شــــهـادة الـــحــقــوق.. وشــهــيــدهـا

المحامي الشهيد غسان داوود
المحامي الشهيد غسان داوود


كان سماع خبر انفجار المنارة خبرا أمنيا يتكرر بين فترة وفترة في نشرات الأخبار اللبنانية، تلقيته كما تلقاه اللبنانيون باستنكار وغضب شديدين، وكما في كل مرة نسمع فيها وقوع انفجار، ولا سيما ما كان منها مستهدفا لسياسي أو صحافي أو عسكري. قرأت على شريط الأخبار استشهاد النائب وليد عيدو ونجله البكر ومرافقيه ومدنيين. وحتى يوم الجمعة (أي بعد الحادث بيومين) لم أكن أعرف أن كلمة مدنيين اختزلت زميلي المحامي الشاب الشهيد غسان داوود، كأنما أراد المحرر ان يخفي عني النبأ فاعتمد التعميم. «الشاب طويل القامة» هكذا عرفته الصحافية في جريدة «السفير» ايمان شمص في مقال لها يوم الجمعة الفائت، وكانت قد تعرفت اليه يوم الحادث، فرجاء ووفاء سأكمل التعريف. عرفته متدرجا في مكتب عمي المحامي الاستاذ ابراهيم العبد الله حيث أتدرب على المحاماة، شابا كثير الحركة، شديد الحماسة، متفانيا في عمله، عاشقا للمهنة، يسابق الوقت في كل شيء. غسان أيها الشاب الوسيم أولا، والمحامي الواعد ثانيا... هل كنت تتصور بعد حديثنا الأخير عن تردي الأمن في لبنان، ان الرقم الذي تحمله في نقابة المحامين سيتحول الى رقم لضحية اخرى تقدم على مذبح الشهادة في لبنان! ولو علمت وأنت رجل القانون أنك ستكون ضحية جريمة مفجعة، يكثر فيها الدفاع ويقل فيها الادعاء، لتحفظ القضية في النهاية ضد مجهول، فهل كنت ستصر على دراسة المحاماة.. في بلد تتحدى فيه الجريمة القانون لا بل القضاء!. سيفتقد الوطن لشبابك يا غسان... وستفتقد المهنة محاميا شابا في حقيبته القانونية الكثير ليعد به. ... وسيفتقد المكتب طاقاتك التي لم يكتب لها ان تستثمر، وسيشتاق زملاؤك في المكتب لوجودك الصاخب ولتلك الديناميكية، ولن ننسى أنك الشهيد في هذا اللبنان الشهيد وفي معركة لا يتقن البطولة فيها سوى الأبرياء.

تعليقات: