تلوث البئر الإرتوازية للكفير يتسبب بشح في المياه

 تعبئة المياه من عين الضيعة في عز الشتاء في الكفير
تعبئة المياه من عين الضيعة في عز الشتاء في الكفير


البلدة وأهلها يعانون من أزمة والجهات الرسمية غائبة..

تفاجأ اهالي بلدة الكفير الجاثمة عند الأقدام الغربية لجبل الشيخ، بمياه ملوثة تتدفق منذ فترة عبر الشبكة الرئيسية لتصب داخل منازلهم، مهددة حياتهم ومنكدة لعيشهم، وواضعة إياهم أمام أزمة مياه خانقة في عز الشتاء.

ويقتصر تزويد الكفير حالياً بحاجاتها من المياه على عين صغيرة تضخ من وسط البلدة إلى الشبكة العامة، مما يؤمن في شباط الجاري نصف حاجة السكان، وذلك كتدبير مؤقت لا بديل عنه، ريثما تتمكن الجهات المعنية، ومنها البلدية من ايجاد حل جذري للتلوث الذي يضرب بئرها الإرتوازي مع بداية كل موسم زيتون، بحيث تتسرب كميات كبيرة من الزيبار اضافة الى المياه الآسنة الى قعره، عبر مسارب طبيعية من الصعب تحديدها بدقة وسهولة.

ولم توفق بلدة الكفير بحل جذري لأزمة مياه الشفة، فعلى مدى ربع قرن عمل القيمون وبتمويل جهات مانحة ومن بينها مجلس الجنوب، على حفر ستة آبار ارتوازية وفي أوقات متقاربة، لم تكن ناجحة، بل أخفقت جميعها في تأمين الحد الأدنى من حاجة البلدة للمياه. وتم حفر آخر هذه الآبار من قبل مجلس الجنوب في الطرف الغربي للبلدة، ودشنه بعيد التحرير في العام 2000، بحيث استمر البئر وعلى مدى عدة سنوات في تغذية البلدة بالمياه وبكمية وافية، لكن هذه النعمة لم تدم طويلا فكان عرضة لتسرب كميات من زيبار الزيتون ومياه الصرف الصحي اليه، مما ادى الى تلوثه بشكل مخيف. وبات لمياه البئر لون وطعم ورائحة، كما تقول ام حامد زهية ربة منزل مستغربة ما حصل، فالتلوث الذي ضرب البئر طاول الشبكة العامة والخزان الرئيسي اضافة الى خزانات المنازل، بحيث كانت هناك صعوبة في تنظيفها بشكل جيد وقد استغرق ذلك أيام عدة، تم في اعقابها وقف الضخ من البئر لتدخل البلدة في ازمة مياه خانقة.

ويشير رئيس البلدية ميشال عبود إلى «أن ضرورة السلامة العامة، حتمت علينا كبلدية اقفال هذا البئر وبشكل مؤقت، ريثما نتمكن من ايجاد السبل لوقف تسرب المياه الآسنة إليه»، مضيفا أنه ثبت «ان كميات كبيرة من زيبار الزيتون تصب في البئر، الذي يزيد عمقه على الـ 300 متر عبر مسارب طبيعية، وبات الزاما اقفال البئر مع بداية شهر تشرين الأول، اي مع انطلاق عملية عصر الزيتون وحتى مطلع حزيران بحيث تعود مياهه الى صفائها. وفي هذه الفترة الفاصلة تعمل البلدية على ضخ المياه من عين صغيرة وسط البلدة الى الخزان الرئيسي، و«هذه العين زادت كمية مياهها في اعقاب شتوة شباط الأخيرة وبات الوضع مقبولا، لنعتمد توزيع المياه بشكل مقنن على المشتركين، الذين يعملون ايضا على تأمين المياه من الينابيع المجاورة، او عبر شراء الصهاريج بسعر بين 20و25 الف ليرة للصهريج الواحد». ويشير عبود أن ليس لدى البلدة وأهلها «اية حيلة على المدى المنظور، فالحل الجذري يبدأ بضبط زيبار الزيتون الناتج عن عدة معاصر، والذي يتــسرب في مجاري الأنهار دون اية مراقبة او اية محــاولة لحصره في مكان معزول اوتحويل مساره الى جهة اخرى، وهذه مسؤولية الجهات المعنية في وزارتي البيئة والصحة».

وكانت البلدية قد «أرسلت كتابا إلى مؤسسة الوليد بن طلال طالبة المساعدة في حفر بئر جديد واننا ننتــظر الرد، كما ونناشد الجهات المسؤولة العمل على رفع التلوث عـن البئر الذي بتنا نخاف من مياهه، فالتلوث الذي يضربه يجعله خطــر على الصحة العامة لأنه تلوث كيماوي كما بدا في أعقاب فحص مخبري اجريناه مؤخرا».

ويشدد مختار البلدة فواز صقر على ضرورة عدم التساهل مع مشكلة التلوث لأنه يهدد صحة جميع الأهالي بشكل عام، مطالباً «وزارة الصحة بضرورة الإسراع وارسال خبراء لإجراء فحوصات مخبرية لمياه البئر، وحتى الآن وعلى الرغم من مرور فترة طويلة على اقفاله، فإن اية جهة معنية وخاصة طبابة القضاء مثلا، لم تكلف نفسها حتى عناء السؤال عما هو حاصل». ويشير المختار إلى وجود «مصادر عدة للتلوث تظهر بشكل واضح مع بداية هطول الأمطار، والبئر الحالي يمكن ان تستخدم مياهه للإستعمال المنزلي لأنه بات غير صالح للشرب، ووقف العمل به لفــترة طويلة يلــقي على الأهالي هما جديدا هم بغنى عنه، وان الأزمــة يمكــن ان تستفحل مع بداية الصيف». وينــهي المختار كلامه بالقول »لا يعــقل أن تكــون أزمــة مياه في عز الشتاء فــهذا امر مغاير للمنطق وللطبيعة».

تعليقات: