السيد نصرالله: لم نطلب ضمانات لسلاح المقاومة وما زلنا في معركة مفتوحة

الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله
الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله


دعا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله القيادات اللبنانية الى الهدوء والحوار والتلاقي

مشيراً الى انه امام اللبنانيين فرصة كبيرة لتشكيل حكومة وحدة وطنية. ولفت سماحته الى ان المقاومة لم تطلب ولا تريد ضمانات لسلاحها.

السيد نصرالله وفي كلمة له لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لعملية الرضوان - ذكرى تحرير الأسرى وجثامين الشهداء الأبرار اعلن مجدداً التعاطي مع قضية يحيى سكاف على انه اسير لبناني حي داخل السجون الاسرائيلية طالما لم يثبت العكس. وشدد على ان حزب الله لا يطرح نفسه بديلاً عن الدولة اللبنانية في متابعة ملف الاسرى والمفقودين حيث طالب الحكومة العتيدة بالقيام بواجباتها في هذا المجال، كما طالبها بمراجعة اوضاع بعض المفقودين في السجون اللبنانية حتى لا يبقى هناك مظلومين، ودعا الى ضرورة كشف مصير المفقودين اللبنانيين في سوريا والمفقودين السوريين في لبنان.

وقد جدد عميد المحررين الاسير المحرر سمير القنطار في كلمة مقتضبة له في بداية الاحتفال عهده لشعب المقاومة وجمهورها وللامين العام لحزب اله وللشهيد القائد الحاج عماد مغنية بالمضي في طريق المقاومة حتى تحقيق نصر ناجز وتام على العدو الاسرائيلي.

وهنا النص الكامل لكلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله:

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.

نحي وإياكم في هذا اليوم الذكرى السنوية الأولى لنصر من انتصارات المقاومة ولثمرة من ثمرات تضحيات شعبنا وأهلنا ومقاومتنا وجيشنا ووطننا ومجاهدينا، الذكرى السنوية الأولى لعملية الرضوان. بطبيعة الحال هذه الأيام أيام تموز من الثاني عشر منه وحتى الرابع عشر من آب هي أيام خاصة بالنسبة إلينا وإليكم في روحياتها وذكرياتها، في مواقفها وتحدياتها، في صعوباتها وقسوتها، في ما قدم فيها من مشاهد الوفاء والإيثار والتضحية والثبات والصمود والعنفوان والإرادة والشجاعة والشهامة والشرف والعزة والكرامة والنصر. ولذلك كان من نعم الله سبحانه وتعالى علينا وبركاته أن جاءت عملية الرضوان في التوقيت في نفس الأيام التي كنا نخوض فيها معركة قاسية في مواجهة العدو وندفع ضريبة المقاومة وضريبة إلتزام المقاومة الوطني والأخلاقي والإنساني والجهادي.

في ما يعني هذه الأيام بشكل عام لن أتحدث الآن وسأترك الحديث عن حرب تموز العدوانية وحرب لبنان الثانية كما يصطلحون عليها هم وتداعيات هذه الحرب والاستحقاق الإقليمي الإسرائيلي القائم والمقبل لمهرجان الرابع عشر من آب الذي نعتبره يوم الخاتمة خاتمة التضحيات في تلك الحرب، خاتمة الثبات وبداية مرحلة جديدة من الصراع.

ونعتبره بحق يوم النصر الإلهي، النصر الذي وعد الله به المؤمنين المجاهدين المضحين الصادقين المخلصين، والذي فسره كل العالم كلٌ من خلفيته الفكرية والعقائدية وإنطلاقا من مدرسته الخاصة. ولكن اسمحوا لنا أن نصر على تفسيره أيضا إنطلاقا من خلفيتنا الفكرية ومدرستنا الخاصة لنقول أن ما حصل في تموز وفي الرابع عشر من آب كان نصرا إلهيا حقيقيا مبينا، على كل هذا الأمر نتركه للرابع عشر من آب.

اليوم أود أن أبقى في الذكرى مباشرة في عملية الرضوان وفي أفاق وأجواء هذا الملف وعندما نتكلم عن عملية الرضوان الكل يتذكر نقصد عملية تبادل الأسرى والتي أدت إلى تحرير إخواننا الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية وفي مقدمهم الأخ المجاهد عميد الأسرى الذي أصبح عميد المحررين سمير القنطار وبقية الأخوة المجاهدين من مجاهدينا في المقاومة الإسلامية الذين أسروا أثناء الحرب في ذلك الحين، وتم استعادة عدد كبير من أجساد الشهداء ورفاة الشهداء اللبنانيين والفلسطينيين والعرب، وبقيت قضية الأخ يحيى سكاف وقضايا أخرى. أنا في هذا اليوم ورغم أن هناك الكثير من الموضوعات التي يمكن الحديث عنها موضوع حرب تموز والوضع الإقليمي وتطورات ما يسمى بعملية التسوية والتصاعد في الموقف الإسرائيلي، والذهاب إلى الوضوح أكثر في الموقف الأمريكي، أنا اخترت موضوعين: الموضوع الأول، هو موضوع الأسرى، والموضوع الثاني هو الموضوع الداخلي اللبناني والحكومي تحديدا.

في موضوع الأسرى المسألة حقيقة ترتبط بالأساس، يعني كيف ننظر نحن إلى الأسير؟ كيف كنا ننظر؟ وكيف يجب أن ننظر؟ هذه الخلفية وهذا الأساس هو الذي يحكم سلوكنا وحركتنا وعملنا وموقفنا وخطابنا وتعاطينا مع قضية الأسرى سابقا ولاحقا، وهذا لا يعنينا نحن، أنا أتحدث بشكل عام. الأسير، لو عدنا قليلا إلى التعريفات والمنطلقات وتوصيف الحقائق الخارجية، الأسير هو مواطن من شعب ما، أسير لبناني أسير فلسطيني، يعني مواطن فلسطيني مواطن من شعب ما لدى هذا الشعب قضية عادلة وله حقوق يغتصبها عدو، هذا المواطن آمن بشعبه وبقضية شعبه العادلة وبأحقية حقوقه المغتصبة فعادى عدو شعبه وحمل قضيته ولم يكتف بالإيمان والعلم والمعرفة بالقضية بل كان لديه الدافع والحافز وكان لديه أيضا الإرادة والعزم ليعمل ويناضل وينخرط في نضال طويل عسكري وأمني وسياسي وإعلامي ومدني، سموا ما شئتم، ويدخل في نضال طويل من أجل أن يدافع عن شعبه وكرامة شعبه وقضيته العادلة واستعادة حقوقه المغتصبة، فيقابل من العدو بعض هؤلاء المناضلين أو المقاومين أو الثائرين أو المجاهدين، سموهم ما شئتم، بعض هؤلاء يقابل بالرصاص فيقتل، وبعض هؤلاء يلقى القبض عليه فيلق في السجون خلف القضبان فيصبح هذا المواطن أسيرا بالأدبيات المتعارفة. يمكن أن تقولوا عنه سجين أو معتقل أو موقوف أو محتجز لكن هذا لا يعبر عن حقيقة الأمر وعن حقيقة الشخص وحقيقة الموقف، هناك ملايين السجناء في العالم على خلفيات مختلفة هناك سجين لأنه قتل ظلما وآخر لأنه سرق وثالث لأنه يبيع مخدرات ورابع يخالف النظام العام وخامس على خلفية رأي وهناك سجين لأنه معارض سياسي وهناك سجين لأنه مقاوم، لا يستوي هؤلاء، هذا السجين المعتقل الموقوف المحتجز اسمه الحقيقي أسير وهذا ما تبانا عليه شعوب العالم طوال التاريخ، ولذلك كان للأسير حقوقا خاصة وقوانين خاصة لدى الدول والشعوب طوال التاريخ، ورتب أيضا الأسير مكانة خاصة، مكانة معنوية ونفسية وسياسية لدى شعب هذا الأسير وأيضا لدى عدو هذا الأسير, حتى العدو ينظر إلى أولئك السجناء على خلفية المقاومة نظرة مختلفة عن أولئك السجناء على خلفية القضايا الجنائية.

الأسير إذا كنا نعرفه هكذا نتأكد إذا أننا لا نتحدث عن شخص اعتقل على خلفية صراع شخصي مع أحد أو صراع عائلي أو أخذ ثأر شخصي، وإنما على خلفية وطنية وقومية، على خلفية دفاع عن قضية وطنية وإنسانية حقة وعادلة، وعندما يكون المعتقل بهذه الخلفية ونسميه أسيرا لا تبقى مسؤوليته مسؤولية عائلته، فقضية سمير القنطار لم تكن تخص عائلة القنطار المحترمة، وقضية الشيخ عبد الكريم عبيد لم تكن تخص عائلة آل عبيد المحترمين, ولا قضية الديراني ولا قضية أي أخ من الأخوة الذين كانوا في السجون أو مازالوا في السجون, وكذلك اليوم قضية الأسير يحيى سكاف هي ليست قضية آل سكاف المحترمين, وإنما تصبح قضية الأسير هنا قضية شعب وقضية أمة ووطن وقضية ضمير حي. كثير ما كان يحصل جدال وسؤال هل يستحق تحرير عدد من الأسرى كل هذه الجهود وكل هذه التضحيات وكل هذا الصراخ وكل هذه الدماء، المسألة ترتبط بنظرتنا إلى الأسير، نعم لو كان هؤلاء معتقلين على خلفية مسائل شخصية، الأمر لا يستحق كل هذه التضحيات. ولكن إذا كان هؤلاء قد غادروا كل ما في هذه الدنيا ودخلوا في معركة الوطن والأمة وكانوا مستعدين أن يكون شهداء ما هو الفارق بين الأسير والشهيد في الحافز والدافع والإنطلاق والحضور في ساحة المعركة في مواجهة الرصاص والقذائف والقصف والموت في موقع واحد وفي مكان واحد وفي حضور واحد، بعض المقاومين يقضي شهيدا وبعض المقاومين قد يصاب بالجراح أو يقبض عليه، ما هو الفارق بينهم؟ أن الله اختار هذا شهيدا واختار لهذا مسار آخر.

إذا هؤلاء الأسرى يحملون في أعماقهم روح الشهادة وروح التضحية ومارسوا فعل العطاء من أجلنا جميعا من أجل أن نكون جميعا أحياء من أجل أن نكون جميعا أحرارا من أجل أن نكون جميعا كراما من أجل أن تنعم عائلاتنا بنعمة وجودنا إلى جانب عائلاتنا، وذهبوا هم بعضهم إلى القبور وبعضهم إلى السجون الشهداء هنيئا لهم الدار الآخرة، ليس مطلوبا أن نستعيدهم إلى الدار الدنيا ولو عرض عليهم أن يعودوا إلى الدار الدنيا لما عادوا إلا ليستشهدوا من جديد. أما الأسرى وهم في السجون نعم نحن نحمل مسؤولية تجاههم نحمل مسؤولية اتجاه تحريرهم كما ارادوا أن نكون أحرارا واتجاه كرامتهم كما أرادوا أن نكون كراما، واتجاه عائلاتهم وسعادة عائلاتهم كما أرادو أن تكون عائلاتنا سعيدة، هذا هو المنطلق وهذا هو الأساس وهذا في الحقيقة هو جزء من ثقافة المقاومة.

وعلى هذا الاساس تختلف كل الامور أي ان هذا كما في الانتخابات تقولون مفتاح انتخابي , هذا المفتاح هذه النظرة هذه الخلفية هي المفتاح , لكل المعاني والقضايا اللاحقة بتعبير اخر عندما نؤمن بقضية شعبنا بعدالة هذه القضية وباحقية هذه القضية واننا يجب ان تقاوم ويجب ان ننضال ونعمل ونضحي من اجل هذه القضية , وقد يضرنا الامر ان نحمل السلاح كما في مواجهت الاحتلال , هكذا فعلت شعوب الفعالم على طوال التاريخ في مواجهت الاحتلالات , اذا كنا تؤمن هكذا تصبح المعركة معركة شريفة وطنية وليس دورة عنف , اريد ان الفت الى شيىء تشاهدون حتى في وسائل الاعلام المحلية والعربية والعالمية احيانا نحن ننتقد الادبيات نقول كيف يقولون عن الشهيد عندما يسقط الشهداء في الجنوب وفي غزة يقولون عنهم قتلى هذا عيب يجب ان يقال عنهم شهداء , هذا تفصيل القصة لها علاقة بالمفتاح بالاساس بالاصل وبالمنشى أي كيف ننظر الى هذه المعركة اذا منا ننظر اليها معركة شريفة ومقدسة وانسانية ومشروعة , حين اذن يصبح المقاتل في هذه المعركة مقاوم, مناضل, مجاهد, حتى بالادبيات وبالعقل وبالمقام المعنوي والنظرة النفسية ,يصيح ينظر الى القتيل في هذه المعركة ليس كبقية القتلى , ينظر انه شهيد , شهيد الوطن شهيد الامة شهيد الشعب , شهيد المقدسات , الجريح لا ينظر اليه فقط كمصاب وانما ينظر اليه كجريح حرب كجريح مقاومة وجريح وطن , وينظر الى الخسائركتضحيات تؤدي الى صنع الانتصارات وليس خسائر تقف على اطلالها ونندب حظوظنا ونلطم صدورنا, اذا المسالة ترتبط هنا في الحقيقة بهذه الخلفية وكذلك يصبح المعتقل في هذا النضال اسيرا ليس كبقية السجناء العالم هناك ملايين سجناء العالم.

البعض يقول لك انهم مثلهم مثل كل السجناء في هذا العالم كلا انهم ليسوا كالسجناء في العالم , هؤلاء اسرى وطن واسرى مقاومة واسرى قضية واسرى مقاومة , منطلقاتهم ,دوافعهم ,حوافزهم ,امالهم, ارواحهم, مضامينهم العاطفية والفكرية والنفسية امالهم , الامهم , اهدافهم هي مسالة مختلفة , وهذا يرتب على اهلهم على شعبهم على وطنهم على امتهم مسؤوليات مختلفة , طبعا نحن لا نتكلم فقط من اجل التنظير او نفسر او نعرف الماضي فقط بل تحتى مازلنا امام معركة مفتوحة , وامامنا في السجون الاسرائيلية الاف الاسرى الفلسطنين , وعشرات السوريين والاردنين وما زال هناك مفقودون لبنانيون ايضا لا نعلم هل هم اسرى على قيد الحياة او هم شهداء , بالنسبة الينا بعد هذه المطالعة في حزب الله والقوى المقاومة في لبنان نحن مؤمنون بالمقاومة , نحن اهلها ولذلك كانت دائما نظرتنا ورئيتنا تنطلق من هذه الخلفية واعتبرنا انفسنا مسؤولين عن كل مقاوم أسير سواء انتمى الى حزب الله او الى أي فصيل مقاوم اخر , واعتبرنا انفسنا مسؤولين عن كل مفقود لبناني او فلسطيني فقد من الارض اللبنانية الآن نحن نتكلم على المستوى اللبناني او عربي ووقع في قبضة العدو ولدينا مؤشرات انه في قبضة العدو, وعلى هذا الاساس تصرفنا بخلفية انسانية واخلاقية ووطنية وجهادية ومازلنا نعتبر انفسنا في نفس الموقع لو تحمل غيرنا هذه المسؤولية لما تحملناها, وكما ساتكلم لاحقا خلال هذه الكلمة نحن لا نزاحم احد ولا ننافس احد ولا نخاصم احد ولا نريد ان ناخذ مكان احد , نحن ننظر منذ اشتياح 1982 حتى يومنا هذا على اساس انه ما يجري هو واجب يجب ان تقوم به في المصطلحات الفقهية نقول واجب كفائي , لو قام به بعض اهلنا بعض شعبنا لو قامت به دولتنا لو قامت به بعض القوى السياسية لسقط عنا التكليف , يمكن كنا نشارك هذا يتابع دراسته وهذا يتابع جامعه واخر يتابع عمله , ولكن نحن نرى ان هذا تكليف وواجب القي على عاتقنا وكان علينا الن نتصدى له في ظل الظروف التي تعرفونها جميعا , وتحملنا هذه المسؤولية الحمد لله في عملية الرضوان عاد الاسرى بقيت قضية الاخ يحيا سكاف , طبعا ان المعطيات التي قدمها الاسرائيلي لا من الناحية القانونية ولا من الناحية الشرعية أي بالمعنى الديني للحكم بشهادة الاخ يحيى سكاف , وبنا على القواعد القانونية والفقهية والشرعية يجب البناء على حياته والتعاطي مع قضيته على ان هناك اسير حي ما زال في السجون الاسرائيلية اسمه الاسير يحي سكاف , وكما في كل قضايا الاسرى السابقين الذين انعم عليهم الله بالحرية نعم هذه القضية يجب ان نحملها جميعا كلبنانيين الى جانب عائلة الاسير يحيى سكاف ونتحمل فيها المسؤولية , ايضا مازال هناك عدد من اجساد الاشهدا ورفات الشهداء صحيح ان العدو الاسرائيلي ادعى في عملية الرضوان ان هذا كل ما لديه من اجساد الشهداء , لكن كان هناك ادعاء سابق قبل عملية الرضوان وانكشف بعد ذلك الادعاء وجود مئات اجساد الشهداء نحن لا يمكن ان نسلم بالدعاء الاسرائيلي وسنبقى نسعى ونعمل لاستعادة بقية اجساد ورفات الشهداء كذلك فيما يعني المفقودين وحسم مصيرهم سوا كانوا شهداء نريد اجسادهم ورفاتهم , او كانوا احياء نريد استعادتهم الى الحرية ’ ونحن فيما نتابعه من ملفات ناكد اننا نتابع هنا المفقودين اللذين توجد ادلة ان الاسرائيلين اعتقلوهم او خطفوهم او تم تسليمهم من فبل ملشيات المعاونة والمتعاملة مع اسرائيل في ذلك الوقت للصهاينة , يعني هذا النوع من المفقودين من الملفات هو في سياق ملف واحد مع الاسرائيلي ما زلنا نتابعه.

وفي هذا السياق ايضا قضية الدبلوماسيين الايرانين الاربعة مفتوحة وحيا ليس لانهم ايرانييون , بل لانهم دبلوماسيون اخطتفوا من على ارض لبنانية ولبنان حكومة وشعب يتحملون مسؤولية الحكومة بما تمثل الشعب , وهؤلاء كانوا دبلوماسيين معتمدين لدى لبنان لدى حكومة لبنان , هذه القضايا نحن سنواصل العمل فيها طبعا في هذا النوع من القضايا دائما كان يقال ما علاقتكم ولماذا تحملون السلم بالعرض نحن نقبل وبالاسف فيما مضى لا نريد ان نعود الى الماضي الكل يعرف كيف تصرفت الدولة او الحكومات المتعاقبة مع هذا النوع من الملفات بالحد الدنى تصرفت بشكل غير كافي وغير مناسب يعني هذا اذا كنا نريد ان نلطف العبارة في زمن الهدوء واذا كنا نريد ان نرفع الصوت قليلا نقول انها تصرفت بلا مبالاة ولم تعتبر ان هذه الملفات هي من مسؤوليتها الآن الحكومة المقبلة التي سوف تشكل ان شاء الله اذا اخذت على عاتقها وعلى مسؤوليتها وتباشر العمل بجدية حقيقية, نحن في حزب الله بتصرف وخدمة هذه الحكومة ولتتحمل هي المسؤولية , نحن لا في هذا الامر ولا في غيره من الامور نطرح انفسنا بديلا عن الدولة او عن السلطة او عن الحكومة , بل انا اليوم اطالب الحكومة المقبلة اطالبها واناشدها بان تتحمل المسؤولية ونحن سنكون عنصر مساعد بكل ما اوتينا من قوة على هذا الصعيد , في هذا السياق ايضا وفي هذا الملف ومن وحي المناسبة يجب الاشادة حقيقة بجهود عائلات الاسرى خلال كل المراحل الماضية , عائلات الاسرى الاباء والامهات والزجات والاخوة والاخوات والابناء والاقارب , نحن كنا امام عائلات مسؤولة وامام عائلات تحمل هم , وامام عائلات كانت تعمل في الليل والنهار, بكل ما تطيب في الحضور الاعلامي والشعبي وفي اقامة الحجة وفي تحمل المسؤولية والتفكير في القضية وكنا نشهد خلال السنوات الماضية جهود هذه العائلات التي يجب ان تستمر , يجب الاشادة بالجهود الحزبية والشعبية , واهل الاعلام والسياسة والقوى السياسية والادب والفن يعني بكل من سعى ليبقى قضية الاسرى حية ليدافع عنها وليعطيها مكانتها الحقيقية في لبنان وفي الامة وليغطي كل جهاد من اجل تحريرهم , وفي الذروة وفي القمة كانت حرب تموز , وتعاون الجميع وحضورهم وتحملهم المسؤولية هو الذي جعل قضية الاسرى بعد العام 2000 هي الجزء الاكبر من المشهد المقاومة , قبل العام 2000 كانت الاجزاء في المشهد , واحدة من الاجزاء كان موضوع الاسرى وبعد 2000 ملف الاسرى هو الملف الاول الاقوى والافعل والحاضر ولكن وما دمنا في مقام الاشادة وبعد الحمد والشكر لله سبحانه وتعالى اولا واخير يبقى الفضل بعد الله سبحانه وتعالى بالسواعد السمراء والمجاهدين الابطال للمقاومة الاسلامية.

ولشهدائهم ولاسراهم ولجرحاهم ولقائدهم الشهيد الكبير الحاج رضوان الحاج عماد مغنية (رضوان الله عليهم) , وما دمنا في ملف الاسرى ايضا وفي هذه المناسبة العزيزة والجليلة والسعيدة مناسبة تحرير الاسرى يجب ان نستذكر وان نذكر وان نحي الاف الاسرى الفلسطينيين وعشرات الاسرى السوريين والاردنيين في السجون الاسرائيلية , نحيي صمودهم وصبرهم وثباتهم وتضحياتهم ونحيي عائلات هؤلاء الاسرى العائلات الصابرة الثابتة والمحتسبة المتالمة التي تعيش هذه المعاناة الصعبة والقاسية.

انا اقول لكم ايها الاخوة والاخوات ان بقاء هذا العدد الكبير من الاسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الاسرائيلية هو كبقاء القدس والمقدسات تحت الاحتلال والاشد قساوة والاشد الما , يمكن ان يصبر الانسان على احتلال الارض وهو يقاتل على امل تحريرها لسنوات طويلة ولكن الصبر على احتلال الارض يختلف عن الصبر صبر العائلات والاباء والامهات عن فلذات الاكباد وصبرات الزوجات والابناء عن الاحبة وصبر العائلة على القريب والاصدقاء عن الصديق والرفاق عن الرفيق , لانه هنا نتحدث عن قطبين وعن محورين انسانين في المسالة, وبالتالي عندما نتحدث عن قضية الاسرى لدينا جزان في قضية الاسرى لدينا الاسرى انفسهم ومعاناة هؤلاء الاسرى ولدينا عائلات هؤلاء الاسرى الجزء الثاني والمهم والمؤلم.

انا لا اعرف في العالم العربي كيف يتصرفون سواء الناس ,حكومات ,الشعوب, القوى السياسية , الاعلام, انا اعترف انني على المستوى الشخصي انني انسان عاطفي وهذه ليس ضعف انما هي نقطة جيدة على كل حال , لكن انا من الاشخاص الذين كانوا يبكون عندما التقي اولاد الاسرى واشعر بالعاطفة اكثر حتى من ملاقاة ايتام الشهداء , لان ايتام الشهداء يعرفون ان اباؤهم قد استشهدواوانهم التحقوا بالرفيق الاعلى ولا يعيشون ليلهم ونهارهم على امل العودة واللقاء والحرية وكلنا يعرف ماذا يعني الام الانتظار . الان نفس هذه المشاعر عندما اشاهد على شاشات التلفزة اطفال وابناء وبنات الاسرى الفلسطينيين والعرب , نحن كامة كيف نتصرف مع هذا الامر, انا اقول الاشد الما هو بقاء الاسرى في السجون والاكثر اهانة هو بقاء الاسرى في السجون., الاكثر اهانة لامة طويلة عريضة لامة مئات ملايين العرب ومليار ونصف مليار مسلم , ان منظر الاسرى في السجون الاسرائيلية هو علامة ذل ووصمة عار في جبين هذه الامة ونحن جزء من هذه الامة ونشعر بهذا العار.انظروا ايها الاخوة والاخوات العالم كله يتفهم عدوان الاسرائيلي على لبنان في حرب تموز 33 يوم , تدمر وتقتل الالاف وتجرح تهجر اكثر من مليون انسان ولكن دول الثماني والدول الصناعية ومجلس الامن الدولي وكل العالم يتفهم , لماذا ؟ اذا كان السبب حقيقة الاسيرين , لماذا يحق لاسرائيل ان تدمر لبنان لانه عندها اسيرين اخذهم حزب الله خلافا للقانون الدولي بحسب اجتهادهم هم , هذا يحق لاسرائيل ان تفعل ذلك.

المقاومة الفلسطينية تاسر "شاليط" , اسرائيل تطبق الحصار على مليون نصف مليون انسان في غزة العالم كله يتفهم , بدلا من ان يضغط على اسرائيل لفك الحصار يضغط على حماس وعلى الفلسطينيين ليطلقوا صراح شاليط او يتنازلوا في شروطهم هذا هو العالم .

اسرائيل دولة عنصرية دولة مخترعة ومصطنعة موضوعة في قلب منطقتنا يتبناها العالم ويحترمها كل العالم ويتفهم اجرامها ووحشيتها في قتل الالاف من اجل جندي .اما نحن امة لا يحترمنا العالم والاف رجالنا شيبانا وشبابنا بل نساء عربيات في سجون اسرائيلية , اين الشرف العربي؟ اين الكرامة العربية ؟

نعم هذه الامة بحاجة الى مثل اؤلئك الشهداء الذين مضوا على الطريق يقدمون ارواحهم ليس من اجل تحرير الاسرى فقط بل من اجل اثبات كرامة هذه الامة التي لا تنام على ضيم ولا تقبل بذل , هذه الامة بحاجة الى عماد مغنية , هذه الامة بحاجة الى كل هذا النموذج الجهادي والقيادي الذي قدم له امثلة كبيرة في لبنان وفي فلسطين والعراق واماكن اخرى من اماكن المقاومة.وانا اليوم في ذكرى عملية الرضوان وودت ان اطلق هذه الصرخة وانا كاي لبنانيا واي عربيا واي مسلم احمل هذه المشاعر واعيش هذا الحرج واطرح على نفسي وعلى الجميع هذا السؤال.

قبل ان انتقل الى حديثي عن القسم المحلي وبمناسبة عنوان ملف الاسرى اود ان اشير الى ما يتصل بهذا الملف من حيث السمخية او الطبيعة وان كان هذا الملف لا يعني الموضوع الاسرائيلي, ونحن في لبنان في الوقت الذي نفكر بالاسرى في سجون العدو , في الحقيقة نعم نحن محتاجون سواء كنا في الحكومة او الاخوة النواب في المجلس النيابي , القوى السياسية , المجتمع الاهلي , المجتمع المدني, في موضوع بين قاسي جدا هذه الفترة عن ما هو موضوع الاسير في سجون الاحتلال؟ بالمضمون الانسانس مظلوم, طيب نرى الاسرى في السجون الاسرائيلية دعونا نرى الاسرى في السجون اللبنانية , هل في مظلومين واذا ما في مظلومين فنحن مع معاقبة المعتدين والقتلة والسارقين واللصوص والمفسدين والجواسيس اكيد, لكن يخشى ان يكون هناك مظلومون في السجون اللبنانية

الحادثة التي اثارت هذا المعنى والتي تثير هذا المعنى بقوة هي حادثة الاخ الفلسطيني السيد يوسف شعبان الذي اطلق قبل ايام بعفو خاص من فخامة رئيس الجمهورية وبهذه المناسبة انا اتوجه بالشكر الى فخامة رئيس الجمهورية على هذا العفو الخاص وعلى هذا الموقف العادل والصحيح , لكن حقيقة كل الفترة الماضية نحن اللبنانيين ننظر الى بعضنا ونحن في الحكومة وانتم في الحكومة وفي مجلس النواب وقوى سياسية في البلد , لكن في انسان رب عائلة مظلوم مضطهد مسجون في سجن لبناني وظهرت برائته ولماذا لا تفرج عنه من السجن؟ قالوا لانه في حكم قضائي مبرم من المجلس العدلي ولا نقدر ان نعمل له حل , والرجل مظلوم وواضح انه مظلوم وواقعا هذه ماساة , انتهت ماساة يوسف شعبان والحمدالله , وحتى قضية يوسف شعبان ولو ما عائلته تتحرك والناس تقف وتتطالب بالافراج وتصرخ والاعلام يهتم والقيادات السياسية تتحرك ورئيس الجمهورية يتفعل , لكان بقي الرجل في السجن بعد ثماني سنين ثانية وثالثة ولا احد تحرك ليعالج هذا المشكلة القانونية.

وهل يا ترى لدينا في السجون اللبنانية امثال يوسف شعبان او لا؟ انا لا اعلم لكن انا احتمل , وما هي مسؤوليتنا كلبنانيين, كحكومة وكمجلس نيابي وكقوى سياسية كمجتمع اهلي , حتى لولا ما كنا في الحكومة والمجلس النيابي فنحن لبنانيين والبلد بلدنا والدولة دولتنا وهذا مسجون في سجن لبناني فعلينا جزء من المسؤولية , يمكن لا نقدر ان نفرج عنه من السجن ولكن نقدر ان نحكي ونقدر ان نصرخ ونقدر ان نكشف الموضوع , هذا امر يجب الالفات له.

امر اخر ايضا يجب الالفات له هي قضية مئات الموقوفين من المجموعات الاسلامية.

انا اتكلم بهذ الموضوع من نفس المنطلق الانساني والاخلاقي , طيب هؤلاء موقوفون منذ مدة طويلة فلتحاكمهم المحاكم فلا احد يقول افرجوا عن الناس كيف ما كان حتى يقال ما في ناس متهمين بالتفجير وبالقتل وناس متهمين في المخيمات نهر البارد والى اخره , فليحاكموا ويطلق صراح من لا تثبت ادانته ويعاقب من تثبت ادانته حتى انه مطلب العائلات وكل من رفع هذه القضية وهذا مطلب محق وطبيعي وعادل.

يجب وضع حد لمسالة ان يلقى الناس في السجون لفترات طويلة دون محاكمة وهذه من المسؤوليات الملقاة على عاتقنا جميعا.

وبعد المفقودون اللبنانيون في سورية والمفقودون السوريون في لبنان كذلك هذا ملف محق وكانت قد شكلت لجنة واين صارت ؟ ومن تابع هذه اللجنة؟ ومن هم اللذين تابعوا اللجنة اللبنانية السورية؟ الحكومة الحالية أي السابقة والى أي حد واكبت هذا الملف , هذا يجب ان يكون ايضا من اولويات الحكومة المقبلة وهذا الملف يجب ان يتابع , ويجب الوصول الى نهاية , بصراحة يعني اذا المفقودين اللبنانيين بسوريا ليسوا موجودين او كانوا موجودين وما عادوا موجودين فليكشف النقاب وان تحسم هذه القضية , وكذلك المفقودين السوريين في لبنان , يجب الوصول الى حسم في هذا الملف على أي وجه من الوجوه لكن طبعا على اساس حق وعلى اساس واقع وانهاء ماساة ومعاناة هذه العوائل.

في الوضع الداخلي اللبناني، بعد الإنتخابات طبعا نحن كلنا في البلد تصرفنا على أساس قبولنا نتائج الإنتخابات سواء نتائجها النيابية أو نتائجها الشعبية أو نتائجها السياسية، ودخل البلد في مرحلة هدوء وانتظار، طبعا إيجابية المعارضة وقبولها بالنتائج أخذ البلد للهدوء والإنتظار والمناخ الإيجابي، وتصرف القوى الأساسية الإيجابي والهاديء في الموالاة مع النتائج أيضا أخذ البلد إلى التهدئة، أي تصرف الطرفين بشكل عام. وهذه المناخات الإيجابية بدأت تكبر في البلد وحصلت لقاءات طيبة وخصوصا بيننا وبين قيادات أساسية في لبنان، وحصلت لقاءات علمائية في أكثر من منطقة وتحركات شعبية وتحركات حزبية، لقاءات كان لها صدى إيجابي وطيب وانعكاسات جيدة وساعدت بنسبة كبيرة ـ ونحن لا نريد أن نبالغ في تقييم الأمور ـ في معالجة حالة الإحتقان التي كانت في الفترة السابقة.

كنا كلبنانيين أمام استحقاق انتخاب رئيس مجلس والحمد الله هذا الإستحقاق أنجز وتمّ انتخاب دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري رئيسا للمجلس، وكنّا أمام استحقاق تكليف رئيس لتشكيل حكومة وهذا الأمر أيضا تم وأغلبية النواب سمّت النائب سعد الحريري لتكليف الحكومة، نحن أيضا تعاطينا مع هذا التكليف بإيجابية وانفتاح وأعلنّا جميعا في المعارضة استعدادنا للتعاون والحوار والتلاقي ولبذل الجهد لتشكيل حكومة وحدة وطنية، الحوارات والإتصالات ما زالت قائمة على أكثر من صعيد، وأمام هذا الإستحقاق المهم أنا في الوضع المحلي سأشير فقط إلى مسألتين:

المسألة الأولى تخص حزب الله في مسألة تشكيل الحكومة، قرأنا في الكثير من الصحف والتحليلات في وسائل الإعلام، وهذا الأمر يتم إثارته في مكان أو آخر، أنّ حزب الله فيما يريده أو فيما يشترطه كحزب الله أو كمعارضة في مسألة تشكيل الحكومة موضوع طلب ضمانات تتصل بسلاح المقاومة أو ضمانات تتصل بشرعنة سلاح المقاومة وأنّ هذه واحدة من العقبات أمام تشكيل الحكومة، هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق، وأنا أعلن ذلك، وفي لقائي مع الرئيس المكلف قبل أن يكلف قلت له نحن لا نريد ضمانات لسلاح المقاومة، وأنا أقول في التلفزيون أمام العالم كله لا نريد من الحكومة ولا من غير الحكومة ولا من أحد في هذه الدنيا ضمانات تتصل بسلاح المقاومة. وهذا الأمر تَبَانَيْنَا عليه وهذا انتهى وصار خلف ظهرنا لأننا اتفقنا نحن الإثنين أن هذا الموضوع موجود على طاولة الحوار وهي معنية بنقاش موضوع السلاح في إطار نقاشها للإستراتيجية الدفاعية الوطنية، هذا الموضوع خارج النقاش وخارج أي لقاء يصير بيننا وبين الرئيس المكلف أو بيننا وأيّ (من) قيادات سياسية أخرى معنية بتشكيل الحكومة بشكل أو بآخر.

نقطة أخرى، يقال أنّ حزب الله لديه مخاوف وهواجس معينة مما يثار حاليا في مكان وآخر فيما يتصل بعمل المحكمة الدولية في المرحلة المقبلة، ولذلك يعيق أو يعطل أو يعقد موضوع الحكومة لأنه يريد ضمانات في مسألة المحكمة، وأنا أيضا أقول هذا كلام غير صحيح ونحن لا نطلب ضمانات في مسألة المحكمة ولم نطلب ضمانات في مسألة المحكمة وهذا الأمر لم يناقش أساسا بيني وبين الرئيس المكلف ولا بين إخواننا ولا بين الرئيس المكلف، أصلا هذا الأمر "مش طارحينه للنقاش نهائيا". وأنا أقول لكم نحن لا نطلب ضمانات في موضوع المحكمة الدولية فيما يثار وفيما ينقل لا من الحكومة ولا من غير الحكومة ولا من أحد في هذا العالم. سلاح المقاومة مفهوم على طاولة الحوار و(أدعو) في المحكمة أن لا نستبق الأمور وهناك أناس يحبون استباق الأمور، ويمكن أن يكون هناك أناسا يحبون استباق الأمور لأنّ قلبهم على البلد ولكن هناك أناسا يحبون استباق الأمور لأنّهم يريدون أخذ البلد إلى تصفية حسابات من نوع آخر، "خلينا ما نستبق الأمور وكل شي بوقتو حلو ومنيح". أريد أن أضيف أننا في كل حواراتنا ونقاشاتنا لا نطلب ضمانات في أي موضوع من الموضوعات يتصل بحزب كحزب الله، وأنا أقول على المستوى الشخصي أنّه إذا اتفقت بقية المعارضة مع الرئيس المكلف على تشكيل حكومة وحدة وطنية فنحن لن نكون "زعلانين وأنا حسن نصر الله ما بكون زعلان"، وندعمها ونعطيها الثقة ونساندها أيضا. إذا الموضوع فيما يتصل بنا لا علاقة لموضوع الحزب أو موضوع السلاح أو موضوع المقاومة أو موضوع المحكمة.

ما هو الموضوع، (هو أنّ) أطراف المعارضة التي تفاوض الآن في مسألة تشكيل الحكومة تفاوض تحت سقف اسمه الشراكة الفعلية، بالنهاية البلد فيه قوى اساسية والإنتخابات أثبتت أنّ هناك قوى وازنة وأساسية ومهمة وكبيرة في البلد وتجاهلها غلط والتعاون فيما بينها يحمل البلد ويدفعه إلى الأمام، المعارضة تعتبر نفسها معنية في كل شيء سيدار البلد فيه من الآن إلى أربع سنوات، هناك مجلس نيابي لأربع سنوات وهناك حكومة ستشكل وستدير البلد، هناك استحقاقات كبيرة آتية.

في الموضوع المالي كيف سنواجه الأربعين أو الخمسين أو الستين مليار دولار دين، القرار الذي ستأخذه الحكومة يعني كل اللبنانيين، إذا ستزيد الحكومة الضرائب فهذا الأمر يعني كل اللبنانيين، وإذا أرادت بيع جزءا من ممتلكات الدولة فهذا يعني كل اللبنانيين، هناك استحقاق خطير وكبير ولا تقدر مجموعة أن تقول هذا الأمر لوحدنا سنحكم وندير (الأمر).

هناك الموضوع الإقتصادي والإجتماعي من المآسي والصعوبات والحرمان والجوع والفقر الذي تعاني منه الأغلبية الساحقة من الشعب اللبناني، هذا الأمر لا يعني حزبا دون حزب أو جهة دون جهة، حسنا ما الخطة وكيف سنعالج هذا الموضوع سويا، هم يقولون بالعبور إلى الدولة، جيد، تفضلوا كي نعبر كلنا إلى الدولة، وهكذا تقوم الدولة والذي سنعمله في عشر سنوات سنعمله في سنتين.

التحديات الأمنية وموضوع شبكات التجسس الإسرائيلية الذي أخذ ضجة إعلامية في البلد ولكن للأسف الشديد لم يقيّم حتى الآن من الناحية الأمنية ومن الناحية السياسية بالشكل المطلوب وهو أمر ما زال قائما، "مش إنّو الشبكات خلصت"، وأنا هنا أطالب بعض الأجهزة الأمنية أن تؤدي نفس الأداء السابق الذي أدته قبل الإنتخابات، أداء بعض الأجهزة الأمنية قبل الإنتخابات يجب أن يستمر بعد الإنتخابات بمواجهة شبكات التجسس الأمنية، هذا استحقاق كبير وليس صغيرا وهو استحقاق خطر.

إذا ذهبنا إلى الوضع الإقليمي وما يخطط للمنطقة، (تصريحات) نتنياهو وليبرمان والإدارة الأمريكية والخطاب الأمريكي والمطالب الأمريكية الجديدة من الحكومات العربية، موضوع التوطين وموضوع التطبيع وما تواجهه فلسطين من تهويد على كل صعيد، التهديد بتحويل فلسطين إلى دولة يهودية وتهديد فلسطينيي 48 بالتهجير، هذه كلها استحقاقات كبرى في المنطقة ولبنان جزء من هذه المنطقة بل لبنان هو الجزء الأكثر تفاعلا وتأثرا مع ما يجري في المنطقة شئنا أم أبينا حتى لو دسّينا رؤوسنا في التراب.

بناء على هذه الصورة، نحن نقول نريد حكومة شراكة حقيقية ولم نقترح أفكارا مسبقة لتشكّل عامل ضاغط وذهبنا إلى التفاوض ومنفتحون على خيارات متعددة ـ وإلى هنا وينقطع الكلام وسنرجع نستعين على قضاء حوائجنا بالكتمان ـ نعم هناك خيارات متعددة مطروحة للوصول، المهم أن نصل إلى صيغة حقيقة تؤدي إلى شراكة يعني إلى تعاون، وليس إلى شراكة مناكفة وتعطيل وإنما إلى شراكة تعاون، وأنا طرحت شيئا على الرئيس المكلف والآن أقوله في الإعلام، لكل القلقين من هذه الصيغ المطروحة، أنتم الإغلبية في المجلس النيابي، ويمكن أن تشكّل حكومة شراكة حقيقية رغم أنّ الحكومة السابقة باعتراف فخامة رئيس الجمهورية في آخر جلسات الحكومة وباعتراف رئيس الوزراء نفسه، اتخذت عددا كبيرا من القرارات وقامت بعدد كبير من الإنجازات مِمَّا تستطيعه ولم تكن حكومة تعطيل، ولكن مع ذلك كانت حكومة الإنتظار للإنتخابات النيابية، حكومة التنافس، لنقل حكومة التربّص فكل منّا كان يتربص بالآخر ويريد أن يسجل نقاطا على الآخر لأنّ هناك انتخابات نيابية، الآن لا يوجد انتخابات نيابية، تفضلوا جربوا وليس فقط أن تجربوا المعارضة بل أيضا المعارضة ستجربكم، لنجرب بعضنا في حكومة تحكمها روح التكافل والتعاون وروح المسؤولية الوطنية والشراكة ومواجهة الأخطار الداخلية والخارجية كصف وطني موحد، وبإمكاننا دخول هذه التجربة، وعندما يريد يستقيل رئيس الوزراء وتطير الحكومة، والأغلبية النيابية وقت ما تشاء تطرح الثقة وتسقط الحكومة، المفتاح بيدكم، والآن لا أحد يقول أنّ هناك اتفاق دوحة والعالم تلزم بعضها البعض. إذا إظهار النوايا الطيبة والحسنة مطلوبة من الطرفين والفريقين، القصة الآن ليست قصة الغالب والمغلوب وليست قصة معنويات، القصة أنّ هناك بلدا عاش انقسامات خطيرة ويواجه تحديات كبرى ونحن محتاجين لأن نتعاون مع بعضنا لنواجه التحديات والأخطار ونخرج بلدنا من الإنقسام وهذه الفرصة اليوم متاحة ولكن أقول أنها بحاجة إلى شجاعة في اتخاذ القرار.

بالنسبة لنا، أنا أؤكد اليوم أننا منفتحون ومتعاونون وإيجابيون وأنصح بأن لا يضغط أحد على الرئيس المكلف بوقت، "معليش حتّى لو أخذ الموضوع وقت بيستاهل ياخذ وقت"، أي دعسة ناقصة وأي استعجال غير محسوب وغير مدروس ما هو الداعي له، نتيجة أن هناك أحد مستعجل أو يضغط أو لديه حسابات معينة، واليوم البلد مرتاح والناس تتحدث إلى بعضها البعض وتجلس إلى بعضها البعض وتذهب إلى بعضها البعض وهذا المناخ يجب أن يتوسع وأن يتعمم ونحن نؤيد كل لقاء بين أي فريق في المعارضة مع أي فريق في الموالاة ونرى في هذا مصلحة وطنية وإيجابية كبيرة للبنان وللناس والوضع العام. اليوم الأغلبية الشعبية الساحقة تريد الهدوء في البلد، الناس تريد التهدئة وتريد أنّ تذهب العالم إلى بعضها البعض وأن تتحدث إلى بعضها البعض وتتفاهم مع بعضها البعض، والذي يقول بالغالبية اليوم فإنّ غالبية الشعب اللبناني الساحقة الكبرى تريد هذا المناخ ولا تريد شيئا آخر وتدعو للتفاهم.

لكن للأسف، هناك شخصيات وجهات محددة لا يعجبها هذا المناخ ولا تريده أن يستمر وأن يكبر وهذا الأمر يرتبط بجهات سياسية وشخصيات سياسية وجهات إعلامية أيضا، يهمها أن نرجع إلى التصعيد الإعلامي وإلى الشتائم وإلى الإساءات لبعضنا البعض وإلى الإتهامات لبعضنا البعض وأن نعود إلى المناخ السلبي، وأنا رأيي هنا أنّ الشعب أولا يجب أن يراهم وثانيا أن يراجعوا حساباتهم هنا، (وأسأل) عن رأي مَن يعبّرون؟ هل حقيقة أن هذا رأي أغلبية الشعب اللبناني أن نعيد المتاريس ونهجم على بعض ونتحدى بعض؟ أو أن رأي غالبية الشعب اللبناني أنّ نجلس إلى بعض ونتحدث إلى بعض ونتفاهم مع بعض، الأولويات التي تطالب فيها القيادات السياسية والقوى السياسية هي أولويات مختلفة عمّا تطرحه بعض هذه القيادات السياسية، يعني بمناسبة وبغير مناسبة ترى أحدهم يخطب ويعيّط ويصرخ ويفتح ملف حزب الله، خير ما القصة، يمكن أن يكون "مخمّن" أنّ الإنتخابات لم تنتهِ لكن لا يجد شيء يتحدث إليه للناس، لكن أحب قول أمر وأطمئنكم أننا نحن في حزب الله في هذه المرحلة اتخذنا قرارا أن لا نستفز، الذي يريد أن يسب وأن يقول شعرا وأن ينتقد فليأخذ راحته، "عمّ بتعّب حالو على الفاضي" لكن هناك أناسا هذا جوّها وهذا مناخها (...)، وإذا التقى أحد مع أحدا "بتبلّش التحليلات وبيبلّش دق السكاكين"، طبعا هنا أقصد شخصيات هي في الموالاة لأنّه إذا التقى أحد من المعارضة مع أحد في الموالاة فهذا أمر مفهوم عند قواعد المعارضة التي تقول لا أريد إلغاء أحد وأريد شراكة، والمعارضة قبل الإنتخابات كانت تقول إذا أخذت الأغلبية سأعطيكم الثلث الضامن وأريد شراكتكم، فإذا قواعد المعارضة لا مشكلة عندها، وإذا هناك قيادات في قوى الموالاة أو قوى الأغلبية وقواعدها متجاوبة معها وأخذت قرارا بالإنفتاح والتعاون فلماذا "يتقوّص عليها بهذه الطريقة"؟ إذا الناس واثقة من تحالفاتها "مش لازم واحد جلس مع واحد يحتاج لمئة تلفون" وبالحد الأدنى أنا أقول لكم أنّ حزب الله من هذه الجهة مرتاح وليس بحاجة لأن يطمئن حلفائه وأن يهاتفهم بعد أي لقاء أو أي إجراء لأنهم واثقون من هذا التحالف.

الذي أحببت أن أقوله في الموضوع الداخلي الدعوة إلى الهدوء والحوار والتلاقي، وأنا رأيت بعض وسائل الإعلام تقول أين أصبح الشهداء؟ "ليش الشهدا بدون يانا نذبح بعضنا"، هل الشهداء من الطرفين في الأحداث الداخلية يريدون أن يخرب البلد وأن يدمر وأن ينقسم وأن نتعادى، أم عندهم رؤية ثانية هي التي يجب أن نعمل لها كلنا؟. أنا أدعو إلى الهدوء والحوار والتلاقي وأدعو هذه الجهات إلى الهدوء والتعقل وأن هذا غير مفيد على الإطلاق، ولدينا موسم صيف و "وخلو الناس يهدا بالهم شوي ويطلع الناس على الضِيَع ويغيرو جو"، سيقولون الآن "أف المقاومة وين صايرة، معليش والله نحنا نحب الحياة وثقافة الحياة كمان، وما حدا يستعجل على حدا ونطول بالنا على بعض"، ونترك الفرصة الكبيرة المتاحة (أن تأخذ مجراها) التي ما زالت فرصة كبيرة لتشكيل حكومة وحدة وطنية فيها شراكة حقيقية نتعاون فيها جميعا لقيامة بلدنا والحفاظ على وحدته وقدرته وقوته على مواجهة التحديات.

أشكركم جميعا على حضوركم وإحيائكم هذه المناسبة معنا، مبارك للأسرى المحررين حريتهم من جديد على أمل أن نلتقي مع كل الأسرى ليكونوا أحرارا كسمير القنطار وإخوة سمير القنطار.

تعليقات: