اعتصام «معهد حاصبيا الفني» الإثنين لتردّي حال المبنى وتجاهل المعنيين للمطالب

حاصبيا :

دفع تردي حالة مبنى «معهد حاصبيا الفني»، وعدم تجاوب الجهات المعنية مع النداءات المتكررة بالترميم، طلاب المعهد بالتعاون مع لجنة الأهل وفعاليات حاصبيا ومنطقتها، إلى تحرك واسع، احتجاجا على الإهمال، ينظم أمام المعهد بشكل اعتصام سلمي صباح الاثنين المقبل.

وكشفت الأمطار الأخيرة مدى الخلل في المبنى، حيث اتضح أن جدرانه ونوافذه وعوازله الزفتية لم تحل دون تسرب مياه الأمطار إلى الغرف والقاعات من كل الجوانب. ونتج منها تقشر الدهان، وارتفاع نسبة الرطوبة في الصفوف، ما ينذر بشتاء بارد وعاصف داخل غرف المعهد.

ويعاني المبنى، وفق لجنة الأهل، «من عدم قدرته على تأمين حاجته من مازوت التدفئة، فالكلفة السنوية المقدرة تتجاوز اثني عشر مليون ليرة لبنانية، في حين المتوفر في صندوقها أقل من نصف المبلغ. فقد عجزت الإدارة عن تأمين المبلغ المتبقي».

وتلخص اللجنة بعض المشاكل المزمنة، ومنها «تسرب مياه الأمطار بكثافة إلى داخل الصفوف، تشققات في الجدران، خلل في بعض الأبواب والشبابيك، عدم تسرب مياه الأمطار من الملعب، دخول المياه إلى المصانع، تقشر في الدهان، بالإضافة إلى أعطال في جهاز التدفئة».

والجدير ذكره هنا أن لجنة فنية كانت قد أرسلتها «مديرية التعليم المهني»، للكشف على المشاكل والشوائب التي يعانيها المبنى، وذلك بعد عدد من الكتب وجهتها الإدارة بهذا الخصوص، بحيث عملت على إعداد تقرير دقيق ومفصل، على أمل أن تنجز عملية الترميم قبل انطلاق العام الدراسي. ومع عدم تحرك الجهات المعنية، يتزايد الخوف من تعطل الدراسة خلال أيام المطر المقبلة.

ويتميز «معهد حاصبيا الفني»، وللعام السادس على انطلاقته، بنسب نجاح مرتفعة في الامتحانات الرسمية، والمشاريع الصناعية التي أنجزها، بالرغم من الصعوبات والتحديات التي واجهته وما تزال. ولم تحل الصعوبات دون استقطابه عدداً مقبولاً من الطلاب والطالبات، زاد عن مئتين وخمسين طالباً، توزعوا على ستة عشر اختصاصاً.

ويشير رئيس «اللجنة الطالبية» في المعهد لؤي زين الدين إلى أن «مهنية حاصبيا، التي تحولت إلى معهد مع انطلاقة العام الدراسي الحالي، كانت بمثابة البلسم الذي خفف الكثير من الأعباء والمعاناة في حاصبيا والعرقوب». فأقرب مهنية «تقع على مسافة حوالى ثلاثين كيلومترا في راشيا وخمسين كيلومترا في البقاع الغربي». ما يرتب الكثير من الأعباء المادية على الطلاب وذويهم.

ويرى زين الدين أن «انطلاقة المعهد كانت مشجعة يضيف زين الدين فعدد الطلاب بدأ بحوالى المئة في العام الدراسي الأول، ليتجاوز الثلاثمئة بعد ثلاثة أعوام، في حين سُجل تراجع إلى حوالى مئتين وخمسين هذا العام، بسبب بعض الإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية، ومنها رفع عدد الطلاب إلى اثني عشر طالباً ليسمح بفتح صف»، مشيراً إلى أن «ذلك الإجراء صعّب التطبيق في المناطق النائية، ما ينعكس سلباً على الوضع التعليمي في المعهد، وعلى الطلاب أن يختاروا إما ترك الدراسة، أو التوجه إلى معهد آخر».

ويعاني المعهد حسب العديد من المدرسين والطلاب نقصاً غير مبرر في المختبرات. ويقول مدير المعهد رفيق نجاد: «ربما يستغرب البعض، فمعظم تجهيزات المختبرات تم تصنيعها في المدرسة بالتعاون بين الإدارة والمدرسين والطلاب. وهذه ميزة يمكن أن نكون قد انفردنا بها بين المعاهد. وهي ما حفز الطلاب على الجدية في دراستهم، والتي أوصلتنا إلى نتائج مميزة في الامتحانات الرسمية».

ومن المشاريع التي نفذها الطلاب، «تصميم وتنفيذ ساعة رقمية، التحكم بإضاءة منزل بواسطة الكومبيوتر، التحكم بإضاءة لمبات عشوائيا، ومشروع تمديد كهرباء لورشة»، وفق نجاد.

تعليقات: