نـاصـر نـادر: عميل برتبة لواء

نـاصـر نـادر: عميل برتبة لواء
نـاصـر نـادر: عميل برتبة لواء


شبكات التجسس تتداعى ... ومزيد من الاعترافات..

ينطبع الحديث عن ناصر نادر، ابن الغندورية الممسكة بفم وادي الحجير، وادي المجازر التي سطرها المقاومون بالميركافا وجنودها، ببعض المفاجـآت وبالكثير من الغموض. تكتمل حول نادر الكثير من القصص والإشاعات، حتى صار وحده شبكة من العملاء: رصد وراقب وتابع وفجّر ونفذ.. والكثير الكثير من القصص. أما ما هو في دائرة التصديق، فهو الغموض الذي يلف خلال زياراته القصيرة إلى البلدة التي تركها وهو في عمر الصبا. ترك نادر المدرسة صبيا متوجهاً إلى بيروت حيث عمل في احد المطاعم في الشطر الشرقي منها رغم اليسر المادي للأهل. عاد إلى بلدته قبل التحرير، وافتتح فرنا للمناقيش، وهو كان قد تزوج وكون أسرة بدت ظاهريا سعيدة. فجأة، وفي احد الأيام أغلق نادر الفرن بعد التحرير ليعود إلى بيروت. وتدور الأيام، فيتزوج مرة ثانية. وهكذا غاب عن بلدته فترة من الزمن، قبل أن يعود ويتردد إليها أسبوعيا دون أن يختلط كثيراً مع الأهالي.

وفي المعلومات الدقيقة، كشفت مصادر أمنية لـ«السفير» بان تاريخ ناصر نادر مع العمالة يعود الى العام 1997، وليس كما أشيع عن انه بدأ بالتعامل بعد حرب تموز 2006. انتمى نادر لأحد الأحزاب، ووصل إلى مراكز قيادية عسـكرية عالية فيه قبل ان يجري فصله لاسباب امنية وأخلاقية. وخلال فترة عمله الحزبية، استغل نادر الخلافات الحزبية مع حزب الله لتشجيع عناصره على تزوديه بمعلومات وصورعن نقاط تابعة للمقاومـة في الضاحية، وذلك بذريعة تشكيل قـوة ضاربـة لطــرد الحزب من الضاحية. وهو فعــلياً كان يقوم بإرســال هذه المعلومات الى الموســاد، كما استغل في وقت لاحق قرابته من احد الكوادر الحزبيين لتغطية تحركاته في الضاحية الجنوبية.

وتوزع الغطاء التجاري لنادر ما بين محل لبيع الخليوي في جل الديب، وتجارة السيارات، حيث كان يسافر سنويا، ما لا يقل عن اربع مرات، إلى دول عدة منها ألمانيا بشكل رئيسي، كما انه كان يدير منزلا للدعارة في مرجعيون.

اما حول عمله الميداني فالمعلومات المؤكدة حتى الآن، تؤكد تورطه في دماء اثنين من المقـاومين قبل التحرير حيث كمنت لهم قوة اسرائيلية اثناء توجههما للقيام بعمليــة ضــد الاحتلال، كما انه قام بدور رئيسي في عملية اغتيال القائــد غالــب عوالي في الضاحية عبر المسح والمراقبة.

كما ثبت حتى الان تورطه في تدمير اكثر من ثلاثين مبنى في الضاحية الجنوبية، مما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن خمسين مواطنا، بالإضافة إلى عشرات المراكز الحزبية عبر تحديد الاحداثيات والصور، بالاضافة الى عشرات المراكز الاخرى التي كانت تتبع للحزب الذي كان ينتمي له قبل فصله.

وأكدت المصادر الأمنية لـ«السفير» أنها وجدت أدوات اتصال وأجهزة كمبيوتر في منزله في جل الديب بعد ان دهمت فرقة من فرع المعلومات المنزل وتم تحديد مكانه في بلدة الغندورية عبر تتبع جهاز الخلوي العائد له. كما قامت فرقة اخرى من الفرع بتفتيش منزله في بلدته حيث عثر على اجهزة ارسال.

وتشير معلومات الى ان ما وصل اليه نادر بعلاقته مع الموساد الاسرائيلي تخطى بدرجات مع كان قد وصل إليه أي عميل سابق، بحيث يصح أن يطلق عليه لقب «عميل برتبة لواء».

هذا ما أظهر حتى الآن، وان أكدت المصادر عينها لـ«السفير» وجود الكثير من التفاصيل الاخرى التي لا يوجد مصلحة في نشرها حاليا حفاظا على مجرى التحقيق من جهة، ولوجود خيوط ربط مع شبكات اخرى ما تزال قيد المتابعة والتدقيق من جهة أخرى، وخاصة ما يتعلق منها بأساليب الكشف والمتابعة.

أما لناحية ظهور النعمة على ناصر، فلم يكن يظهر عليه أي ثراء مادي غير طبيعي، فمنزله الذي بناه منذ ما قبل التحرير متواضع، فيما ما هو مؤكد بالنسبة لأهالي البلدة أن الزوجة الثانية هي من ورطته في العمالة لان نادر ينتمي إلى عائلة معروفة في الغندورية ولها تاريخها، وهي من اكبر العائلات.

وفيما تلوذ العائلة المصدومة بالصمت، وحده الأخ غير الشقيق ورئيس البلدية في الغندورية محمد نادر، يدعو إلى أن تأخذ العدالة مجراها، «وإذا ثبتت إدانة ناصر فان العائلة ستتبرّأ منه وهم على كل حال يستنكرون كل ما قام به ، ويطالبون بإنزال أشد العقوبات بحقه وبحق كل متعامل مع العدوّ». ويوجه رئيس البلدية شكراً للسلطات الأمنية على ما تقوم به لحماية الوطن.

ستمر القضية كما غيرها، وأيام قليلة مقبلة، وتضيع ذكراها بين تفاصيل الحياة في لبنان، وحدهم زوجة وابنتا المذكور ووحيده، ستبقى القصة حية فيهم، سيحملون وزرها، ما تبقى لهم من عمر.

-----------------------------------------------------

الغندورية مصدومة بعمالة نادر:«كان أنعم من الحرير»

حسين سعد

الغندورية :

في مثل هذا اليوم من العام ألفين كانت قرية الغندورية المتكئة على كتف وادي الحجير تعج بالزاحفين الفرحين الى القنطرة ودير سريان والطيبة عبر بوابتها التي صارت بوابة التحرير.

بعد تسع سنوات على ذلك اليوم بالتمام والكمال «تفجع» الغندورية بنبأ اكتشاف عمالة احد ابنائها ناصر محمود نادر لصالح الموساد الاسرائيلي الذي فتك بناسها وحجرها خلال عدوان تموز 2006.

مشهد الظهيرة في بلدة الغندورية التي تفتح نوافذ منازلها على وادي الشهداء لا يشبه اي يوم آخر. فالصدمة والذهول والاستنكار تسيطر على يوميات ابناء البلدة الذين يتابعون «مآثر» ابن قريتهم في العمالة عبر صفحـات الجـرائد وشاشات التلفزة.

عند السؤال عن ناصر نادر في الغندورية يمتنع البعض عن الاجابة فيما يتمهل آخرون، ويفتح البعض الاخر صفحات عنه وبعض أقاربه الذين وشوا المقاومين خلال الاجتياح الاسرائيلي في العام 1982.

احدى جارات ناصر، وهو أب لثلاثة أولاد، ويملك منزلا عند فم وادي الحجير الذي كان منطلقا لعمليـات المقاومـة، أصابها الذهـول عند تطويق منزل الجار من قبل الاجهزة الامنية اللبنانية وتوقيفه بعد وصوله مباشرة من بيروت.

تقول «لم نسمع يوما من الايام ان ناصر على صلـة بالعدو الاسرائيلي وكل ما نعرفه بانه كان منخـرطاً ومسـؤولا في «حركة امل».

وتضيف «ان هذا العمل، إذا ما كان صحيحا، قد صدمنا بشكل كبير واحدث حالة من الذهول والرفض الكبيرين»، مؤكدة بأنه كان يأتي الى منزله ليوم او يومين في الاسبوع، وكان يمضي غالبــية ايامه مع زوجته الثانية في بيروت.

ويلاحظ علي، شاب عشريني، «تحسن حالة ناصر الاقتصادية والمتمثلة بامتلاكه سيارة جيب فخمة اثارت بعض التساؤلات».

وقال «مهما يكن الحال، فان ارتباط ناصر نادر بالموسـاد الاســرائيلي يعني كارثة على سمعة وتاريخ البلدة التي قدمت عــشرات الشــهداء وكان آخــرهم شـــهداء مواجهات وادي الحجير في عدوان تموز».

في وسط الغندورية يستوقفك رجل خمسيني من آل قدوح مرحبا: ويقول»اذا كنت تريد الاستفسار عن ناصر نادر الذي تم توقيـفه بتهمة العـمل لصالح الموساد كما نسمع ونقرأ فان الاجابة ستكون عمومية، فخلال كل تلك الفترة الطويلة لم يشك احد بان نادر «شقيق رئيس البلدية» هو عميل للموســاد الاســرائيلي»، مضـيفاً «أن كل ما نعلمه عن هذا الشخص المعروف بانتمائه السياسي والتنظيمي لدى كل ابنـاء القريـة هو انه انسـان عادي «انعم من الحرير» في تعاطيه مع الناس».

وقال «في فترة بعد الانسحاب الاسرائيلي في العام ألفين فتح نادر محلا تجاريا لبيع الاحذية والالبسة على طريق القليعة مرجعيون، وهناك تزوج امرأة ثانية من الطائفة المسيحية وسكن واياها في وقت لاحق في بيـروت الى ان اكتشف امر عمالته».

-----------------------------------------------------------

رفض مراقبة موكب الحريري ووضع عبوة في اعتصام المعارضة

سيو يعترف أمام «العدلي» بتفاصيل تفجير إحدى قافلتي عين علق بتكليف من «فتح الإسلام»

علي الموسوي

روى المتهم الرئيسي في قضية تفجير حافلتي نقل الركّاب في عين علق في 13 شباط من العام 2007، السوري مصطفى إبراهيم سيو، بالتفصيل كيفية تنفيذه لهذه العملية ووضعه إحدى العبوتين في الحافلتين، بإيعاز من المسؤولين في تنظيم «فتح الإسلام» المدعوين عمر الحجي الملقب بـ«أبي عمر» ومجد الدين عبود الملقب بـ«أبي يزن»، وذلك بهدف توجيه رسالة سياسية، من دون أن يقدم معلومات إضافية مفضلاً الاحتفاظ بها لنفسه.

وهو الأمر نفسه الذي كرّره عندما اعترف، وبملء إرادته، بأنّ المسؤولين المذكورين طلبا منه وضع عبوة ناسفة في اعتصام المعارضة في ساحة رياض الصلح لكنّه رفض.

ويتضح من جلسة الاعتراف الصريحة والواضحة أنّ غاية «فتح الإسلام» لم تكن ضرب الأمن في لبنان وحسب، بل اللعب على إثارة الفتنة بين اللبنانيين.

التأمت هيئة المجلس العدلي عند الساعة الثالثة والثلث، برئاسة القاضي غالب غانم وعضوية الرؤساء التمييزيين القضاة سمير عاليه وسامي منصور ونعمة لحود والمستشار التمييزي القاضي بركان سعد، وحضور ممثل النيابة العامة التمييزية القاضي ميسّر شكر.

ومثل المتهمون الثلاثة كمال فريد نعسان، وياسر محمد الشقيري، ومصطفى إبراهيم سيو، في قفص الاتهام من دون قيود، وأجلس إلى جانبهم الظنينان حسين داوود، وعريفة غطاس فارس، بحضور وكلائهم يوسف لحود، وسعيد نصر الدين، وحسن شكر، وملاك حمية، وهتاف وهبي.

وقبل بدء استجواب سيو كشف عن تعرضه للضرب في 19 الجاري في سجن رومية «وتذكرت التعذيب والمعتقلين في غوانتانامو وأبو غريب» طالباً من المجلس العدلي متابعة الأمر، وقال: «تعرضت لنزع ثيابي أمام مئة وخمسين سجيناً ووضعت في سجن انفرادي وأبلغت الصليب الأحمر بذلك، كما أنّه تمّ تهديدي بالقتل»، راجياً عدم السير بالاستجواب قبل نقله إلى مكان آخر والبحث في ما أدلى به.

وطلب محامي سيو، يوسف لحود تدوين ما ذكره موكله في محضر الجلسة. فقرّر المجلس العدلي إرسال كتاب إلى آمر سجن رومية لاستيضاحه عن هذا الأمر، واستجواب سيو، وهو ما تمّ على الشكل التالي:

÷ هل تكرر وتؤيد إفادتك الأولية التي أدليت بها أمام فرع التحقيق لدى «فرع المعلومات»؟

ـ لقد أدليت بإفادة أمام «فرع المعلومات» وأؤيد بعضها وألغي بعضها الآخر. وتوجد بعض الملاحظات في بداية التحقيق وهي كانت الحقيقة ومن ثم ضغط عليّ ضابط برتبة ملازم أول وأجبرني على ان أقول شيئا آخر ومنها ان العبوة التي سلمني اياها عمر الحجي لم أكن أدري اطلاقا انها سوف تنفجر إلا بعدما صعدت الى الحافلة واتصل بي عبر الهاتف. وهذا التسجيل ربما موجود عند فرع المعلومات، وقال لي الحجي انزل من الحافلة فسألته لماذا؟ فأجابني: انزل من دون جدال، وهنا علمت بأن العبوة ربما ستنفجر ورأيت امرأتين أمامي وطلبت منهما ان تتقدما الى الأمام ثم نزلت من الحافلة. وأمرني عمر الحجي قبل أسبوع بوضع عبوة في رياض الصلح في مخيمات الاعتصام وأنا رفضت ذلك، وقال لي سوف أتدبر غيرك وسوف أخبر شاكر العبسي بأنك رفضت تنفيذ هذا الأمر. وبعد أسبوع وكنت قد بدأت أعمل مع مبارك النعسان فأمرني عمر الحجي بأن أوافيه الى محلة الدورة وأعطاني أكياساً وطلب مني عدم فتحها وأخبرني بأنه سوف يحضر أكياساً أخرى الى المنزل في بكفيا. ووجدت في البيت في الدورة علباً صفراء أمرني بنقلها الى منزل بكفيا. وأتى عمر الحجي ووضع أكياساً على «المشمعة» على الأرض وفتحها ورأيت مواد مثل التربة والعجين وأشرطة ملونة فسألته لماذا هذه الأغراض فقال: سوف تكون رسالة توضع في حافلتين في الحافلات النازلة من بكفيا الى بيروت لتكون رسالة سياسية ولم يخبرني اطلاقاً بأنها سوف تنفجر وقام بتجهيزها.

وفي الصباح استيقظنا وكنت أسمع منه توبيخاً دائماً وصعد الحجي بسيارته ونقلني الى منطقة لم أعد أذكر اسمها وقال لي هنالك حافلات تمر بكثافة من هنا وقبل أن انزل من السيارة مدّ يده الى الكيس وناولني إياه وصعدت في باص آخر وكان على تواصل دائم معي وطلب مني ان أضعها على المقعد الخلفي من الحافلة ففعلت ثم اتصل بي أكثر من ثلاث مرات، وفي المرة الأخيرة اتصل موبخاً وسألني لماذا لم تضعها في حافلة مليئة بالركاب فأجبته أليست رسالة؟ واعتبرتها مجرد رسالة وغير معدة للتفجير ونزلت من الحافلة.

÷ لماذا طلبت من السيدتين ان تتقدما الى الأمام في الحافلة؟

ـ أمرني الحجي بالنزول فطلبت من هاتين السيدتين التقدم الى الأمام لئلا تصابان بأي أذى وكان يوجد في الحافلة سبعة ركاب ولم أطلب إلا من هاتين السيدتين ان تمشيا باتجاه الأمام علماً ان الباقين كانوا في المقاعد الأمامية وقلت لهاتين السيدتين سوف يأتي شبان ويدخنون كثيراً فالأفضل لكما ان تجلسا في المقاعد الأمامية وهما كانتا تتجادلان في موضوع التدخين. وتعرفت الى «فتح الإسلام» في الشهر الخامس من العام 2006 ولم أنخرط في عمقه إلا في العام 2007. وفي البداية كنت مع أبو يزن وكان يروّج أمامي أنه سننتقل الى بلد آخر أمتنع عن ذكره الآن، ولم يكن لي أي دور في هذا التنظيم ولكن هدف الدخول كما أخبرني به أبو يزن هو الدخول الى بلد آخر.

÷ كيف التقيت بشاكر العبسي وماذا كانت الغاية من ذلك؟ وما هي المواضيع والطلبات التي طرحها عليك هو او سواه من عناصر «فتح الإسلام»؟

ـ التقيت بشاكر العبسي في مخيم نهر البارد في العام 2007 ربما مرتين، المرة الأولى لم أتحدث اليه ولكن في المرة الثانية طلب مني عمر الحجي ان اذهب الى المخيم للضرورة فرأيت العبسي الذي كلفني بمهمة لم يعلمني بها ووعدني بإعطائي مبلغ 500 دولار مكافأة عليها. وظننت ان المهمة هي جلب زوجة أبو مدين من سوريا وطلب مني ان اذهب الى عمر الحجي ليخبرني بالمهمة فذهبت وأخبرني بعملية وضع عبوة في ساحة رياض الصلح كرسالة فرفضت ثم تركني، مع العلم انني هددت بشقيقي الصغير وهددني عمر الحجي وأبو يزن و«فرع المعلومات» يدري بهذا الأمر وهو كان على اطلاع بذلك قبل توقيفي.

العصابة وتفجير الوضع

÷ ما هي الأسباب التي حملتك على القيام بعملية تفجير الحافلة في عين علق؟ وما هي المراحل التي سبقت هذا التفجير؟

ـ ليس هناك من مراحل سابقة إلا التي ذكرتها سابقاً، وأنا سوف أكون صريحاً مع المجلس العدلي وآمل ان يكون القضاء عادلاً معي. في البدء لم أكن على علم بأمر التفجير في عين علق وبأنهم كانوا ينوون تفجير الوضع الأمني في لبنان، وكنت أسكن في بناية العميد مالك عبد الخالق ولم أفعل شيئاً خارج القانون إطلاقاً، وعندما أتت هذه العصابة بأسلوب لا أدري كيف أصفه، دخلت معهم، وانتقلت الى عين علق قبل شهر واحد من عملية التفجير وقبل ساعات قليلة أخبروني بنيتهم بتوجيه الرسالة السياسية وأنا لم أر بحياتي مثل المواد التي شاهدتها مع الحجي.

وبالنسبة للعبوة في رياض الصلح فقد كنت أظن ان الحجي يمتحنني لأنني كنت على علم يقين بأنه لا يوجد عمل أمني في لبنان. وقد أخذ أبو يزن شقيقي الصغير وهددني به.

وأضاف سيو: بعد التفجير في عين علق علمت ان قائد هذه العملية هو أبو يزن الذي أعطى الأوامر لعمر الحجي وأحضر الأكياس التي تحتوي على المواد المتفجرة من طرابلس وقام الحجي بتجهيزها، وعندما ذهبت لاحضار الطعام وغبت نصف ساعة ربما يكون أبو يزن قد حضر وأعطى العبوتين للحجي وعندما عدت وجدته قد انتهى من تجهيز عبوة واحدة وقال لي ان احدى العبوتين جاهزة ولكنه لم يخبرني عن الغاية من تجهيزها. وكان أبو يزن مختفياً وظهر فجأة وحاولت مراراً ان اتصل به قبل حصول التفجير على سبيل الصداقة، ثم اتصلت بعمر الحجي وقال لي انه اتصل بأبو يزن و«مشي الحال» ولم يذكر لي شيئاً عن الانفجار وصعدت في الحافلة المتوجهة من برمانا الى الدورة وعلمت فيها بواسطة الراديو انه وقع انفجار وذهلت لهذا الأمر وأصبت بالارتباك. وعندما أخذت العبوة لوضعها في الحافلة لم يذكر الحجي أمامي أنها معدة للتفجير ولم يحذرني من أي شيء.

وتابع: ثم اتصل بي عمر الحجي فأغلقت الهاتف في وجهه ثم وبخته وعدت الى طرابلس حيث اتصل بي أبو يزن وهو يضحك وأمرني بالحضور الى طرابلس حيث ينتظرني ولما وصلت انتظرته بعض الوقت ولكني لم أجد أحداً ثم اتصل بي الحجي وأمرني بأن أذهب الى مخيم نهر البارد ورأيت شقيقي ومن بعدها أتى شخص يدعى «أبو همام» وأمرني بالذهاب الى الشيخ العبسي فذهبت والتقيته وأخذ يحدثني عن الانفجار فأبلغته بأنكم ضحكتم عليّ وبأنني كشفتكم على حقيقتكم ثم أخذت أخي وهرّبته عبر بعض الأشخاص من فتح الإسلام الى خارج المخيم ورفضت البقاء في المخيم وتركتهم لأنني أريد الانفصال عنهم. وفي الفترة التي كنت فيها في المخيم وهي يومان، أمرني أبو مدين ان أقوم بمراقبة صراف في محلة الحمراء في بيروت فرفضت.

حزام للتفجير

÷ بما أنك أخرجت شقيقك من المخيم فلماذا لم تخبر السلطات الأمنية اللبنانية بذلك؟

ـ لا أستطيع التحدث عن هذا الأمر لأن أبو يزن هددني وهو يعرف أهلي جميعاً. وقد أقمت في شقة في عين عار حيث لاحظت وجود مسدسات مع أبو يزن وعمر الحجي. وقد سألوني في «فرع المعلومات» عما إذا كنت قد شاهدت حزاماً للتفجير وعرضوا عليّ صورته فأجبتهم بنعم ولكنه كان فارغاً وكانت المرة الوحيدة التي شاهدت فيها هذا الحزام، ورأيته لساعات عديدة ثم أخذه عمر الحجي معه.

÷ بعد ان أوصلت أخاك الى الشام، لماذا لم تطلب الحماية من السلطات السورية؟

ـ أمتنع عن الاجابة.

وقال لم أكلف بجمع معلومات عن المصارف ذات الاجراءات الأمنية الضعيفة بل عن سفارات الأردن والسعودية وروسيا وبريطانيا ودلّني أبو يزن كيف أصور السفارات عبر موقع الانترنت وصورتها قبل يوم من اعتقالي ولم أكن أنوي السير بهذه المهمة حتى النهاية، وكنت أريد الابتعاد عنهم شيئاً فشيئاً. ولم أتقاض أي أتعاب لقاء تنفيذ عملية عين علق، كما ان مفجر العبوة في الحافلة الثانية هو عمر الحجي نفسه.

وأمرني عمر الحجي بنقل تلفزيون يوجد بداخله متفجرات من الدورة الى الأشرفية حيث سكن معي ياسر الشقيري الذي أراد ان يشغّل التلفاز فأخبرته بأنه معطّل لأن عمر الحجي أخبرني بأنه وضع فيه أكياساً ولم أسأله عن فحوى هذه الأكياس لأن الأسئلة كانت ممنوعة. وبعد أربعة أيام أتى عمر الحجي الى المنزل في الأشرفية وفتح التلفاز وأخرج الكيس.

مراقبة موكب الحريري

÷ ما هي العمليات الأمنية التي كانت مدار حديث او تخطيط من قبل عناصر «فتح الإسلام» خاصة لجهة القيام بتفجير عبوة في ساحة رياض الصلح، او بتفجير عبوة داخل احدى الحسينيات او قرب مركز لحزب الكتائب، او لجهة خطف بعض الأشخاص وما هو الدور الذي قمت به لهذا الصدد؟

ـ بالنسبة لرياض الصلح فقد أخبرني عمر الحجي ان الغاية منها هي وضع رسالة، أما بالنسبة للحسينيات فكان يذكرها الحجي وأبو يزن، وبالنسبة للخطف فلا علاقة لي بها وأخبرت القاضي مزهر بذلك وبأنه لا معلومات لدي وبأن «فرع المعلومات» هو الذي أخبرني بهذا الأمر.

÷ من قام بنقل المعدات والأجهزة ومواد «ت.ن.ت»، والكرات الحديدية التي استعملت في اعداد وتجهيز العبوتين، الى شقة الاشرفية، ولماذا نقلت الى هناك من شقة الدورة، او من شقة قرنة شهوان وهل كان هناك من تحضير لعمليات تفجير أخرى؟

ـ ان من قام بنقلها الى الدورة هو عمر الحجي وهي نفسها التي كانت داخل التلفاز الذي نقلته مع بقية أثاث المنزل الى الأشرفية على دفعتين، ولم أكن أعلم انه كان هنالك تحضير لعملية تفجير أخرى. وكلفني «أبو يزن» بمراقبة أشخاص أجانب في فندق «كومودور» ولكنني لم أفعل، كما انني لم أقم بمراقبة منطقة «قريطم» ولكن عمر الحجي أخبرني إذا كان باستطاعتي مراقبة موكب سعد الدين الحريري، فطلبت منه ألا يتعاطى معي بهذا الأمر، وكان ذلك قبل حادثة التفجير في عين علق، وتحدثت أمام «فرع المعلومات» والقاضي سعيد ميرزا والقاضي رشيد مزهر انه لم يكن لدى عناصر «فتح الإسلام» أي علم بما كانت تقوم به القيادة حتى ورّطونا في هذه المصائب.

ونفى سيو إجراءه دورات تدريبية على المتفجرات وأن يكون قد تلقى دروساً في السياسة والدين طوال انتسابه الى «فتح الإسلام»، وقال ان «أبو يزن» و«أبو عمر» كانا يتعاملان مع عناصر التنظيم بعنف. كما نفى معرفته بالعميد السوري جودت الحسن، والمسؤول في «فتح الإسلام» الموقوف أحمد سليمان مرعي.

وأرجأ المجلس استكمال الاستجوابات الى الجمعة في 24 تموز المقبل.

-------------------------------------------------------------

وتوقيف متعامل في القصير ـ مرجعيون بعد مطاردة بوليسية

ادوار عشي

مرجعيون :

تمكنت قوة تابعة لجهاز فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي ظهر أمس، من توقيف احد المشتبه بضلوعه بالتعامل مع إسرائيل واحتلاله مركزاً متقدماً في الشبكات، بعد رصدٍ ومطاردة استمرت زهاء 36 ساعة.

وفي التفاصيل، أن دوريات عدة من فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، أعطيت الأوامر لتوقيف المدعو م.ح.س (37عاماً) من بلدة القصير في قضاء مرجعيون، بعد توفر معلومات دقيقة وثابتة عن تعامله مع العدو الإسرائيلي، وانضوائه في إحدى شبكات الرصد والمتابعة لمد العدو بمعلومات عن المقاومة والجيش اللبناني، لكن العميل م. س شعر بانكشاف أمره، فحاول التخفي والهروب من بلدته إلى مكان آمن، في منزلين يملكهما، الأول في صيدا، والثاني في بيروت.

وبعد رصد تحركاته وإثر مطاردة بوليسية امتدت من مساء أمس الأول وحتى ظهر أمس، تمكنت عناصر من فرع المعلومات من توقيفه على الطريق الساحلية بين بيروت والجنوب.

وعلى الفور تمت مداهمة منازله في القصير وصيدا وبيروت، حيث عُثر على أجهزة اتصال عبر الأقمار الصناعية، وحافظات معلومات «يو اس بي» متطورة وذات سعة تخزين عالية.

ووصفت المعلومات العميل م. س بأنه يتعامل منذ مدة طويلة مع العدو الإسرائيلي، وهو شقيق زوجة العميل الموقوف ناصر نادر، ويعُتبر توقيفه صيدا ثمينا. وهو الموقوف الثالث لعملاء إسرائيليين في غضون 24 ساعة، بعد توقيف كل من ز. س على طريق جنعم ـ راشيا الوادي، والمدعوة خ. ج. ن أمس في شبعا أيضاً.

-------------------------------------------------------------------

رجل يصف نفسه بالطيار المتقاعد ويشيع أن إسرائيل تستهدفه

اعتقال مشتبه فيه ومشتبه فيها بالتعامل مع إسرائيل في شبعا

طارق ابو حمدان

شبعا :

اعتقل فرع المعلومات ظهر امس المدعوة خ. ج. ن من بلدة شبعا، بتهمة التعامل مع العدو الإسرائيلي ونقلت إلى احد المراكز الأمنية للتحقيق معها. وفي هذا الإطار اخضع فريق فني تابع لفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، منزل ومقهى المشتبه بتعامله مع العدو الصهيوني ز.خ. س الكائن عند الطرف الجنوبي لبلدة شبعا، لتفتيش دقيق على مدى ساعات عدة تم خلالها نقل ومصادرة الكثير من محتوياته. وفرضت عناصر عسكرية وأمنية طوقا امنيا محكما في محيط المكان، بحيث منع اي كان من الإقتراب او الوصول الى الحي الذي يضم منازل عدة ومنتزها محاذيا تعود ملكيته للبلدية.

فرع المعلومات الذي كان يخضع ز. س للمراقبة المحكمة منذ فترة وخاصة بعد اعتقال زياد الحمصي، اعد خطة محكمة لإلقاء القبض عليه، فتعقبته فرقة صباح أول من أمس انطلاقا من منزله في البقاع، وحتى منزله ومنتزهه في شبعا الذي وصله في فترة الظهر مستقلا سيارة نوع رابيد حمراء اللون. هناك وعلى مدى حوالي الساعتين جمع ز.س الكثير من الحاجيات ومنها تحف اثرية قديمة عمل على تحميلها داخل سيارة الرابيد، وغادر بعدها باتجاه البقاع عبر طريق شبعا ـ جنعم ـ عين عطا ـ راشيا الوادي، ليتفاجأ قبل وصوله الى راشيا بكمين محكم لعناصر المعلومات الذين استطاعوا السيطرة عليه، ومن ثم اقتياده الى فرع المعلومات في بيروت للتحقيق معه كما صودرت محتويات سيارته.

وعلم أن الكلمة الأولى التي تلفظ بها بعد اعتقاله «يبدو أن أحدا قد وشى بي»، وبدا مربكاً ومنهك القوى. وتقول إحدى قريباته في بلدة شبعا لـ«السفير» «لقد شعرنا بتغيير في سلوكه بعد اعتقال زياد الحمصي، كان همه انجاز بيع منزله والمقهى المحاذي وقد تمكن من ذلك قبل أيام عدة فباعهما «على السكت» الى المدعو ن. ح ، كنا نشعر بأنه سيغادر لبنان خلال فترة قريبة وكان يردد بأن الوضع في البلد غير مريح ويفكر بالسفر الجدي النهائي، لكن بعد المشاركة في الإنتخابات، بحيث انجز معاملة الحصول على بطاقة هوية جديدة لكنه لم يتسلمها بعد».

عمل ز.س في صباه مع منظمة التحرير الفلسطينية ووصل الى منصب قيادي، وشارك كما يتردد على لسانه بعمليات عسكرية ضد العدو الإسرائيلي في تلال العرقوب وداخل مزارع شبعا وجرح في احداها. ترك منظمة التحرير والتحق لفترة بالصاعقة ليعتقل من ثم لحوالي سنة ونصف في سوريا، عاد بعدها مرة جديدة لينضم الى إحدى المنظمات الفلسطينية بعد الإفراج عنه.

في أعقاب التحرير عاد الى بلدته شبعا، ليشتري قطعة ارض في محيط نبع المغارة، بنى عليها منزلا ومنتزها متواضعا. كان يستقبل فيه وفودا وسواحا عربا واجانب وتميزت محتويات منزله بالكثير من التحف القديمة ومنها تماثيل وبنادق حربية وسيوف وخناجر. كان يفضل السهر في الليل داخل المنتزه الذي اسماه «مطعم ومنتزه عين المغارة، شمس المطاحن مع نفس نارجيلة».

عارفو ز.س يصفونه بالمخادع الكبير والمهووس، يروي الكثير من الحكايا الخيالية ويجعلك تصدقه للوهلة الأولى. ترك المدرسة في سن مبكرة. وعمل على تزوير شهادة احدى بناته ليحصل على وظيفة عسكرية في منظمة التحرير. يلقب نفسه بالعقيد الطيار المتقاعد. قصد ألمانيا فحصل على لجوء سياسي ومن ثم جنسية المانية، وبعدها كان يتردد كثيرا الى بلده الثاني كما يقول. كان يتظاهر بالقلق وهو في شبعا، حتى بات يردد في مجالسه عبارات الخوف من اسرائيل ومنها «أنا مستهدف من اسرائيل، لقد اطلقوا باتجاهي في حرب تموز قذائف مدفعية عدة نجوت منها بأعجوبة، حاولوا اعتقالي عبر قوة كوماندوس وتمكنت من الهرب، وفي احدى المرات عطلوا إطارات سيارتي، لكني لم اكن اخشاهم أبدا».

أحد جيران مدافن البلدة قال لـ«السفير» انه شاهد المشتبه به عند عصر امس يركن سيارته قرب المدافن، وترجل قاصدا مدفن والدته،هناك وضع وردة وغادر.

أما المشتبه بها خ. ج. ن. فهي من بلدة شبعا عمرها 27 عاما، تعمل مدَّرسة للغة الفرنسية في ثانوية شبعا الرسمية، لها أخ واحد وسبع أخوات، وهي مخطوبة لشاب من آل طالب يعمل في السعودية. كان والد خ.ج.ن اعتقله الجيش السوري خلال عدوان تموز 2006، بينما كان يحاول اجتياز الحدود اللبنانية ـ السورية عبر مرتفعات جبل الشيخ، وبعد التحقيق معه اعترف بتعامله مع جيش الاحتلال الإسرائيلي وانه مكلف بمهمات أمنية في سوريا، وقد حكم عليه بالسجن عشرين عاما.

هذا، وقد اخضع منزل المشتبه بها عند المدخل الغربي لبلدة شبعا لعملية تفتيش دقيق من فريق فني تابع لفرع المعلومات حيث تمت مصادرة العديد من محتوياته إضافة إلى جهاز كومبيوتر.

------------------------------------------------

.. والقبض على مشتبه جديد في شبعا

وقرابة السادسة والنصف من مساء أمس، ولحظة وصول خ.ن، وهو صهر خ.ح.ن إلى بلدته شبعا، كانت قوة من فرع المعلومات قد نصبت له كميناً وقامت على الفور بتوقيفه واقتياده إلى صيدا، ومن هناك إلى فرع المعلومات في بيروت للتحقيق معه في الشبهة عينها.

-----------------------------------------------------------

توقيف عميلين في شبعا بعد السعدي

والقبض على متعامل بعد مطاردة 36 ساعة

حسين حديفة

شبعا -

داهمت ظهر امس عناصر من شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي منزل المدعو زياد خليل السعدي من مواليد العام 1947 في بلدة شبعا وعملت على تفتيشه تفتيشاً دقيقاً في ظل اجراءات مشددة بعدما فرضت طوقاً امنياً محكماً حول المنزل ومنعت اي كان من الاقتراب منه·

وذكرت مصادر امنية ان السعدي كان قد اوقف امس في كمين نصبه فرع المعلومات على طريق عام شبعا - وادي جنعم عند المدخل الجنوبي لبلدة راشيا الوادي وليس بلدة راشيا الفخار كما ذكرت بعض وسائل الاعلام وذلك بناء انتقاله من منزله الاول في شبعا الى منزله الثاني في بلدة جديتا في البقاع بسيارته الخاصة وهي من نوع <رابيد> حمراء اللون واقتادته الى احد مراكزها للتحقيق معه كمشتبه بعلاقته باحدى شبكات التجسس التي تعمل لصالح العدو الاسرائيلي·

ويتحدث اهالي شبعا الذين صدموا في توقيف السعدي انه انخرط في صفوف منظمة <فتح> في منتصف الستينات وعمل في اوائل السبعينات قائد مجموعة نفذت العديد من العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي في مزارع شبعا المحتلة وداخل الاراضي الفلسطينية المحتلة وانه اصيب بجروح بليغة في احدى هذه العمليات لكنه نجا من الموت بعد ان تمكن رفاقه من سحبه من ارض المعركة الى احد المستشفيات اللبنانية ويضيف اهالي شبعا الى انه استمر في عمل المقاومة وتدرج في صفوفها حتى رتبة مقدم طيار بعد ان خضع للعديد من الدورات العسكرية خارج لبنان بحسب ما كان يقول لهم وانه بعد تقاعده سافر مع عائلته الى المانيا واستقر هناك بصورة شبه دائمة بعد ان تمكن من الحصول على الجنسية الالمانية، ويضيف الاهالي ان السعدي لم يدخل الى بلدته شبعا طيلة فترة الاحتلال الاسرائيلي للجنوب واول مرة دخل الى شبعا كانت في صيف العام 2000، اي بعد التحرير حيث عمل السعدي عى شراء قطعة ارض في منطقة الوادي·

واشاد مبنى مؤلفاً من ثلاث طبقات والى جانبه مقهى اطلق عليه اسم شمس المطاحن وكان يشغله خلال فترة الصيف وانه بين فترة واخرى كان يتردد الى هذا المقهى سواح اجانب وانه خلال فصل الشتاء كان ينتقل إما الى المانيا او الى منزله الثاني في بلدة جديتا قرب شتورا·

ويروي احد جيران السعدي بأنه كان يتردد الى بلدته شبعا بين فترة واخرى وحيداً ويوم امس كانت المرة الاخيرة حيث زار قبر والدته عائشة ليضع عليه وردة قبل ان ينتقل الى منزله لنقل ما تبقى له من حاجيات من داخله لانه كان قد باعه قبل اسبوع الى احد ابناء بلدته، كما باعه المقهى الذي يملكه ايضاً وانه كان ينوي بيع منزله الثاني في جديتا لترك لبنان بصورة نهائية دون ان يذكر له الاسباب؟

وفيما كانت التحقيقات تجري مع السعدي، داهمت عناصر من شعبة المعلومات منزلين للسعدي في شبعا وشتورا، وكذلك مستودعات كان استأجرها في بلدة قب الياس وصادرت منها مواد للطرش وللبناء واخرى لم تتضح ماهيتها ومحتوياتها·

مختار شبعا محمد عبود هاشم قال لـ<اللواء> ان نبأ توقيف زياد السعدي للاشتباه به بالتعامل مع العدو الاسرائيلي حل كالصاعقة على اهالي شبعا الذين يفتخرون بتاريخهم الوطني والقومي الشريف والتاريخ يشهد على مواقفهم وتضحياتهم البطولية في وجه العدو الاسرائيلي·

ولفت هاشم الى ان السعدي حضر اليه قبل يومين طالباً منه وثيقة من اجل الحصول على بطاقة هوية جديدة من اجل استخدامها في الانتخابات النيابية المقبلة·

هذا واعتقلت بعد ظهر امس مجموعة اخرى من شعبة المعلومات المواطنة خلود جمال نبعة من بلدة شبعا مواليد 1981 بتهمة التعامل مع العدو الاسرائيلي وقد تم نقلها الى مبنى شعبة المعلومات في بيروت للتحقيق معها·

كما اوقفت دورية من شعبة المعلومات المدعو خليل نبعة (مواليد 1978) من شبعا، وهو زوج شقيقة خلود نبعة بجرم التعامل مع العدو الاسرائيلي واقتيد الى بيروت للتحقيق·

توقيف متعامل على الطريق الساحلية من جهة ثانية، تمكنت ظهر اليوم من توقيف واحد من كبار رؤوس شبكات التعامل مع العدو الاسرائيلي بعد رصد ومطاردة استمرت لنحو 36 ساعة·

وكانت دوريات متعددة من فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي وبعد توفر معلومات دقيقة وثابتة عن تعامل المدعو مصطفى محمد سعيد (37 عاما) مع العدو الاسرائيلي وانضوائه في شبكات لرصد وتقديم معلومات للعدو عن المقاومة والجيش، أعطيت الاوامر لتوقيفه ولكن المدعو سعيد وهو من بلدة القصير في قضاء مرجعيون، شعر بانكشاف امره فحاول التخفي والهروب بين بلدته ومنزل يملكه في صيدا ومنزل اخر في بيروت· وبعد رصد ومطاردة من مساء اول من امس وحتى ظهر امس الجمعة، تمكنت عناصر من المعلومات من توقيفه على الطريق الساحلية بين بيروت والجنوب· وعلى الفور تمت مداهمة منزليه في القصير وصيدا وعثر على اجهزة اتصال عبر الاقمار الاصطناعية واجهزة <يو اس بي> متطورة وذات سعة عالية·

ووصف سعيد بأنه عميل قديم مع العدو الاسرائيلي وهو شقيق زوجة العميل الموقوف ناصر نادر، الذي اعتقل في بلدة الغندورية

· مصادر امنية اشارت الى ان مجموعة العمل المكلفة متابعة انشطة التجسس وصلت الى مرحلة متقدمة في ملفاتها والى سر تقني متطور جداً قادها الى كشف قواسم مشتركة عند جميع العملاء، متوقعة حصول المزيد من التوقيفات قريباً خاصة ان ملف العميل السعدي يعد من الملفات المتينة التي يبنى عليها لتفكيك الشبكات·

تعليقات: