شلاّل الضوء ..


سيد العقول !!..

تحار في مولدك الكلمات .. وأرى القصائد خجلى قاصرة الطرف أمام علياء المقام ! لكنها العقول التي حررتها من أغلال الجمود جاءتك جذلى تزف الحنين وتعلن الفرح ، تحتفي بيوم مولدك الذي مسح عنها غبار الموروث .. وأزاح عنها أقنعة الجهالة .. وأعاد إليها نبض الحياة .. واطلق لها العنان لتتأمل وتكتشف وتبدع .. ولتأخذ بالبشرية إلى معالي الإرتقاء !

سيد القلوب !! ..

على خطو العقول أتت.. تحمل إليك الحب الذي غرسته بذرة فيها يوم كان يضنيها التصحّر !

وأينع حبك فيها فتلاشت أحقاد القبلية .. وقسوة الوأد .. وخمدت نيران الثأر ،، وعرف الناس أنهم شركاء في الإنسانية ، لا فضل لغنيهم على فقيرهم ولا لأبيضهم على أسودهم ولا

لذكرهم على أنثاهم .. وأنهم يتفاضلون بصفاء الروح وتقوى الإله !!..

رسول الرحمة !!..

أبا الفقراء والأيتام .. جليس المساكين .. صديق العبيد ! أي صدر حوى قلباً يتسع الكون حلما وحنانا .. أي كفٍّ تلك التي كانت تلقم الضعفاء .. أي سماحة يا فيض التسامح وأنت تعفو عمن أضرم لك نار حقده .. أي عدالة أصف فيك وأنت ترضى بسوط سوادة وتشكر له العفو عنك !!...

حبيب الله ..

أي أنس ذاك الذي علّم الصبح ترانيم الهيام .. حين استفاقت الشمس تمسح حبيبات الدمع عن وجنات الشجر .. كان يؤنسها ابتهالك في السحر .. حين ترى جنحيك يفترشان الترب في مناجاة الحبيب !.. وجبينك الذي حاكى العلاء علواً معفراً على أعتاب السماء !!..

عذرا ..

عذراً سيدي لجرأة القلم إن حاول الدنو من قدس سيرتك.. ملتمساً عبقاً من الحب ..

لكنه من عذبك يستقي .. ومن معدن نورك يرشف أحرفاً رصعت بتلاوين المهابة والجلال ..

عذرا سيدي عمّن عرفوك ولم يعرفوك.. أو عرفوك ولم يفهموك.. أو من لم يعرفوك ولم يريدوا أن يعرفوك أو يفهموك ..

الشيخ محمد قانصو

كاتب وباحث لبناني

تعليقات: