«اليونيفيل» تستعيد نشاط دورياتها والاحتلال مستمر في تحصين مواقعه

 دورية لليونيفيل في محاذاة الشريط الحدودي
دورية لليونيفيل في محاذاة الشريط الحدودي


نهائي كأس العالم يتوّج مصالحة تولين بين الأهالي والقوات الدولية..

الحدود الجنوبية:

عكس «لقاء تبنين» التنسيقي عصر أمس، والأجواء الإيجابية التي سادته، بين «اليونيفيل» والجيش والفاعليات، ارتياحاً عاماً على الوضع الجنوبي، شعر به المواطنون الجنوبيون وعناصر «اليونيفيل» على حد سواء. إذ لمست المنطقة الحدودية وأهلها ايجابيةً في المقررات التي اتُخذت. وتأملت القوات الدولية خيراً أيضاً بالحفاظ على علاقات المودة التي أرستها مع السكان المحليين في مناطق انتشارها. فاستعادت نشاط دورياتها المعتاد على الخط الأزرق، بعدما كانت قد حدّت من حركتها في أعقاب الإشكالات الأخيرة التي وقعت في بعض القرى الجنوبية الأسبوع الماضي. في غضون ذلك قامت قوات الاحتلال بتحصين مواقعها المتقدمة على الحدود، لاسيما في موقع تلة مسكافعام المطل على بلدتي عديسة والطيبة الحدوديتين، مروراً بتلة الدواوير في موقع هونين المشرف على مركبا والجوار.

وكانت ورشة أشغال إسرائيلية على تلة رياق المطلة على بلدة كفركلا الحدودية باشرت بتحصين الموقع. كما عملت ثلاث جرافات على إقامة سواتر ترابية وتركيز دشم إسمنتية وغرف مراقبة محصنة في محيطه، بمؤازرة جنود الاحتلال، فيما تولت رافعة عملاقة، تثبيت قاعدة برج معدني دائري ضخم في وسط الموقع، يفوق الـ35 متراً ارتفاعاً، من المتوقع أن يحمل أجهزة اتصال وتنصت، وكاميرات مراقبة دقيقة، وأجهزة تحسس وإنذار متطورة.

الأشغال جرت وسط إجراءات أمنية مشددة، ودوريات كثيفة لجنود الاحتلال على الخط العسكري الحدودي، حيث تولت قوة عسكرية إسرائيلية حماية أعمال صيانة الشريط التقني، ومسح الطريق المحاذية له، وسط انتشار عربات «الهامر» التي تولت مراقبة الجانب اللبناني، فيما سيّرت قوات «اليونيفيل»، بالتنسيق مع الجيش اللبناني، دوريات على الخط الأزرق وبمحاذاة السياج المعدني الفاصل، وعلى الخط الحدودي بين كفركلا وعديسة.

وعند نقطة المراقبة الإسرائيلية في موقع مسكافعام المطل على بلدتي عديسة والطيبة الحدوديتين، تولت جرافة عسكرية أشغال التحصين والتدشيم تحت حماية آلية «هامر» عسكرية، في وقت أعادت قوات الاحتلال تثبيت نقطة مراقبة كانت أزالتها من المكان نفسه في وقت سابق، وهي مجهزة بكاميرات مراقبة مصوبة باتجاه الجانب اللبناني.

وعلى محور الغجر ـ العباسية، سُجل تحرك نشط للعدو الإسرائيلي على الخط الحدودي بمحاذاة السياج الشائك المشرف على مجرى نهر الوزاني. أما «اليونيفيل» فكثفت دورياتها شمال الشطر اللبناني وبمحاذاته، وسيرت بالتعاون مع الجيش اللبناني، دوريات مشتركة في المنطقة، على امتداد الحدود الفاصلة بمحاذاة السياج الشائك، انطلاقاً من محور العديسة – كفركلا، وصولاً حتى محور الوزاني ـ العباسية.

وفي مجال تكريس المصالحة ما بين أهالي الجنوب و«اليونيفيل»، وتتويجاً للقاء المصارحة الذي جرى عصر الخميس الفائت في مركز بلدية تبنين، بين قيادة «اليونيفيل» ومسؤولي السلطات المحلية برعاية الجيش، عُقد عند الثامنة والنصف من مساء أمس، لقاء مصالحة ومصارحة في مبنى بلدية تولين في قضاء مرجعيون، البلدة التي حصلت فيها الإشكالات الأخيرة مع الكتيبة الفرنسية. وشارك فيها قائد الكتيبة الفرنسية قائد القطاع الغربي في القوة الدولية البريغادير جنرال جيوسيبي نيكولا توتا، وقائد الكتيبة الفرنسية الكولونيل ريمي كادابو، قائد اللواء الحادي عشر في الجيش العميد الركن صادق طليس، مسؤول مخابرات بنت جبيل العقيد الركن عدنان غيث، وضباط كبار عن الجانبين اللبناني والدولي، وفاعليات البلدة، وتخللته كلمات لرئيس بلدية تولين حسين عوالي وكادابو.

وبعد اللقاء، وتأكيداً على طي صفحة الأحداث الأخيرة التي أخذت أبعاداً خطيرة، انتقل الحضور إلى ساحة البلدة لمشاهدة المباراة النهائية في مونديال كأس العالم في كرة القدم بمشاركة الأهالي، حيث رفعت الكتيبة الفرنسية شاشة كبيرة لعرض نهائي المونديال بين منتخبي إسبانيا وهولندا.

تعليقات: