ضجيج وغوغاء


لماذا كل هذا الضجيج الذي سبق حدثاً لم يحدث ونحن نعيش في قلب النار منذ عشرات السنين؟

ألم ترون نار الإحتلال الأميركي تشتعل في العراق منذ سنين ملتهمةً كل رموز العبادة هناك بما فيها المصاحف والمساجد والكنائس والمزارات والأماكن المقدّسة؟

ألم ترون أيضاً النار التي تحرق الصومال منذ ما يزيد على العشرين عاماً؟

ألم ترون أيضاً نار الفتنة في لبنان ونار الطائفية والمذهبية فيه التي يشعل لهيبها "دعاة الدين" الذين يخطفون أنفسهم وذلك أشد خطراً من حرق مصحف أو أكثر.

إن حالة الفقر والعوز التي يعيشها شعبنا العربي هي أكثر إيلاماً من النار.. عدا نيران الجهل والفساد ونار الهزيمة التي نعيش ارتداداتها حتى يومنا هذا ولم تزل فلسطين مغتصبة وما يزال الجولان محتلاً..

ألم تعاني القدس وأقصاها منذ ما يزيد على أربعة عقود من نار الإحتلال الصهيوني حيث تتعرض مقدساتنا على الدوام للتدنيس؟...

أليس في كل هذا إهانة للعرب وللمسلمين سواء نفّذ ذلك القسّ الأحمق تهديده أو لم ينفذه؟

يا عرب لماذا كل هذا الضجيج والغوغاء والتغاضي على أرضنا التي تحترق..

فالأرض لا تقلّ قداسة عن عقائدنا الدينية وكتبنا المقدسة!...

أي مستقبل لنا ونحن نعيش في لهيب نار لا يعلم إلا الله متى وكيف ستنتهي ولا يمكن إطفاء تلك النار إلا بالعمل والمثابرة، بالجهاد ونكران الذات وبالإيمان بثقافة المقاومة.

تعليقات: