«ثورة» الكفير على الكهرباء تعيد المياه

خلال الاعتصام
خلال الاعتصام


الكفير ــ

انتفض أهالي بلدة الكفير أمس على مؤسسة كهرباء لبنان، وأعادوا وصل التيار الكهربائي المقطوع منذ عدة أشهر، لضخّ المياه من البئر التي تغذي البلدة. هذه «الثورة» نفذها الأهالي الذين لبَّوا دعوة وجّهت إليهم عبر مكبرات الصوت للتوجه «كباراً وصغاراً إلى محطة ضخّ المياه في حقل سرجا لوصل التيار الكهربائي وإعادة المياه إلى البلدة»، بعدما رفضت مؤسسة كهرباء لبنان تزويد المحطة بالكهرباء إلا من خلال وصلة رسمية تبلغ تكلفتها نحو 45 مليون ليرة، وقفت البلدية عاجزة أمام توفيرها.

وتشهد البلدة أزمة مياه خانقة منذ نحو شهر تقريباً، وتمثّل البئر المذكورة المصدر الأساسي لتغذيتها بالمياه. وكانت عمليات الضخ السابقة تجري بعد التوافق بين البلدية ومؤسسة الكهرباء، على أن تدفع الأولى مبلغ 2.5 مليون ليرة شهرياً. لكن الأمر تبدل هذا العام، ولم تستجب المؤسسة لطلب البلدية التي راجعت مرات عدة بالأمر، وكان الجواب عدم إمكان الوصل.

ونظراً للحاجة الماسة إلى المياه، تداعى الأهالي بعد ظهر أمس واحتشدوا عند محطة الضخ رافعين لافتات تطالب بتوفير المياه، ثم عملوا على وصل التيار الكهربائي من دون الرجوع إلى المؤسسة، فعادت المياه تتدفق مجدداً من البئر بمعدل خمسة إنشات.

يقول مهنا الحلبي: «لا يجوز قطع المياه عن بلدة يبلغ تعداد سكانها نحو أربعة آلاف نسمة، فيما تنعدم مصادر أخرى» مشيراً إلى أن «البلدية لم تقصّر سابقاً في دفع المستحقات المترتبة عليها». وطالب أمين نوفل المسؤولين بتحرك سريع لعدم قطع التيار الكهربائي مجدداً عن البئر «الأمر الذي قد يدفع بالأهالي إلى تنفيذ تحرك سلبي نحن بغنى عنه».

في الإطار نفسه، أشار مصدر مقرّب من مؤسسة كهرباء لبنان إلى أن تكلفة الوصلة هي بحدود 18 مليوناً، لكون مجلس الجنوب أخذ على عاتقه سابقاً تنفيذ كلّ الأعمال الكهربائية المتعلقة بالبئر، ولم يبق سوى تركيب عداد لتحديد المصروف.

من جهته أكد رئيس البلدية ميشال عبود أن لا علاقة للبلدية بتحرّك الأهالي «الذين أرادوا أن يعبّروا على طريقتهم الخاصة نتيجة الحرمان الذي يواجهونه». وأوضح أنّ «البلدية سعت وما زالت لإعادة ضخ المياه، لكن جميع الجهود باءت بالفشل، لأن المبلغ المطلوب لمؤسسة الكهرباء هو 42.500.000 مليوناً، لا قدرة لنا على تسديده، والأهالي يرفضون زيادة الرسم الشهري على المياه وهو 15 ألف ليرة». أضاف: «اتصلنا بالمدير العام لتقسيط المبلغ، وكان الرد أن المؤسسة لا يمكنها التقسيط، علماً بأن البئر حفرها مجلس الجنوب وأوصل التيار الكهربائي، وأقام محطة تحويل بمحاذاة البئر مشكوراً، ولم يبق على المؤسسة سوى ربط البئر بالمحطة لمسافة خمسة أمتار»، مطالباً مؤسسة الكهرباء بالتساهل والمساعدة لإيصال الكهرباء بطريقة شرعية، ليتمكن الأهالي من الشرب «والبلدية ستجري فحوصاً مخبرية للمياه للتأكد من سلامتها قبل الاستعمال».

----------------------------------------------------

شبّان الكفير يحرسون محطة ضخّ المياه

الكفير ــ عساف أبو رحال

لم تمنع درجات الحرارة المرتفعة أهالي بلدة الكفير من مواصلة تحركهم حفاظاً على خطوة أول من أمس (راجع الأخبار عدد أمس) التي نجحت في إعادة وصل التيار الكهربائي على محطة ضخّ المياه، بمعزل عن مؤسسة كهرباء لبنان لتغذية البلدة بالمياه. وفي هذا الإطار تطوع عدد من شبّان البلدة لحراسة محطتي الكهرباء وضخ المياه حرصاً على مواصلة ضخ المياه من جهة، وحفاظاً على سير أمور مؤسسة الكهرباء من جهة أخرى.

ورأى المواطن ماجد أبو العز أن «انتفاضة المياه»، كما وصف تحرّك الأهالي، «كانت جيدة، وكان يجب أن تأتي قبل ذلك بكثير إذ لا يمكن حرمان الناس من مياه تتوافر بمنسوب مرتفع». فيما حمّل الشيخ أبو شكيب المسؤولية لمكتب كهرباء حاصبيا «الذي يرفع التقارير ويقدر التكلفة». وقال: «في السابق أقدم عمال المؤسسة على قطع الخطوط النحاسية المؤدية إلى البئر، ما دفع الأهالي إلى تشكيل وفد زار الرئيس نبيه بري وعرض له المشكلة، وكان ردّه أنه لا يجوز قطع المياه عن البلدة، وأعيد وصل التيار بهمّة بعض الشبّان المتحمّسين».

وأبدى مختار الضيعة فواز صقر انزعاجه من تصرفات بعض الموظفين في مؤسسة كهرباء لبنان: «لا نرضى أبداً أن تبقى بلدة تعداد سكانها نحو 5 آلاف بدون مياه وهي تعوم على خزان مائي عالي القدرات». وناشد الرئيس نبيه بري ونواب المنطقة ضرورة «التحرّك سريعاً لمعالجة الأمر قبل فوات الأوان». كذلك استغرب كاهن الضيعة الأب نعمة أبو رحال كيف أنه «بدل أن تسهر المراجع المعنية على حماية البئر خدمة للمواطن الجنوبي، أقدمت مؤسسة الكهرباء على عزل البئر بقطع التيار الكهربائي عنها».

من جهته، أوضح رئيس البلدية ميشال عبود أنه أجرى اتصالات مع كبار المسؤولين في المؤسسة لتنظيم آلية عمل جديدة تأخذ الأرقام السابقة بعين الاعتبار، أي أن تدفع البلدية 2.569.000 ليرة شهرياً بدل المبلغ المطلوب وهو 4.200.000 ليرة شهرياً: «تلقينا وعوداً من كبار المسؤولين بالإيعاز إلى مكتب كهرباء حاصبيا لترتيب الأمر مع البلدية، وحتى الساعة سمعان غايب عن السمع». وتوقع أن لا تكون المؤسسة توصلت حتى الآن «إلى تنظيم آلية للعمل، علماً بأن الجميع لديهم خبر بالموضوع»، لافتاً إلى أن أحد الموظفين قال له «طالما وصلتم الكهربا عال ماشي الحال».

تعليقات: