عندما تتحجر القلوب وتعمى الأبصار

تتعدَّد أوجُه العلاقات بين البشر
تتعدَّد أوجُه العلاقات بين البشر


في القسم الأول من الموضوع ابرزت بعض العناوين للعناصر الأساسيه لعلاقات البشر فيما بينها وكنت قد تناولت عنصرين اساسيان هما القلب والعقل واللذان من خلالهما نستطيع ان نتحكم بحركة التعاطي مع الآخرين وفي الوقت نفسه نستطيع أيضاً أن نحكم على نتائج هذه الحركة ما إذا كانت سلباً أم ايجاباً وعلى اساس ذلك يبنى على الشيء مقتضاه..

نعم من هاتان الكلمتان ( الشيء ومقتضاه ) اوَّدُ الدخول في الجزء الثاني للموضوع :

أن العلاقات بين البشر وحركة التعاطي فيما بينها مبنيه على الفعل وردة الفعل وللفعل وردة الفعل يوجد إتجاهين الأول عندما يكون فعل الأنسان مع الطرف الآخر ايجابياً المنطق الغريزي يقول أن ردة الفعل يجب أن تكون ايجابيه اي بمعنى آخر (التحيه يرد عليها بأحسن منها )..

والثاني عندما يكون فعل الأنسان مع الطرف الآخر سلبياً والمنطق الغريزي أيضاً يقول أن ردة الفعل يجب أن تكون سلبيه اي بمعنى آخر ( الأساءه يرد عليها بالأسائه )..

هنا يبرز التباين بين عقول وقلوب البشر عندما تقوم بالفعل وردة الفعل فيما بينها في هذه اللحظه يبرز مفهوم الحياة لدى البشر وهنا فقط ترى او لا ترى ثقافة تهذيب النفس وحسن الخلق الروحي والأجتماعي ونضاجة العقل وطهارة القلب..

ولكن الشيء المؤكد في هذه الدنيا الفانيه هو أن الأنسان الذي يمتلك من الأيمان بالله عزّ وجل وتهذيب النفس والأخلاق الحميده والعقل الراجح بحكمته والقلب الذي لا ينبض إلا بالطهاره مايكفي لا يستطيع إلا أن يكون ايجابياً مع الآخرين حتى وأن اراد في لحظة ما أن يكون سلبياً نتيجة تعرضه لفعلٍ ما سلبي من طرف ما لا يستطيع مهما حاول الأيحاء بذلك للآخرين لأن الصفات السالفة الذكر تمنعه لأن الطبع يغلب التطبع ولو بلحظة غضب..

والشيء المؤكد أيضاً في هذه الدنيا الفانيه هو ان الأنسان الذي لا يمتلك الحد الأدنى للصفات السالفة الذكر لا يستطيع إلا أن يكون سلبياً وذلك بسبب إبتعاده عن مفهوم الحياة الذي أنزله الله بكتابه المحكم على سيد المرسلين محمد (ص) واستبدله بمفهوم آخر الا وهو الغرور بالنفس والتعالي بالتعاطي مع الآخرين بغض النظر عن مكانته الأجتماعيه والأكاديميه في المجتمع..

لأن الخلق الحسن واحترام النفس وتهذيب اللسان وطهارة القلب والتواضع في الحياة لا تتوافر عند البشر الا من خلال التربيه الصالحه المستمده أسس عناصرها من سماحة ورفعة وسمو ديننا الحنيف ألا وهو الأسلام على أن تبدأ من تربية البيت أولاً ومن ثم تخرج بها الى المجتمع لتتفاعل داخله مع الآخرين وبمقدار مايكون الفرد محصن بثقافة التربيه الصالحه يكون المجتمع صالح فيما بين أفراده وبمقدار مايكون الفرد مبتعد طوعاً عن اسس عناصر هذه الثقافه تجده

دائماً انسان مزاجي وسلبي بكل المقاييس لحركته بالحياة اكان على المستوى الشخصي مع أفراد

عائلته او على مستوى علاقاته مع الآخرين بالمجتمع أضف الى ذلك أن هذا الأنسان يدري او لايدري ان حركته السلبيه هذه ستنعكس حكماً على افراد عائلته بنشأتها الأولى لأن الفرد باية أسره كان يتأثر بالفطره والغريزه برب هذه الأسره والشيء الأخطر بهذا الموضوع أن يتعمد

الأهل تنشأة أولادهم على ذلك دون الأنتباه والأدراك الى ما ستؤول اليه الأمور لاحقاً أكان على

علاقات الأسره فيما بينها او على علاقة أفراد هذه الأسره مع محيطها بالمجتمع..؟ لأن الأنسان

باية أسره عاش وترعرع ستكون صفاته التربويه والأخلاقيه والأجتماعيه والأنسانيه امتداد ً طبيعياً لكل ما ورثه من تلك الصفات وبدوره سيورثه الى أفراد اسرته في المستقبل وهكذا دواليك.؟

من هنا أدعو نفسي وكل فرد بمجتمعنا هذا لنكون شاكرين ومحافظين على أنعام الله علينا والتي لا تعد ولا تحصى وعلى رأس هذه النعم العقل والذي لا يحب الله إلا أن يراه منارة مضيئه لعبده يشع منه كل ما هو خير له ولأسرته ولمن حوله بما يرضيه سبحانه وتعالى ويرضي ضميره ليكون نعمه دنيويه قدر المستطاع وزاده للآخره والذي سيكون هناك بانتظاره يوم لاينفع مال ولا بنون وبقد ر ما يكون هذا الزاد غنياً برضاء الله يكون العبد هادئاً مستكيناً..؟

وأخيراً وليس آخراً لا يسعني إلا التوجه بالدعاء الى الله العلي القدير أن يعيننا على عمل كل خير فيما بيننا وان يجنبنا المعاصي والكبائر التي تغضبه وان تكون حسناتنا في الميزان ارجح من سيئآتنا وأن يصلح فيما بيننا بعد أن ساء حالنا بمجتمعنا وأن يجعلنا القدوه الصالحه لذريتنا من بعدنا وان تظللنا بعافيتك يا ولي العافيه وأن تنور عقولنا لما هو خيرُ لنا وتغسل وتطهر قلوبنا من كل حقد وبغضاء فيما بيننا واجعل النوايا حسنه بجميع أعمالنا اللهم ثبتنا وثبت أقدامنا على كل ما يرضيك في هذه الدنيا وارحمنا يا ارحم الراحمين يا الله.

تعليقات: