العلامة محمد حسين فضل الله: بعض الدول العربية تشعر بالعقدة من قطر

العلامة محمد حسين فضل الله
العلامة محمد حسين فضل الله


في حديث للراية القطرية، أكد العلامة محمد حسين فضل الله:

* أن القمم العربية لحفظ ماء وجه الجامعة العربية..

* قطر أصدق الدول العربية في الوفاء بالتزاماتها تجاه لبنان..

* قمة الكويت أعطت نوعاً من الهواء الذي خفف من حرارة الجو..

* الساحة اللبنانية لن تكون ساحة عنف لأن الوضع الدولي ينفتح على مرحلة الهدوء..

* العرب يفكرون بالتحرر من فلسطين لأنهم متعبون..

بيروت:

أكد العلامة محمد حسين فضل الله أن دولة قطر استطاعت ان تقوم بما لم تقم به اكبر الدول العربية وخصوصاً في حلّها للمشكلة اللبنانية التي عقّدها الكثيرون من العرب ولكن قطر استطاعت ان تحلّ الكثير من مشاكلهم ورأى ان قطر كانت اصدق من كل الدول العربية في الوفاء بالتزاماتها بالرغم مما احاط بها من تعقيدات وقال: إننا نقدر لقطر نشاطها السياسي والثقافي والاسلامي الذي كان نشاطاً طليعياً بحيث استطاعت ان تجمع العرب على القضية الكبرى وتحرجهم وتحرج الكثيرين منهم كما انها فتحت على الكثير من القضايا الثقافية والعلمية والسياسية والاسلامية ، كاشفاً ان بعض الدول العربية شعرت بالعقدة ضد قطر بسبب نشاطها . معتبراً ان علاقته مع حزب الله هي كعلاقته مع أي فريق يقاوم الظلم والعدوان الاسرائيلي والهيمنة الامريكية على المنطقة. وأكد أن الرئيس أوباما لم يقل شيئاً في القاهرة لانه لم يحدد اي آلية للدولة الفلسطينية، واصفاً بعض تصريحات رجال الدين بأنها تضع الزيت على النار وهم موظفون لدى السياسيين. وفيما يلي نص الحديث.

طرحت فكرة الحوار بين حزب الله وأمريكا، على أي أساس يمكن إجراء هذا الحوار؟

- عندما ندرس المسألة علينا ان نفهم ما هي الخطة الامريكية للتعامل مع دول العالم الثالث لا سيما دول الشرق الاوسط والشرق العربي بشكل خاص فنحن نحدد طريقة الحوار فيما لو كانت أمريكا منفتحة على الحوار الذي يحترم فيه المحاور الآخر محاوره وعندما ندرس المسألة نلاحظ على ان أمريكا وضعت في استراتجيتها ان هناك موقعين تعتبرهما اساس سياستها وعلاقاتها في المنطقة وفي كثير من دول العالم ، اولاً: أمريكا الامبراطورية التي تخطط لقيادة العالم بما فيه العالم الاوروبي كما انها بعد سقوط الاتحاد السوفياتي تحاول احتواء الاتحاد الروسي وذلك بتطويق روسيا بالدول الذي ستجذبها أمريكا الى سياستها هذا بالاضافة الى انها تعمل على اساس الامتداد العسكري في تلك المنطقة ذاتها وعلى ضوء هذا فإنها تحرك اقتصادها في السيطرة على اقتصاد العالم ولهذا فإننا نلاحظ ان الاقتصاد الامريكي ينطلق من طبع الورقة الخضراء من دون اي رصيد واقعي في هذا المجال مع اننا نعرف ان أمريكا دولة تملك الكثير من المواقع الاقتصادية ولكنها تحاول الآن ان تجعل الدولار هو الحراك الاقتصادي للعالم كله. وعلى ضوء هذا نجد كيف تتدخل أمريكا في الضغط على اوروبا وهذا ما لاحظناه بشكل بارز في الطريقة التي ادارت فيها أمريكا معارضة فرنسا وبعض دول اوروبا للحرب العراقية حيث واجهتها بما يشبه الحرب الكلامية عندما تحدث وزير الدفاع الامريكي السابق رمسفيلد عن اوروبا القديمة او اوروبا العاجزة ولاحظنا كيف انها تمد يدها في خدمة اقتصادها وأمنها للعالم كله حتى انها وزعت سجونها على اكثر من بلد في العالم بما فيه البلدان الاوروبية والعربية.

أما الدائرة الثانية: التي تعمل بها أمريكا هي دائرة اسرائيل ، فإسرائيل في الاستراتيجية الامريكية هي الدولة التي ضمنت أمريكا أمنها الاقتصادي والسياسي والعسكري حتى ان المساعدات المليارية التي تقدمها أمريكا الى اسرائيل لا تقدمها الى اية دولة في العالم حتى الدول التي هي خاضعة لسياستها وعلى ضوء هذا فإن أمريكا تريد ان تبدأ مع اية دولة من الدول فإنها تفرض عليها كما فرضت على اوروبا ان تسير في خط سياستها الضاغطة على العالم العربي لا سيما في القضية الفلسطينية وهذا هو ما يفسّر الموقف العدواني الذي مارسته اوروبا الى جانب أمريكا بالنسبة الى مجزرة غزة حتى انها منعت مجلس الامن ان يستنكر المجازر او أن يعمل لفكّ الحصار عن غزة باعتبار ان السياسة الامريكية كذلك وبهذا اسقطت كل حقوق الانسان ومنعت ايضاً من التحقيق فيما حدث في غزة بالرغم من المحارق التي تصغر امامها محارق الهولوكست التي لا يزال اليهود يتاجرون بها. ثم نلاحظ انها تعمل على الدول العربية لتقودها باسم انها دول اعتدال للتطبيع مع اسرائيل من ان اسرائيل لم تقدم شيئاً للعرب او للفلسطينيين لمجرد ان يكون ذلك من الوسائل التي قد تقنع اسرائيل بأن تحقق من ضغطها في مسألة حلّ الدولتين او مسألة تجميد التوسع في المستوطنات او ما الى ذلك وهكذا نجد ان الرئيس اوباما الذي صفق له العرب والذي تحدث في القاهرة قال في خطابه كل شيء ولم يقل شيئاً لانه لم يحدد اي آلية للدولة الفلسطينية وكيف يمكن ان تنشأ ولم يتحدث عن تفكيك المستوطنات ولم يتحدث عن الجدار العازل ولم يتحدث بكلمة عن الاحتلال اليهودي لفلسطين مثلاً او عن قضية القدس او عن قضية حق العودة وانما دعا العرب الى التنازلات لإقناع اسرائيل بأن تقبل بالمفاوضات التي نعرف انها من اجل الوقت الضائع وانها لن تعطي الفلسطينيين شيئاً لان اسرائيل التي لم تحقق للفلسطينيين اي شيء منذ ستين سنة هل يمكن ان تعطيهم في فترة ادارة اوباما لمجرد ان اوباما يتكلم بكلام وكأنه معسول لن ترضى عنه اسرائيل ومن الطريف جداً ان سذاجة اوباما او ما يحاول ان يحفظ ماء الوجه انه رحّب بكلام نتنياهو بأن اسرائيل تقبل بدولة فلسطينية منزوعة السلاح لا سيطرة لها على المياه وليس لها ان تنشأ علاقات مع اي دولة اخرى وليس لها حدود تسيطر عليها وما الى ذلك مما يعني انها دولة لا دولة واذكر في مجال بعض التصريحات اليهودية ان اليهود كانوا يتحدثون بأسلوب السخرية للفلسطينيين وان على الفلسطيني بأنه فليسموها دولة او امبراطورية هذا امر لا يهمنا بل المهم ان نحقق سياستنا في هذا المجال انما عندما نتابع حركة اوباما وتصريحاته الساذجة كما نلاحظ حركة مندوبه ميتشيل فإننا لا نجد ان هناك اية نتائج ايجابية يمكن ان تحصل من خلال المفاوضات ومن الطريف ان الرجل الذي قاد محرقة غزة والذي دمّر غزة والذي خاض الحروب العدوانية ضد العرب هو الذي استقبله احد قادة العرب ليتحدث معه عن السلام ومن الطبيعي ان هذا السلام هو سلام نتنياهو الذي ربما تتدخل بعض المساحيق التجميلية التي يرتاح اليها العرب ونحن استمتعنا الى احد قادة الدول العربية الكبرى وهو يتحدث ان هذه المرحلة هي افضل مرحلة لتحقيق السلام ولكن نحن نعرف ان الدول العربية كلها لم تستطع ان تقدم اية آلية واقعية لصنع السلام ونحن نعرف ان موقف أمريكا من ايران انما هو ان ايران تدعم الارهاب والمقصود بالارهاب انها تدعم المقاومة قد تواجه الاحتلال الاسرائيلي انني اكاد افكر بأن الادارة الامريكية اصبحت ادارة اسرائيلية بحيث ان هناك أمريكا اسرائيلية واسرائيل حاكمة لأمريكا من خلال الكونغرس الذي وظّفته اسرائيل بطريقة وأخرى في احتواء اعضائه للدفاع عن اسرائيل فهو بالتالي يدافع عن اسرائيل اكثر مما يدافع عن مصالح أمريكا في هذا المجال وهكذا بالنسبة للوبي اليهودي الذي يمثله مؤتمر "إيباك" ونحن نعرف ان رئيس الموظفين في البيت الابيض هو الرجل الذي حارب العرب مع اسرائيل ولا يزال يحمل الجنسية الاسرائيلية. انني اعتقد ان أمريكا مستعدة ان تخوض حرباً عالمية لمصلحة اسرائيل وهذا ما لاحظناه في الجسم الجوي الذي نصبته عندما عبرت القوات المصرية الى البرّ في هذا المجال حتى غولدامائير بكت امام الهزيمة والتفّت أمريكا على الموضوع وانشأت جسراً جوياً لمساعدة اسرائيل كما انها انشأت جسراً جوياً لمساعدتها في تدمير لبنان من جهة وفي تدمير غزة من جهة ثانية فالقنابل الفسفورية هي قنابل امريكية لذلك انا لا اعتقد ان هناك حوارا تحترم فيه أمريكا محاورها العربي اوالاسلامي لان طريقتها في التعامل مع الدول العربية والاسلامية بحيث تفرض عليهم سياستها خصوصاً فيما يتعلق بالفلسطينيين لان الفلسطينيين لا يحصلون على اي شيء إلا بما يحقق مصلحة اسرائيل ومن المؤسف ان العالم العربي الذي خضع بشكل عام في اكثريته لاسرائيل من خلال الضغط الامريكي لا يزال يلهث وراء اسرائيل لان تقبل المبادرة العربية التي أقرّت في بيروت ولكن اسرائيل تتحدث في خلفياتها السياسية بما تحدث به شارون بأنها لا تساوي الحبر الذي كتبت به.

ألا تعتقد بأننا بحاجة الى عقد قمة عربية طارئة وفقاً للمخاطر التي تحدثت عنها؟

- أنا اعتقد ان القمم العربية هي قمم فلكلورية لا تعطي شيئاً وانما هي موقع لاثارة الخلافات العربية ثم محاولة حفظ ماء الوجه للجامعة العربية لايجاد مصالحات كما حدث في الكويت مصالحات وكأنه ليس لها اي عمق في العلاقات العربية التي تخدم مصالح العالم العربي.

أنت تعتبر ان المصالحات العربية التي تمّت في الكويت هي مصالحات فلكلورية ايضاً؟

- أنا اعتقد ان قمة الكويت اعطت نوعاً من الهواء الذي خفف من حرارة الجو في هذا الموضوع وقد قرر بعض قادة العرب لغزة مليار دولار ولكن غزة لا تزال تعيش الدمار والحصار ولا يزال شعب غزة يعاني حتى انه اصبح يبتدع وسائل لبناء بيوتهم بالطين وهي وسائل تاريخية كان فيها الناس يبنون بيوتهم بالطين او كما قرأت بالامس انهم يحفرون الانفاق ليعيشوا ويبنوا بيوتهم تحت الارض. اننا نلاحظ ان الدول العربية لم تقدم شيئاً لشعب غزة ولعل جريمة ايران الكبرى انها ساعدت غزة بالمال وربما بالسلاح وهكذا كانت جريمة حزب الله الذي ساعد المجاهدين في غزة بالتدريب وبالكثير من الوسائل التي استطاعوا ان يدافعوا فيها عن انفسهم وربما امتدت المسألة الى سوريا التي لا تزال تحضن المعارضة الفلسطينية للسلطة الفلسطينية.

كيف تقيمون دور قطر في لبنان، خصوصاً بعد اتفاق الدوحة؟

- نحن نتألم لاضطرار قطر في ظروفها العربية الضاغطة عليها ان تقبل بقاعدة عسكرية اميركية ولكننا نقدر لقطر نشاطها السياسي والثقافي والاسلامي الذي كان نشاطاً طليعياً بحيث استطاعت ان تجمع العرب على القضية الكبرى وتحرجهم وتحرج الكثيرين منهم كما انها فتحت على الكثير من القضايا الثقافية والعلمية والسياسية والاسلامية في هذا المجال اننا من خلال هذا النشاط القطري الذي شعرت فيه بعض الدول العربية بالعقدة ضد قطر لان قطر الدولة الصغيرة استطاعت ان تقوم بما لم تقم به اكبر الدول العربية وخصوصاً في حلّها للمشكلة اللبنانية التي عقّدها الكثيرون من العرب ولكن قطر استطاعت ان تحلّ الكثير من مشاكلهم.

نحن ايضاً نقدّر لقطر في اعمار ما التزمته من اعمار المناطق التي دمرها العدوان الاسرائيلي عام 2006 ومنها البلدة التي انتمي اليها بنت جبيل وعيناتا وعيتا الشعب ومارون الراس والخيام وخصوصاً المؤسسات التربوية في الجنوب وما الى ذلك واني ارى ان قطر كانت اصدق من كل الدول العربية في الوفاء بالتزاماتها بالرغم مما احيط بها من تعقيدات.

هل لديكم زيارة قريبة لدولة قطر؟

- وجّهت إليّ أكثر من دعوة لزيارة قطر ولكن ظروفي لم تمكّني من ذلك.

كيف تقيمون الوضع في منطقة الشرق الاوسط بعد خطاب نتنياهو؟

- أنا اتصور ان المسألة ليست فيما يريد نتنياهو فالرجل يعرف ما يريد ولكن المسألة ماذا يريد العرب لان العرب لا يعرفون ماذا يريدون، ان المشكلة العربية الآن هي ان الجيل الاول من القيادات العربية ولا سيما في عهد جمال عبد الناصر كانت تفكر في تحرير فلسطين اما الآن فإن العرب يفكرون بالتحرر من فلسطين لانهم متعبون ولان فلسطين تمثل التحدي الكبير ولذلك فإن وجود أية دولة تدعم المقاومة الفلسطينية يمثل احراجاً للعرب وهذا ما نلاحظه من احاديث كثيرة من زعماء العرب في الموقف السلبي ضد ايران بزعم انها تتدخل في العالم العربي ونحن نعرف أنها تعمل لخدمة قضيتهم المركزية التي هي قضية فلسطين، كما ان دولة قطر قد فهمت الاستراتيجية الايرانية لذلك كانت علاقاتها بايران من جهة وسوريا من جهة علاقات ايجابية في القضايا التي انطلقت فيها ايران في دعمها للشعب الفلسطيني.

الحلول الدبلوماسية بالنسبة لاسترجاع فلسطين قد سقطت، هل انت مع الحلول العسكرية لتحريرها؟

- نحن نعتقد ان اسرائيل في استراتيجيتها التاريخية معروفة حتى ان ليبرمان تحدث من ان السلام يأتي من خلال الحرب فإسرئيل في مناوراتها الاخيرة وفي طلبها من أمريكا اعطائها اسلحة الاكثر تطورا. انها تخطط لما يمكن ان يحصل في المستقبل من بعض التعقيدات بينها وبين العرب لا سيما مع لبنان ومع الشعب الفلسطيني ولذلك فإن اسرائيل هي دولة عسكرية وهي تخطط من اجل الحرب ومن اجل ان تعمل على اساس السيطرة على المنطقة كلها لتثبت انها الاقوى وانها تستطيع ان تتدخل في كل مفاصل المنطقة وهذا ما لاحظناه في تهديداتها لايران لان ايران متهمة بأنها تريد ان تصنع القنبلة النووية باعتبار انها تهدد العالم في الوقت الذي تعرف فيه اسرائيل وأمريكا واوروبا ان اسرائيل تملك مئات الرؤوس النووية وهي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تملك رؤوساً نووياً ثم ان اسرائيل هي التي قصفت موقعاً سورياً تتهم فيه سوريا بأنها تحضر لصنع قنبلة ذرية وقد صرّح البرادعي بأن إسرائيل تعطّل حركة وكالة الطاقة الذرية في سوريا. كما انها عملت على قصف السودان وقتل الكثيرين من السودانيين، كما ان اسرائيل لا تزال تلاحق افراداً من الفلسطينيين وتقصف مواقعهم هنا وهناك. اذاً اسرائيل الآن هي تحارب ولكن العرب يتحدثون عن السلام ولكنهم لا يعرفون كيف يديرون السلام مع احتفاظهم لما يسمى بالعنفوان العربي والعزّة العربية وكذلك ايضاً اغلقوا باب الحرب ويحاربون حتى السلطة الفلسطينية والمقاومة التي تريد ان تدافع عن بلدها وتريد ان تحرر بلدها من الاحتلال. مشكلة العرب انهم اصبحوا يعيشون ادنى درجات الضعف بينما اسرائيل لا تزال الدولة العسكرية التي لا تزال تضرب المواقع التي تختارها في البلاد العربية. وتستبيح الأمن العربي والإسلامي ساعة تشاء.

هل تتخوفون من شبح توطين الفلسطينيين في لبنان؟

- عندما ندرس تصريحات نتنياهو من ان مسألة الفلسطينيين الذين هم في الخارج تحل في الخارج ولا تحل في داخل فلسطين لانه يرفض حق العودة هنا نتساءل ما هو مستقبل الفلسطينيين في البلاد العربية ان المسألة سوف تخلق بحراك دولي وربما يضغط المجتمع الدولي على لبنان لان يوطّن قسماً من الفلسطينيين في لبنان ان لم يوطّنه كله واللبنانيون لا يستطيعون ان يرفضوا ذلك رفضاً عملياً لان اللبنانيين الذين اجمعوا على رفض التوطين لم يقدموا اية آلية لتأكيد هذا الرفض ولم يملكوا اية قوة لمواجهة هذا الرفض، من الممكن ان تحل المسألة بأن يوزع الفلسطينيون في البرازيل واستراليا واماكن اخرى. ولكني اتصور ان لبنان لن يكون بمنأى عن التوطين لان التوطين حقيقة دولية من خلال بعض الخطط التي يتحرك فيها المجتمع الدولي الذي يستضعف الدول التي لا تملك قوة لان قوتها في ضعفها كما كان يقال في لبنان سابقاً وان قوة المقاومة لا بد من اسقاطها لانهم يخافون من ان تتحرك المقاومة لمواجهة العدوان الاسرائيلي وتصنع الهزيمة لإسرائيل. انا اتصور ان لبنان لن يكون بمنأى عن التوطين وان كنت لا املك تفاصيل ماذا يحدث عندما تحل مسألة التوطين الفلسطيني في العالم العربي هل يبقون في العالم العربي، وهل يوزعون في العالم وكيف يمكن ان يوزعوا على العالم العربي هذا ما يتحرك به اللبنانيون على مستوى الشعارات والهتافات ولكن اللبنانيين تعودوا ان يتحدثوا عن القضايا الكبرى من دون ان يتحدثوا عن الآلية الواقعية التي تحقق هذه القضايا وكنت اراقب البرامج التي أطلقها المرشحون في الانتخابات وهم يتحدثون عن الاقتصاد وعن حل المشاكل الخدماتية والاجتماعية والتربوية والامنية ولكني لم اسمع من احد عن الآلية التي يمكن لنا ان نحقق فيها الحل لمسألة الكهرباء والمديونية وحل مشكلة المناطق المحرومة كعكار وبعلبك والجنوب ان اللبنانيين تحولوا الى ما يشبه الشعراء الذين يحلقون في الخيال لانهم لا يعيشون الواقع.

كيف تقيمون السياسة اللبنانية بعد الانتخابات النيابية؟

- انني اتصور ان الساحة اللبنانية لن تكون ساحة عنف فحسب لان المنطقة الآن بحسب الوضع الدولي تنفتح على مرحلة الهدوء ولا يسمح لاحد الآن بما في ذلك اسرائيل، ان تثير اية مشكلة تؤدي إلى حرب وهذا ما لاحظناه في الموقف الامريكي من ايران حيث ان التهديدات وجّهت الى ايران من خلال أمريكا ومن خلال اسرائيل. من خلال الدول الاوروبية ايضاً لكنهم الآن يتحدثون عن الحوار مع ايران في هذا الموضوع لذلك اني اتصور ان المسألة في المرحلة الحاضرة لا تختزن العنف في هذا الموضوع ولكنني اتصور ان الشخصيات التي كانت هي سرّ المشكلة اللبنانية او التي كانت تعيش الصراع في لبنان سواء بين الاقلية او الاكثرية او ما اشبه ذلك خصوصاً ما نسمعه بين وقت وآخر من تصريحات رجال الدين التي تضع الزيت على النار باعتبار انهم موظفون لدى السياسيين مهما كانت مقاماتهم ومهما كانت مواقعهم. إنني اتصور ان مشكلتنا في لبنان اننا نقدس الذين لا قداسة لهم ولذلك فإن النقد الذي يمثل حركة العقل واكتشاف الحقيقة وفي التأكيد على الحقيقة اصبح جريمة عندما توجه النقد لهذه الشخصية الدينية سواء أكانت اسلامية او مسيحية او توجه النقد لشخصية سياسية من الفاعليات الكبرى لانه ممنوع ان ننقد الذين يملكون القداسة اننا نلاحظ ان بعض اللبنانيين ربما يعطي لنفسه الحق في ان ينقد الاقوياء ولكنه لا يسمح لان ينقد الاخرون مواقع القداسة الطائفية في لبنان.

كيف هي علاقتكم مع حزب الله؟

- ان علاقتي مع حزب الله كعلاقتي مع اي فريق يقاوم الظلم ويقاوم العدوان الاسرائيلي ويقاوم الهيمنة الامريكية على المنطقة.

تعليقات: