وأصبح للحمّص عنوان

طبق من الحمص مع اللحم المفروم والصنوبر
طبق من الحمص مع اللحم المفروم والصنوبر


طرابلس (لبنان):

مطعم الدنون يحيي تراث المائدة الشرقية في طرابلس

أحد المطاعم الخاصة بتقديم الفطور التقليدي في بلاد الشام هو مطعم الدنون في مدينة طرابلس شمال لبنان.

هذا المطعم الذي تأسس أواخر الأربعينات من القرن العشرين، لا يعتبر فقط، عنوانا لهذه الأطباق التقليدية مثل الحمص والفتة والفول والمسبحة. بل معلما من معالم المدينة التي تفخر بنفسها، كونها ثاني أهم مدينة فاطمية في العالم بعد القاهرة. وهو إلى ذلك موجود في شارع جبران خليل جبران أحد أكبر العلامات الثقافية اللبنانية في العالم. يمتاز هذا المطعم، بأنه لم يقصر تقديم هذه الأطباق في الصباح وإنما طيلة أوقات النهار تقريبا. وهو يمتاز بصالته الواسعة والحديثة لكن أيضا بطريقة العمل التقليدية التي لم تتغير، منذ أن أسسه ياسر عبد الهادي قبل ستة عقود ناجزة. وليس غريبا على هذه الحال أن يعرفه كل سكان المدينة، كبيرا وصغيرا، تماما كما ساحة التل، التي لا تبعد عنه كثيرا، ولكنها تتقدم عليه في السن بساعتها الشاهقة التي لا تزال شاهدة على الوجود العثماني قبل أكثر من قرن. كغيره من هذه النوعية من المطاعم التقليدية، يمتاز الدنون، بأن خبرته مستمدة من التراث. فصحن الحمص التقليدي الذي يوجد على كل مائدة لبنانية، ويعتبر، بحسب كثير من الطهاة، من أصعب الأطباق تحضيرا، لناحية الدقة في مقاديره بين الحمص والطحينة والحامض أو عصير الليمون تحديدا، التي تتناغم فيما بينها لتؤلف أوركسترا شهية. ليس هو الصحن الوحيد الذي يؤلف هذه المطاعم. ونجد في الدنون، بعض الأطباق التي لا تقدم بنفس الطريقة في أمكنة كثيرة مثل الفتة، التي تقدم بطرق كثيرة، سواء بخلط الحمص وكسرات الخبز المحمصة وماء الحمص المكربن باللبن ومن ثم إضافة اللحمة المقلية مع حبات الصنوبر. أو إضافة الطحينة التي تكون عادة طيبة جدا في هذا الطبق دون غيره من الأطباق، والفتة قبل الطحينة كانت دائما تحضر بإضافة اللبن دون غيره. إلى أن أخذت الطحينة دورها، ليس بسبب وجودها فقط وإنما بسبب وجودها في مجتمع مختلط دينيا. فهي كانت قبل ذلك تناسب المسيحيين في شهر الصوم حيث يمتنعون عن أكل مشتقات الحيوانات ومنها اللبن. جاءت الطحينة، وبشكل مميز لكي تنهي حرمان المسيحيين من هذا الطبق المميز، خاصة في أيام الصوم. فكرة عبقرية في استخدام المكونات.

أما الجانب اللافت في هذا المطعم، فهو الصالة الكبيرة والواسعة والمجهزة كما لو أنها صالة لمطعم يقدم مرحلة واسعة من الأطباق. هذا احترام للطبق الشعبي الذي لم يعتد على مثل هذا الترتيب والأناقة.

تعليقات: