الغبار القاتل.. حروب اليورانيوم على العراق، أفغانستان، البلقان ولبنان

غلاف كتاب \
غلاف كتاب \"الغبار القاتل\"..


"الغبار القاتل" هو عنوان كتاب قيّم للدكتور محمد علي قبيسي، عنوانه يشكّل مدلولاً كبيراً على محتواه ويكشف الإستعمال المفرط للأسلحة الفتاكة ضدّ البشر.

سيكون الكتاب متوفراً في الخيام خلال الندوة، معروضاً للبيع بقيمة خمسة عشر ألف ليرة لبنانية بدلاً من عشرين ألف - السعر الأساسي (أي بتخفيض قدره 25 بالمئة).

الندوة ستتم عند الثالثة من بعد ظهر السبت المقبل في مركز محمد طويل الخيري الإجتماعي.

مشروع قياس غاز الرادون (Rn222) في البيوت السكنية في لبنان

حول محاضرة د قبيسي عن مخاطر سرطان الرئة نتيجة الإشعاعات داخل المساكن

إدارة الموقع

------------------------------------------

أثناء الحروب على أفغانستان والعراق ويوغوسلافيا، وأخيراً حرب إسرائيل على لبنان في تموز سنة 2006 ، كانت الأسلحة الفتاكة تُستعمل بشكل مرعب وكثيف. فقد أُدخل اليورانيوم إلى تلك الأسلحة لشدة سرعة احتراقه وارتفاع درجة حرارته الهائلة اثناء التصادم مع الهدف، مما يزيد فعاليتها في التدمير والقتل السريع، علاوة على ما يسببه هذا المعدن من تأثيرات التسمم و الأشعاعات على صحة الإنسان. فاستعمال اليورانيوم المنضّب في تلك الحروب ساهم في إحداث كارثة صحية لجنود الحرب والمدنيين على السواء، كما احدث نشوء التشوه الخلقي للأجنّة في بطون الحوامل.

ففي حرب تموز سنة دنّست صواريخ إسرائيل أرض لبنان ومدارسه ومساجده وكنائسه وشموخ جباله. في تموز راح الدمار يرسم لوحاته بألوانٍ مختلفة، وراح الرعب يمتد بأياديه إلى قلوب العذارى والأمهات. ومما زاد هذه المأسات بأن بدأت عوارض صحية مؤلمة تظهر عند بعض المواطنين، نتيجة غبار القصف الصاروخي على الأراضي اللبنانية.

في هذا الجو المرعب أخذ الدكتور محمد علي قبيسي، الإستاذ الجامعي والباحث العلمي وعضو المجلس الوطني للبحوث العلمية، على عاتقه في ذلك الوقت القيام بأبحاث علمية للكشف ما إذا كانت إسرائيل قد استعملت في اسلحتها مادة معدن اليورانيوم المشع في حربها على لبنان. ونتيجة لهذا الجهد اصدر الدكتور قبيسي كتابه "الغبار القاتل".

يقول الدكتور قبيسي في كتابه " بان مشكلة النقاش حول اليورانيوم المنضب والمخصب و تأثيراته المؤذية على صحة الشعب العراقي ولاحقاً على الشعب اللبناني لم تنته بعد"

و للإضاءة على هذه الأخطار يأخذنا الدكتور محمد علي قبيسي في كتابه هذا إلى عالم الذرّة والنواة والنشاط الإشعاعي. والدكتور قبيسي هو من أهل الإختصاص في الفيزياء النووية، خرّيج جامعة "فرايبورغ" في إلمانيا وجامعة "كلارك" في الولايات المتحدة الأميركية، وهو خير من يطلعنا على أسرار وأهوال العالم النووي الرهيب.

في الفصل الأول من الكتاب، يقدّم الكاتب عرضاً للمفاهيم الأساسية لتركيبة الذرّة وعناصرها، كما يعرض المفاهيم البيولوجية للخلية وتأثير الإشعاعات على صحة الجسم البشري بشكل عام.

في الفصول الثاني والثالث والرابع يتطرّق الدكتور قبيسي الى تركيبة اليورانيوم وطبيعته الإشعاعية وانحلاله الى عناصر أخرى، ويشرح طرق وكيفية استخراج اليورانيوم ويستعرض طرق تخصيبه وتنضيبه . وفي الفصل الخامس يشرح كيفية استخدام اليورانيوم المنضّب او الطبيعي في الأسلحة الحديثة والأهداف والآثار العسكرية لهذا الإستخدام. اما الفصل السادس فقد خصصه لعرض استعمال اليورانيوم في حروب الخليج والبلقان.

اما في الفصل الثامن فيعرض الدكتور قبيسي لمسألة وجود اليورانيوم المنضّب والمخصّب في عيّنات ترابية أُخذت من حفرٍ ناتجة عن القصف الصاروخي الاسرائيلي لقرى الجنوب اللبناني في حرب تموز عام 2006، حيث استعمل الكاتب أحدث المختبرات الأوروبية. وفي الفصل التاسع يقدّم عرضاً لنتائج دراسة وجود مادة اليورانيوم في بول عيّنات من الذين تعرّضوا لغبار تفجيرات الصواريخ الإسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية.

في الفصول السابع والعاشر والحادي عشر يفصّل الكاتب حدود الجرعات اليورانية المسموح بها كما يشرح كيفية دخول غبار اليورانيوم الى الجسم البشري والأعراض الناتجة عن التعرّض للغبار المشعّ وصولاً الى تأثيراته الصحية في بيولوجيا الجسم البشري ونشوء التورّم السرطاني. وقد صنّف التـأثـيرات البـيولوجـيّة للإشـعاع النـووي على الكائنات الحية تحـت عنـوانيـن رئـيســين:

أ- تأثـيرات وظـيفـيّة تطـال الخلايـا المـولّدة للـدم وتطـال لـب العـظام، ممـا يعـني انحـرافـاً فـي وظيـفة إنتـاج وتجـديد الـدم، أو بكـلمة أخـرى: لوكيـميـا أو سرطان الدم.

ب- تـأثـيرات جيـنيـّة تصيـب أنسـجة التـناسـل، بحيـث يسـتطيع الإشـعاع النـووي تشـويه برمجة وظـائـفهـا إلى الأبـد ، وينتـقل هذا التشـوّه من جيـلٍ إلى جيـل. هـذا الـخطر يطـال إذن النوع البشري وليـس الجسد المصـاب فقط .

وفي الفصل الثاني عشر يتساءل الدكتور قبيسي عن صلاحية الآلية التي اعتمدتها الهيئة الدولية للحماية من الإشعاع والتي اعتمدت فقط على قياس مدى التعرّض الخارجي، دون الأخذ بالإعتبار نشاط الجزيئات التي باتت رابضة داخل الأنسجة البشرية المعرّضة بفعل التلوّث الإشعاعي لغبار اليورانيوم

ويختم الدكتور قبيسي كتابه بتفنيد الحقائق فيما يخص النتائج التي أعلنها فريق الأمم المتحدة للبيئة في تقريره عن لبنان بعد زيارته لأماكن أثارت جدلاً حول استعمال إسرائيل لصواريخ تَحملُ رؤوساً تحتوي على اليورانيوم المنضّب، وقد استنتج هذا التقرير للأمم المتحدة "عدم وجود أي إثبات لاستعمال إسرائيل أسلحة تحتوي على اليورانيوم". كما وقف مدير هيئة الطاقة الذرية لجامعة الدول العربية في مؤتمر صحافي ناكراً حق التصريح عن قياسات الإشعاعات النووية على أي كان من خارج المؤسسات الحكومية. هنا يتساءل الدكتور قبيسي في كتابه عمّن يحق له التصريح بذلك. وهل يجب ان تُكمّ أفواه العلماء اللبنانيين وإيقافهم عن القيام بواجباتهم العلمية؟ وذلك دفاعاً عن من؟

أما الدكتور قبيسي وفريقه من الباحثين الأوروبيين، فقد وجدوا في عينات ترابية في إحدى حفر الصواريخ وعينات بولية لأفراد تعرضوا لغبار القصف احتواءها على مادة يورانيوم منضب ومخصب، وكان ذلك مباشرةً بعد الحرب.

وينهي الدكتور قبيسي خاتمة كتابه الشيق مستخلصاً بربرية بعض الدول الكبرى التي تدمّر جمالية الحياة بأن يجعلوا الناس مختبراً لأسلحتهم القذرة.

إنه كتابٌ علمي من حوالي 260 صفحة، غني بالصور الإيضاحية والفوتوغرافية الملوّنة، غني بالجداول التوضيحية المفيدة، يدخله الدكتور قبيسي بنفسٍ أدبي وجداني، ويختمه كذلك. كتابٌ مهم ومشوّق ننصح الجميع: الجندي، المقاوم، الطبيب والطالب بقراءته وضمّه الى مكتبتهم.

makobeissi@yahoo.co عنوان الدكتور قبيسي الألكتروني: تلفون متحرك 03 744138

Back Cover of the Book \
Back Cover of the Book \"The Deadly Uranium Dust\"


تعليقات: