بلدية الخيام نموذج ثنائي مريح

امام مبنى المجلس البلديعساف أبو رحال
امام مبنى المجلس البلديعساف أبو رحال


سكانها 20 ألفاً في الصيف وبضعة آلاف في الشتاء..

إذا كان الحضور العائلي فاعلاً في الإنتخابات البلدية في بعض القرى والبلدات الجنوبية، فإن «الخيام» تنفرد بميزة خاصة تتداخل تحت سقف المنافسة كل أنواع الخلافات السياسية والحزبية والعائلية، وهذا ما ترجمته إنتخابات العام 2004 التي أنتجت مجلسا بلديا ضم 18عضواً ترأسه الحاج علي زريق، ولا يخفي أحد من أبناء البلدة وفاعلياتها، أن اللعبة السياسية يتحكم بها فريقان، «أمل» و«حزب الله»، الأقوى سياسياً وشعبياً مع الأخذ بالاعتبار وجود أحزاب أخرى، إضافة إلى العائلات التي تراجعت فاعليتها الإنتخابية قياسا بالسابق.

رئيس البلدية الحاج علي زريق، أوضح أن إنتخابات 2004 أتت بمجلس بلدي فعّال، يعقد جلساته بشكل شبه دائم، حقق إنجازات رائعة خدمت البلدة والشأن العام، وقال:" قبل عدوان تموز كانت البلدية تعنى وتهتم بتنفيذ جملة مشاريع سياحية مثل القرية السياحية والمتحف الحربي في سهل الخيام، إضافة إلى المسح النهائي لأراضي البلدة، إلى جانب مشاريع وأعمال أخرى متعددة من طرق وكهرباء وبيئة وغيرها. عدوان تموز دمّر غالبية منازل البلدة، وكانت أولويات المجلس البلدي إعادة البناء والترميم بتمويل من دولة قطر مشكورة، تمكنت البلدية من إعادة تشغيل غالبية القطاعات بإستثناء المتحف الحربي ومعتقل الخيام. وهي الآن بصدد تدشين معمل فرز النفايات الصلبة برعاية وزير التنمية الإدارية، وهذا المشروع يخدم عشر قرى مجاورة.

احتياجات

أضاف: الخيام بحاجة إلى مشروعين أساسيين: شبكة للصرف الصحي مع محطة للتكرير، وهذا المشروع أنجزت دراساته بإنتظار التمويل. ويتمثل المشروع الثاني بإستكمال الأوتوستراد بين مرجعيون والنبطية ما من شأنه إختصار المسافات. وفي الجانب السياسي رأى أن الإنتخابات هي التي تتحكم باللعبة السياسية في البلدة من خلال وجود أحزاب فاعلة مثل حركة أمل وحزب الله والقومي والشيوعي التي تلعب دورها في الإنتخابات، وعن حركة السكان أشار زريق إلى تفاوت كبير في عدد المقيمين الذين لا يتجاوز عددهم ثمانية آلاف شتاء مقابل 20 ألفا في الصيف، وتتميز الخيام بأنها تعج بالجمعيات الثقافية والنسائية والتعاونيات الزراعية، إضافة إلى الأندية والجمعيات الكشفية.

أين المستشفى؟

هذا غير كاف لتشجيع عودة الأهالي بشكل كامل، فالمنطقة بحاجة إلى وجود مستشفى فاعل والمسألة مهمة وتقع على عاتق الدولة، وتثبيت الأهالي في قراهم مسألة تعود إلى سياسة الدولة الإقتصادية، وشروعها في دعم القطاعات الزراعية والصناعية والسياحية، حيث البلدية لا يمكنها تنفيذ مثل هذه المشاريع أو تقديم الدعم لهذه القطاعات أو توفير فرص عمل للأهالي، وميزانيتها تكاد لا تكفي سد نفقاتها، البلدية تقوم بتشجيع المسائل السياحية وفق الإمكانات المتاحة، لكن عملها يبقى محدودا أمام مهمات الدولة".

انتقادات وإنجازات

من جهته رئيس البلدية السابق وعضو المجلس البلدي الحالي كامل فاعور، قال: "الملاحظات على المجلس الحالي كثيرة بالإجمال، فهو يواجه إنتقادات واسعة من الأهالي، أما الإنجازات فيصعب التحدث عنها بقدر تسيير العمل اليومي وترقيع الأمور، وهذه ملاحظات شخص خاض تجربة في هذا المجال ويعرف دور المجلس البلدي كسلطة تقريرية يجب أن تكون جاهزة لأخذ القرار، مشيرا أن البلدية سلطة محلية تراعي ظروف الناس وتعالجها بشكل منهجي ومنظم، ووصف فاعور علاقته بالمجلس البلدي بأنها متدنية.

بلدية الخيام منذ الخمسينات

أضاف: أول مجلس بلدي في الخيام كان منذ نشوء لبنان في العشرينات، حيث كانت القاعدة تقوم على مبدأ تعداد السكان، والخيام كانت آنذاك تتجاوز الحد الأدنى، في البداية كانت البلديات ملحقة تماما بالإدارة المركزية عبر القائمقام والمحافظ، ثم تحولت لاحقا إلى سلطات محلية على قدر من الإستقلالية، وبلدية الخيام تعاقب عليها عدة مجالس ورؤساء قاموا بأعمال جبارة، حيث المخطط التوجيهي موجود منذ الخمسينات والبلدة تحظى بعناية إدارية بفضل المجالس السابقة. بعد العام 1977 تحسنت قدرة البلديات، وبعد التحرير لم يعد من عائق يحول دون ممارسة البلديات دورها كسلطة فاعلة.

وقال فاعور: على البلديات التفكير بالإنماء الحقيقي من خلال استعادة النشاط الإقتصادي والزراعي والتجاري والحِرفي، وعودة السكان إلى حضن البلدة يحتاج إنماء فعليا، خصوصاً أننا على خط الحدود مع العدو الإسرائيلي الذي لم يتردد في القيام بأي عمل ضد لبنان إنتقاماً من انتصار المقاومة في حرب تموز 2006، لذا يجب تحصين المنطقة سياسياً واقتصادياً. وهنا على البلديات إشراك الجمعيات في نشاطها، لكن للأسف الشديد ومن خلال نظرة عامة خصوصاً في الجنوب الذي يشكل جداراً بوجه العدو الإسرائيلي، نشعر بالحزن حيث معظم البلديات تعمل بشكل عشوائي، وشدد فاعور على ضرورة تطبيق الكلام الذي قاله السيد حسن نصرالله بعد انتخابات العام 2004 حيث قال: "نحن مقاومة نموذجية ويجب أن نبني بلديات نموذجية". وتمنى قيام بلدية نموذجية في الخيام تكون نموذجاً يحتذى به في القرى المجاورة.

وفي الشق السياسي أوضح أن هناك طرفان أساسيان "حركة أمل وحزب الله" يشكلان القاعدة الشعبية العريضة أي ما نسبته 80 في المئة، ولا أحد ينكر الدور الذي تلعبه العائلات بعيداً عن العصبيات العائلية، العائلات الخيامية فيها توجهات مختلفة، ضمن العائلة الواحدة يوجد أشخاص مع حركة أمل وآخرون مع حزب الله وغيرهم مع الأحزاب اليسارية العلمانية، إضافة إلى مستقلين وفاعليات لها تأثيرها في مجالات معينة لكنه يبقى محدوداً، ولفت فاعور إلى أنه يشغل منصب رئيس جمعية "إنماء بلا حدود"، وهناك جمعيات نشطة في البلدة تعمل ضمن امكاناتها المتوافرة، لكن البلدة تبقى بحاجة إلى عمل أكبر من عمل الجمعيات.

النزوح مأساة الخيام

وعن حركة السكان، قال:" المسألة معروفة، كل البلدات الجنوبية تعاني مشكلة النزوح السكاني لعدم وجود فرص عمل خصوصاً للشباب وهذه مأساة كبيرة وجزء من مأساة الأرياف، مشيراً إلى أن الإقتصاد اللبناني "وحشي" همه مراكمة الأرباح، هناك إهمال قديم في الأرياف خصوصاً الجانب الزراعي الذي يمكن وصفه بالعدم بعد غياب النشاطات الزراعية المتعارف عليها في سهل مرجعيون والخيام، البلدة اتسعت عمرانياً لكن المقيمين شتاء لا يتجاوزن الأربعة آلاف، لذا الفجوة كبيرة وهذا ليس حال الخيام وحدها بل غالبية البلدات الجنوبية، وهنا على البلديات أن تلعب دورها في إعادة النشاط من خلال إيجاد مفاتيح لتحريك عجلة التنمية الحقيقية. الأسباب إقتصادية والمنطقة الحدودية يجب أن تكون الأنشط إقتصادياً وعمرانياً، لكن هناك سياسة قائمة رغم تغير الظروف السياسية، والرئيس نبيه بري له دور كبير في التنمية الجنوبية لكن السياسة المتبعة تقضي بترك المنطقة الحدودية".

اللعبة الثنائية

المواطن فايز أبوعباس أوضح أن بلدية الخيام من أقدم البلديات في لبنان، منذ عشرينات أو ثلاثينات القرن الماضي زمن الإنتداب الفرنسي، وقال: "حال الخيام كباقي القرى والبلدات الشيعية يتحكم في اللعبة السياسية فيها حركة أمل وحزب الله وهذا ليس مستغرباً حيث الإصطفاف الطائفي موجود في كل أنحاء لبنان، أما العائلات فيمكن وصف دورها بأنه معدوم لأنها محرومة ومقسومة ضمن البيت الواحد. المجلس البلدي المؤلف من 18 عضوا يواجه مشكلة كبيرة، في أولى جلساته استقال أحد الأعضاء وبقي 17 عضواً، ثمانية منهم إطلالتهم قليلة، وبالتالي لم يتخذ المجلس أي قرار بحقهم وفق قانون البلديات، أما رئيس البلدية فمشكلته أنه غير مداوم يومي، يحضر في المناسبات وفي عطلة نهاية الأسبوع، علما ان الخيام بلدة تحتاج إلى متابعة يومية، ورئيس البلدية ومن خلال موقعه وعلاقاته يمكنه القيام بعمل ما، علماً أنه يؤمّن جزءاً من الخدمات من خلال الجماعات التي تربطه علاقة بهم. وقال: الخيام فيها تنوع سياسي يضم أحزاباً عقائدية مثل الحزب السوري القومي الإجتماعي والحزب الشيوعي اللبناني، أضف إلى هذا مجموعة جمعيات "جمعية نور للرعاية الصحية والإجتماعية" وتعاونيات وأندية. وأشار أبوعباس إلى مراحل التدمير والتهجير وإعادة الإعمار آخرها بعد عدوان تموز 2006 ، مطالبا البلدية بضرورة تبني مشروع الصرف الصحي في البلدة، حيث الجُوَر الصحية تلوث كافة الينابيع في محيط البلدة وعددها يتجاوز 20 نبعاً والسبب في ذلك أن التربة كلسية قادرة على امتصاص ونقل التلوث".

رئيس المجلس البلدي علي زريق
رئيس المجلس البلدي علي زريق


الانتخابات على الأبواب والمفاجات كثيرة
الانتخابات على الأبواب والمفاجات كثيرة


تعليقات: