نبع الدردارة والأيادي العبثية

صورة تذكارية على الدردارة تجمع المهندس أسعد رشيدي، الرئيس علي زريق، الجنرال الفاريز ، المربي أحمد عطية والكاتب علي عبد الحسن مهدي
صورة تذكارية على الدردارة تجمع المهندس أسعد رشيدي، الرئيس علي زريق، الجنرال الفاريز ، المربي أحمد عطية والكاتب علي عبد الحسن مهدي


.

حساً ما فعلته الكتيبة الإسبانية في مشروعها الإنمائي عندنا في الخيام عندما أعادت لنبع الدردارة جماله بترميم وتعبيد الدائرة الواسعة التي تحيط بالبحيرة والتي ستسمح للمتنزهين بالتجوّل عليها والتنعّم بالراحة.

نبع الدردارة في خراج الخيام معلم كوني، إنه إبن الزمن والطبيعة، إبن الحياة الذي ولد ربما قبل الجنس البشري بحقب تاريخية مدونة في أرشيف الزمن.

جاء الإسبان فأزاحوا عن هذا النبع بعض الإهمال الذي تعرّض له قديماً وحديثاً بتغيير الوجه الزمني له وحجب رؤيته عن المارة وتشويه طبيعته، فعبّدوا طريقاً راجلاً دائرياً حوله، ظناً منهم أنهم ربما بهذه الطريقة، يعيدون لطبيعة الدردارة عذريتها التي مزّقتها أيادٍ محلية بربرية لم تراع حرمة الجمال فشوهت فيها كل خصائصها المميزة وسحرها الرباني..

أنجز الأسبان عملهم الإنمائي الرائع بحفل رسمي شاركت فيه فاعليات المنطقة وألقيت فيه كلمات الشكر والثناء للكادر الإسباني الذي اعتقد أن هذا العمل قد يفيد أهل الخيام وأهل الجوار.. ويشجع السياحة في منطقة مهملة تاريخياً من قبل الدولة.

قريبة جداً من أرض فلسطين المحتلة، لكن مع الأسف فإن ما أنجز من عمل لن يدوم طويلاً لأن الإسبان لم يأخذوا في حسابهم وجود أيادٍ عبثية بيننا، غير حضارية وغير أخلاقية، وأن الخيام ليست قرطبا أو غرناطة أو أشبيليا ولأن من الناس هنا ليسوا كما الإسبان فمن الطبيعي ألا تدوم الهدنة طويلاً بين السحر والجمال وبين البشاعة والقذارة، إذ يجد السائح هنا في هذا النبع أن الحياة ميتة تئن وتتوجع وسط القناني البلاستيكية الفارغة التي رماها بعض المتنزهين "العظماء" فوق الماء ووسط المحارم المتسخة وعظام الفراريج وبقايا الرماد المنتشر هنا وهناك والفحم وكل أنواع القاذورات التي تأنف أن تشمها الكلاب والقطط، ناهيك عن فتاة الخبز وأكياس النايلون التي تطفو على وجه الماء لتشوه هذا الجمال.

فإلى متى سوف تدوم وتستمر هذه الهمجية التي لا وازع لها ولا رادع؟...

وإلى الكتيبة الإسبانية تحية شكر وتقدير وللنخب الذواقة من أهل الخيام وغير الخيام أن يبدوا رأيهم بكلمة يقولونها للمجلس البلدي في الخيام لوضع آلية عملانية كفيلة بوضع حد نهائي لهذه الفوضى واستيعاب هذا الوضع الرديئ.

توقيع كتاب التسلّم والتسليم بين الفاريز وزريق
توقيع كتاب التسلّم والتسليم بين الفاريز وزريق


خلال إلقاء الكلمات في حفل التسلم والتسليم
خلال إلقاء الكلمات في حفل التسلم والتسليم


سيدة خيامية تتنزه مع طفلها على الرصيف الجديد للدردارة
سيدة خيامية تتنزه مع طفلها على الرصيف الجديد للدردارة


تعليقات: