ترشيح أبو جمرة في الأشرفية يعزز قوة المعارضة في بيروت الأولى

للواء عصام ابو جمرة في لقاء مع الشيخ نبيل قاووق (أرشيف)
للواء عصام ابو جمرة في لقاء مع الشيخ نبيل قاووق (أرشيف)


كان يفترض أن يُخرِّج رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، يوم السبت الآتي، موقفاً جديداً بشأن الترشيحات في دائرة بيروت الأولى، فيعلن، بحضور المسؤولَين في التيار الوطني الحر المتداول باسمهما للترشح عن المقعد الأرثوذكسي زياد عبس وميشال متني، والمرشح عن المقعد الماروني مسعود الأشقر، وممثّل عن حزب الطاشناق وآخر عن الوزير الياس سكاف (بصفته الكاثوليكيّة)، أنّ مرشحي التيّار للانتخابات هما نائب رئيس الحكومة اللواء عصام أبو جمرة عن المقعد الأرثوذكسي ونقولا الصحناوي عن المقعد الكاثوليكي وميشال دو شادريفيان عن مقعد الأرمن الكاثوليك، إذا حُسم أمره.

في الملف الأرمني، كان حزب الطاشناق قد سبق أن اتفق مع التيار الوطني على تسمية مرشح واحد من الحزب في بيروت الأولى، وعاد إلى إعلان أن الحزب هو من يسمّي المرشحين الأرمن، بحسب ما أكد أمس كلّ من رئيس حزب الطاشناق هوفيك مخيتاريان، والنائب هاغوب بقرادونيان، الذي رأى أن الحديث عن ترشيح ميشال دو شادريفيان لا يتطابق والاتفاق الذي تم مع العماد ميشال عون على حصر تسمية المرشحين الأرمن على لائحته بالطاشناق، وعدم تدخّل الطاشناق في المقابل بأي ترشيحات من خارج الأسماء الأرمنية.

لكن، لم يكتب لذاك الإخراج اللائق النجاح، إذ لم يستطع أمين سر التيار الوطني الحر أنطوان مخيبر أن يكتم السر حتى يوم السبت، فأبلغ أحد المواقع الإلكترونية (النشرة) نيّة عون تسمية أبو جمرة. وهو الأمر الذي حسم نهائياً، بحسب معلومات الأخبار، إثر لقاء العماد عون ورئيس الحزب القومي أسعد حردان المرشح عن المقعد الأرثوذكسي في دائرة مرجعيون وحاصبيا ـــــ دائرة أبو جمرة، وحيث كان يفترض أن يترشح.

وقد أخذ الخبر مداه في «بيروت الأولى» التي شهدت، خلال الشهرين الماضيين، حركة كبيرة للثنائي الصحناوي ـــــ عبس، وحراكاً متواضعاً للمتني. وأثار «الإعلان المتسرّع» بعض الاستياء، لقطعه طريق استفادة مرشّحَي التيار المفترضَين من المهلة الفاصلة بين حسم الجنرال قراره وإعلان هذا القرار ليبلغا ماكينتيهما على الأقل، أو على الأقل زوجتيهما.

تزامناً مع المفاجأة العونيّة، قال المرشح عن المقعد الكاثوليكي في الدائرة نفسها دافيد عيسى إنه قرر العزوف عن الترشح، لأن ظروف المعركة غير عادلة. وأشار عيسى ـــــ القريب جداً من رئيس الجمهورية ـــــ إلى أن حدّة الاصطفاف تمنع المستقلين من بلورة حركة ناجحة أو مؤثرة، علماً بأن انسحاب عيسى، المسؤول سابقاً في القوات اللبنانية، الذي كان من قلّة زارت قائد القوات اللبنانية سمير جعجع في سجنه قبل إطلاق سراحه، يخدم مرشح الأكثريّة النائب ميشال فرعون بالدرجة الأولى.

ونتيجة حدثي الأشرفية أمس، تكون الصورة الانتخابية في الأشرفية قد اكتملت، باستثناء المقاعد الأرمنية، فيتنافس على المقعد الأرثوذكسي كلّ من أبو جمرة ونايلة تويني، وعلى المقعد الماروني مسعود الأشقر (معارضة) ونديم الجميّل (أكثرية)، وعلى المقعد الكاثوليكي نقولا الصحناوي (معارضة) وفرعون.

أرمنياً، على صعيد المعارضة، حسم تقريباً اسم الوزير السابق أرتور نظاريان عن مقعد الأرمن الأرثوذكس، أما مقعد الأرمن الكاثوليك فيتداول باسمين، هما: جاك جوخدريان القريب من حزب الطاشناق وميشال دوشادرفيان المسؤول في الوطني الحر، مع العلم أن اختيار نظاريان سيحتّم اختيار دوشادرفيان، لأن الطاشناق قال إنه سيكتفي بمرشح حزبي واحد. وعلى صعيد الأكثرية، ثمة مرشحان أرمن أرثوذكس يفترض الاختيار بينهما، هما: النائب سيرج طورسركيسيان ونقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي الليلية بول عريس الملتزم في القوات اللبنانية. وهناك مرشحان أرمن كاثوليك أيضاً، هما: النائب هاغوب قصارجيان (حزب الرامغافار) وسيبوه ميخيتجيان (مسؤول مكتب النائب ميشال فرعون).

هذا مع العلم أنّ مرشّحي المعارضة عن المقعدين الأرمنيين سيعلنان، كما يفترض، يوم السبت المقبل. فيما تواجه الموالاة أكثر من معضلة بشأن الاختيار، لأن الحريري يتمسّك بطورسركيسيان، فيما يتبنّى جعجع العريس على اعتبار أن للقوات حيثية في الأشرفية أكبر من حيثية تيار المستقبل، ولها الحق بالتالي في أن تسمّي مرشحاً. تماماً كما يزداد التوتر بين فرعون والحريري، لأن الأول يعتقد بأن مسؤول مكتبه أفعل أرمنياً من قصارجيان الذي يفتقد تأييد الأقربين (أهل حزبه) قبل الأبعدين، علماً بأن الكتلة الناخبة الأرمنية، التي تقترع بأكثريتها وفق رغبة الطاشناق، تعطي المعارضة دفعاً يقدّر بنحو 5 آلاف صوت في معركة لا يحتاج المرشح ليفوز فيها إلى أكثر من 20 ألف صوت. فيما تسعى الأكثرية إلى إعادة التوازن ولو جزئياً إلى المعركة من خلال رفع مستوى المشاركة السنيّة ليقترع العدد الأكبر من الناخبين السنّة الستة آلاف.

وكانت غالبيّة الإحصاءات، قبل أخذ ترشّح أبو جمرة بعين الاعتبار وقبل تكثيف نديم الجميّل حركته في المنطقة، تجزم بأن فوز المعارضة محسوم بالمقعدين الأرمنيين والمقعد الماروني، فيما الأكثرية تفوز بالمقعد الكاثوليكي، وتدور معركة جدّية على المقعد الأرثوذكسي. أما التطورات فتعزز حظوظ فرعون من جهة، وتقلّل حظوظ تويني من جهة أخرى، مع الأخذ بالاعتبار أن المعركة البيروتيّة بحضور أبو جمرة هي غيرها بدونه، على أكثر من مستوى وشعور.

تعليقات: