مقتل 109 أشخاص على الاقل في حريق بملهى ليلي في روسيا

منقذون وسط جثث لضحايا الحريق - صورة لرويترز
منقذون وسط جثث لضحايا الحريق - صورة لرويترز


بيرم (روسيا)-

قتل 109 أشخاص على الاقل وأصيب 134 شخصا اخرين عندما اندلع حريق بسبب عرض للالعاب النارية في ملهى ليلي روسي مزدحم مما تسبب في تدافع عندما حاول رواد الملهى الفرار من سحب الدخان الاسود السام.

وبدأت الكارثة أثناء عرض للالعاب النارية في ملهى ليم هورس في مدينة بيرم الروسية في وقت متأخر من يوم الجمعة عندما اشعلت شرارات النيران بكساء الجدران والسقف خلال الاحتفال بالسنوية الثامنة لانشاء الملهى.

وبينما هرع رواد الملهى الى الخارج عبر الباب الوحيد اختنق العشرات منهم ودهسوا تحت الاقدام حتى الموت. وقال أطباء ان كثيرين من الناجين يرقدون في المستشفيات بين الحياة والموت بمساعدة أجهزة التنفس الصناعي وان بعضهم مصاب بحروق بنسبة تزيد عن 60 بالمئة.

وأرسل عدد من المصابين باصابات شديدة الى موسكو.

وقالت ناجية بدون اصابات من حريق الملهى عرفت نفسها باسم سفيتلانا لرويترز " كانت النيران تمسك بكل شيء بسرعة جدا كأن كل شيء كان مصنوعا من القش لقد حدث الامر في ثوان... ولم نتمكن جميعا من الخروج وكان الجميع يتدافعون من كل جانب."

وأمر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف باعلان الاثنين السابع من ديسمبر كانون الاول يوما وطنيا للحداد وطالب بعقوبة مشددة لملاك الملهى الليلي الذين قال انهم تجاهلوا أكثر من تحذير من مفتشي الحرائق بأن المكان غير امن.

وقال ميدفيديف للوزراء في اجتماع نقله التلفزيون مهاجما ملاك الملهى لعدم تصرفهم بسرعة بعد وقوع الكارثة "انهم يفتقرون للعقل والضمير."

وشاهد مصور رويترز في بيرم التي تقع على بعد 1150 كيلومترا شمال شرقي موسكو مجموعات من أقارب الضحايا وهم يتدفقون على مشرحة محلية لتحديد هوية الضحايا. وكان اخرون يبكون أو يدخنون بتوتر وهم ينظرون في القوائم التي تحمل أسماء من لاقوا حتفهم.

وقالت وزارة الطواريء ان اكبر الضحايا سنا يبلغ من العمر 44 عاما واصغرهم 21.

وقال ميدفيديف"هذا ليس قتلا مدبرا لكن ذلك لا يقلل من فداحة الجريمة."

وقال راشد نورجالييف وزير الداخلية انه لا يوجد دليل على وجود قنبلة. وقال ممثلو ادعاء روس انه تم القبض على خمسة موظفين في الملهى من بينهم مالك الملهى وشركاء له للشك في خرقهم لقواعد الحماية ضد الحريق وبتهمة القتل غير العمد.

وانحى ساكن محلي من بيرم شاهد رجال الاطفاء وهم يخرجون الناس الذين احترقوا من الملهى باللائمة على الفساد.

وقال الرجل الذي ذكر اسمه الاول فقط اوليج "كما هو الحال دائما في روسيا هناك انعدام للمسؤولية ورشوة."

واضاف "يتعين التوصل لمفتش الحرائق الذي اعطى تصريحا لهذا الملهى ولماذا اعطاه التصريح."

واظهر تصوير بالفيديو للكارثة حشدا مبتهجين خلال احتفال عندما قال مذيع فجأة "سيداتي سادتي المكان يحترق غادروا القاعة. تحركوا في صف."

واظهرت الكاميرا عندئذ النيران وهي تستعر في سقف الملهى الذي تبلغ مساحته 500 متر مربع. وتحرك بعض رواد الملهى ببطء الى مخرج ضيق في حين كان البعض لا يزالون يحتسون المشاريب ويدخنون.

وبعد لحظات قلائل حدث تدافع عندما ملا الدخان الاسود الكثيف القاعة وهرع الحشد الذي يضم اكثر من 200 شخص مسرعين في محاولة للهرب.

وبعد قليل من اندلاع الحريق كانت عشرات من الجثث المتفحمة مكدسة على الرصيف خارج الملهى بينما قام المسعفون بنقل الجرحى في سيارات اسعاف.

وأنحى مسؤولون روس في السابق باللائمة في سقوط اعداد كبيرة من القتلى على ضعف معايير الامان عندما وقعت حرائق في ملاجيء أيتام ومستشفيات وغيرها من المؤسسات. وتشير احصاءات حكومية الى أن أكثر من 15 ألف روسي لاقوا حتفهم في حرائق في الاعوام الماضية.

وأعلن الكرملين يوم السابع من ديسمبر كانون الاول يوم حداد في روسيا تنكس فيه الاعلام بمختلف انحاء البلاد. وتستمر حالة الحداد ثلاثة أيام في بيرم وهي سادس أكبر مدينة روسية ويبلغ عدد سكانها 1.2 مليون نسمة.

تعليقات: