التصوير أحسن بالألوان... لا بالأرقام

آلة من كوداك سعرها 33 الف دولار قادرة على طباعة 1500 صورة في الساعة
آلة من كوداك سعرها 33 الف دولار قادرة على طباعة 1500 صورة في الساعة


يشرح المصورون كيف تحولت آليات التصوير من العادية الى الرقمية او الديجيتال وذلــك عبر طرق مختلفة منها، ان التصوير في السابق كان يتم بالكاميرات ذات الحجم الكبير وكذلك افلام النيغاتيف الكبير والتي كانت تستغرق مقداراً من الدقة والتركيز اضافة الى ان تلك الصور كانت معظمها بالابيض والاسود".

يعتبر الــمــصــورون ان "خــلافــاً لطريقة تظهير الصور اليوم التي تعتمد بشكل اساسي على جهاز الكمبيوتر وبعد ذلك على الطباعة الحديثة ناهيك عــن انــهــا باتت ملونة بشكل كامل، وهو ما يختلف عن الطريقة القديمة التي كان يتبع فيها طريقة التحميض في الغرفة المظلمة من خلال وضع النيغاتيف بمحاليل التحميض وطبع الصور والتي كان يجهد المصور ذاته في تحضيرها اما اليوم فقد استغني تماماً عن هــذه المحاليل بعد ان تكفلت شركات التصوير بصناعتها وتزويد المصورين بها".

امــا عن التصوير الملون، فهو الذي انطلق بشكل واسع مع بداية السبعينات وذلـــك بــعــد سيطرة "الابيض والاسود" على الصورة اعواما طويلة. وسرعان ما حجزت الصورة الملونة مكانتها في عالم التصوير وذلك لفرادتها ولنقلها صورة حية وطبيعية عن الواقع. على ان التحول الابرز في هذا المجال تمثل بسيطرة الكاميرات الرقمية على عالم التصوير ولهذا كان من المتوقع هذا القرار القوي من كبرى الشركات في العالم منع شركتي نيكون وكانون بالتوقف عن تطوير ومن ثم تصنيع الكاميرات العادية، وبخاصة انه من المعروف ان تصنيع كاميرا يتطلب مشاركات عدة من شركات أخــرى متخصصة فــي القطع المكونة لها، شركات متخصصة في تصنيع العدسات بأنواعها ومقاساتها ونقاوتها وأيضا شــركــات متخصصة فــي تصنيع الافـــلام بحساسياتها المختلفة بالاضافة الى القطع الميكانيكية والالكترونية التي دخلت مؤخرا على الكاميرات العادية والــتــي تحدد درجة الدقة والسرعة في التصوير وتقيس شدة الضوﺀ وتقوم بتحريك اتوماتيكي للفيلم وهكذا فإن قرار ايقاف التطوير يعني توقف العديد من الشركات التابعة عن هذا التوجه وتغيير اتجاهها للعمل في مجال الكاميرات الرقمية.

ولــــم تــقــتــصــر الــرقــمــيــة على الكاميرات بل دخلت ايضاً الى مجال الافلام لتحل مكان النيغاتيف، وغدا بمقدور شريحة الكترونية لا تتجاوز الثلاث سنتيمترات ان تختصر امتارا من النيغاتيف. ويشير المصورون "الــى ان الغرفة المظلمة اختفت بشكل تـــام فــي مــجــال التصوير وكذلك الحال بالنسبة الــى افلام النيغاتيف والكاميرات العادية التي تسير على طريق الانقراض". لا يخفي مصورو اليوم ارتياحهم لذلك التطور الهائل في مجال التصور والــذي جعله بحسب رودريغ صالومي احد مصوري جريدة صدى البلد" اسهل بكثير من السابق بعد ان وفر الكثير من الجهد والوقت".

بدوره يلاحق المصور نجيب حرب ذو الـ 12 عاماً في مجال التصوير التكنولوجيا اينما حلت حتى لم يتردد للحظة في شــراﺀ آلــة تقدر على طباعة 1500 صورة في الساعة وذلك بمبلغ 33 الف دولار. يتباهى نجيب بآلته التي لا يمتلك مثلها في لبنان سواه والجيش اللبناني.

فهي لا تعتمد على المحاليل التي تعتمد عليها آلية الكاميكز ذات الــروائــح السامة، بل بمقدورها ان تطبع الــصــور على الناشف ومن دون اي اضــافــات. يــرى نجيب في مهنته مثالاً كبيراً على التطور اذ ان ملاحقة الحداثة امر واجب ولا بد منه.

ويتحدث عن المصورين السابقين الذين يتنافسون في ما بينهم على اصلاح الصورة وهي على النيغاتيف امــا الــيــوم فقد حــل الفوتوشوب المشكلة وباتت هذه التكنولوجيا في متناول الجميع.

تعليقات: