زيبار الزيتون يسبّب خلافاً بين البلديات وأصحاب المعاصر

 مصفاة لفصل الزيت عن الزيبار ــ عساف بورحال
مصفاة لفصل الزيت عن الزيبار ــ عساف بورحال


بدأ موسم صناعة زيت الزيتون في قرى حاصبيا والعرقوب. قد لا يبشّر هذا العام بالخير، فعدا عن الأمراض التي تفتك بحبّات الزيتون، نتيجة انتشار حشرة ذبابة البحر المتوسط، التي تعمل على خفض نسبة الزيت في ثمار الزيتون، وإحداث نقص في جودة الإنتاج المعدّ للكبيس، جاءت شكوى بلديات المنطقة ووزارة البيئة، بالتعاون مع القوى الأمنية، من معاصر الزيت لتزيد الطين بلّة. وتطالب هذه الشكوى أصحاب معاصر المنطقة بإقامة حفرٍ بجانب كل معصرة لاستيعاب زيبار الزيتون. وعلى هذا الأساس، وبحسب أصحاب الشكوى، تعالَج هذه الأزمة من خلال تبخّر الزيبار تحت أشعة الشمس، أما السبب؟ فهو بحسب رؤساء بلديات تلك المنطقة أن رمي أصحاب المعاصر للزيبار في مجرى نهر الحاصباني يؤدّي إلى تلوّث مياهه، بحيث تصبح غير صالحة، حتّى لريّ الأراضي الزراعيّة. قبل هذا التبليغ، كان أهالي مناطق حاصبيا والعرقوب يعيشون أسوأ أيّامهم مع بداية موسم معاصر الزيتون. يرفعون الصوت عالياً لإنقاذ مشروعاتهم الزراعية من المياه الملوثة بسبب بقايا الزيتون. ليس هذا فحسب، فأكثر من 30 معصرة للزيتون يُضطرّ أصحابها إلى رمي الزيبار في المجرى للتخلّص منه، فيؤدي هذا “الرمي العشوائي” إلى إبادة الأسماك في مياه النهر، وتلويث البيئة عموماً. وتتفاقم هذه المشكلة كل عام مع ازدياد عدد المعاصر التي تنبت كالفطر في تلك المنطقة، ولم يعد ممكناً إلغاء دورها، لما تمثّله من عصب أساس في عملية إنتاج الزيت في منطقة تعدّ غنية بزراعة الزيتون.

يمكن الاستفادة من الزيبار سماداً للتربة، إذ يحتاج الدونم الواحد إلى 8000 ليتر منه

صرخة التلوّث في منطقة حاصبيا تبقى بعيدة عن الحل الجذريّ، لغياب الدراسات الجدية من جانب الجهات المختصة، وفي هذه الحالة، يُلقى اللوم على عاتق أصحاب المعاصر، الذين لا حول ولا قدرة لهم على إيجاد حل يرضي ويراعي القواعد البيئية ولو في الحد الأدنى. وفي هذا الإطار، يقول أسعد متى صاحب معصرة في بلدة كوكبا: “إن وزارة البيئة عمّمت وحذّرت من رمي زيبار الزيتون في مياه الحاصباني، داعيةً إلى إقامة حفر أو خزّانات له، لكن هذا لا يكفي لحل الأزمة”. ورأى متّى أن “الخزانات التي توصي بها الوزارة مهما كانت سعتها، لا يمكنها استيعاب مخلّفات معصرة عادية في موسم عادي”. ويتابع متّى شكواه: “هذا الحل يسهم في حلّ نصف الأزمة، وتبخّر نصف كمية الزيبار، إذ إن أصحاب المعاصر يُجبَرون على تفريغ الباقي في مكان آخر غير مجرى الحاصباني، وهذه مشكلة جديدة لأن التلوث سيبقى قائماً”.

ورأى عصام نور الدين، صاحب معصرة في بلدة الهبّارية، “أن الوزارات المعنية هي المسؤولة عن إيجاد حل، من دون إعطاء اقتراحات غير مفيدة”.

أما رئيس بلدية حاصبيا، كامل أبوغيدا، فقدّم وجهة نظر أخرى: “قالها خبراء طليان”، وتقوم على “أنه يمكن الاستفادة من الزيبار كسماد للتربة والزراعة، حيث يحتاج الدونم الواحد إلى 8000 ليتر من الزيبار”. ولفت إلى أن “أول تجربة هذا الموسم ستجري على قطعة أرض أملكها”، مشيراً إلى أنها “قد تكون أفضل طريقة لحل الأزمة”.

تعليقات: