اليونيفيل ناورت... فخسرت صيتها

هل ذهبت التحية الى غير رجعة؟
هل ذهبت التحية الى غير رجعة؟


ما حصل في خربة سلم الاسبوع الفائت، نقل الصورة الاوضح عن فصول العلاقة المتأزمة بين حزب الله واليونيفيل. فهو الذي حاول طيلة السنوات الثلاث الماضية بعد حرب تموز الايحاﺀ بأن ما تقوم به تلك القوات كجيش دولي منظم ومراقب يملك صلاحيات ودعماً عالمياً يتخطى القارات لن يؤثر على عمله في المنطقة المتاخمة للحدود مع فلسطين المحتلة وعلى عناصره المنتشرين على طول الخط الازرق.

راهــن الحزب بعد الحرب مباشرة على سريته المعروف بها، وعلى أدائه المتميز وظن لوهلة انه سيصل في نهاية المطاف الى نوع من التكيف مع رجال حفظ السلام في تلك الرقعة الجغرافية وهو على يقين تام بأن حرباً رابعة ستندلع مجدداً وان اسرائيل لن تسكت على ضيم هزيمة الـ 2006.

ما يدور في الجنوب في هذه، الاثناﺀ لا يمكن وصفه ســوى بالخطير من جوانب عدة. فبدا المسلسل بمشهده تــوتــرا فــي الــعــلاقــة بــيــن حـــزب الله واليونيفيل على خلفية انفجار خربة السلم المجهول المصدر والهوية بل وحتى آلية حدوثه. فبرهنت الساعات الاولــى بعد هذا التفجير عما يجول في الخواطر وما تخبئه النوايا. فحاول حزب الله من اللحظة الاولــى لسماع اصـــوات الانــفــجــارات التي استمرت اكثر من ثلث ساعة لململة الشظايا والتعتيم على الموضوع ولكن لم يقدر ان يحجب ذلك الضوﺀ الدولي المسلط على الجنوب. ولم تنفع رواية الحزب التي تحدث فيها عن مس كهربائي في المبنى المؤلف من ثلاث طبقات والذي كان يشغله في السابق مصنع للنايلون. واشــار ذلك الطوق الامني المحكّم الذي فرضه عناصر المقاومة على محيط المبنى بأن القصة ليست انفجار مصنع للنايلون بل هي اكثر من ذلك بكثير.

حضر عناصر من اليونيفيل تزامناً مع عناصر الجيش لكنهم لم يوفقوا بالاقتراب من المبنى المفجر واكتفوا بــأحــكــام طـــوق عــلــى بــعــد اكــثــر من ثلاثمائة متر من مكان الانفجارات.

وبحسب مصدر في الجيش اللبناني، حيث شــارك في ذلــك الطوق فــإن "الجيش وبعد ان اجرى اتصالاته بحزب الله من خلال القنوات المعروفة، تبلّغ من الحزب ان الانفجار يعود الى مخزن للذخيرة ويجب العمل على تطويق الامر وعدم السماح بنشر اي معلومة في هذا الخصوص". ويضيف المصدر "ان الاوامــر التي وجهت الى عناصر الجيش تمحورت بشكل اساس حول الاعتماد على سرية الحدث ووضعهم بــصــورة خــطــورتــهــا عــلــى الــمــقــاومــة ولبنان ودعتهم الاوامـــر ايــضــاً الى عــدم الاصــطــدام بــقــوات اليونيفيل وعدم التصريح او البوح بأي معلومة لعناصرها إلا من خلال لجنة التواصل والتنسيق".

ويــوضــح الــمــصــدر "بــأن عناصر اليونيفيل والمحققين الدوليين لم يرتاحوا لتلك الاوامر بعد منعهم من الوصول الى مكان الانفجار من جهة وعدم قدرتهم على الحصول على اي معلومة او خبرية من جهة ثانية". وهو ما دفعهم الى الحسم بأن ما سمعوه يعود الى مخزن سلاح تابع لحزب الله، وضعوه لاحقاً بمثابة خرق واضح لبنود القرار الدولي 1701 ما اثــار حفيظة حزب الله الذي وصف ما اقدمت عليه عناصر من الكتيبة الفرنسية حاولت تفتيش احــد المنازل من دون علم الجيش بأنه استفزازي. ويشير مصدر في الجيش "الى ان اليونيفيل حاولت في ما اقدمت عليه بعد يومين من الانفجار الايحاﺀ للسكان وللمقاومة بأنها موجودة في المنطقة وانها لن تقف مكتوفة الايدي جراﺀ ما يحصل من خروقات للقرار الدولي كما انها لن ترضخ لسلطة حزب الله، فوصلت رسالتها تلك الــى كــل مــن الجيش والمقاومة والمجتمع الدولي".

تعليقات: