اليوم الأول للسنيورة في صيدا.. عادي جداً ولا صدمة في الشارع

السنيورة يصافح وفداً شعبياً
السنيورة يصافح وفداً شعبياً


بدت زيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الاولى الى صيدا لإدارة معركته النيابية كمرشح عن المقعد الثاني الى جانب الوزيرة بهية الحريري عن دائرة صيدا الانتخابية، عادية جدا لا بل انها لم تحدث الصدمة التي كان يتوقعها أنصار «المستقبل» في الشارع الصيداوي.. ويبدو ان وقع الزيارة لدى اهل المدينة المنقسمين انتخابيا حتى العظم كان طبيعيا وكأنه يوم جمعة عادي يمر على المدينة لا بل ان الاجراءات الامنية المشددة التي اتخذت في محيط مسجد الحريري عند مدخل صيدا الشمالي اضافة الى الاجراءات الامنية المماثلة التي اتخذت في محيط دارة شفيق الحريري وسط المدينة حيث سيقيم السنيورة، انعكست على حركة المواطنين وعلى تنقلاتهم... حتى ان هزة ارضية ضربت صيدا امس واثناء تواجد السنيورة في المدينة شغلت تردداتها الاهالي وزادت من هواجسهم .. وحتى الحشد الذي كان متوخى في مسجد الحاج بهاء الدين الحريري حيث ادى السنيورة صلاة الجمعة لم يظهر .. وكان حضورا عاديا جدا ولم يبلغ درجة الاحتشاد لا بل اكثر من ذلك غابت عنه فعاليات المدينة، والجمهور الذي ادى الصلاة هو نفسه الجمهور الذي يؤدي الصلاة كل يوم جمعة بالرغم من الدعوات الشخصية التي وجهت اضافة الى الاعلان عن الزيارة وعن الصلاة في المسجد في وسائل الاعلام.

وكانت الاجراءات الامنية المشددة والمكثفة سبقت السنيورة الى صيدا بساعات بما فيها الكلاب البوليسية المدربة على اكتشاف العبوات والاجسام الغريبة وشوهدت برفقة مدربيها من عناصر قوى الامن الداخلي عند الرصيف والمدخل الخارجي لمسجد الحاج بهاء الحريري وفي محيط المسجد الا ان مصادر في تيار «المستقبل» اكدت ان هذه الاجراءات تم تخفيفها مباشرة كما تم سحب الكلاب البوليسية فورا واعادتها من حيث استقدمت.

في صيدا

وكان السنيورة وصل الى صيدا بعيد الثانية عشرة ظهرا وتوجه مباشرة الى مسجد الحريري وكان في استقباله مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان وشفيق الحريري حيث عقد خلوة مع المفتي سوسان قبل ان يتوجها معا الى قاعة المسجد حيث أم سوسان صلاة الجمعة، والقى كلمة اكد فيها ان صيدا ستبقى مع مشروع الدولة القوية العادلة تؤمن بالوحدة والعيش المشترك وتحافظ على السلم الاهلي وتنبذ الفتنة الطائفية والمذهبية.

الافتاء الجعفري

وبعد مصافحته للمصلين انتقل السنيورة الى دار الافتاء الجعفري حيث التقى مفتي صيدا والزهراني الجعفري الشيخ محمد عسيران وعقد خلوة استمرت نحو ساعة خرج بعدها ليؤكد «ان هذه الزيارة كانت مناسبة من اجل البحث في عدد من المسائل التي تهم وحدة المسلمين بشكل عام ووحدة اللبنانيين، وإن شاء الله دائما هذه الدار تبقى كما كانت دائما عاملة من اجل ان تكون مدينة صيدا نموذجا للعيش المشترك وايضا مثالا يحتذى بالنسبة لكل لبنان».

وعما اذا كان مرتاحا لترشحه في صيدا رد بقوله: «الحمد لله .. طبيعي»، الا انه لفت ردا على ما يتم تداوله بان ترشحه ليس موجها ضد النائب اسامة سعد، ..»وأنا لم اسع يوما من اجل الترشح ولأن اكون عضواً في مجلس النواب ولكن الظروف أملت ذلك ولا سيما الاتصالات التي أجريت معي من عديد كبير من اهل المدينة من اصدقائي من أخواني من الناس الذين كانوا معي في المدرسة والذين تابعوني واتصلوا بي وجاؤوا إلي وتمنوا علي الترشح ولذلك انا تجاوبت مع هذا المسعى». مشددا على «اننا في منافسة ديموقراطية كلية وفي هذا الموضوع شديدو الحرص على ان تكون هذه منافسة ديموقراطية وليست معركة».. مشددا على انه سيلتقي الجميع وبالتالي ليس هناك على الإطلاق اي تمنع عن اللقاء مع احد.

ورد على من يعتبر ان قرار ترشحه جاء بطلب من الرياض وليس بضغط شعبي كما يقول، معتبرا ان «الذي يقول ذلك يبدو أنه يحلم أو تتهيأ له تهيئات»، نافيا تخوفه من تداعيات أمنية لترشحه في صيدا على الاطلاق ..

في مجدليون

بعد ذلك انتقل السنيورة الى دارة الحريري في مجدليون حيث كانت الوزيرة الحريري في استقباله بحضور شفيق الحريري ونجلها أحمد الحريري وأفراد العائلة وعدد من المقربين. واعلن «ان هذه الزيارة في يومها الأول نضعها في اطار المنافسة الديموقراطية التي نسير فيها ، وان شاء الله تكلل بنتيجة جيدة وكل الجهود تنصب من أجل أن تعبر هذه المدينة عن رأيها بحرية. كما مسؤوليتنا ايضا كحكومة أن تكون الانتخابات شفافة ونزيهة بالكامل ومعبرة عن آراء الناس».

وقالت الحريري: لا ننسى أن لدى الرئيس السنيورة مسؤوليات إدارة البلد في لحظة ينتظر الجميع أن تمر هذه المرحلة في استقرار وهدوء وفي جو من الأمن والديموقراطية، ونحن اعتدنا على الرئيس السنيورة ان يكون رجل دولة من الطراز الأول. ونحن والرئيس السنيورة في مشروع الرئيس الحريري منذ 30 سنة وان شاء الله نكمل لمصلحة مستقبل هذه المدينة ورفعتها وحفظ كرامة أهلها ضمن جو من الديموقراطية والأمن والسلام .

وسئلت: أليس هناك تخوف من الوضع الأمني في صيدا ؟

فأجابت: الدولة مسؤولة عن الأمن، وليس نحن فقط الذين نتحدث عن الأمن، الناس كلها تتحدث عن الأمن وهذا شيء طبيعي، لكن لدينا ثقة كبيرة بنفس الوقت بالأجهزة الأمنية وبالحكومة التي أخذت قرار الانتخابات وبالجيش وهذا يظهر يوماً بعد يوم.

وسئلت عن سبب غياب الحضور الشعبي في مستهل زيارة السنيورة فأجابت: لا يوجد تحضير لحضور شعبي، الرئيس السنيورة جاء يزور مدينته، ولا يوجد مهرجان محضر له، ولم نقم بأي دعوة وحتى في الاعلام لم نحدد برنامجاً للزيارة، وهو اعتاد على زيارة مدينته. وعندما نصل الى التحضير للحضور الشعبي ان شاء الله ستجدون حضوراً، لكن نحن يعنينا أن يبقى جو المدينة مستقراً.

وبعد الغداء زار السنيورة مفتي صور ومنطقتها الشيخ محمد دالي بلطة في دارته في كفرجرة .

لقاء العائلات الصيداوية

وعند الخامسة من بعد الظهر انتقل السنيورة الى مقر حملته الانتخابية في صيدا في دارة شفيق الحريري، حيث التقى وفودا من العائلات الصيداوية ومن بينها وفد من عائلته آل السنيورة ومن آل بعاصيري وآل البساط وعائلات صيداوية اخرى، وخاطبهم بصفتهم ناخبين قائلا «ان كل بيت في صيدا هو بيتي ونحن بالتعاون مع بهية الحريري سنعمل على ايجاد فرص عمل لشباب المدينة عبر اطلاق مشاريع متعددة سنعمل على اقامتها وبدأنا بنماذج منها متحف المدينة والمستشفى التركي».

واضاف: أنا اريد أن أتصارح معكم، لم يكن يخطر ببالي أو في تفكيري أن أترشح الى النيابة والحقيقة أنه على مدى هذه الأسابيع وعدد كبير وجملة كبيرة من الأصحاب والأهل والأصدقاء والمعنيين يقومون باتصالات مستمرة ومستمرة وضاغطة ، مما دفعني فعلياً لان أتخذ هذا القرار ونحن كل سعينا انا وبهية أن نستطيع توحيد كلمة المدينة.

وتابع: صيدا هي بوابة الجنوب وعاصمة الجنوب، وهي حريصة على هذا التجذر وعلى هذه العلاقة السوية بينها وبين الجنوب لأننا جزء من هذه المنطقة. وعملية الانتخاب هي عملية ديموقراطية والذين هم موجودون في موقع المسؤولية يشكلون السلطة، ولا تستقيم اي ممارسة للمسؤولية صحيحة اذا لم يكن هناك معارضة جيدة. وبالتالي ليس على الاطلاق كما قد يشيع البعض ويحكي أن هناك عملية إلغاء ولا أحد يلغي أحداً، هناك تنافس ضمن اصول العمل الديموقراطي الذي نحن حريصون عليه .

ولفت الى ان «المسار الذي سرنا به على مدى السنوات الماضية يحتاج الى استكمال والى تعاون والفريق المكون مني ومن السيدة بهية، يطمح أهل صيدا لأن يحمل بتعاونه أفكاراً وطموحات أهل صيدا على صعيد القضايا الاقتصادية والبيئية والتربوية والأخلاقية، وعلى أن نعطي صيدا فرصة لكي تنمو وتتطور بتعاون ومشاركة جميع أبنائها.. من خلال هذه المشاركة، عنوان هذه الحملة الانتخابية «شارك». وهناك أمور في صيدا يجب أن نجد لها حلا، ولا يمكن أن تحل اذا لم يمد الجميع يده ويضع كتفه الى جانب كتف الآخر .

وقال: هناك العديد من الأمور سنجد لها حلاً في صيدا ومن بينها قضيتان: خلق فرص عمل جديدة في المدينة وخلال هذه الفترة سيصار الى البدء ببعض المشاريع التنموية في المدينة، من بينها مشروع المتحف الخاص بآثار صيدا، وبالتعاون مع بلدية صيدا وعما قريب في الاسابيع القليلة القادمة سنضع حجر الأساس لمستشفى متخصص بمعالجة الحوادث والحروق، وسيكون مستشفى نموذجياً في كل لبنان.

أولاً أنا سآتي وأقيم في صيدا وسيكون لي بيت في صيدا وعندي بيت في صيدا .. وكل بيت في صيدا هو بيتي أنا هو بيت لكل الصيداويين .

الثلت المعطل مؤقت

ورأى «اننا في الدوحة توصلنا الى أمر اساسي، وهو اننا نريد أن نشكل حكومة وحدة وطنية، وشيء مؤقت بما يسمى وجود الثلث المعطل .. الأهم في اتفاق الدوحة هو ان اللبنانيين اتفقوا على حل مشاكلهم ليس عن طريق العنف، وخلال هذه التجربة التي مررنا بها المهم أن يصل اللبنانيون الى حكومة وحدة وطنية ولكن ليس بالقدر الذي يؤدي الى التعطيل. لأننا عندما نصل الى صيغة أن كل واحد يريد ان يعطل معنى ذلك أن عجلة البلد توقفت .. وأعتقد أن المشكلة في هذه الحكومة هي أن فكرة الثلث المعطل هي جديدة على نظامنا الدستوري وعلى اتفاق الطائف الذي يحكم ما توافق عليه اللبنانيون وهو امر مهم وهذا الاصلاح الذي جرى لم يستكمل، لم يستكمل اتفاق الطائف، واحد اهم بنوده الاصلاح السياسي واصلاح قانون الانتخابات، وكانت هناك خطوة في ما يتعلق بهذا القانون الآن بتنظيم العملية الانتخابية وتحديدها في يوم واحد وغير ذلك. لكن لا تزال هناك امور أخرى علينا ان نقوم فيها بعملية اصلاح سياسي ويجب أن تترافق مع اصلاحات أخرى على أكثر من صعيد».

تعليقات: