خياميات من الذاكرة.. على السكة الصحيحة

صورة من الذاكرة الخيامية.. الرئيس المرحوم أبو عزات كامل الضاوي وبعض أعضاء مجلسه البلدي. وإلى اليمين المرحوم أبو غازي (شاويش البلدية)
صورة من الذاكرة الخيامية.. الرئيس المرحوم أبو عزات كامل الضاوي وبعض أعضاء مجلسه البلدي. وإلى اليمين المرحوم أبو غازي (شاويش البلدية)


إن الهدف من ذكر الماضي ورواياته هو أخذ الدروس والعبر والاتعاظ من قصص الأولين..

كما وإن معرفة ماضينا يجب أن يكون نبراساً لمستقبلنا.

أن يتحول ما يروى من مقولات ليس لها أساس إلا في مخيلة البعض الذي لم يعش تلك الأيام ولكن سمعها من هنا وهناك أو يمكن أن يكون قد اقتبسها من بعض النوادر المنقولة عن القرى الأخرى وخاصة بعد الإنتشار الكثيف مؤخرا للكتب التي تروي تواريخ كل قرية على حدة، مما حفز البعض ان يجعل تلك الاحداثيات مهداً لقصص يحاول أن يقولبها في إطار التراث الخاص ببلدته، فهذا غير محبب جملة وتفصيلا.

أما القصة الأولى فان بدايتها مغلوطة، وأصلها أن أحد فقراء الخيام (الاسم معروف لدينا، لم يكن يملك شيئاً قط من متاع الدنيا) فقد ضاقت به سبل العيش، فأخذته المبادرة لتظاهر بأنه سيحرث الطريق أمام سراي جديدة مرجعيون أثناء مرور القائممقام العثماني، فناده القائمقام حين رآه وسأله من يكون ومن أي قرية جاء وما حاجته؟ ولما عرفه من الخيام، التفت القائمقام الى المرحوم أمين أفندي عبدالله التنوخي وكان حاكم صلح قضاء مرجعيون حينذاك..

وقال له كيف ترضى أن يحتاج أحد من ابناء قريتك؟

أعطه شيئاً يرضيه. فمنحه المرحوم أمين أفندي قطعة أرض معروفة في نواحي منطقة جبلّي من خراج بلدة الخيام، ليزرعها ويعتاش من خيرها، وما زالت هذه الأرض في ذرية ذلك الفلاح الى يومنا هذا.

أما الرواية الثانية فأنها قصة غير دقيقة وسندها منحول من قصص العديد من القرى والبلدات في سوريا ولبنان...

أما قصة سكن بعض أهالي الخيام في بلدة كفركلا، فهذا شأن أخر، لأنه أثناء فترة الانتداب الانكليزي لفلسطين، فأن كثير من أهل الجنوب نزحوا الى فلسطين طلبا للعمل وكانت بوابة الدخول لفلسطين عبر قرية كفركلا الحدودية، فعمرت البلدة وانتعشت وقصدها الكثير من أهالي القرى المجاورة للعمل والعيش بها.

ولا يخفى عن الجميع أن بلدة كفركلا كانت مركز قضاء مرجعيون قبل أن ينتقل المركز الى جديدة مرجعيون بتدبير من المرحوم الحاج محمد الأفندي العبدالله نكاية بخليل بك الأسعد زعيم بلاد جبل عامل في ذلك الزمان، على ما يرويه شيخ الأدب الشعبي المرحوم سلام الراسي في سلسلة كتبه \"لئلا تضيع\". فحري بنا ان نبتعد قدر الامكان عن ما قد يثير النعرات والحزازيات ونربئ بهذا الجيل الذي عايش مرحلة التحرير والحرية، ان نغرس في نفوسهم بذور ما قد يثير الخلاف والشقاق أو النعرات التي عفى عنها الزمن.

موضوع "خياميات من الذاكرة"

تعليقات: