التعبئة التربوية.. 25 عاماً في خدمة الوطن والمقاومة

خريجات التعبئة التربوية - 2010
خريجات التعبئة التربوية - 2010


﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾

صدق الله العظيم

والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله الطاهرين وأصحابه المنتجبين.

صاحب الرعاية سماحة الأمين العام لحزب الله حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن نصر الله

الاخوة والأخوات المحترمون

الاخوة والأخوات الخريجون

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نرفع أسمى آيات التهنئة والتبريك الى كل اللبنانيين بمناسبة عيد الغدير الأغر، ونرفع اسمى آيات التهنئة والتبريك الى اللبنانيين عموماً والى قيادة حزب الله والخريجين وأهاليهم وأساتذتهم خصوصاً بمناسبة هذا اليوم الذي هو عيد الخريجين.

وقد تزامن إحتفالنا هذا، مع مرور ربع قرن على ولادة التعبئة التربوية والتي تساوقت مع ولادة حزب الله، باعتبار ان الحزب هو حزب الإيمان والعدالة والجهاد وحزب العلم والمعرفة.

فكانت التعبئة التربوية واحدة من باكورات وحدات حزب الله، لعب الطلبة والمعلمون فيها دوراً طليعياً في مسيرة المقاومة، كما في مسيرة بناء الوطن، واستمرت على ذلك 25 عاماً من الكدح والتضحية في خدمة الوطن والمقاومة.

25 عاماً في خدمة الوطن والمقاومة،

والتعبئة التربوية في اولوياتها نشر العلم والمعرفة وتوفير فرص تعلَّم جيد.

لأننا نؤمن أن (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة) كما علمنا رسول الله (ص)، وأن الاستثمار في الانسان منتج في لبنان في ظل عدم توفر موارد طبيعية كافية، فالانسان اللبناني المتعلم المتخصص هو رأسمال الوطن ودعامته الكبرى. كما ان توق الناس لتعليم ابنائهم يحفّز التعبئة في هذا الاتجاه، وعلى سبيل المثال رغم التدمير الهائل الذي تعرض له مجتمعنا نتيجة حرب تموز 2006 فإن الإقبال على التعلم في تلك السنة والسنوات التي تلت لم نشهد له مثيلاً من قبل، وكانت النتائج باهرة في الوقت الذي يعبر مجتمعنا عن قناعته بجدوى التعلم كان يرد على صناع الموت بصناعة الحياة الكريمة بالعلم والمعرفة.

ان نشر العلم وتوفير الفرص، يؤديان حتماً الى مكافحة الأمية والجهل، اللذين تدخل منهما آفات خبيثة تصيب شباب لبنان، مما يفقد الوطن مناعته، فتنتشر المخدرات والشذوذ والجريمة والعمالة... وما إلى ذلك.

كما يؤدي ذلك، الى الحد من هجرة الشباب بحثاً عن فرص توفرها الدول التي تعرف معنى العقول المبدعة وتسارع للاستفادة منها.

ولهذا قمنا بتوفير منح كاملة للدراسات الجامعية في مختلف الاختصاصات لاسيما الطبية والهندسية وقد تجاوزت الألف منحة، وساعدنا في تسهيل الحصول على عشرات الآلاف من المقاعد الدراسية في المراحل كافة، والتي كان يعوزها الدعم المالي والمعنوي.

لكن الخطوة الأكثر جدوائية كانت في دعمنا للتعليم الرسمي الجامعي وغير الجامعي والذي هو ملاذ الفقراء والمستضعفين، وساهمنا في تكوين مناخات سليمة للتعلم في المدرسة الرسمية بما استثمرناه في بناء أجيال رسالية، حيث المعلم الرسالي والمدير الرسالي هما أفضل من يحافظ على جودة التعليم وعلى البيئة الصالحة المطلوبة ويعيدان بذلك الريادة الى الجامعة الوطنية والمدرسة الرسمية.

ولا يفوتنا التأكيد على مساندتنا الحركة النقابية التربوية الداعمة للتعليم الرسمي.

25 عاماً في خدمة الوطن والمقاومة،

والتعبئة التربوية تواجه مشروع التغريب الثقافي والاستلاب الحضاري والذي تلبس بلبوس العولمة والحوكمة والدمقرطة وما الى ذلك من أساليب ناعمة براقة ولكن خداعةّ، وقد استبدل الغرب اليوم العدو الماركسي بالعدو الإسلامي.

ان ظاهرة الانتشار الكثيف للمؤسسات التعليمية والمراكز الثقافية الأجنبية التي تقدم مئات المنح سنوياً، والجمعيات الأهلية الشبابية الممولة من المؤسسات الدولية، والاموال الطائلة التي تستثمر في الفضائيات والانترنت والملاهي والنوادي الليلية، في ظل إهمال المؤسسات التعليمية الرسمية لأمر يدعو إلى الريبة في بلد لا يحتاج هذا الكم الهائل من المؤسسات التي تتوجه الى الطلبة والشباب في لبنان. كما ان محاولة تغيير المناهج في الاتجاه التغريبي ما زالت قائمة وقد جرت محاولة فاشلة في معهد العلوم الاجتماعية تصدى لها الاساتذة المحترمون وبدعم منا، والتي كانت ستعمم فيما لو نجحت هذه التجربة على باقي كليات الجامعة اللبنانية.

وان هذه الهجمة التغريبية اليوم تعود برأينا الى النمو المطرد لحزب الله وحلفائه وانتصاراته على العدو الصهيوني، وتعاظم قوته التي لم تفلح معها كل المحاولات في القضاء عليها او احتوائها، ما منع إلحاق لبنان بالعجلة الأميركية الصهيونية الغربية.

ونعتقد أن الحرب الناعمة ستشتد في قابل الأيام وبأساليب جذابة، وسيضطر الشيطان الصغير فيلتمان الى إعادة صرف أضعاف مضاعفة على الـ 600 مليون دولار التي صرفها لابعاد الشباب عن حزب الله وتشويه صورته بعد أن ذهب مفعول هذه الأموال ادراج الرياح بسرعة قياسية.

وسنسعى كما سعينا سابقاً الى حماية الشباب اللبناني من خلال برامج التوعية والرعاية، واذا كان الوعي والبصيرة ضروريين للانسان فإنهما أشد ما يحتاج إليهما شباب لبنان العزيز في بلد مفتوح على كل شيء وفي كم هائل من التعقيدات.

25 عاماً في خدمة الوطن والمقاومة،

والتعبئة تعمل على توأمة الجهاد والعلم، فلا استقلال ولا حرية ولا ازدهار ولا قيامة لوطن، اجزاء من أرضه محتلة، مياهه مستباحة، اجواؤه منتهكة من قبل العدو الصهيوني المجرم.

لقد ساهمنا في بث ثقافة المقاومة وتجذيرها في الأوساط التربوية والشبابية، باعتبارأن الخيار المتاح لحماية لبنان هو معادلة المقاومة والجيش والشعب. وعملنا على رفد المقاومة بالطاقات التي تؤمن لها تطوير قدراتها في مواجهة تحتاج إلى عقول وابداعات.

كما واجهنا محاولات عديدة للتطبيع الاكاديمي والثقافي كان آخرها في الجامعة الأميركية والتي أفشلتها إنتفاضة الطلبة الغيورين.

وشاركنا في ساحات القتال، وارتفع لنا 182 شهيداً تربوا في بيئة نموذجية وفرّتها التعبئة لهم، فهم وبقية شهداء حزب الله والجرحى والأسرى مفخرتنا وقدوتنا.

25 عاماً في خدمة الوطن والمقاومة،

والتعبئة تحمل أمانة بناء الأجيال الرسالية، باعتبارها ذخائر آمال الإسلام والأمة، تزرع فيهم قيم الاستقامة والتسامح وحب العلم والعدل وتتصف بالوعي والبصيرة، ويكون للطالبة فيها دورٌ رائدٌ.

نحمي بهذه الأجيال ثروة لبنان في تنوعه الديني ونلتقي مع الشركاء في الوطن على أساس التعاون على البر والتقوى بعيداً عن روح الاستئثار ما يعمق العيش المشترك ويعزز اللحمة الوطنية.

ونقدم من خلال هذه الأجيال تجربة نموذجية نسأل الله تعالى لها التوفيق، في حماية المصالح العامة بالحفاظ على النظام العام والمال العام المستباح، ومكافحة الفساد وثقافته.

كما تساعد في خدمة الشرائح الفقيرة والمستضعفة فتحمل همومها وتسهر على رعايتها.

اذ لا يمكن ان تقوم لوطننا قائمة في ظل الاحتراب الداخلي والاصطفاف الطائفي واستشراء الفساء وشيوع الفقر.

وقد حققت التعبئة نتائج طيبة كان من بينها 15349 خريجاً جامعياً من بينهم 2946 خريجاً عن العامين المنصرمين، ارتفع منهم شهيد وفقيدان إلى جوار الله ومنهم أيضاً أربعة جرحى أبوا رغم جراحاتهم إلا المثابرة على التعلم والنجاح, ومن هذه النتائج الطيبة أيضاً 6120 معلماً في تجمع المعلمين في لبنان، ومئات من الأساتذة الجامعيين والكوادر النقابية التربوية، خضع معظمهم لتأهيل ثقافي وتربوي وإداري وسياسي وجهادي.

وقد شاركت هذه الأجيال الرسالية في مواجهة التغريب وفي نشر العلم ودعم المقاومة وسنستمر بإذن الله تعالى.

25 عاماً في خدمة الوطن والمقاومة،

وسنبقى دوماً نحمل أمانة خدمة الوطن والمقاومة ولن تستطيع شياطين الفتن من النيل من وحدة الوطن، ومن تشويه سمعة المقاومة وضرب قداستها. فالمقاومة التي تعلمت من مدينة علم رسول الله (ص) وتربت في مدرسة علي (ع) هي مقاومة ينحدر عنها السيل ولا يرقى إليها الطير.

ونتوجه بالشكر إلى كل الذين عملوا في صفوف التعبئة التربوية أو ساعدوها, فما تحقق من انجازات هو بفضل تضحيات وجهود الجميع.

ألف مبروك للناجحين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

الحاج يوسف مرعي (المسؤول التربوي المركزي)

//

* كلمة ألقيت في بيروت في 28-11-2010

...

كلمة سماحة السيّد حسن نصرالله في حفل تخريج الطلابٍ الجامعيين الذي أقامته التعبئة التربوية

خريجو التعبئة التربوية - 2010
خريجو التعبئة التربوية - 2010


الحاج يوسف مرعي: سنبقى دوماً نحمل أمانة خدمة الوطن والمقاومة
الحاج يوسف مرعي: سنبقى دوماً نحمل أمانة خدمة الوطن والمقاومة


الحاج يوسف مرعي: ما تحقق من انجازات هو بفضل تضحيات وجهود الجميع
الحاج يوسف مرعي: ما تحقق من انجازات هو بفضل تضحيات وجهود الجميع


تعليقات: