التلوث يجتاح حوض ومجرى نهر الليطاني

النفايات في مجرى الليطاني
النفايات في مجرى الليطاني


مصادرهُ الصرف الصحي والنفايات الصناعية والمنزلية..

البقاع:

تعتبر مشكلة التلوث التي تجتاح حوض ومجرى نهر الليطاني امتداداً حتى بحيرة القرعون، من المشاكل المزمنة التي تتفاقم عاماً بعد عام، نتيجة غيابها عن أجندة الاهتمام لدى المؤسسات المعنية في الدولة، مع أنها الأكثر إلحاحا، باعتبار منطقة البقاع الاوسط منطقة زراعية بامتياز·

وقد بات معروفا أن التلوث يأتي من مكبات النفايات الصلبة المنتشرة عشوائيا ، ومجاري الصرف الصحي، والمياه المبتذلة المندفعة من تجمعات القرى والبلدات والمستشفيات والتجمعات الصناعية، نحو حوض النهر ومجاري الروافد التي تغذيه، حتى لامس التلوث معدلاته العالية·

فالمصادر متعددة من بينها النفايات الصناعية السائلة الناتجة من مرميات مصانع المواد الغذائية والخمور والورق والمدابغ والزيوت المعدنية والمشتقات النفطية، مرورا بالمخلفات الصناعية الصلبة المتأتية من مكبات النفايات المنزلية المنتشرة عشوائيا ومن معامل الحجر والأخشاب والكرتون والبلاستيك، الى جانب مصبات الصرف الصحي والمياه المبتذلة المتدفقة من عشرات القرى والمدن في البقاع مع العلم ان في البقاع هناك ستة محطات لتكرير المياه المبتذلة واحدة في بعلبك منجزة ولا تعمل وثلاثة محطات تكرير في البقاع الاوسط جرى وضع حجر الاساس لهم في بلدات الفرزل وابلح وزحلة وحتى اليوم لم يصار الى بدء الاعمال في تشييد محطات التكرير ·

وتشكل الملوثات الزراعية الناتجة من استعمال المواد الكيميائية والمبيدات جزءاً كبيراً من مشكلة التلوث لتضاف إلى النفايات السائلة المنزلية، والمياه المبتذلة ونفايات مزارع المواشي والخنازير، مكونة المصدر الأكبر للتلوث· وعلى صعيد المعالجات <المجتزأة>، يستغرب المواطن تدشين محطة تكرير للصرف الصحي أخيراً في البقاع الاوسط، في ظل عدم وجود شبكات للصرف الصحي في بعض القرى المستفيدة·

ويرى المواطنون أن سلبيات التلوث تنعكس سلبا ليس على صحتهم فقط وانما على البيئة والاراضي الزراعية·

من جهة اخرى يعاني المواطنين القاطنين على مجرى الليطاني في بلدة برالياس من مشكلة بيئية وصحية كبيرة مما دفعها للكتابة على جدران منازلهم ان هذا العقار برسم البيع لان الروائح الكريهة المنبعثة من مجرى نهر الليطاني لا تطاق وغير قادرين على تحملها في ظل ارتفاع درجات الحرارة مما يجبرهم على فتح نوافذ المنازل وتحمل الروائح الكريهة اضافة الى الحشرات التي تلسعهم في الليل من جراء رمي النفايات في الليطاني وبالتالي فان هؤلاء لم يعد باستطاعتهم التحمل اكثر، منهم من يهرب ويهجر منزله الى مكان اخرى واخرون يحبسون انفسهم في منازلهم متحملين حرارة تموز بدلاً من ان يتنقشوا الروائح التي يمكن ان تصيبهم بامراض خبيثة علماً ان نسبة هذه الامراض ارتفعت بشكل كبير·

ويقدر معدل مياه المجاري اليومي للقرى الصغيرة حوالي مئتي200 متر مكعب في اليوم من كمية مياه المجاري المنزلية التي تصب في حوض الليطاني يومياً·

تعليقات: