السباحة.. أفضل لصحة الإنسان من صالات اللياقة البدنية

السباحة.. أفضل لصحة الإنسان من صالات اللياقة البدنية
السباحة.. أفضل لصحة الإنسان من صالات اللياقة البدنية


تستهلك السعرات الحرارية وتعزز بنية السباحين العظمية ومفاصلهم

كولون (ألمانيا):

فيما أعلنت وزارة الصحة الألمانية أن 33% من أطفال المدارس الابتدائية الألمانية لا يعرفون السباحة، وأنها تقف عاجزة عن التصدي لهذا القصور الصحي الكبير، فرضت مدينة بازل السويسرية السباحة كدرس إلزامي في المدارس الابتدائية، وأنزلت دائرة التربية والتعليم هناك عقوبات مالية بحق الأهالي المقصرين في ذلك تجاه أبنائهم.

ويكشف الموقفان بعض التناقض في طريقة التعامل مع الأمر، لكنهما يكشفان مدى أهمية السباحة للتلاميذ صحيا. فالسباحة ليست تزجية ممتعة للوقت فحسب، وإنما برنامج رياضي كامل يعنى بصحة جسد الإنسان، بدءا بأعضائه الحيوية وانتهاء بعظامه ومفاصله وعضلاته.

وتشهد المدن الألمانية هذا الصيف رواجا كبيرا للمسابح المفتوحة والمغلقة، التي يفضلها الإنسان لا شعوريا في الحر، على صالات اللياقة البدنية، لكن الأطباء الألمان ينصحون بتغليب هذا الموقف صيفا وشتاءا لأن السباحة أفضل لصحة الإنسان من صالات اللياقة. والقضية بالنسبة للأطباء ليست قضية التمتع بالماء البارد والشعور الجزئي «بانعدام الوزن» خلال الطوفان على الماء، بل لأن السباحة رياضة تحسن صحة الإنسان، سواء كان الشخص يرغب في تخفيف وزنه، فقدان الشحوم، أو كان يسعى نحو الكمال والرشاقة.

برامج للسباحة

* وذكر بورجهارد مينكة، رئيس اتحاد المسابح الألماني، الأستاذ المتخصص في الرياضة، أن الإنسان يشعر بسدس وزنه فقط وهو يطفو سباحة على الماء، ولذلك فإن السباحة أنسب رياضة لتخفيف الوزن بالنسبة للبدناء. ووضع مينكة وزملاؤه طوال شهري الصيف الماضيين نظاما للسباحة، في مختلف الأصناف والأوضاع، وفي تيارات ماء مقاومة مختلفة، كي يتحققوا من فاعلية السباحة على تخفيف الوزن وتقوية جسم الإنسان. وقسم فريق العمل المتطوعين، من مختلف الأوزان، في مجموعتين، دأبت الأولى على ممارسة السباحة ثلاث مرات في الأسبوع، وعملت المجموعة الأخرى على مختلف الأجهزة، لمدة ثلاث مرات أسبوعيا، في صالة للرياضة.

وكانت النتيجة إيجابية واضحة لصالح ممارسي السباحة، إذ فقدوا شحما أكثر من غيرهم، وازدادت لياقتهم البدينة، وتعززت بنيتهم العضلية والعظمية، وزاد عطاؤهم المادي والفكري. والمهم أيضا هو أن ممارسي السباحة لم يعانوا من إصابات وتشنجات تذكر، في حين كثرت الإصابات عند ممارسي الرياضات الأخرى، سواء خلال الركض أو رفع الأثقال.

السباحة تستخدم مقاومة الماء إذن، لتقوية عضلات الجسم ولا تستخدم الأوزان الثقيلة وهذا ما يبعد السباحين عن التشنجات والإصابات. وحرص المدربون في المسابح، أثناء الدراسة، على رفع مقاومة تيارات الماء بالتدريج وهو ما عزز بنية السباحين العظمية، وقوى مفاصلهم. فتيار الماء يعمل هنا مثل جهاز تمريخ طبيعي يقوي العضلات ويقلل توترها في ذات الوقت.

الميزة الأخرى التي تتحدث في صالح السباحة على الأجهزة الموجودة في الصالات الرياضية، هي أن الجميع قادرون على ممارستها، من كافة الأعمار، وحتى الذي لم يمارس الرياضة في حياته مرة، لمدة 30 دقيقة على الأقل ومنذ المرة الأولى. ففي حين تتحكم الأجهزة في سرعة وقوة وثقل الرياضة الممارسة في الصالات، يتحكم الإنسان بسرعة وقوة السباحة ويجنب نفسه التعرض للإصابات.

استهلاك السعرات

* وأحصى مينكة أن السباحة لمدة ساعة واحدة تعني استهلاك 1000 سعرة من الطاقة. وهذا يعني أن السباحة لمرتين في الأسبوع أو ثلاث، ولثلاث ساعات كل مرة، تعني أنه سيفقد آلاف السعرات، يكتسب لياقة بدنية عالية ويتخلص من الكثير من الشحوم.

وينصح الخبير بعدم النزول إلى الماء بمعدة ملآنة وعدم الإكثار من الإحماء. ويمكن للمبتدئ أن يبدأ بالسباحة لمدة نصف ساعة على البطن والرأس نحو الأسفل وهو ما يريح عضلات وفقرات العنق، ثم التحول إلى السباحة على الظهر لمدة نصف ساعة أخرى لإراحة عضلات الظهر وتشنجاته.

والمحبذ هو تكرار هذه التمارين المائية لحين وصول السابح، مع مرور الأيام، إلى مرحلة اللياقة الأولية. ويمكن للمتقدمين أن يتحولوا بين السباحة على الظهر والبطن، والسباحة بطريقة الدولفين، كل 50 مترا لضمان تحريك كافة العضلات والمفاصل. ويأخذ السباح 30 ثانية استراحة، بين كل نوع من أنواع السباحة، للاستراحة وهو وقت غير محسوب ضمن ساعة التمرين.

والمبالغة في السباحة، قوة ومسافة، لا تقل خطرا عن المبالغة في رفع الأوزان أو الركض، وخصوصا على المبتدئين، ولهذا فمن الضروري في البداية مراعاة تعليمات المدرب والتدرج في وقت وشدة السباحة وسرعتها. ويفضل مينكة هنا السباحة لمسافات قصيرة عدة مرات على السباحة الطويلة بقوة ولمسافة طويلة.

وكان علماء نرويجيون قد علموا أطفال من أعمار 2 إلى 7 أشهر السباحة في الأحواض، وقارنوا النتائج بأطفال آخرين لم يتعلموا السباحة. وكانت النتيجة متوقعة وهي أن الرضع السباحين كانوا أكثر ذكاء، وأقوى في مسك الأشياء، وأقل عرضة للأمراض، وسبقوا كافة الأطفال غير السباحين في تعلم الجلوس والوقوف والمشي. ولهذا، ليس من الغريب أن يكون معظم أبطال العالم في السباحة قد تعلموا السباحة في سن تسبق المرحلة الابتدائية.

تعليقات: