقاتٍ أدبية شتَّى، فكيف يُصبح الكشكول تاريخاً؟

- نعم "كشكول" تسمية قديمة أطلقت على تلك المؤلفات التي تجمع بصورة عامة المتفرقات. وأعتقد أن جمع المتفرقات هو القاسم المشترك بين التسمية المعتمدة وما سبقها من المؤلفات. هذا وفي "كشكول دبين" باقة متنوعة من المواضيع نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: تاريخ دبين، قصص دبين، تراثها، حوادثها، وفيات دبين، ومحطاتها الزمنية، وعاداتها، وشخصياتها. و"كشكول" كلمة فارسية. وفي "المحيط": الكشكول: وعاء المتسوِّل يجمع فيه كلَّ ما تجمّع لديه من رزق. وفي الفني: وعاء يجمعُ فيه ما يُتصدَّق بهِ عليه. لهذا جاء "كشكول دبين" ليكون الوعاء الذي جمعتُ فيه سيرة قرية دبين وقضاياها بحلوها ومرّها، وبفرحها وحزنها. وجاء ليكون صورة للماضي "كي لا نُقدم للنسيان مدائح".

..

لتحصين الذاكرة

• تقول في التصدير إنه "كتابٌ جمعتهُ وأنا أمشي"، فما الذي يُضيفه إلى الدراسات التاريخية والحديثة؟ وبماذا يمتاز عنها؟

- كتابُ قريتي دبين جمعته كي لا أقدم للنسيان فضيلة الصمتِ والنسيان المُعيب. الكشكول؟ إنه عطشي لمن سيأتون بعدي كي يكون التاريخُ واضحاً لهم وغير مُحلقِ فوق الحقبات. إنه للعاملين في الحقل العام حتّى لا يكون للبنان تاريخ لا نختلف عليه كما نحن اليوم! وحبذا لو أن هذه التجربة تتكرر في البلدات والمدن اللبنانية كافة ليُصبح لدينا يوماً نواة للتاريخ الأمين والواقعي حصراً للخلاف وتأكيداً على الواقع والتاريخ المرتجى. وهدفي من "كشكول دبّين" الحفاظ على ما تبقّى من ذكريات وتراث، تحتاجهُ كل بلدةٍ لتؤرِّخ حركتها كي لا تضيع الذاكرة في النسيان.

..

محاولة تغييرية

• ما "التغيير" الذي تقصده في قولك في الخاتمة: وما هي ماهيته؟ في كتابٍ توثيقي، لدبّين القرية؟

- في كل مراحل حياتي، كان همي ترك أثر. فلم أساير التيارات السياسية إلا بقدر ما تُقدم من خيرٍ وصلاح. وإنني حاولت التغيير إلى الأفضل والأسمى ولقد دوّنت في "كشكول دبّين" هذه السيرة التاريخية وعلى هذه الطريق حملتُ رسالتي التي لأكون، الكشاف القديم "دوماً مستعدّ".

..

من سلام الذات

• تعدُ في خاتمة الكتاب "بمجموعة جديدة أغْنى من حيث الشمولية والتغطية". فهل كان ثمة شيء من العجلة في إصدار هذا الكشكول؟!

- فعلى طريقي وأنا أمشي مررتُ بمفارق عديدة وتمهلت ودوّنت الحدث ومن ثم انطلقت من جديد لأكتشف وألقى حدثاً جديداً...ولا شك أنني قد غفلت أحداثاً أخرى خصوصاً وأنني ممن كان ينطلق في ذلك الاتجاه حيث كان يخف المسير ويقل العدد. وأخيراً أقول: سجِّلوا اليوم بأننا سوية نمشي. فاليوم الجميع في هذا الكتاب... ففي ركن من أركانه ستجد ذاتك وفي سطرٍ من سطوره قد ترى نفسك ويبقى أن أردد قول المحارب القديم: "أخيراً وصلتُ إلى شيء من السلام الذي ينشده الكثيرون وقليلٌ هم الذين قد يجدونه".

..

د. علي يوسف حجازي

مواليد توريون كواويلا 1956 في المكسيك. عاد إلى لبنان بمعية والديه والعائلة 1963. أكمل الابتدائية والتكميلية في مدرسة الادفنتست السبتية – المصيطبة حتى 1973. تابع الثانوية في الأشرفية الرسمية للصبيان وانقطع عنها مع بداية 1975 بسبب الحرب الداخلية. سافر إلى المكسيك والتحق بمعهد لاغونا للتكنولوجيا 1977. تخرّج عام 1980 بتفوّق ونال شهادة مهندس صناعي الكتروني. نال الماجستير في هندسة السيطرة 1981 بامتياز في معهد مونتري للتكنولوجيا والتعليم منها رئاسته لبلدية دبّين في العام 1982 التحق بجامعة مينسوتا ثم بجامعة سيراكيوز في نيويورك 1983 وتخرّج 1987. منذ عام 1980 عمل في مجالات صناعية وإدارية وجامعية عدة. وحالياً يعمل في الجامعة اللبنانية الأميركية في قريطم قسم الإدارة والمعلوماتية. نشر إلى جانب كشكول دبّين: "كتاب مقدمة في علم الرابوط 1988". الكتاب الالكتروني: مساعد الفيزياء 1997". الكتاب الالكتروني: رياضيات الأولاد 1998". متأهل من ليلى أحمد بزي وله أربعة أولاد: يوسف، حسين العباس، شريفة، وكلهم من ذوي الاختصاصات العلمية إضافة إلى أحمد (ثانوي)

د. علي يوسف حجازي إثناء توقيع كتابه \
د. علي يوسف حجازي إثناء توقيع كتابه \"كشكول دبّين\"


تعليقات: