اللبنانيون والسابع من حزيران

لبنان في السابع من حزيران
لبنان في السابع من حزيران


عفوك درويش فأنا لست مسافر...

وطني ليس حقيبة احملها واغادر...

وطني ليس لعبة اكسرها او ورقة عليها أُقامر...

وطني جبل الزيتون ومروج وجبال ومزاهر...

وطني قد بكت شمائله حزناً و تتالت عليه الخسائر...

وانبرت قراه كالجنائن تعلقت صورها الباري سرائر...

فكل طيب تناثر من ثراه كان كفناً للبناني ثائر...

واريج زهره المتفتح دوماً سرمدي ليس له في الدنيا نظائر...

وعروسة لبنان قد زفت له فتهلل البدر و هلل بالكبائر...

الله قد صنع و خير صنعه وطني لبنان الصابروالقاهر...

وتبقى على جبينه ارزات مُخلدة فيها رموز و ستائر...

وانفتحت كل احرفه علماً فصار عنوانا لكل مفاخر...

الفخر بالعالم و المجد بالتراث الابجدي ومهندسه حيرام المغامر...

وصانع الملاك قد ازدهى بصنعه ولبنان ملاك له حبنا نشاطر

له حبنا نشاطر ...

ماذا بعد الانتخابات ... ؟

ولبنان في السابع من حزيران ...

تزاحم المتزاحمون و انكشفت كل الاقنعة ورميت الاوراق في صناديق الاقتراع ... و ذهب جيل واتى جيل آخر ان صح التعبير ... الكل انتظر منا ومن وراء الستائر من سنختار و نجعله يمثلنا لأربع سنوات متتاليه في برلمان الشعب اللبناني ...

الكل انتظر منا ان نقرر مصير هذا الوطن فهل نحن فعلاً بمستوى المسؤولية لنقرر مصير لبنان ... قد يعجب البعض منا عندما يقرأ هذه الكلمات و قد يتهكم احدهم ايضاً بقوله النتيجة كانت واضحة و منتهية القضية منذ البداية فلا داعي اصلاً للذهاب الى صناديق الاقتراع ... فالمحادل الانتخابية قد حدلت كل المناطق باسثناء القليل القليل ... فلا بأس ايتها الاخوات و الاخوه علينا ان نتذكر و نذكر و نكرر و نقول باننا نحن من صنع هذه المحادل حتى سمحنا لأصحابها ان يشترونا بقليل من الزفت على الطرقات ، او بمستوصف يوزع بعض الادوية المنتهية مفعوليتها ... اوبقرابه او محسوبية زعاماتية ام بعشيرة او بقبيلة اوخدمه ما بوظيفه لابن او اخ او ابن عم المهم ان اصحاب هذه المحادل قد خصصوا هذا الوطن و كل امكانياته لخدمة مصالمهم الشخصية فحدلت محادلهم الاخضر و اليابس ...

و اصبحنا نحن المواطنون اداة للتجديد لهم و لأولادهم لجميع الفترات البرلمانبة المتتالية ... فهلم بنا نسترجع الذاكرة قليلاً الى الوراء لثلاثين او اربعين سنة غابرة ...

سنرى ان مجلس النواب في لبنان ما كان يوماً سوى مرتعاً لبعض العائلات اللبنانية التي استخفت بعقول و مصير المواطنين من جميع المناطق و الخلفيات ... ففي كل موسم انتخابي استبشرنا خيراً من احدهم و كنا دائماً نراهن على تغيير الذهنية من الأب الى الأبن ولكن للأسف بقيت الذهنية المقاطعجية طاغية في كل الظروف و الاوقات ...

كل فترة انتخابية كنا نستبشر خيراً علّنا نجد يوماَ مخرجاً لمآزقنا الاقتصاديه و السياسيه و المذهبية و الطائفية ... فطغت و للأسف المحاصصة على كل شيء فتقسم الوطن الى مناهج متضاربة متخاصمة كلها تدين لله و كلها تدّعي خدمة الله و الدفاع عن الله ... و لم يحالفنا الحظ يوماً ان نجد حلولاً لتلك المآزق الاّ لفترات وجيزة لا تعد و لا تحصى ... هذا اذا كنا نريد ان ننصف الحالة الشهابيه في اوائل الستينات... حيث عندها كثر المتآمرون على هذا النهج نهج بناء الدولة دولة المؤسسات ... فأسقطوه و خصوصاً تلك الرموز التي تدّعي اليوم انها تريد اعادة بناء الدولة دولة المواطنه و المؤسسات قد لعبت الدور الاساس في اجهاض هذه المرحله اما اليوم فهؤلاء يتلاعبون بعواطف الناس متناسين ان احزابهم المصادره بشخصياتهم هي العله المباشره في اسقاط جميع مشاريع اقامه الدوله... ويكفينا ما قرأناه على الجدران من اقاويل الحملات الانتخابية ... انتخبوا الماروني الماروني ... غريب فهل هناك حقاً ماروني ماروني ... او هل هناك شيعي شيعي او سني سني ... والحبل على الجرار في تفاهات اللهجه المذهبيه والطائفيه وهؤلاء يعتبرون انفسهم لبنانيون...ايها اللبنانيون اخواتي واخوتي ان من يدافع عن الموارنه وينسى باقي لبنان فهو بحق ليس بلبناني ومن يدافع عن الشيعه او السنه او الدروز وينسى الباقي من اللبنانين فهو ايضا بحق ليس بلبناني وكفانا هرطقه في اسواق ومناخات الانتخابات التي يتنافس فيها المتنافسون على خدمه الشيعي والسني والدرزي والمسيحي الماروني الارثوذكسي و غيرهم ... هذه الاسواق و الانتخابات لن تبني لبنان االوطن الذي لم و لن يصبح وطناً يحمي جميع ابنائه... فهل استطاع اللبنانيون ان يقولوا لا لهؤلأ الذين يتاجرون بالدين و المذاهب ...؟؟

هل كان السابع من حزيران حقاً نقطة تحول في مسار السياسة في لبنان الوطن ...!؟

هل نتائج الانتخابات اللبنانية مع ديمقراطيتها

الممسوخة مسخاً تستطيع فعلاً ان تنقذ لبنان من براثن الحروب الاهلية المتتالية فيه ؟؟؟هل نستطيع فعلاً ان نحدد ما هية الدولة و النظام الذي نريد ... !؟

هل المحاصصة و مسخ الدمقراطية هو لمصلحة لبنان ... !؟

لماذا لا يُحكم لبنان بأكثرية و اقلية معارضة كباقي دول العالم المتحضر ... هل هناك نقص في مفهومية و ذهنية اللبناني ... من حيث التشريع و التنفيذ ... ام انه اُريد لهذا الوطن ان يبقى دائماً في مهب الريح تتقاذفه الأمواج المحيطة به حتى تلك التي تتكسر على شطآنه ايضا و الاتية اليه من البعيد البعيد ... هل هي الصعوبة حقاً ان نفهم الدستور و اين هم فطاحله القانون و العلوم السياسة الموزعون في كل انحاء العالم وهم من اصل لبنان ... لماذا يريدون المشرعون اللبنانيون الذين فٌٍصٍٍلوا هذا النظام في لبنان على مقاساتهم ان يجعلونا اغبياء طوال عمرنا و نحن مازلنا و منذ الصغر نحلم بوطن يتساوى فيه كل المواطنين ... و يعيش فيه الجميع بحرية و سلام ... هل نحن نستطيع ان نحكم انفسنا بأنفسنا ام اننا مازلنا قاصرين ... ننتظر من الخارج ان يقرر مصيرنا و مصير وطننا لبنان... ايها اللبنانيون

دعونا نفكر جدّياً و بعد هذه الانتخابات و مهما كانت نتائجها فأنها حقاًَ لا تعكس مستوى و طموح و حضارة و تراث لبنان ... فلبنان اكبر من هذه الطروحات السياسية الصبيانية التي تعبث و تعيث بالوطن فساداً و قهراً ... هؤلاء السادة بأكثريتهم ايديهم ملطخة بدماء الأبرياء من كل المناطق اللبنانية و هذا يكفي لأن نقول العار علينا ان نولّي اناساً استباحوا دماء و ارزاق جميع المواطنين نعم جميعهم و بكل انتماءاتهم السياسية و الدينية فلا فخرٌ للبنان ان يسقط او ينجح احدهم في هذا البرلمان ... فلا فخر للبنان ...

تعليقات: