جنبلاط يصالح «القومي» ويلتقي وهاب

جنبلاط ووهاب وتيمور مع الشيخ الصايغ
جنبلاط ووهاب وتيمور مع الشيخ الصايغ


- لنذهب إلى عمقنا العربي سوريا ووحدة الجبل تتعزز بالتنوع..

صوفر:

دعا رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط إلى أن «نذهب إلى العمق العربي الواسع، سوريا، ومن خلالها العالم العربي». ورأى انه «إما مجنون أو متآمر كل واهم بإمكانية الوصول الى تسوية او صلح او سلم، او قيام دولة فلسطينية مع اسرائيل»، ودعا الى فتح بوابة رفح، قائلا «فلتفتح بوابة رفح، وحدها تستطيع ان تعيد مصر الى عمقنا العربي والتاريخ».

فقد استكملت مراسم المصالحة أمس بين الحزب التقدمي الإشتراكي والحزب السوري القومي الاجتماعي في «القصر البلدي» في صوفر ـ قضاء عاليه، بحضور رئيسي الحزبين رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط يرافقه نجله تيمور، ورئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، عضو اللقاء الديموقراطي النائب أكرم شهيب، الوزير علي قانصو، رئيس المجلس الأعلى للحزب السوري القومي الاجتماعي محمود عبد الخالق، النائب السابق فيصل الصايغ، رئيس الحركة اليسارية اللبنانية منير بركات على رأس وفد من الحركة، مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الزميل رامي الريس، نائب مفوض الشؤون الداخلية في الحزب التقدمي الاشتراكي فاروق الأعور، وكلاء داخلية الحزب التقدمي في الجرد زياد شيا، المتن هادي أبو الحسن، عاليه الأولى عماد ضو، عاليه الثانية وسام القاضي، الشويفات خالد صعب، منفذ عام الغرب في الحزب السوري القومي الاجتماعي ومسؤولي المناطق في الحزب وقياداته، الشيخ حمزة الكوكاش على رأس وفد مشايخ مؤسسة العرفان التوحيدية، الشيخ أكرم الصايغ ممثلاً المرجع الروحي الشيخ أمين الصايغ، رئيس بلدية صوفر رامز شيا ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات روحية حزبية، نقابية، وتربوية، إعلامية واجتماعية.

حردان

بدايةً، كانت زيارة قام بها جنبلاط للنائب السابق فيصل الصايغ، انطلق الوفد بعدها إلى القصر البلدي حيث اقيم احتفال بالمناسبة، تحدث فيه النائب حردان فقال: «خضنا معاً وإلى جانبنا سائر القوى الوطنية معارك الدفاع عن وحدة لبنان، وتقاسمنا كمقاومين الخندق الواحد والوجع الواحد والفرح الواحد، في الرؤية الوطنية المتصدية للعدو الصهيوني، في كل قرية وبلدة دفاعا عن عنفوان الجبل وحفاظاً على ثوابت لبنان في الحرية والكرامة والغد الافضل، وما إسقاط اتفاقية 17 أيار الخطيرة والمذلة التي حاول العدو الاسرائيلي ومن وقف معه فرضها على لبنان، وما إسقاطها وفك حصار بيروت الا التجسيد العملي لمسار جاد، معمد بالدم في سبيل إقامة دولة المواطنة الحقيقية ودولة الحرية».

إضاف: «نحن نحفظ كل هذا ايها الرفاق في الحزب التقدمي الاشتراكي، وأيها الاهل في الجبل، نحفظه وإياكم ويحفظه كل اللبنانيين، ممارسة لا شعاراً، لاننا مؤمنون ان وحدة الجبل هي حجر الزاوية في وحدة لبنان الذي يريد له أعداؤه ان يغرق في متاهات الشرذمة والتفتيت، كما اننا مؤمنون بإسقاط كل مشروع معاد يستهدف النيل من وحدة لبنان، او التلاعب بهويته او سلخه عن محيطه الطبيعي، او استخدامه منصةً للتآمر على مكامن القوة في بلادنا، وفي طليعتها معادلة المقاومة، ولنا في تاريخ شعبنا عِبر مجيدة من التصدي المتواصل لمشاريع الانتداب والاحتلال والاستعمار، واللبنانيون لا يتنكرون للحقائق، وكما انهم لا ينسون مساهمة الثورة الفلسطينية في مواجهة العدو، لا ينسون ايضاً ان سوريا وقفت الى جانب لبنان، كل لبنان الوطني في مختلف المحطات الصعبة، ويتذكر اهل الجبل كيف استبسل الجنود السوريون خلال الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، على محور عين زحلتا وعين دارة بهدف منع قوات الاحتلال من قطع طريق الشام الضاربة جذورها في عمق التاريخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي، والتي هي طريق حياة للبنانيين وشرايين تواصل وتفاعل، كما استمرت سوريا في احتضان المقاومة التي تمكنت عام 2000 من دحر الاحتلال، وساعدت على صمود لبنان، وشرعت ابوابها وقلبها لاحتضان اللبنانيين في كل المراحل والمحن التي مرت على لبنان، والتي كان آخرها حرب 2006، حين تجلى تكامل الجيش والمقاومة والشعب في لبنان، ليحولوا التضحيات الى عطاءات، والصمود الى انتصار».

وتابع: «لعل لقاءنا في بعديه، التصالحي والوطني، يتكئ على الرؤية المشتركة التي ناضلنا سويا مع القوى الوطنية، ونستمر في النضال في سبيل إقامة دولة موحدة، لا طائفية، تعزز مفهوم المؤسسات وتقيم العدل الاجتماعي الحقوقي». مضيفا: أن «قلقنا سيبقى دائماً ونضالنا المشترك مع القوى الوطنية الصديقة والحليفة يشكلان حافزاً لتعزيز العمل الوطني في مواجهة الأخطار التي تواجه لبنان وتهدده باستمرار»، مؤكدا على «فعل الشراكة بين الشعب والجيش والمقاومة وعلى ضرورة التمسك بالثوابت الوطنية التي يؤكد عليها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وفي طليعتها حق لبنان المطلق في المقاومة ما دام هناك احتلال لأي شبر من أرضنا وانتهاك لأي نقطة من مياهه أو أية مساحة من فضائه».

ودعا الى «تشكيل حكومة وفاق وطني حقيقي تكون أولى مهامها ترسيخ الوحدة الوطنية وإنقاذ لبنان من أزماته السياسية والاقتصادية والمعيشية وهذا يستلزم إعطاء الأولوية للخطاب الوطني الجامع والتأكيد على دور الدولة الواجب في الإصلاح السياسي وفي الرعاية الاجتماعية والتنمية الشاملة ...».

وقال: «يا رفيق ابو تيمور، لا أخالني الا معبراً باسمك وباسمي وباسم حزبينا مع القوى الوطنية كافة، حين أتوجه بتحية التثمين العالي والتقدير الكبير لسوريا، شعباً وجيشاً وقيادة، وعلى رأسها الرئيس الدكتور بشار الأسد، لوقوفها الى جانب لبنان ومقاومته وشعبه وجيشه ومؤسساته ووحدته واستقراره».

جنبلاط

وألقى جنبلاط كلمة استهلها بالقول «من هنا، كان العبور إلى التحرير عام 1983، ومن خلفنا الجيش العربي السوري الذي وقف ـ وهذا تاريخ لا يمحى، تلك الوقفة البطولية في عين زحلتا، في الصفا، وفي السلطان يعقوب، آنذاك وسوريا، وهذا تاريخ لا يمحى، عبرنا الى التحرير، كل منا، كل فصيل وطني وقومي وإسلامي كانت له مهمة، كنتم ايها الرفاق في الحزب السوري القومي الاجتماعي السباقين في عمليات المقاومة في شارع الحمرا وفي غيرها من المناطق، ثم انتشرت المقاومة في الجبل وفي الإقليم وفي صيدا، والجيش الذي قيل عنه لا يقهر، كان يردد في شوارع بيروت بمكبرات الصوت «اننا سننسحب لا تطلقوا علينا النار» وانسحب الجيش».

أضاف: «كانت مهمتنا نحن المركزية، كحزب تقدمي اشتراكي في صد الهجوم او الهجومات في تلك الجبهة التي سقط عليها الآلاف منّا ومنكم ومن المجاهدين الوطنيين، ومن الفلسطينيين، ولاحقاً من الجيش العربي السوري، جبهة سوق الغرب، وعبرت الى كل المناطق، وكان التحرير تدريجياً، مرحلة تلو مرحلة، الى ان تحرر لبنان، كل لبنان من العدو الإسرائيلي عام 2000، وأسقطنا كل المحاولات لربط لبنان بالمحور الإسرائيلي الغربي».

وتابع: «لم نتوقف كالغير من دول اكبر منا بكثير، لم نتوقف عند مضائق، غيرنا عبر ووقف أمام مضائق، وكانت المضائق اكبر مصيدة، فدخل في ما يسمى بالتسويات الانفرادية، وضاع وذهب دوره التاريخي العربي الكبير، على امل ان يسترشد هؤلاء ويعودوا الى الحضن من خلال بوابة رفح، فلتفتح بوابة رفح، وحدها تستطيع ان تعيد مصر الى عمقنا العربي والتاريخ. لم نتوقف، وقفنا عند شيء مقدس ولا نزال ولن نقبل الا به، وهو اتفاق الطائف، لا ندخل في التفاصيل الداخلية الدستورية العقيمة لاتفاق الطائف، سأقول فقط في اتفاق الطائف نقطة اساسية واحدة، وهي اننا نتمسك باتفاق الهدنة، اي الحرب المجمدة مع اسرائيل، لا تسوية، لا صلح، لا سلام، لا مفاوضات مع اسرائيل، وكل واهم في هذا العالم العربي، اذا كان هناك بعض من واهم، بأنه من إمكانية للوصول الى تسوية او صلح او سلم، او قيام دولة فلسطينية مع اسرائيل، اما مجنون او متآمر».

اضاف: «هذه هي ثوابتنا، التمسك باتفاق الهدنة، والجغرافيا السياسية أملت منذ سنوات، منذ عقود، ان نختار بين البحر ـ ولا اعتقد اننا نسبح كفاية، والذي يريد ان يذهب الى اسرائيل، رأينا مصيره كيف انتهى في مزبلة التاريخ وسيذهب وسيدحض ـ او ان نذهب الى العمق العربي الواسع، سوريا، ومن خلالها العالم العربي، لا اقول هذا الكلام تملقا. نعم ذهبت سوريا، خرجت، هل هناك من عنجر، او هل من بوريفاج، لكن اقول هذا من عمق قناعتي السياسية وتاريخي السياسي، حتى عندما كان الخلاف للحركة الوطنية مع سوريا عام 1975 تجاوزنا الألم الكبير والجرح الكبير من اجل المصلحة الوطنية والقومية ولا نزيد».

وتابع: «اليوم نجتمع من اجل «الصلحة» او بالأجدر نعود الى الذات، الى تلك التضحيات المشتركة الهائلة البشرية التي دفعنا فيها نحن وإياكم في الحزب السوري القومي الاجتماعي عشرات ومئات من الشهداء على شتى الجبهات، اعذروني كرئيس حزب ان لم يكن صاحب العلاقة الذي قام بتلك العملية الفردية آنذاك معنا، لكنني كرئيس حزب، وأعتقد أن آل الأحمدية الكرام براء من هذا التصرف الغبي لعدم حضوره معنا هذه المصالحة، التي نريدها مصالحة فردية، عائلية، حتى فردية، لا عائلية، ليس هناك من مشاكل بين العائلات، مع الأسف لم يأت، لكن نحن منه براء، أي عمل غير مسؤول لا نتحمل لا نحن ولا آل الأحمدية تصرفاته».

وتلى لقاء المصالحة ثلاث زيارات في بلدة شارون قدم خلالها جنبلاط واجب التعزية لعائلات الصايغ، الأحمدية والبنا.

معصريتي

من جهة ثانية، أكد جنبلاط خلال زيارة خلوة الشيخ ابو سليمان حسيب الصايغ في بلدة معصريتي ـ قضاء عاليه، بحضور رئيس «تيار التوحيد اللبناني» الوزير الاسبق وئام وهاب ونائبه الشيخ سليمان الصايغ وتيمور وليد جنبلاط، النائب اكرم شهيب، رئيس هيئة العمل التوحيدي الشيخ صالح ضو وحشد من مشايخ الطائفة، ان «وحدة الجبل تتعزز أكثر فأكثر»، منوها «بالتنوع مع كل الفاعليات السياسية والحزبية»، مشيرا الى أن «الأحادية في القرار خطأ ونحن لم ولن نصادر القرار يوماً او أن نتفرد به» (مراسل «السـفير»).

أضاف: صحيح انه كان في يومٍ ما رأي واحد، ولكن اليوم هناك تنوع في طائفة الموحدين العرب الدروز من اجل الإفادة من هذا التنوع، وهذا التنوع من دار خلدة الى المختارة الى هذه الخلوة الى رفيقنا السابق ورفيقنا الحالي وئام وهاب الى الشيخ سليمان الصايغ، الذي لنا معه صولات وجولات الى الشيخ ابو محمد جواد ولي الدين الى الشيخ امين الصايغ الى كل المشايخ الافاضل، وكل منا يكمل الآخر على طريقته».

ورد الشيخ الصايغ مرحباً بجنبلاط «في بيته وبين اهله»، مؤكداً ان «طائفة الموحدين الدروز هي سيف العروبة والاسلام وتقف دائماً وأبداً الى جانب الحق العربي وليس لديها عدو الا اسرائيل وأعوانها، وتبقى سوريا هي الحليف الدائم الى جانبنا ووحدة الطائفة هي في جمع شملها على الاسس الوطنية والقومية التي تهم العرب والمسلمين».

كذلك رحب نائب رئيس تيار التوحيد الشيخ سليمان الصايغ بالجميع مؤكداً انه «طالما عدونا الاسرائيلي واحد وحليفنا الدائم والطبيعي هو سوريا فإن مصيرنا واحد وعساه خيراً ان نكون في مركب النجاة سوياً». بعدها توجه الجميع الى خلوة الشيخ ابو حسن عارف حلاوة حيث قرأوا الفاتحة عن روحه.

المختارة

وكان جنبلاط استقبل السبت وفداً تربوياً كبيراً ضم الهيئات التربوية، وروابط التعليم الثانوي، والتعليم الاساسي، والتعليم المهني والتقني، والمسؤولين التربويين في احزاب وتيارات: «المستقبل»، «حزب الله»، «الكتائب»، «الوطني الحر»، «امل»، «الوطنيين الاحرار»، «السوري القومي الاجتماعي»، «الشيوعي»، «المردة»، «الديموقراطي اللبناني»، «اليسار الديموقراطي»، «التنظيم الشعبي الناصري»، «الحركة اليسارية» وعن الدكتور فارس سعيد والتقدمي الاشتراكي.

وأكد جنبلاط «على العودة الى ثوابت اتفاق الطائف الذي من ضمنه بندا الهدنة مع اسرائيل، بما في ذلك رفض التطبيع او اي تسوية مع العدو، والعلاقات المميزة مع سوريا. ( المختارة ـ «السفير»).

ودعا جنبلاط الوفد الى تحييد القطاع التربوي عن التسييس، وإبعاده عن الانقسام الحالي بين 8 و 14 آذار، مشدداً على اهمية الاخذ بالاعتبار دعم التعليم الرسمي وتعزيز هذا القطاع وصولاً الى كتاب تربية موَحد، وتشريع العمل النقابي للتعليم الرسمي.

واستقبل جنبلاط بحضور نجله تيمور وفداً من لجنة ائتلاف حق العمل للاجئين الفلسطينيين في لبنان، مطالباً بعدد من المواضيع المتعلقة بشؤون الفلسطينيين، وبتعديل القانون مما يسمح للاجئين بالعمل. ثم وفداً من جمعية لبنان الموحد برئاسة الدكتور ميلاد السبعلي، دعاه الى المؤتمر الاقتصادي الذي ستقيمه الجمعية في الشوف. ووفداً من الجالية الدرزية في سان باولو واللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز برئاسة العميد المتقاعد عصام ابو زكي. وعرض وفد من سيدات بلدة كفرنبرخ الشوفية للنائب جنبلاط موضوع إنشاء المركز الصحي الاجتماعي ومقر الجمعية في البلدة. كما زارت المخــتارة وفـــود من بلدات: شويا والكفير في حاصبيا، عانوت وشحيم في الإقليم، بعقلين، وآل غنام في عرمون، ومن بلديات الشوف واتحاد بلديات الشوف الأعلى.

 جنبلاط وحردان يتوسطان تيمور وشهيب وعبد الخالق (أنو
جنبلاط وحردان يتوسطان تيمور وشهيب وعبد الخالق (أنو


تعليقات: