العرقوب الى معارك والقرى الدرزية نحو التوافق

معالم المشهد الانتخابي في قرى حاصبيا تتوضح..

حاصبيا:

مع اقتراب موعد التوجه الى صناديق الاقتراع في 23 ايار الجاري لانتخاب مجالس بلدية واختيارية في قرى وبلدات قضاء حاصبيا بدأت تتضح اكثر فأكثر معالم المشهد الانتخابي في هذا القضاء وان اختلفت الصورة بين بلدة واخرى تبعاً لطبيعة وواقع التحالفات في كل منها بحيث باتت محكومة إما بالتوافق وإما بمعارك قد تكون حامية وقاسية اكثر مما يتوقعها البعض·

ففي القرى والبلدات الدرزية في هذه المنطقة باتت الامور وبنسبة كبيرة محكومة بالتوافق الذي دعا اليه كل من رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان بالتعاون والتنسيق مع باقي القوى والاطراف والتيارات السياسية والحزبية والعائلية والدينية وهذا التوافق قطع شوطاً كبيراً في هذا الاتجاه ظهرت معه العديد من المجالس التوافقية بلدياً واختيارياً بانتظار المزيد التي سيعلن عنها خلال اليومين المقبلين وقد تكون جماعية بحسب مصادر انتخابية مسؤولة·

اما في منطقة العرقوب فإن الامور تسير في اتجاه معاكس تماماً بعدما فشلت الجهود والمساعي التي بذلت خلال الاسابيع القليلة الماضية من قبل العديد من القوى والمرجعيات السياسية والعائلية والدينية من اجل التوصل الى صيغ توافقية توفر على هذه المنطقة خضات وتشنجات انتخابية تأخذ بعين الاعتبار خصوصية هذه المنطقة وواقعها الجغرافي الذي كان وما زال يشكل خط المواجهة الاول مع العدو الاسرائيلي المتربص بها شراً على طول تخوم مزارع شبعا وتلال كفرشوبا·

وفي قراءة متأنية وموضوعية للمشهد الانتخابي في العرقوب يمكن الاستناد الى ما يحصل في بلدة شبعا كبرى بلدات المنطقة بحيث يتجاوز عدد سكانها الـ30 الف نسمة فإن الامور تتجه نحو معركة انتخابية حامية الى حد <كسر العظم> وهذا ما يبشر به كثافة المرشحين الذين فاق عددهم بعد اقفال باب الترشيحات الـ100 مرشح بينهم 67 مرشحاً بلدياً و65 مرشحاً اختيارياً سيتنافسون على 18 مقعداً بلدياً و8 مناصب اختيارية واللافت في الامر ان الصراع الانتخابي في هذه البلدة بات عائلياً بامتياز وداخل تحت سقف الواحد في ظل العصبية العائلية والجبية المورثتين منذ زمن قديم الى درجة ان الاحزاب والقوى السياسية التي تتميز بها شبعا ذابت في هذه العائلات وبات قرارها في قبضتها حتى اشعار آخر ·

وانطلاقاً من هذا الواقع فإن البلدة تتجه نحو معركة شرسة بين ثلاث لوائح:

الاولى يرأسها الرئيس الحالي عمر الزهيري مدعوماً من قسم كبير من العائلات الشبعاوية التي وجدت فيه خيارها لاكمال مسيرة الاعمار والانماء التي بدأها في البلدة عبر المجلسين السابق والحالي·

اما اللائحة الثانية فهي برئاسة صهر الزهيري رجل الاعمال محمد احمد صعب الذي يتوق الى خدمة شبعا وانمائها على كافة الصعد وهذه اللائحة مدعومة ايضاً من قبل عائلات ومرجعيات لها ثقلها في شبعا·

والى جانب هاتين اللائحتين تأتي لائحة هيئة ابناء العرقوب وقد تكون غير مكتملة وهي تمثل نسيجاً لا يستهان به من العائلات والقوى السياسية في البلدة·

حماوة الانتخابات في شبعا تفرض على القيمين على هذه اللوائح التكتم على طبيعة التحالفات وعلى اسماء المرشحين وان كان بعضهم بات مكشوفاً بانتظار الوقت الملاذم لاعلان اسماء اللوائح والذي بات موعده قريباً·

رئيس البلدية الحالي عمر الزهيري وصف ما يحصل في شبعا بالامر الطبيعي وقال لقد سعينا منذ اللحظة الاولى من اجل التوافق على صيغة ترضي الجميع اما وقد وصلت الامور الى ما هي عليه نأمل ان يكون التنافس ديمقراطي وحضاري وان تكون مصلحة شبعا فوق اي اعتبار وان يبقى التنافس من اجل الفوز في هذه الانتخابات في اطاره الانمائي فقط وهذا ما اسعى اليه وما مارسته قولاً وفعلاً على مدى المجلسين السابقين والانجازات التي حققناها من مشاريع انمائية وعمرانية وبنى تحتية شاهدة على ذلك·

مسؤول هيئة ابناء العرقوب في شبعا يحيى علي اعتبر ان التنافس الانتخابي سيكون حاداً هذه المرة لانه عائلي بامتياز وما نأمله ان يبقى هذا التنافس ديمقراطياً وبروح رياضية وان يكون التسابق حول انماء البلدة والتعويض عما لحق بها من اهمال وحرمان لعقود طويلة من الزمن·

ولفت علي الى ان لائحة الهيئة قد تكون غير مكتملة وهي مستقلة عن باقي اللوائح الاخرى وهي تضم العديد من الوجوه والنخب من مختلف العائلات والقوى السياسية في البلدة·

من جهته، رجل الاعمال محمد احمد صعب يعتبر ان ترشحه ليس موجهاً ضد احد وجاء نزولاً عند رغبة شريحة واسعة من عائلات شبعا وفاعلياتها السياسية والاجتماعية والدينية، لافتاً الى ان لائحته باتت مكتملة وتضم نسيجاً مميزاً من اصحاب الخبرة والكفاءة في الحقل العام ما يمكنهم من تأمين كل ما تحتاج اليه شبعا من مشاريع انمائية وعمرانية وبنى تحتية مع الاخذ بعين الاعتبار قضية مزارع شبعا والعمل مع الجهات المعنية من اجل استرجاعها لاصحابها الشرعيين ابناء شبعا·

يبقى الانتظار حتى 23 الجاري موعد الانتخابات التي ستحدد فيها صناديق الاقتراع خيارات المواطنين في المجالس البلدية والاختيارية العتيدة·

تعليقات: