عيد الغطاس دائم في حاصبيا


حاصبيا:

هناك وجبات وحلويات تُحضّر مرة واحدة في السنة (الأخبار)هناك وجبات وحلويات تُحضّر مرة واحدة في السنة (الأخبار)لكل عيد طقوسه هنا في القرى، رغم التآكل الذي خلّفته المدنية في تلك الطقوس، إلا أن جزءاً منها ما زال عالقاً في الوجدان الشعبي، تتناقله أجيال وأجيال. وعيد الغطاس، الذي خصه مارون عبود بحكاية من حكاياته، ربما كان الأكثر التصاقاً بالتقاليد الريفية. لا يمكن الفصل بين العيد وملحقاته، فهناك وجبات وحلويات تُحضّر مرة واحدة في السنة، لارتباطها بمناسبة معينة أو لرمزيتها الدينية. وفي منطقة حاصبيا تنعكس أجواء عيد الغطاس على مختلف نواحي الحياة، وترتبط وجبة «الزلابية» بهذه المناسبة حصراً، لذا يتم تحضيرها وتناولها مرة واحدة في السنة: 6 كانون الثاني من كل عام. وتقول نعيمة البسيط 90 عاماً: «زلابية الغطاس هي عجينة مصنوعة من طحين وسكر وزيت وسمسم، ويلقى بعض العجين بالزيت فيغطس أولاً ثم يطفو بشكله الجديد، ما يشير إلى أنه رمز من رموز الغطاس» كما تقول إن هناك اعتقاداً أن كل الأشجار سجدت ليلة الغطاس لمرور السيد المسيح، باستثناء شجرة التوت (أو التين؟) لذا يحل حرق حطبها في هذه الليلة، وهذا التقليد ما زال سارياً حتى يومنا هذا». وليلة الغطاس كليلة القدر لدى المسلمين، فيها تهبط الملائكة إلى الأرض لسماع أماني المؤمنين وتحقيقها. ومن هنا ترتبط بهذه الليلة طقوس أوضحها مصدر كنسي في مطرانية مرجعيون للروم الكاثوليك، وقال: «لا يمكن الفصل بين عيدي الميلاد والغطاس، لارتباط المناسبتين بعضهما ببعض ومن التقاليد المتبعة في حاضرنا، توضع عجينة على غصن شجرة زيتون، فتختمر ليلاً رغم برودة الطقس، تؤخذ العجينة المختمرة وتستخدم لتخمير العجين طوال السنة، وكان الأقدمون يضعون قطعة نقدية وسط العجينة المذكورة لتتبارك وتوضع بين النقود ليباركها الرب.

تعليقات: