في رميش: صورة العميد العميل لم تمح ذكرى اللواء الشهيد

اللواء الشهيد فرانسوا الحاج
اللواء الشهيد فرانسوا الحاج


رميش :

تخرج اسماء القرى إلى العلن الاعلامي، بحسب الخبر الذي يصنعه أحد أبنائها. ورميش التي كانت «أم البطل» اللواء الشهيد فرانسوا الحاج وقد فجعت به، صدمها خبر من نوع آخر بعيد كل البعد عن الاول، وهو ان ابنها العميد المتقاعد وزوجته، ولاحقا ابن أخيه، مشتبه بانهم عملاء للإسرائيليين.

غير أن رميش ليس مجرد خبر حزين. هي حدود الوطن العابق برائحة العرق المر وطعم شتلة الدخان، ولون التراب الاحمر، هي قصص الصباح والمساء، عن الشتل والقلع والقطاف، عن التبغ واسراره، وحقول تمتد على مد البصر. رميش حكايات الحرمان وحفر الطرقات، والزفت الغائب الا لماماً. وفي رميش أيضاً حكايات اخرى عن استقبال النازحين خلال عدوان تموز 2006، وعن تقاسم رغيف خبز وشربة ماء حكايات وحكايات.

غير انها تضج في هذه الايام بسيرة اخرى عن شبكة العملاء. خبر لم يكن في حسابات القرية قبل الآن هي التي حصرت الكثير من اهتماماتها بعد التحرير بالزراعة فاصبحت من اكبر منتجي الدخان في المنطقة.

شوارع البلدة على هدوئها. سيارات تتمايل على طرقات اصابها داء الحفر منذ عهود الا تلك التي انجزت مؤخراً بتمول ايراني وتؤدي الى النصب التذكاري لشهيد البلدة ومفخرة ابنائها اللواء فرنسوا الحاج الذي زرع تمثاله في وسط بركة البلد. الدكاكين والمحلات، المغلق منها يتعدى بأضعاف المفتوح، وحدها الحقول تشهد نشاطها المعهود في مثل هذا العام.

احاديث السياسة والانتخابات والاقتصاد ساخنة، الا ان ذكر الشبكة الاخيرة دونه البوح العلني. القلة ممن تكلم تؤكد ان رئيس الشبكة أ. ع. شخص شبه معروف في البلدة بحكم موقعه العسكري السابق وبحكم قرابته من اللواء الشهيد، الا انه كان قليل التردد الى البلدة حيث يملك منزلا لا يزوره الا في المناسبات وليس كلها، بعكس زوجته ح. م. التي كانت تتردد الى المنطقة بكثرة اثناء الاحتلال وترجح مصادر امنية ان تكون هي قد لعبت دور صلة الوصل بين زوجها ومشغليه، وهو ليس لديه اولاد.

المعروف عنه بالظاهر انه رجل «آدمي» يقول احد الجيران القريبين، الا انه كان قليل الاختلاط بالناس خلال زياراته القليلة الى البلدة وكان خدوما لابناء بلدته خلال توليه المناصب العسكرية في الامن العام، كما انه كان يساعد اهلها اذا احتاجوه في بيروت.

حالة من الاحباط اصابت اهالي البلدة بعد الاخبار الاخيرة، يشير المعتقل السابق ديغول ابو طاس، عن ع. بأنه كان لا يتردد الى البلدة خلال ايام الاحتلال بحكم وظيفته العسكرية التي كانت تمنع عليه ذلك، كما انه لم يكن يظهر عليه اي مظهر من مظاهر الثراء الفاحش، بل كان وضعه المادي الظاهري على قدر موقعه كضباط متقاعد يملك اعمالا خاصة حتى ان منزله مستواه عادي وقد بناه بعد التحرير حيث لم يكن يملك منزلا خاصا قبل ذلك.

وقد زاد الطين بلة بالنسبة لاهالي البلدة، الاعلان عن القاء القبض على ابن اخ رئيس الشبكة المؤهل اول ج. ع. على خلفية القضية نفسها وهو يعمل في سلك الامن العام ايضا على نقطة الناقورة ويقيم في رميش وقد قامت فرقة من فرع المعلومات بمداهمة منزله وتفتيشه بشكل دقيق لعدة ساعات حيث صادرت موجودات.

ويعرب جوزيف مخول عن ثقة الاهالي بالقضاء، ويأمل ان تصب القوى الامنية جهدها لاكتشاف قتلة اللواء الحاج بالحرفية ذاتها التي القت فيها القبض على هذه الشبكة.

يعرف ابو طاس كما مخول بأن هذه الشبكة لا يمكن ان تشوه صورة بلدة رميش، الا انهما وكما الاهالي كانوا يتمنون ان تبقى الصورة التي ظهرت عليها البلدة عقب استشهد اللواء الحاج صورة بيضاء ناصعة، صورة البلدة الجنوبية التي قدمت للوطن كما جيرانها من بلدات الاخرى.

تعليقات: