الدكتور أمين وهبي: درس في كتاب الفقر وتخرج من بلد نقد رأس المال

الدكتور أمين وهبي
الدكتور أمين وهبي


البقاع الغربي:

عاش طفولة مليئة بالتعب والجهد، لكنها مجبولة بالاستقرار النفسي والهدوء والسعادة، كونه ابن بيت امتهن الزراعة التقليدية، حيث حوله والده هو وإخوته وأخواته الى عمال زراعيين صغار، ينقبون الأرض والحقول ويزرعونها، ويتابعون مواسمها، موسما ً تلو آخر، لتوفير بركة البيت، وتأمين لقمة العيش يوم عز ّ تأمينها في تلك الأيام الصعبة.

أمين محمد وهبي الذي خصه والده بمسؤولية جرف الثلوج، والقيام بحدل سطح المنزل الترابي الذي يؤويهم، اتقاء ً «لدلفات» المطر المتسربة الى مضاجعهم الليلية، لم يعفه من مهمة موسم الحصاد في قيظ الهاجرة ولهيبها، والمشاركة في جمع الغلال ونقلها الى البيدر عبر «سكّرات» الديدبة وشعابها، ومتابعة فرط حبيباتها تحت مسامير النورج ونتوءاته الحديدية، تمهيدا ً لذرها وفرزها وتوضيبها وتخزينها في «الكواير»، (خزائن القمح في البيوت القديمة).

لم يغب عن بال أبو أمين الأب، ابن بلدة لبايا، التي شاركت الشمس طلوعها، وجاورت القمر الذي لم يغب عنها، بعدما أفردت لنفسها موقعا ً ميزها عن شقيقاتها البقاعيات، في ذلك المطل البقاعي، الممسك بزمام الرصد لفلسطين السليبة وحدودها الشمالية، أن الحياة لا تكتمل فصولها، إلا بسلاح العلم والمعرفة، فكان له ما أراد، فأنشأ عائلة استطاعت التميز بحصول أفرادها على درجات علمية جامعية في الرياضيات والفيزياء واختصاصات في الطب.

أمين وهبي ابن ذلك الفلاح الذي لم يتوان عن الاستدانة لتعليم أبنائه، معتمدا ً على غلة البيدر لسداد ديونه، عملا ً بمقولة المثل الشائع «فلاح مكفي سلطان مخفي». تخصص في الطب في قسم القلب والشرايين.

أمين وهبي لم تغره حياة اللهو ومفاتنها وهو في ريعان الشباب، إنما آمن وهو في السابعة عشرة من عمره بالقضايا الوطنية، فانتسب الى الحزب الشيوعي، وكان واحدا ً من أبرز الناشطين بين رفاقه على مستوى المنطقة، فجال بين قراها مشيا ً على الأقدام، مسوقا ً للعدالة والتحرر وقضايا العمال والقضايا الوطنية. وليس غريبا ً على بلدة لبايا، هذه القلعة التي نبذت الطائفية والمذهبية، وتمسكت بالثوابت الوطنية، أن تحتضن المقاومة منذ نشأتها، وأن تدفع الضريبة الغالية من دم أبنائها في مواجهة العدو الإسرائيلي، وفي طليعتهم شقيق الدكتور وهبي، الشهيد إسحاق الذي سقط في معركة مع العدو الإسرائيلي في تلة برغز في الثاني من آب عام 1979 .

وهبي من مواليد لبايا العام 1952، نال في العام 1975 منحة من الحزب الشيوعي اللبناني للتخصص في الإتحاد السوفياتي، وحصل على شهادة في الطب العام في العام 1982، منهيا ً اختصاصا ً في قسم القلب والشرايين في العام 1988 .

كان واحدا ً من مؤسسي فرع النجدة الشعبية في تعنايل، وعضوا ً في هيئته الإدارية، كما كان طبيبا ً مختصا ً في قسم الشرايين والقلب في مستشفى النجدة الشعبية في النبطية، ومديرا ً له لمدة سنة ونصف السنة .

يعتبر واحدا ً من أبرز المؤسسين والناشطين في حركة اليسار الديمقراطي، التي يقول عنها أنها تيار من داخل الحزب الشيوعي، آمن بضرورة التطوير في المجال التنظيمي، وإدخال الحياة الديمقراطية الى داخل الحزب، وفي أساسها تداول السلطة الحزبية، على أن تكون الانتخابات الحزبية شفافة وديمقراطية، فضلا ً عن إعادة النظر ببعض البديهيات، خصوصا ً بعد التغيرات التي طرأت على الصعيد العالمي بخصوص الأنظمة الشمولية، مؤكدا ً أن المعوقات الموضوعية التي وقفت بوجه التغيير كانت أقوى، لا سيما وأن الأجواء المحافظة كانت تمسك بالجهاز الإداري، لافتا ً الى أن حركة اليسار الديمقراطي تأسست بشكل رسمي في العام 2004، حيث تقاطعت مع الأجواء اليسارية الأخرى، والتقت مع مجموعات من خارج الحزب تؤمن بالانفتاح.

الدكتور وهبي من المؤمنين بثورة الأرز وأحد نشطائها الأساسيين ، شارك بفعالية في معركة السيادة والحرية والاستقلال، ويعتبر حركة الرابع عشر من آذار، حركة تخطت المناطق وتجاوزت كل الاختلافات المذهبية والطائفية، واتخذت طابعا ً وطنيا ً بامتياز .

يؤكد أن رئيس كتلة «المستقبل» النيابية النائب سعد الحريري، ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، أبديا حرصهما على ضرورة تمثيل اليسار الديمقراطي في الندوة النيابية، والأمين العام للحركة الياس عطالله أكد على ضرورة هذا التمثيل دون التمسك بشخص قد يؤدي الى الإضرار بحركة الرابع عشر من آذار .

الدكتور أمين محمد وهبي متزوج من الدكتورة ندى السوقي من الشويفات، وله منها ولدان هما: وائل (ثلاثون عاما) يحمل إجازة في إدارة الأعمال من الجامعة اليسوعية، ويعمل في شركة في أفريقيا، وليال ( 22 عاما ً ) تحمل إجازة في العلوم الاقتصادية من الجامعة اليسوعية، وتحضر لنيل شهادة الماستر من الجامعة الأميركية.

------------------------------------------------------------------

أمين وهبي: شيوعي في كتلة «المستقبل»

حسن عليق

النائب أمين وهبي (بلال جاويش)النائب أمين وهبي (بلال جاويش)النائب أمين وهبي، المنتخب حديثاً عن المقعد الشيعي في البقاع الغربي، لم يعرف بعد حلو النيابة من مرّها. فهو لم يشارك فعلياً في عمل برلماني حتى اليوم، ما عدا جلسة انتخاب رئيس المجلس النيابي ونائبه وأعضاء هيئة مكتب المجلس. يقول وهبي إن العمل النيابي بحاجة إلى جهد كبير وعمل مشترك. يبدي استعداده لتحمّل المسؤولية، وهو سيقسّم وقته بين بيروت والبقاع، حيث بدأ بتجهيز مكتب في مركز القضاء (جب جنين)، على أن يقضي فيه 3 أيام في الأسبوع. أما مهنة طب القلب، فلا بد من عدم الابتعاد عنها، «وخاصة عن المرضى الذين كنت أداويهم، وعن المؤتمرات العلمية التي يعني الابتعاد عنها نسيان مهنة الطب».

نائب اليسار الديموقراطي الذي خرج من الحزب الشيوعي اللبناني منذ عام 2000، انضم بعد انتخابه إلى كتلة المستقبل النيابية. ورغم ذلك، فهو لا يرى أي تناقض بين يساريته والبرامج الاقتصادية والسياسية التي نفذها ويطرحها التيار. فللنيابة في رأيه بعدان، واحد سياسي وآخر إنمائي. في الأول «نحن ضمن فريق 14 آذار، ومؤمنون بخط واحد، عنوانه العريض الحفاظ على السيادة وإعادة تعزيز الدولة ومؤسساتها. ونحن مقتنعون بأن العمل ضمن كتلة يعطي مردوداً أفضل من العمل بانفراد، وبخاصة مع ما يتوافر فيها من إمكانات استشارية. أما في الثانية، فنحن كحركة يسارية منحازون إلى ذوي الدخل المحدود والعمل النقابي، وكنا واضحين مع تيار «المستقبل»، إذ إننا لن نتوانى عن إظهار قناعاتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية عندما تكون متمايزة عن خيارات التيار.

لا ينفي أمين وهبي أنه يعيش ضائقة شعبية بين الناخبين الشيعة في الدائرة التي انتُخب فيها، لأنّ أكثريتهم الساحقة صوتت للمرشح المنافس له، النائب السابق ناصر نصر الله. لكنه يؤكد أن الاتصالات التي وردته بعد فوزه شملت مروحة واسعة من الأفراد والمجموعات ضمن الساحة الشيعية. ويؤكد وهبي أنه سيسعى إلى خدمة أبناء منطقته، بعيداً عن الاستغراق في لحظة الانتخابات والسؤال «عمّن انتخبني ومن لم ينتخبني». ويقول إنه أعدّ برنامجاً للتواصل مع جميع أهالي المنطقة، وبينهم أبناء القرى الشيعية، ومناقشتهم في الأمور التي تهمهم، «وخاصة أن المنطقة بحاجة إلى إنماء على الصعد كلها، ولدينا برنامج لدعم القطاع الزراعي وتشجيع الصناعات».

تعليقات: