موسـم «السليقـا» يكتسـح أسـواق الخضـار.. عائلات كاملة تعمل لجمعه من الحقول

 تجمعان « السليقا» من الحقل
تجمعان « السليقا» من الحقل


حاصبيا :

يعتبر العاملون في جمع وتسويق النباتات البرية الصالحة للاستهلاك (السليقا)، ان موسم هذا العام هو الأفضل منذ اكثر من عشر سنوات لجهة الكمية والنوعية. فغزارة الأمطار التي تساقطت باكرا وما تبعها من طقس دافئ، جعل «السليقا» تنبت قبل اوانها وتتكاثر وتنمو بسرعة، ليبدأ موسمها باكرا وقبل اكثر من شهر من موعده، ما اتاح الفرصة للقرويين وعشرات العاملين في هذه المهنة الوفيرة السعي خلف مورد رزقهم، في الحقول والبراري.

والواضح أن «السليقا» دخلت في المجال التجاري بقوة كما يشير العديد من اصحاب محال الفاكهة والخضار في حاصبيا والعرقوب، بحيث شكلت المعلومات والشائعات عن تلوث الكثير من الخضار، والتي تحذر من تناولها العديد من الجهات الصحية المسؤولة، دافعا للإقبال على النباتات البرية حتى بات المستهلك، كما قال التاجر اسماعيل فياض، يسأل عن «السليقا» قبل غيرها «والأهم ان بالنا مرتاح، فنحن نبيع للزبائن ما يشبه الأدوية، انها صحية جدا وتقضي فعلا على امراض متعددة».

عائدة الأحمد من عين عرب تعرض وبشكل يومي الى جانب طريق حاصبيا - مرجعيون، عشرات الأكياس المعبأة بالهندباء والكراث والزويتي والصعتر والجرجير وغيرها من الأنواع, وبات تجار الخضراوات يعتمدون عليها ومثيلاتها للحصول على ما توفر من غلال الحقول والبرية.

وتقول عائدة إن عائلتها المؤلفة من 5 اشخاص تشارك في قطف «السليقا «نقصد البراري والحقول مع ساعات الصباح الأولى, نقطع نباتها الوفير حتى ساعات بعد الظهر, نعرج بعدها ناحية الينابيع او ضفاف الأنهرالقريبة, لتبدأ عملية تنظيف وغسل السليقا ومن ثم توضيبها داخل أكياس كبيرة, تمهيدا لتسويقها حيث التهافت عليها بات لافتا».

أما بالنسبة إلى الأسعار فيقول علي مصلح العامل منذ 7 سنوات في جمع السليقا: « لكل نوع سعر تقريبا, كلغ العلت والعنّي مثلا بـ2000 ليرة, كلغ المشّي بـ1500 والعكّوب بـ1750, لكن بالمفرق السعر يزيد بنسبة 50%تقريبا», ويضيف مصلح بأن افضل انواع «السليقا» ما يتم جمعه من الأرض البور وخاصة من بين الصخور, حيث لم تصل ابدا الأسمدة الكيماوية التي تفسد هذه الأعشاب, علما ان التحويش من السهول المزروعة يلحق بها بعض الملوثات وهذا ما نتحاشاه فعلا, والمستهلك يمكنه التمييز بسهولة بين الأعشاب التي لحقت بها بعض الأسمدة وتلك الخالية تماما, فالأولى تكون كبيرة الحجم ناصعة الخضرة وطرية, في حين تبدو الثانية اصغر حجما ولونها يميل الى الشحوب.

جميل الحمرا صاحب محل لبيع الفاكهة والخضار يشير الى انه يبيع يوميا اكثر من 70 كلغ من هذه النباتات, ويشدد انها مطلوبة وزبائنها الى ارتفاع متفوقة على غيرها من الخضارعلما ان موسمها يستمر حوالى شهرين.

ام وائل سميحة حمدان تعتبر من جهتها موسم السليقا فسحة للاستجمام بين احضان الطبيعة وتقول: «مشوار «السليقا» بالنسبة لي متعة وراحة نفسية, اضافة الى كونه فرصة لجمع وجبة غداء شهية لا تتوفر الا في هذا الموسم, اضافة الى استخدام بعضها في علاج العديد من الأمراض, لا سيما الانفلونزا والسعال والربو والحروق حتى لسع الحشرات».

وبالنسبة إلى علي عليق «رب عائلة من 8 اولاد» فإن موسم «السليقا» يسد جانبا من حاجات العائلة المادية حيث يعمل الجميع في جمع الأعشاب منذ سن الطفولة. ويقول «باتت السليقا مورد رزقنا واكتسبت خبرة بأنواعها وهي «الدردار- المشي - العكوب - الرشاد - الزويتي – العلت - كف الدب - لسان الثور - كف العروس - الكراث - الشمرة - القرقميش - السبينخة - القرة - الجرجير - البقلة - السنينير».

ومن الأعشاب الطبية يعدد الزعتر - القصعين - اكليل الجبل - الهليون - الزوفا - رعي الحمام - الخباز - رجل الدب - عصا الذهب - كيس الراعي - المردكوش - الأقحوان - الحندوق - الشمار.

تعليقات: