قياس الإشعاعات المنبعثة من غازات الرادون في الخيام

لقاء الدكتور محمد علي قبيسي مع الجمعيات المدنية وفعاليات أهلية وتربوية في بلدة الخيام
لقاء الدكتور محمد علي قبيسي مع الجمعيات المدنية وفعاليات أهلية وتربوية في بلدة الخيام


جزء من مشروع قياس غاز الرادون Rn222 في البيوت السكنية في لبنان..

أ- مقدمة في الخيال العلمي

عندما يمتد بك الخيال حتى يصل إلى أطراف المجرة , تقف أمام النجوم التي تكوّنت فيها جذور حياتنا. هنا يقف العقل حائراً أمام وجودنا, وإذا به يربط تكويننا على هذه الأرض بتلك النجوم والسدم التي خلقها الله في رحاب هذا الكون. فعلى الأرض وجدنا, ومن ترابها تكوّن الجسد البشري الذي نفخ الله فيه من روحه, لكي يتجاوز هذا الجسد أخطار محيطه المادي. فبكلمة "كن" الإلهية ولدت الشمس ومعها الأرض التي ابتلعت في أعماق رحٍمها المواد المشعة،التي تدمر خلايا الحياة, ومهّدت بذلك لبقائنا نحن على وجه هذه الأرض المعطاءة. لقد أغرقت اليد الألهية هذه المواد في أعماق جسد الأرض لتبقى بعيدة عن إفناء وتدمير ينبوع الحياة فينا. وبذلك تكون الأرض الأم قد مهّدت لنشوء خلق الإنسان، الذي سيتولى بعد ذلك بناء الحضارة ومجدنا الفكري.

ب- إشعاعات اليورانيوم والعناصر المشعة الناتجة عن انحلاله

نعم، هكذا بنينا الحضارة، غير أن أيدينا إمتدت إلى رحم أمّنا الأرض واستخرجت منها المواد المشعة لكي نبني قصورنا وبيوتنا وحروبنا, غيرعابئين ما يمكن أن نتعرض له من الأشعاعات النووية الصادرة، مثلاً، عن معدن اليورانيوم ومولّداته. هذا المعدن، والعناصر المشعة الناشئة عنه، يمتد وجودها في كل مكان في القشرة الأرضية، حيث التعرض لأشعاعاتها تكوِّن مصدراً لنشوء الأمراض السرطانية. إن أهم المواليد الناتجة عن إنحلال اليورانيوم هو عنصر الرادون المشع، حيث ثبت علمياً بأن إشعاعاته وتلك الناتجة عن اليورانيوم تسبب مرض التورم السرطاني.

إن عنصر الرادون هذا هو غاز ليس له طعم ولا رائحة ولا لون, له القدرة على اختراق طبقات الأرض, داخلاً إلى البيوت السكنية بشكل دائم، ليدخل بذلك إلى رئة الإنسان عن طريق التنفس, حيث تقصف إشعاعاته خلايا الرئة وتدمرها، مسببة بذلك نشوء التورم السرطاني في هذا العضو الحيوي للإنسان.

هذه الظاهرة المرضية، الناتجة عن تنفس الرادون، دفعت الكثير من الباحثين والعلماء في العالم, وخصوصاً في الولايات المتحدة, بالقيام بأبحاث علمية وذلك برصد وقياس غاز الرادون في داخل البيوت السكنية, والمدارس, والمستشفيات, وقياس الأشعاعات في مواد البناء. وبناءً على نتائج تلك الأبحاث تقدم الهيئات العلمية التوصيات الضرورية لأصحاب السكن لمعالجة وتحاشي الضرر السرطاني الذي ينتج عن وجود هذا الغاز في داخل بيوتهم السكنية.

أما في لبنان في موضوع هذه الابحاث حول غاز الرادون المشع وكثافته في البيوت السكنية غير موجودة, مما دفع مجموعة من الباحثين بتأليف فريق بحث علمي لقياس المواد المشعة، كاليوارنيوم ومولَّداته, ومنها غاز الرادون.

هذا الفريق يتألف من:

1- الدكتور محمد علي قبيسي: باحث في العلوم النووية و عضو مجلس إدارة في المجلس الوطني للبحوث العلمية، الباحث الرئيسي للفريق.

2- الدكتور إبراهيم رشيدي: عضو هيئة تدريس متفرغ في كلية العلوم في الجامعة اللبنانية.

3-الدكتور عمر الصمد: باحث في الإشعاعات في هيئة الطاقة الذرية التابعة للمجلس الوطني للبحوث العلمية.

4- الدكتور علي عطوي: باحث في العلوم البيولوجية في هيئة الطاقة الذرية.

قام هذا الفريق بتقديم مشروع بحث علمي إلى المجلس الوطني للبحوث العلمية للقيام بقياسات ورصد كثافة غاز الرادون وإشعاعاته.في البيوت السكنية في لبنان, بدءً ببلدة الخيام في الجنوب اللبناني. وقد وافق المجلس مشكوراً على الدعم المادي واللوجستي لهذا المشروع الذي ستُنفّذ تحليلات وتقييم نتائج هذا البحث في مركز هيئة الطاقة الذرية التابع للمجلس.

وتمهيداً لتنفيذ هذا المشروع قام رئيس الفريق الدكتور محمد علي قبيسي والدكتور إبراهيم رشيدي بزيارة بلدة الخيام بتاريخ 9 كانون الثاني 2010 حيث التقى الفريق أثناء هذه الزيارة برئيس بلدية الخيام السيد الحاج علي زريق والدكتور كامل مهنا، مدير عام مؤسسة عامل، كما جرى لقاء موسع في مركز موقع خيام دوت كوم ضمّ مسؤولي عدة جمعيات مدنية وفعاليات بلدة الخيام من أطباء وبعض المدرّسين في مدارس المنطقة.

ففي هذه الزيارة أبدى رئيس البلدية، الحاج زريق، كامل استعداده، وبالتشاور مع أعضاء البلدية، لتسهيل عملية قياس غاز الرادون في داخل البيوت السكنية وقياس عناصر المواد المشعة خارج هذه البيوت.

أما في اللقاء مع الدكتور مهنا فقد كان الترحاب لتنفيذ هذا المشروع كاملاً، وخصوصاً ما يتعلق بصحة المواطنين الذين يتعرضون لإشعاعات غاز الرادون داخل بيوتهم. في هذا اللقاء أبدى الدكتور مهنا، مشكوراً، استعداده ً بأن يعتبر نفسه واحداً من الفريق لتسهيل عملية المشروع، وخلق الوعي والثقة بين المواطنين، والعمل بكل ما يلزم للحفاظ عليهم من تأثير الإشعاعات على صحتهم ومعالجة وجود أي مستوى إشعاعي لليورانيوم في بيوتهم ومحيطها.

أما في لقاء الجمعيات المدنية والفعاليات البشرية في بلدة الخيام ومحيطها، التي دعا إليها رئيس جمعية منتدى المرج للتنمية وحماية البيئة المهندس أسعد رشيدي, فقد دار النقاش حول كيفية تنفيذ القياسات للمواد المشعة وغاز الرادون في البيوت والأضرار الصحية الناتجة عن التعرض لهذا الغاز ومولداته. فقد أبدى المجتمعون انفتاحاً معنوياً لتنفيذ قياس الإشعاعات في البلدة. لقد كان هذا اللقاء بناءً, كما أبدى الحاضرون إهتمامهم بتنفيذ هذا البحث العلمي، مما يدل على وعي وإنسانية الحاضرين نحو إخوانهم من أفراد المجتمع. وستقام ندوة نهار السبت بتاريخ 30 كانون الثاني 2010 في بلدة الخيام، سيدعو إليها رئيس جمعية منتدى المرج للتنمية وحماية البيئة, المهندس أسعد رشيدي, حيث سيقوم الدكتور قبيسي مع فريقه في تلك الندوة بعرض مفصل حول مفهوم ماهية غاز الرادون وكيفية قياسه ونتيجة العوارض الصحية التي تسببها إشعاعاته على المواطنين في داخل بيوتهم السكنية.

كما أبدى في هذا اللقاء أحد الحاضارين، السيد رضا شمعون، إستعداده مشكورا في العمل الميداني والإجتماعي مع فريق البحث.

رغم جديّة الموضوع.. لم يخلو اللقاء من الأجواء المرحة
رغم جديّة الموضوع.. لم يخلو اللقاء من الأجواء المرحة


جانب من الحضور
جانب من الحضور



تعليقات: