بلدة الهبارية تستعد لاحياء <المهرجان القروي>

بلدة الهبارية
بلدة الهبارية


تستمر التحضيرات على قدم وساق لاحياء المهرجان القروي السنوي في بلدة الهبارية الجنوبية· الجميع ينتظر ايام المهرجان الثلاثة، الذي يبدأ في 14 آب وينتهي في 17 منه العديد من مغتربي البلدة والقرى المجاورة عمدوا الى توقيت زياراتهم الصيفية الى قراهم بشكل تلائم فيه جمع انطلاقة المهرجان الذي تشترك في عملية التحضير له جميع اندية ومؤسسات المجتمع المدني في البلدة·

صحيح بأن المهرجان القروي في الهبارية اعتاد على تقديم صفوف المأكولات المحلية والمنتجات البلدية وغيرها من النشاطات المتنوعة والسباقات والمسابقات، وحفلات الزجل والرسم بالحنّة· لكن ما يميز مهرجان هذا العام ما سبقه من مهرجانات الاعوام السابقة، هو النشاطات المسرحية التي ترسم بحواراتها ومشاهدها لوحات تراثية تزين سماء العرقوب ابداعاً واصالة·

مصطفى شحرور (17 عاماً) مؤدي دور الاب في مسرحية <اسمع يا جدي> يعتبر هذه النشاطات المسرحية فرصة لاثبات موهبة التمثيل لديه

· خصوصا وان التدريبات اليومية التي تجري لتقديم المسرحية في موعدها خلال اليوم الاول للمهرجان، فيها الكثير من المتعة والنشاط·

رأي مصطفى يشاطره فيه زميله في الاداء الشاب ايهاب عيسى مؤدي دور الجد· فيقول <إنها الخطوة الاولى على طريق تحقيق حلمي في التمثيل· خصوصا وان الدور الذي اتدرب على تأديته يتلائم مع شخصيتي، وذلك لما يمثله دور الجد من حكمة واصالة ومحاكاة لروح الماضي والعادات القديمة التي بتنا نفتقدها>·

وفي السياق نفسه تعتبر آية منصور المتدربة على أداء دور القلعة في مسرحية <راشيا وان حكت> ان المعنى التاريخي الذي يمثله دورها في المسرحية يجعلها تشعر بالفخر والاعتزاز خصوصا <وان النص يحمل طابعاً وطنياً وتاريخياً يسدد حكاية الاستقلال· فتقول <إن بلاغة الحوار وجمالية النص هو اكثر ما شدني الى لعب دور قلعة راشيا التي احتضنت ابطال الاستقلال>· وختمت حديثها قائلة: <ربما عظمة الدور تعطيني حافزاً اضافياً للتفاعل بحيوية اكبر مع خشبة المسرح التي تحتضن دور التاريخ هذا الدور المعبّر الذي يقدّمه زميلي زكي شبلي الغارق في تأملات ما قبل العرض·

وفي حديث مع كاتب ومخرج النصوص المسرحية للمهرجان القروي في الهبارية الزميل سامر منصور اكد فيه على ضرورة ان يأخذ المسرح دوره يشكل اوسع وان يرسّخ اهميته في المهرجانات اللاحقة، وذلك لما يشكله المسرح من عرض لوقائع ومجريات الحياة·

اضافة الى مشهديات تحفظ ليس ذاكرة القرية فحسب إنما وذاكرة الوطن ايضاً>·· وتابع قائلاً: <ان مسرحية <راشيا وان حكت> تجسد فكرة مؤادها· ان جميع قلاع وحصون لبنان باتت تشعر بالغيرة من قلعة راشيا، لانها دخلت التاريخ من بابه الواسع اكثر من غيرها· حينما اقتضت رجالات الاستقلال· والحوار الذي يجري بين التاريخ والقلعة يحمل في طياته العديد من تداعيات الازمات التي تعصف بالوطن كما وترمز الخاتمة الى عظمة التضحية التي تقوم بها قلعة راشيا عندما وزعت حجارتها على كل بيت في الوطن· من اجل شد أواصر اللحمة الوطنية بين جميع اطياف الشعب اللبناني>·

ويضيف: <كتب نص هذا المشهد الرمزي على طريقة الشعر المغنى بمعظمه· وكان فيه للعامية الحصة الاسدية وذلك لواقعيتها ومحاكاتها وعي الناس وعاداتهم·

كذلك الامر في مسرحية <اسمع يا جدي> فهي عبارة عن حوار بين الاصالة والحداثة· وبين القديم والجديد سُكبت في قالب من المصطلحات القديمة تبين اصالة اللهجة المحلية وجمالها، وعن الصعوبات التي تواجه القيمين على هذه الخطوة·

ختم منصور حديثه بالقول: <تواجهنا مشاكل كثيرة خصوصا في ايجاد الممثلين وتدريبهم في قرية ما زال المسرح فيها امراً جديداً>· وهذا ما يفرض نفسه بقوة سواء في تركيبة النص او في ضعف التجهيزات الفنية والمادية، لذلك فإننا نتطلع قريباً لانشاء فرقة مسرحية باسم الهبارية مجهزة بالكادر والبشري والتقني على حد سواء· على طريق مأسسة العمل المسرحي في البلدة والجوار·

تعليقات: