السيد نصرالله: قرابة 350 شهيداً لا زالت رفاتهم لدى العدو

الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله
الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله


اعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان نتائج فحص الحمض النووي (دي ان ايه) لرفات الشهداء التي تمت استعادتها في عملية الرضوان العام الماضي لم تتطابق مع رفات شهداء عملية الشهيدة دلال المغربي ولا مع الشهيد يحيى سكاف ، واشار سماحته الى ان رفات هذه المجموعة تعود لشهداء مجهولي الهوية. واكد السيد نصرالله ان اسرائيل تتحمل مسؤولية مصير الصياد المفقود محمد فران. وتحدث السيد نصر الله عن وجود نحو ثلاثمئة مفقود لبناني وفلسطيني، وطالب الدولة اللبنانية بان تتحمل مسؤوليتها في هذا الملف.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد لمناسبة يوم الحرية والذي يوافق عملية تبادل الاسرى عام الفين واربعة.

وفي شأن غزة ، شدد الأمين العام لحزب الله على أن الحرب ما زالت مستمرة على قطاع غزة ولكن بأشكال أخرى. وأدان الابتزاز الذي يمارس في شأن اعادة اعمار القطاع ، واستمرارَ النظام المصري في اغلاق معبر رفح.

وفي موضوع اغتيال الشهيد عماد مغنية، اكد السيد نصر الله رداً على سؤال ان الانتقام لدمائه لن يكون يوما وراء المقاومين ، وتحدث عن اظهار التحقيق السوري لتورط الموساد الاسرائيلي في عملية الاغتيال.

وهنا النص الكامل للمؤتمر الصحافي الذي عقده الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله

في مثل هذه الايام في العام 2004 انجزت المقاومة الاسلامية في لبنان اهم عمليات التبادل على ما اعتقد حيث تم الافراج عن جمع عزيز من الاسرى المقاومين وفي مقدمهم سماحة الشيخ عبد الكريم عبيد والحاج ابو علي الديراني واخوة من الاعزاء المجاهدين وكذلك تم الافراج عن عدد كبير من اجساد الشهداء واعلنا في ذلك اليوم "يوم الحرية" او "عيد الحرية" وقطعنا وعدا لمن بقي من اخواننا في السجون الاسرائيلية وفي مقدمهم الاخ سمير القنطار بان نعمل جاهدين من اجل اطلاق سراحهم. بعد ذلك وفق الله سبحانه وتعالى لهذا الامر وتمت عملية الرضوان التي كشف النقاب عن جزء كبير من نتائجها وبقيت بعض الجوانب فيها اتحدث عنها هذا اليوم ان شاء الله . ولكن في البداية اعتقد ان هذه الذكرى العزيزة ذكرى تحرير هذا الجمع المبارك من المقاومين والمجاهدين والشهداء هي مناسبة للتذكير وللوقوف وللتضامن. للتذكيربقضية الاسرى الفلسطينيين والسوريين والاردنيين والعرب وبالاخص اسرى القدس واسرى الاراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1948 الذين يواجهون ظروفا قاسية. والذين يتجاوز عددهم من مجموع الاسرى يصل الى حدود 11 الف معتقل واسير من بينهم اعداد كبيرة من الاطفال والنساء والمرضى واصحاب الاوضاع الصحية الخاصة. وهذه القضية يجب ان تبقى حاضرة في وجدان ومشاعر ومسؤولية هذه الامة سواء القيادات او الحكومات او الاحزاب او القوى الحية او الشعوب والنظر اليها كقضية قومية ووطنية وجهادية من جهة وكقضية انسانية واخلاقية على درجة عالية من الانسانية من جهة اخرى. لاننا في مسالة هؤلاء الاسرى والمعتقلين ايضا نشهد مشهد الصمود والتحدي والثبات والقوة ومشهد المعاناة الصعبة والقاسية في سجون الاحتلال وكذلك عائلات هؤلاء الاسرى والمعتقلين.

انا اتخذ من هذا اليوم ومن هذه المناسبة فرصة لاعادة تسليط الضوء على قضية الاسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الاسرائيلية والتي تمر عليها مراحل تكاد تكون في طي النسيان. بالعودة الى قضية او مسائل عملية الرضوان لدينا موضوع الاخ الاسير يحيى سكاف والاخت الشهيدة دلال المغربي. في تبادل 2004 نحن كنا نصر على ان يشمل التبادل الاسير يحيى سكاف وكان الاسرائيلي يدعي ان يحيى قد استشهد مع مجموعة الشهيدة المغربي وكنا نطالب بجسده اذا كان شهيدا كما يدعي الاسرائيليون. في تلك المرحلة حدثت تعقيدات حول هذا الموضوع ولم يتم الامر. في عملية الرضوان نحن اصرينا اننا نريد اجساد شهداء عملية الشهيدة دلال المغربي بما فيهم دلال والاخوة الذين استشهدوا معها والذين يفترض او يدعي الاسرائيلي ان من ضمنهم الاخ يحيى سكاف . وبالفعل ففي عملية الرضوان تم تسليم معلومات وملفات حول العملية، يعني عملية الشهيدة دلال وايضا قيل ان هذه الرفات هي رفات اربع شهداء وهي رفات من الواضح انها قديمة وان هذه الرفاة الاربعة هي لهؤلاء الشهداء الاربعة : دلال ويحيى وشهيدين آخرين . الا ان الاسرائيلي لا يستطيع ان يميز أي الرفات تعود لدلال وايها ليحيى وايها لبقية الشهداء، بدعوى انهم عندما دفنت هذه الاجساد حصلت فوضى في ذلك الحين ولم يتم تحديد الارقام بشكل دقيق.

ضمن عملية الرضوان نحن استلمنا هذه الرفات كجزء من اعداد كبيرة من الجثامين ورفات الشهداء واستطعنا ان نحدد بقية الشهداء بشكل واضح من خلال قرائن ومعلومات ومعطيات واحيانا كنا لا نحتاج الى فحص DNA واحيانا كنا نحتاج الى هذا الفحص. فيما يتعلق بهذه الرفات الفحص في المختبرات اللبنانية لم يصل الى نتيجة وهذا هو سبب التأخير الى الآن، فاضطررنا للاطمئنان على النتيجة ان نرسل عينات من رفات الشهداء الاربعة الى فرنسا، الى اهم المختبرات الموجودة هناك ، وعملية الفحص استنزفت كل هذا الوقت بسبب قدم الرفات وهذا امر طبيعي بتجارب سابقة معنا في عمليات تبادل سابقة ، فكان احيانا فحص عظام وليس رفات للتأكد من النتيجة كان يستهلك من ثلاثة الى اربعة اشهر. فازمن الذي استهلكته العملية هو زمن طبيعي.

منذ ايام جاءتنا نتيجة فحص ال DNA والنتيجة لم تكن مساعدة، يعني اننا لا نستطيع من خلال فحص ال DNA ان نقول ان ايا من الرفات الاربعة هي للاخت دلال او للاخ يحيى او للشهداء الآخرين. وبالتالي نحن نعتبر ان هذه الرفات هي تابعة لشهداء مجهولين ولم نستطع ان نحدد هوية هؤلاء الشهداء. وبناء عليه قمنا بابلاغ العائلات المعنية بالامر. اما بالنسبة الى الاخت دلال فان الملف يؤكد من خلال بعض المسائل الحسية وبعض الصور وبعض الشواهد وهذا امر معروف لدى العائلة ولدى الرأي العام ان دلال استشهدت خلال العملية. فالنقاش بالنسبة لدلال ليس نقاش شهادة او حياة وانما نقاش اذا ما كانت هذه الرفات هي للشهيدة دلال ام لا. نحن لا نستطيع ان نقول ان ايا من هذه الرفات هي للشهيدة دلال وبالتالي هذا الامر يعود الى عائلة الشهيدة دلال المغربي.

فيما يعني الاخ يحيى، نحن ابلغنا العائلة الكريمة والتي صبرت طويلا وتعاونت معنا خلال كل السنوات الماضية ايضا بذات النتيجة. وبالتالي في هذه اللحظة ومن جهتنا نحن لا نستطيع ان نحسم في هذه المسألة. استطيع ان احسم واقول ان الرفات الموجود لدينا ضمن الرفات الاربعة لا يوجد رفات الاخ يحيى سكاف على فرض شهادته وبالتالي تبقى الفرضيات مفتوحة في موضوع يحيى سكاف.. يعني هل هو اسير حي في السجون الاسرائيلية واسرائيل لا زالت تنكر وجوده ؟ هل هو مفقود؟ وبالتالي هو مجهول المصير لا نعرف هل هو حي ام هو شهيد ؟ ام هو شهيد ضاعت رفاته، ام هو شهيد ما زالت اسرائيل تحتفظ بجثته؟ هذه فرضيات مفتوحة. نحن نعتقد ان الجهة المعنية بالدرجة الاولى هي عائلة الاخ يحيى سكاف لحسم هذه النقطة ضمن المرجعيات الشرعية والقانونية التي تعتمد عليها وتعود اليها لان المسألة في بت حياة او موت انسان هي ليست مسالة بسيطة هي مسالة لها ابعاد شرعية وقانونية ونحن في المقاومة لا نعتبر انفسنا مخولين ببت هذه المسألة وبالتالي يعود لعائلة الاسير يحيى امر البت في امر البت في هذه المسألة على مستوى قناعاتها والمعطيات التي قدمت لها وعلى مستوى المرجعيات الشرعية والقانونية التي تعتمدها لحسم هذه المسألة والبت فيها. بناء عليه في قضية الاخ يحيى والاخت دلال تصبح الصورة واضحة، ونحن لا نعتبر ان بين ايدينا رفات لاي من الشهداء الذين استشهدوا في عملية دلال المغربي.

فيما يتعلق بالأخ محمد فران نحن أيضاً كنا قد أبلغنا عائلته سابقاً عندما أنجزت عملية الرضوان، لكن أكدنا على هذا المعنى أن الإسرائيليين ينكرون أساساً أن يكون محمد وصل إلى أيديهم فضلاً عن أن يكون أسيراً أو شهيداً أو له جثة. طبعاً هم يدعون ذلك، نحن لا نستطيع أن نوافق على هذا الإدعاء لأن قارب الصيد الذي كان يعمل فيه الأخ محمد فران وصل إلى يد الإسرائيليين وعندما أُعيد إلى قوات الطوارئ الدولية أعيد وعليه آثار دماء محمد، وبالتالي نحن نحمل الإسرائيليين مسؤولية مصير الأخ محمد فران. هل تصنف هذه القضية في إطار قضية اسير حي؟ هل تصنف في إطار مفقود ومجهول مصير؟ هل تصنف في إطار شهيد يحتجز الإسرائيليون جثته أو ما شاكل؟ أيضاً أقول نفس الكلام ، لسنا نحن الجهة المعنية من الناحية الشرعية والقانونية لبت هذا الأمر، هذا الأمر يعود إلى عائلة الأخ محمد فران وإلى المرجعيات الشرعية والقانونية التي تستند إليها. بناءً عليه فيما بين أيدينا من أسماء مطروحة في عمليات التبادل السابقة واللاحقة ، أعتقد أن الأمور أصبحت واضحة.

فيما يعني بقية الملف نحن لدينا لوائح بأعداد كبيرة من الشهداء اللبنانيين والفلسطينيين، اللبنانيون الشهداء كلهم استشهدوا على الأرض اللبنانية، ولدينا أيضاً وثائق وصور بعضها صحافي بعضها خاص أن جنود الاحتلال كانوا يحتجزون هذه الأجساد وينقلونها إما بالمروحيات وإما بالآليات العسكرية، وهؤلاء الشهداء إما أنهم وقعوا في يد الجنود الإسرائيليين خلال عمليات المواقع التي كانت تنفذها المقاومة أو عثر عليهم الإسرائيليون لاحقاً وقاموا باحتجازهم. بالنسبة للشهداء الفلسطينيين، جزء كبير منهم استشهدوا على الأرض اللبنانية بالخصوص عام 1982 أثناء الاجتياح، واحتجزت أجسادهم وجزء منهم استشهدوا داخل الأراضي الفلسطينية خصوصاً في شمال فلسطين المحتلة. فيما بين أيدينا من لوائح وأعداد لا أستطيع أن أدعي الدقة لأنه قد يكون هناك شهداء لم تتم الإفادة عنهم بسبب الظروف التي مررنا بها خلال 25 عاماً أو 30 عاماً، لكن أستطيع أن أقول أن مجموع الشهداء اللبنانيين والفلسطينيين يقارب 350 شهيداً ما زالت أجسادهم في يد الإسرائيليين او في الحد الأدنى لم تصل إلى عائلاتهم، وكانت في منطقة يسيطر عليها الإسرائيليون. هذا موضوع الشهداء. وهذا الموضوع مازال مفتوحا وقائما. ولدينا موضوع ثان هو موضوع المفقودين. طبعا أعداد المفقودين بالمئات، وكل مدة ومدة أيضا يظهر بعض المعطيات الجديدة. المفقودون اغلبهم من اللبنانيين. الأكثرية الساحقة من اللبنانيين وفيهم بعض الإخوة الفلسطينيين. هنا أتحدث عن المفقودين الذي تتحمل إسرائيل مسؤوليتهم. يعني إما أنهم اعتقلوا على حواجز إسرائيلية أو أن قوات الاحتلال قامت بمداهمة بيوتهم وقامت باعتقالهم واختفى أثرهم، أو انه تم اعتقالهم من خلال حواجز الميليشيات التابعة لإسرائيل يعني ميليشيا جيش لبنان الجنوبي أو سعد حداد سابقا. أو قامت هذه الميليشيا بمداهمة بيوتهم واعتقالهم من بيوتهم واحتجازهم في السجون، وهناك شهود على انه كان هناك معتقلين في سجون هذه الميليشيا ثم فقد أثرهم. هذا النوع من الأشخاص نحن نصنفهم بعنوان مفقودين، لأنه مضت سنوات طويلة على موضوعهم وإسرائيل تتحمل كامل المسؤولية لأنهم خطفوا من خلال الجيش الإسرائيلي أو ميليشيات العملاء وعلى ارض يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي. هذا الملف أيضا ما زال مفتوحا. طبعا الأرقام والأسماء بحاجة إلى تدقيق سواء تحدثنا عن أسماء الشهداء أو أسماء المفقودين. في هذا الملف قبل أن اختم وانتقل إلى الملف الثاني أنا هنا أوجه طبعا دعوة مسؤولة يعني من موقع المسؤولية الوطنية والإنسانية والأخلاقية ، إلى السلطة السياسية في لبنان إلى الحكومة اللبنانية وخصوصا أن لدينا حكومة وحدة وطنية وان هناك عمل منذ سنوات على إعادة بناء الدولة وتحمل الدولة لمسؤولياتها. هذا الملف بالدرجة الأولى هو مسؤولية الدولة اللبنانية. بالتأكيد نحن كمقاومة لن نتخلى عن مسؤوليتنا ولا لحظة من اللحظات. هؤلاء اخواننا، هؤلاء أهلنا، هؤلاء أحباءنا ، وسواء فيما يعني أجساد الشهداء ونحن نعرف رغبات عوائل الشهداء باستعادتهم ، أو فيما يتعلق بالمفقودين الذين تمثل قضيتهم مأساة إنسانية لعائلاتهم للزوجات للأبناء، للبنات، للأهل، نحن لن نتخلى عن هذا الموضوع ولكن، أنا في يوم تحرير الأسرى وعيد الحرية أود أن أطالب الحكومة اللبنانية المسؤولة أولا عن هذا الملف أن تتحمل مسؤوليتها في هذا الملف. ضمن أي آلية، كيف ،ماذا تفعل، هذه مسؤوليتها لست أنا الذي يحدد للحكومة اللبنانية كيف تتصرف في هذا الملف. ونحن لن نتخلى عن مسؤوليتنا وحاضرون لكل مساعدة، حاضرون لكل تعاون على هذا الصعيد. انتقل إلى العنوان الثاني الذي هو ملف الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة المختطفين. يمكن في البداية وكما يقولون دفع وهم أو دفع إشكال يمكن أن يقول احد لماذا الآن تطرح هذا الموضوع ولم تتحدث عنه في البداية. في البداية وعندما حدثت عملية الرضوان أنا اطلعت على الملف أنا والإخوة المعنيين وواضح أن هناك تفاصيل حساسة جدا، وكان أثناء استقبال الأسرى وفي مقدمتهم الأخ سمير وأجساد الشهداء واضح انه حدث تبان وطني انه سنقيم عرسا وطنيا وسنذهب كلنا إلى المطار وان كل وسائل الإعلام ستهتم، وبالتالي أقيم مناخ وطني ايجابي جيد يشكر. نحن اعتبرنا في وقتها أن فتح ملف الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة إذا كنا نريد التحدث به كما هو ، سيوجد شرخا في هذا المناخ الوطني، أو سيمس بهذا العرس الوطني بشكل او بآخر وسنأخذ البلد من عرس انتصار كبير حققه لبنان إلى سجال داخلي، وانتم تعرفون اللبنانيين عندما يعلقون ببعضهم البعض. فنكون في شيء ونصبح في شيء آخر. هذا هو السبب الحقيقي. فعندما تأخر الأمر أنا ربطت الموضوع بفحص الDNA لبت كل الملفات العالقة في عملية الرضوان، ولم أكن أتوقع أنها ستتأخر أشهرا، لكن اضطرينا ان ننتظر حتى نعلن النتائج بشكل مباشر. اذن التوقيت له صلة بطبيعة المعلومات، بطبيعة العرس الوطني وتأخير نتائج الDNA . وفي هذا الموضوع نحن لا نعمل على أساس الانتخابات ولا تجاذب سياسي ولا أي شيء. وسترون أيضا من خلال عرضي للموضوع انه عرض مسؤول لا يريد الدخول في سجال ولا يريد ان يسجل نقاط على احد. في موضوع الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة سواء في عملية التبادل السابقة في 2004 أو في عملية الرضوان، وصلنا إلى نفس الاستنتاج أو قدم لنا نفس الاستنتاج. ولكن في عملية الرضوان لدينا ملف كامل من التحقيقات الإسرائيلية التي يدعي الإسرائيليون أنهم أجروها، طبعا بالنسبة لي انا الإسرائيلي عدو وبالتالي لا يمكنني انا أعول على كل ما يقوله الإسرائيلي. كل ما يقوله الإسرائيلي هو بالنسبة لنا هو بحاجة الى تحقيق والى تدقيق. ولكن في المحصلة، التقرير طويل ونرى لاحقا اذا كان هناك مصلحة في أن يعرض في وسائل الإعلام ام لا، لأنه هناك مجموعة كبيرة من الأسماء وهناك بعض الحساسية في الموضوع. لكن النتيجة التي يصر عليها الإسرائيلي والتي لا نستطيع ان نسلم بها ولا نريد ان نسلم بها، واذا نريد ان نتوصل اليها نحتاج إلى تعاون، وهو سأتحدث عنه لاحقا. الإسرائيلي يدعي بأن الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة تم خطفهم من قبل القوات اللبنانية عام 1982، ويدعي الإسرائيلي انه تم تصفيتهم من قبل القوات اللبنانية ودفنهم في أماكن، ويضع في التقرير أماكن محتملة للدفن. هذه هي النتيجة التي توصل إليها الإسرائيلي وادعاها في هذا التقرير. بالنسبة لنا وانا بالطبع اتصلت أيضا بالإخوة الإيرانيين منذ ذاك الوقت، نحن نقول ان هناك معطيات ممكن ان تقول ان الإخوة الإيرانيين الأربعة هم موجودين في السجون الإسرائيلية، وهناك بعض المعطيات وبعض القرائن على هذا الأمر، وان الإنكار الإسرائيلي سواء في موضوع الدبلوماسيين الأربعة أو في ما تحدثنا عنه قبل قبيل في موضوع الأخ يحيى سكاف او الأخ محمد فران لا يمكن البناء عليه لان هناك سوابق ان الإسرائيليين أنكروا وجود اسرى ومحتجزين لديهم لمدة سنوات ثم تبين لاحقا انهم موجودون. على سبيل المثال الإخوة الخمسة الذين قامت القوات اللبنانية بتسليمهم لإسرائيل، كانوا محتجزين لدى القوات اللبنانية، وقامت بتسليمهم إلى إسرائيل، وإسرائيل أنكرت أنها استلمهم، وبقوا مفقودي الأثر لخمس سنوات، وبعد خمس سنوات حتى علمنا من خلال بعض الرسائل انهم موجودون في السجون الإسرائيلية وتم تحريرهم لاحقا في واحدة من عمليات التبادل. إذن الإنكار ثم تبيت الخلاف هذا له سابقة بالنسبة للإسرائيليين. الآن في هذا الملف كيف نعالجه، في قدر متيقن وهذا لا نقاش فيه يعني اللبناني والإسرائيلي واعتقد ان حتى المسؤولين في القوات اللبنانية واللبنانيين جميعا، والإيرانيين والسوريين، وكل الذين عملوا على الموضوع الأمني في لبنان يعلمون قطعا ان الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة كانوا في حماية قوى الأمن الداخلي وتم اختطافهم من قبل القوات اللبنانية، هذا متيقن ، وأنهم كانوا لمدة من الزمن أحياء في يد القوات اللبنانية وفي احد سجون القوات اللبنانية، هذا محسوم وليس فيه نقاش. المعلومات من هنا قدما تضيع. انه هل قامت القوات اللبنانية بتصفيتهم ، بقتلهم ، إذا كانت قد قتلتهم أين هي أجسادهم؟ في أي مكان؟ هل لهم فعلا أجساد ام تم إفناء الأجساد؟ هذه أسئلة لا إجابة عليها. هل مازالوا أحياء في عهدة القوات اللبنانية؟ طبعا هذه فرضية قائمة وان كانت ضعيفة. هل قامت القوات اللبنانية بتسليمهم للإسرائيلي؟ وهي كانت في ذلك الوقت أيضا كقدر متيقن على علاقة وتنسيق مع الإسرائيليين. هذه أيضا فرضية مطروحة. ما هو مطلوب هنا والذي يساعد في هذا الموضوع هو موقف القوات اللبنانية اليوم. انا طبعا لا أريد ان أتوجه إلى القوات اللبنانية ولكن أريد ان أتوجه أيضا للحكومة اللبنانية لكي أقول ان هؤلاء دبلوماسيون إيرانيون معتمدون في لبنان وكانوا في عهدة وحماية قوى الأمن الداخلي، يعني في عهدة الدولة اللبنانية، وتم اختطافهم من قبل القوات اللبنانية في ذلك الحين، واحتجازهم من قبل القوات اللبنانية والذي يعرف مصيرهم هم القوات اللبنانية. هل قتلوهم؟ ام سلموهم للإسرائيليين؟ الحكومة اللبنانية معنية بكشف هذا المصير وبجلاء هذه الحقيقة وخصوصا ان القوات اللبنانية اليوم هي شريك في الحكومة الحالية، ووزارة العدل هي في عهدة القوات اللبنانية. نحن حاضرون كل المعطيات التي حصلنا عليها أو التي وصلت إلى أيدينا بمعزل عن تبنينا لهذه المعطيات أو عدم تبنينا لها، لأن جزء من هذه المعطيات جاءت من العدو أثناء عملية التفاوض. الذي يستطيع ان يحسم او يضع عملية الدبلوماسيين الإيرانيين على الخط الصحيح، على الطريق الصحيح لحسم هذه المسألة هي القوات اللبنانية بأن تقول ما لديها في هذا الملف وبان تجيب بوضوح عندما اختطفت الدبلوماسيين الإيرانيين هل قامت بقتلهم؟ فأين أجسادهم؟ هل قامت بتسليمهم للإسرائيليين؟ هذه الإفادة من القوات اللبنانية تستطيع ان تشكل حجة قوية لمتابعة الأمر مع الإسرائيليين من خلال أي عمليات تفاوض مستقبلية. المفتاح والحل لهذا الموضوع من هذا الطريق. وأنا أريد أن اذكر كل المعنيين بهذا الأمر بالبعد الإنساني يعني هناك أربع دبلوماسيين إيرانيين لهم عائلات لهم زوجات وآباء وأمهات أبناء وبنات وعوائل وأقارب وأصدقاء يعانون منذ 1982. فإجابة صريحة وواضحة تساعدنا إنسانيا ، ونحن لا نثير هذا الملف لتسجيل نقاط سياسية أو لفتح جراح لها علاقة بالماضي. لا الماضي ولا الحاضر. غيرنا يفتش على أمور أحيانا تافهة وسخيفة ومختلقة ليصطنع منها أحداث سياسية وسجالات إعلامية نحن أمام موضوع إنساني وأخلاقي نريد أن ننزهه عن أي مكاسب وأغراض سياسية على هذا الصعيد، هذا فيما يتعلق بما بقي من عملية الرضوان أعتقد أن الأمور أصبحت واضحة وجلية جدا.

الأمر الآخر الذي أريد أن أتعرض له أيضا في خلال هذا المؤتمر الصحفي يرتبط بموضوع غزة، طبعا أنا ليس في ودي أن أتحدث عن الأوضاع الداخلية في لبنان ابتداء ولكن لا مانع عندي من الإجابة على أي سؤال يرتبط في ما عرضت أو في ما يتعلق بالأوضاع الداخلية، لأن تقديم نقطة على نقطة في الأوضاع الداخلية، أولا الوقت لا يتسع ونحن لسنا في محاضرة أو خطاب الآن، ثانيا لماذا تكلمت بهذه النقطة ولم يتحدث بقية النقاط وانا لم أتحدث بالأمور الداخلية منذ زمن لذا سأترك هذا الموضوع للأسئلة.

في موضوع غزة في الحقيقة أنا أريد أن أثير الأمر لا من زاوية تقديم تقييم شامل أو تحليل أو توصيف لما جرى ونتائج ما جرى وإنما للتذكير والتأكيد على بعض المسؤوليات طبعا بناء على تقييمنا الذي أقوله باختصار، منذ اليوم الأول لحرب غزة تكلمت في عدة مناسبات وهنا أؤكد المعاني والأهداف التي تم الإشارة اليها , كان هناك قرار اميركي من ادارة بوش منسق دوليا وعربيا من اجل استغلال الفرصة المتبقية من ادارة بوش وقبل استلام اوباما للرئاسة الأميركية لتغيير الوقائع وهذه العبارة هي التي استعملتها ليفني , انا فتشت من بين كل الأهداف كان واضحا انهم لا يعلنون أهدافا مستفيدين من تجربة حرب لبنان , بل انا شاهدت عند باراك انه مستفيد اكثر من حرب لبنان, عند خرج في إحدى تصريحاته, لم تنتبه وسائل الاعلام اليها , لم يركزوا عليها , وانا قرأتها بالترجمات العبرية ,قال انه ليس هدفنا وقف اطلاق الصواريخ , ولا هدفنا وقف تهريب السلاح , هو مستفيد من عبر حرب تموز بمعنى انه اولا هو يعلم انه عاجز عن تحقيق هذه الأهداف امام إرادة وصمود المقاومة , وثانيا هو ينفي ان تكون أهدافا حتى إذا عجز عن تحقيقها يقول اصلا لم تكن اهدافا واذا تحققت يقدمها كنتائج رائعة لعمليته العسكرية . كان هناك مشكلة حقيقية في البحث في تصريحات المسؤولين الاسرائيليين لاقتناص الهدف , ما هو الهدف الحقيقي الواقعي الذي تهدف اليه حرب غزة وعدوان غزة .؟ في عبارة تغيير الوقائع , هذه عبارة صحيحة , برأيي هناك هدف اعلى وهدف ادنى , الهدف الاعلى كان القضاء على المقاومة في قطاع غزة , اسقاط حكومة حماس والقضاء على حماس وبقية فصائل المقاومة , هذا كان الهدف الاعلى , اما الحد الادنى كان اخضاع المقاومة واخضاع حماس واخضاع القطاع , نفسيا وسياسيا ومعنويا للقبول بالشروط التي ستعرض عليه في اطار التسوية الجديدة . اذن كان هناك هدف اعلى وكان هناك هدف ادنى. وشنت هذه الحرب ووضعوا لها 3 مراحل :

المرحلة الأولى :القصف الجوي والتي كانت مرحلة قائمة بذاتها بمعزل عن العملية البرية , وكانوا يتوقعون ان القصف الجوي في مساحة ضيقة مثل غزة سوق تقضي على المقاومة او تخضعها في الحد الادنى , ولكن 8 ايام من تواصل القصف الجوي لم تسقط المقاومة ولم تخضع المقاومة .

جاءت المرحلة الثانية العملية البرية في الفلوات في المساحات المفتوحة , وتعرفون ان هناك لا يوجد وديان ولا جبال مثل هنا في جنوب لبنان , وصولا الى محاصرة المدن والبلدات والقرى وعمليات برية محدودة .

العملية الثالثة المقررة كانت الدخول البري الى المدن والبلدات الفلسطينية . المرحلة الثانية عجزت عن القضاء على المقاومة وإخضاع المقاومة , وهنا يجب ان نسجل صلابة القيادة السياسية للمقاومة والصمود الأسطوري لمجاهدي المقاومة في فلسطين في غزة و والوقفة التاريخية لأهل غزة ولشعب غزة , هذه الصلابة , هذا الصمود هذه الوقفة البطولية عطلت المرحلة الاولى من تحقيق اهدافها , منعت المرحلة الثانية من تحقيق اهدافها وقدمت صورة ان المقاومة مستعدة للقتال حتى آخر قطرة دم وآخر طلقة , مع ضيق الوقت وتعاظم التحركات الشعبية وغير الشعبية في العالم العربي والاسلامي والعالم ككل , وإدراك الإسرائيليين بأن دخول قواتهم الى داخل المدن سوف يلحق بهم خسائر فادحة جعل الاسرائيلي ينهي العدوان من طرف واحد ,وانا اقول لكم , دون ان يستطيع من تحقيق أي من اهدافه المعلنة او المضمرة .بقي لهم ان يقولوا لقد استعدنا قدرة الردع , هل قتل الاطفال والنساء وتدمير البيوت يعيد صورة الردع ؟ لقد فعلوا هذا في لبنان وسقطت صورة الردع خاصتهم , حتى ما جرى في الايام الاخيرة من تصدي المقاومة هنا او هناك لبعض عمليا التسلل وإلحاق خسائر في اليات العدو في جنود وضباط العدو وانطلاق صواريخ من قطاع غزة , انا طبعا لا اشجع ولا احرض ولا امنع وهذا شأن فلسطيني داخلي حقيقي , لكن اريد ان اقول ان الاسرائيليين اليوم يتحدثون ان ما ادعوه من بعض لترميم صورة الردع سقط خلال الايام القليلة الماضية , يعني اشبه بالعملية التي حصلت بعد عدوان تموز 1993 في جنوب لبنان وادت الى مقتل 11 جندي اسرائيلي , الذي حصل في غزة بدراسة متأنية وموضوعية ومن دون مبالغة وبدون انفعال هو فشل للاسرائيليين في تحقيق أي من الاهداف, فشل عسكري وفشل سياسي , واليوم خرجت بعض الاصوات من اعضاء في لجنة فينوغراد ليقولوا ان النهاية التي وصلنا اليها في حرب غزة تشابه تماما النهاية التي وصلنا اليها في حرب لبنان الثانية , وهذه الاصوات اعتقد سوف ترتفع اكثر مع الوقت لانه خلال العدوان تم محاصرة الاعلام , خنق الاصوات , منع الضباط والجنود من التكلم وبالتالي هناك الكثير من الحقائق ومن الوقائع التي جرت في غزة حتى الان لم يكشف النقاب عنها , نحن في موقعنا كمقاومة نعتبر ان ما حصل في غزة هو انتصار كبير للمقاومة الفلسطينية وفشل كبير للعدوان الإسرائيلي ولكل من وقف خلف العدوان الاسرائيلي , لكن العدوان اليومي المتواصل والحرب الواسعة والشاملة توقفت لكن الحرب القائمة قبل العدوان لم تتوقف وهذا ما اريد ان اشير اليه الان , لا اريد ان ادخل في أي سجال. من لم يعترف بنصر المقاومة في لبنان لنفس الاسباب لن يعترف بنصر المقاومة في فلسطين , من لا يعترف بنصر المقاومة في لبنان التي اجمع الإسرائيليون على هزيمتهم وفشلهم لن يعترف بنصر المقاومة في فلسطين في الوقت الذي يحاول بعض الإسرائيليين لأسباب انتخابية ان يخادع الناس ويقول لهم انه انتصر وحقق انجازات , لذلك , انا شخصيا لا أعول على أي نتيجة بإقناع الناس’, الناس اخذوا قرار ان اسرائيل منتصرة ولو هزمت والمقاومة مهزومة ولو انتصرت! والنقاش الاستراتيجي والتكتيكي والعلمي والموضوعي ومراكز الدراسات والابحاث لن يقدم ولن يؤخر شيئا على هذه الصعيد لانه هناك مواقف مسبقة !

النقطة التي اريد التأكيد عليها هي التالية : اليوم من خلال استمرار الحصار على قطاع غزة وانا اقول للشعوب العربية والاسلامية وكل القوى الحية وكل العالم الذي وقف الى جانب غزة وانا كنت ممن دعوا الى نصرة غزة قبل بدء العدوان لفك الحصار عنها ان هذا الحصار ما زال قائما وعلى كل المعابر وفي ظل ظروف انسانية وحياتية أصعب مما كان عليه قبل الحرب والعدوان و وبالتالي هناك من يعمل على فرض شروط اسرائيل على المقاومة على فصائل المقاومة وبالخصوص على قيادة حماس ما عجزوا عن فرضه من شروط اثناء القصف والدمار والقتل هم الان يريدون ان يستغلوا حاجة المقاومة واهل المقاومة في غزة الى اعادة الاعمار والظروف الحياتية الصعبة التي يعيشونها لفرض هذه الشروط ,بكل صراحة ان ربط اعادة الاعمار وتقديم مساعدات الاعمار لغزة ولاهل غزة بشروط سياسية سواء كانت ترتبط بالمصالحة الفلسطينية – الفلسطينية او بموضوع التهدئة مع اسرائيل او بموضوع التسوية هو ابتزاز سياسي غير اخلاقي ومهين ولا يجوز القبول به ويجب ادانته , يجب ان تقدم وانا هنا اوجه النداء الى الجميع , يجب ان نتعاون جميعا لتقديم المساعدة لأهل غزة لإعادة أعمار غزة ولإخراجها من المعاناة التي يعيشها اهلها دون قيد او شرط بدون شروط سياسية مسبقة , هذا هو الموقف الإنساني هذا هو الموقف الأخلاقي , اذا كنا عربا هذا هو الموقف العربي اذا كنا مسلمين هذا هو الموقف الإسلامي واي كلام اخر هو ابتزاز وهو اذلال وهو خدمة للعدو وهو استكمال لأهداف العدوان وهو مشاركة في الجريمة كما كنت اقول في ايام العدوان , وبالتالي اليوم لا يجب ان تشعر الامة ولو من الموقع السياسي والإعلامي والشعبي انها ادت قسطها للعلا وان العدوان توقف في غزة , العدوان والحرب لا زالت مستمرة في غزة بأشكال اخرى وبالتالي يجب التحرك على كل المستويات لحماية قيادة المقاومة سياسيا وشعبيا في مواجهة الضغوط للضغط باتجاه فتح المعابر وفك الحصار عن الشعب الفلسطيني في غزة , لمساعدة الفلسطينيين في قطاع غزة على إعادة أعمار بيوتهم وما هدم بدون شروط سياسية مسبقة , سواء من خلال تقديم مساعدات للحكومة الموجودة في غزة او لفصائل المقاومة او للشعب الفلسطيني مباشرة او من خلال حضور الدول والمؤسسات مباشرة على مستوى القطاع وان كان هناك من يمنع وصول مساعدات ووصول العون ووصول أي دعم يمكن ان يقدم لاهل غزة وما زال هذا المنع قائما حتى الان وكا ما قيل عن فتح معبر هنا ومعبر هناك هو كذب صراح يعرف العالم كله انه كذب لا اساس له من الصحة .

واختم بالقول ومن واجبي ان اقول اننا ندين كل التصريحات التي صدرت وخصوصا من بعض المسؤولين الاوروبيين الوقحين , احد هؤلاء المسؤولين جاء الى غزة وشاهد بأم العين الدمار في غزة ومدارس الاونروا التي قتل فيها اطفال ونساء , ثم يقف , ولا يدين اسرائيل بكلمة وهي التي قتلت جهارا نهارا اكثر 1300 فلسطيني نصفهم من النساء والاطفال ولكنه يدين حماس ويتهمها بأنها حركة ارهابية لانها قصفت بعض الصواريخ التي قتلت او جرحت عدد بسيط من المستوطنين الإسرائيليين , أدان حماس لأنها باعتقاده تقتل ما يسميه مدنيين إسرائيليين ولكنه لا يجرؤ , وهو لم يكن يتكلم في تل ابيب , كان يتكلم في غزة ولكنه لم يجرؤ على ادانة اسرائيل او اتهامها بجرائم حرب او بأنها دولة ارهابية , وهذا يقدم لنا صورة ايها الاخوة وايها الاخوات وايها المستمعون عن الموقف المسبق الاميركي الاوروبي الحاسم في دعم اسرائيل وتبني اسرائيل حتى في ارتكابها لابشع الجرائم الموثقة والتي تحصل تحت مرأى الكاميرات ومشهد العالم , نحن ندين هذه التصريحات ونعتبر ان حماس والجهاد وفصائل المقاومة في غزة وفلسطين هي حركات مقاومة شريفة ومجاهدة ووطنية وتنطلق من عمق ارادة الشعب وتمثل الحق التاريخي لهذا الشعب وان هذه التوصيفات لا يمكن ان تقدم او ان تؤخر شيئا لا في إرادة المقاومة في لبنان ولا في إرادة المقاومة في فلسطين .

حوار مع الصحافيين

سئل سماحته: أنتم أقسمتم بالانتقام لدماء الشهيد عماد مغنية عام مر على القسم هل الثار أصبح ورائكم وهل ظهرت معلومات جديدة بالتحقيق السوري قد تدفعكم إلى التريث, وهناك من يقول أنكم استخدمتم سلاحكم في الداخل أكثر من ما استخدمته باتجاه العدو حيث يجب وفي السياق نفسه انتظرتكم غزة لنصرتها فلم يتلقى أهل القطاع سوى خطابات التعبئة الليلية وحتى عندما انطلقت الصواريخ المتواضعة من الجنوب سارعتم إلى إبلاغ وزير الإعلام بأن الحزب لم يتهور فهل أصبح حزب الله حركة سياسية داخلية واستطاعت المعادلات الدولية والإقليمية من إطفاء ناره وهل أصبحتم تخافون دفع الثمن والفاتورة هل أصبحتم تعلمون؟

أجاب سماحته: أولا حقك أن تقولي هذا الاستنتاج هل يتشكل من جديد ملف أسرى لبنانيين هذا الأمر في الحقيقة بالدرجة الأولى ليس لدي وأنا قلت هذا الأمر يعود إلى عائلة الأخ يحيى سكاف وإلى عائلة الأخ محمد فران, هم ماذا يريدون أن يعتبروا شهداء فيكون عمليا ملف الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية قد أقفل يعتبرهم شهداء يكون انضموا إلى لائحة الشهداء إذا اعتبرهم مفقودين انضموا إلى لائحة المفقودين إذا اعتبروا أسرى فيعني أن مسؤوليتنا جميعا أن نتابع هذه القضية كأسرى لكن على كل حال وكما قلت هذا الأمر يعود إلى هذه العائلات وإلى المراجعة الشرعية والقانونية لبت هذه المسألة فيما يتعلق بالحياة أو الموت وانتم تعرفون أن الكل في لبنان سواءً كانوا مسلمين أو مسيحيين آليات اعتماد أو اعتبار فلان من الناس أنه توفي هي ليست آلية بسيطة فإذا اعتبروا أحياء فالمعنى أن هناك أسرى أحياء عند الإسرائيلي يجب أن نتابع قضيتهم وأنا أوافق على التقييم والموقف عند العائلات.

وتابع سماحته: أما بالنسبة إلى الثار, لن يأتي يوم يكون فيه وراءنا هو دائما أمامنا والإسرائيلي يعيش هاجس الثار منذ اليوم الأول وانتم ترون الإجراءات التي يقوم بها في كل أنحاء العالم، لكن هذا الموضوع نحن لسنا معنيين أن نتحدث به, واستطيع القول إن عبارة الثار تحتاج إلى تدقيق, فالرد على قتل الشهيد القائد عماد مغنية لتأديب القتلى "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب" وللحفاظ على حياة الباقين أمر ضروري الزمان والمكان وكيف والمعطيات, وما حصل وما لم يحصل وما يدعي الإسرائيلي حصوله كالذي حكي أمس ونشر اليوم في بعض الصحف أنا أقول لكم في هذا الموضوع لا تتوقعوا منا أي تعليق لا بالنفي ولا بالإثبات هذا الموضوع طبيعته طبيعة مختلفة، أضاف سماحته : أما بموضوع التحقيق أود أن أؤكد لكم أن من خلال التحقيق ومعلوماتنا عن التحقيق أنه أوصل بشكل قاطع إلى نتائج واضحة ومحددة تحمل الإسرائيليين والموساد الإسرائيلي مسؤولية اغتيال الشهيد القائد الحاج عماد مغنية, لكن لم يكشف النقاب عن تفاصيل هذا التحقيق لأن هناك استكمال للتحقيق, وكشف التفاصيل وبعض المعطيات يمكن أن يعطل البقية, ولذلك لم يتم الإعلان رسميا من قبل سورية عن نتائج التحقيق وتفاصيله, لكن من جهتنا وأنا لست جهة رسمية سورية ولكن بحسب معلوماتي ومتابعتي للملف أنا أؤكد لكم أن التحقيق أثبت اتهامنا السياسي والمنطقي هو أن الموساد الإسرائيلي هو الذي قام بقتل الحاج القائد عماد مغنية.

وبالنسبة إلى موضوع غزة أشار سماحته إلى أن هذا الأمر أثاروه البعض أثناء الحرب, السؤال هل كان يجب ونحن كنا نتضامن سياسيا وإعلاميا وشعبيا ولعل هناك جوانب أخرى كنا نتعاون فيها ولست مّضطر للتوضيح أو الإجابة عن هذا الأمر, لكن السؤال له علاقة بالجبهة اللبنانية هل كان يجب أن نفعل ذلك, وإذا كان يجب أن نفعل ذلك, أين يجب أن يتخذ هذا القرار؟ وما هي الإرادة اللبنانية في هذه المسألة؟ هذه مجموعة مسائل كان لها صلة قوية بأداءنا وسلوكنا وعلى كل حال أنا لست بموقع الدفاع عن نفسي فنحن مازلنا مقاومة حاضرة للدفاع عن لبنان ومواجهة هذا العدو في كل وقت يجب أن نقدم على ذلك ويجب أن نفعل ذلك ولم نخرج ولا لحظة من دائرة الصراع لكن أقول شيء لقد خرج بعض الناس في لبنان والعالم العربي وخصوصا في لبنان يتحدثوا بالشيء ونقيده, يعني يدينوا إطلاق الصواريخ ويحرموا فتح الجبهة من لبنان وبنفس الخطاب يقولوا أن المقاومة في لبنان لم تقدم لأهل غزة سوى الخطابات والمظاهرات حيرونا ماذا يريدون الأول أو الثاني، أضاف سماحته واضح أن سلوكهم سلوك سلبي لا يريدون إيصال الأمور إلى نتيجة, وبتشخيصنا أن ما قمنا به في لبنان هو ما كان حدود الواجب الممكن الذي كان واجب القيام به، أما في موضوع الصواريخ أكد سماحته أننا لم نبادر إلى الاتصال بأحد وموضوع الصواريخ نحن لن نصدر بيان ولم نبادر إلى الاتصال بأحد, ورئيس مجلس الوزراء دولة رئيس الحكومة اتصل بالمعاون السياسي وسأله:" أنتم يا حاج هل لكم علاقة بإطلاق الصواريخ", قال له المعاون السياسي:" لسنا لنا علاقة وليس لدينا معلومات", فقط ثلاث كلمات طبعا وزير الإعلام لاحقا قال أبلغنا حزب الله ونحن لم نبادر إلى ذلك وحتى هذا التفصيل كنا مأخذه بعين الاعتبار وبمعزل أننا نوافق أن تطلق صواريخ أو لا تخرج جدواها من عدمه هذا النقاش الموجود في البلد ولكن سلوكنا بهذا الموضوع كان سلوك حذر حتى لا يقوم أحد بالقراءة الخطأ ما بين السطور وحتى التعبيرات التي استخدمها وزير الإعلام هي تعبيرات من عنده ونحن كل الذي قلناه ليس لدينا علم وليس لنا علاقة, ونحن لسنا حرس حدود كي نذهب لنفتش ونعرف من.

وسئل سماحته: إن العدوان على غزة تبين أمرين الأمر الأول إصابة الجندي شاليط وبالتالي أصبح مصيره مجهول والأمر الثاني هو انكشاف الدور المصري المتواطئ مع الاحتلال وبالتالي سقوطه كوسيط لإطلاق سراح هذا الجندي فبماذا تنصح الإخوة في حركة حماس أولا المطالبة بثمن أسرى أحياء أو شهداء لكشف مصير هذا الجندي الذي بات غير معروف المصير اليوم والامر الثاني هل تنصحهم بالاستعجال لتغيير الوسيط المصري وطرح وسيط أوروبي أو تركي على سبيل المثال لإكمال هذا الأمر الذي اعتقد أن ألاف عائلات الأسرى الفلسطينيين ينتظرون اكماله وبأثمان عالية خصوصا بعد الدماء الغزيرة في غزة؟

أجاب سماحته: في موضوع جلعاد شاليط أنا لا أملك أي معلومات ولا أعرف شيء, لكن التكتيك التفاوضي هو متروك لقيادة حماس, والفارق بين الذي كان لدينا وعندهم أن جلعاد شاليط معلوم الحياة, وهناك كلام أنه أصيب ما أصيب بالتالي فالإسرائيلي يفاوض على أسير حي, بينما عندنا من اللحظة الأولى لم يكون المصير معلوما أحياء ام أموات فكان ممكن التفاوض على المعلومات، ثانيا هناك التفاوض أعقد قليلا لأن التوقع الفلسطيني للتبادل عالي فالنسبة لنا كان عدد الأسرى اللبنانيين محدود وكنا نسعى لتحصيل المزيد من غير اللبنانيين لكن هناك لديهم مشكلة حقيقية بعدد الأسرى الفلسطينيين, وهم يقرروا التكتيك في موضوع اعتماد وسيط آخر أنا لست ملم بظروف التفاوض, لكن أحب أن أقول أمر, وبحسب معلوماتي أنه وحتى لو أرادت حماس أن تبحث عن وسيط آخر فأن الإسرائيلي لن يقبل إلا الوسيط المصري لإجراء التبادل واعتقد ذلك.

وسئل سماحته: هل تعتقدون أنه في ضوء حرب غزة إسرائيلي قادرة على شن عدوان ضد لبنان في سقف زمني قريب أولا؟ ثانيا خطابكم الموجه إلى الشارع والشعب المصري هل تعتقدون أنه كان في محله خصوصا أن البعض من أصدقاء حزب الله واصدقائكم قالوا لو أنكم فقط اكتفيتم بالدعوة إلى فتح معبر رفح والشق الأخير له علاقة بخطاب الملك عبد الله في قمة الكويت وما هو تقييمكم لهذا الخطاب ولماذا لم تأتي مقررة قمة الكويت تحت هذا السقف بل جاءت منخفضة جدا عن سقف الخطاب السعودي؟

أجاب سماحته: بالنسبة لحرب محتملة مع عدو طبيعته العدوان وطبيعته الغدر ومع عدو متعطش للدماء وهذه ليست خطابة شعر وإنشاء عربي هذه وقائع خلال ستين عام نحن بالعالم العربي نراها لا يستطيع أحد أن يقول أن لبنان في مأمن, لكن هل يقدم أو لا يقدم؟ وأنا لا استطيع أن أنفي كما لا استطيع الإثبات وأقول مع عدو ذات طبيعة عدوانية من هذا النوع يبقى هذا الاحتمال قائما في أي وقت, تابع سماحته: يقول بعض الناس المهم أن لا نعطيه ذريعة وهو قادر على اختراع الذرائع التي يريدها مذكرا بأن اجتياح العام 1982 من أعطاه ذريعة وكان هناك وقف لإطلاق النار في جنوب لبنان بحجة أن هناك مجهولين قاموا بمحاولة اغتيال السفير الإسرائيلي الذي بقي على قيد الحياة إلى ما قبل عامين أو ثلاثة قاموا باجتياح لبنان واحتلال بيروت فهذه الفرضية تبقى قائمة نتيجة طبيعة هذا العدو لكن هناك صعوبات أمام هذه الفرضية سببها أنه بعد تجربة حرب تموز وبعد تجربة حرب غزة الحرب لن تكون نزهة وستكون مكلفة جدا وصعبة جدا بالنسبة للإسرائيلي, وهذه هي المعادلة, أضاف المطلوب أن يعمل عليها يعني إذا يتصور أحد أنه من الممكن أن يقوم أحد بحرب وأنا لا أريد أن افتعل نقاش حول الاستراتيجية الدفاعية لكن هناك أناس علقوا إذا يستطيع أن يقوم أحد بحرب ولا يسقط فيها شهداء مدنيون فليدلنا احد على حرب منذ خلق الله آدم وحتى اليوم لم يقتل فيها ناس, وهذه حرب عندما تقول حرب وخصوصا إذا كان عدوك يملك أسلحة فتاكة هو سوف يقدم على قتل المدنيين والإسرائيلي في عناقيد الغضب وفي حرب تموز لبنان وفي حرب غزة تعمد قتل المدنيين, تعمد وليس بالخطإ بهدف المس بإرادة قيادة المقاومة والمس بإرادة المقاومين ولتحريض الناس على المقاومة فالمدني سيبقى معرض وبالنهاية هذه حرب يستشهد فيها العسكري والمدني لكن المعادلة أن تأتي وتقدم نموذج لعدوك والتي تسمى توازن الرعب أو توازن الردع أن يخبرك الإسرائيلي أنه صنع توازن فمن ينكر أن الإسرائيلي يملك قدرة هائلة في التدمير نحن لا ننكر هذا الشيء ولا الفلسطينيون, ولكن الجديد ليس هنا أنك أنت في المقابل أنت تقول له أنك صنعت توازن وردع الحرب معنا تكون مكلفة جدا بالنسبة لك ولكيانك وشعبك ولجيشك ولإمكاناتك وقدراتك بهذا التوازن هو الذي يمكن أن يشكل مانع أو رادع أو مقلل لفرضية الإعتداء ولكن فرضية العدوان تبقى دائما قائمة.

أما في موضوع مصر مع احترامي لكل آراء الإخوة وأنتم تعرفون أنني من النوع الذي لا يكابر, فبعد حرب تموز ونحن لدينا نصر كبير وقلت تلك الجملة في المقابلة, والآن هناك بعض الأشخاص لا يذكرون شيء من حرب تموز إلا تلك الجملة، واليوم أنا لست من النوع الذي يكابر ولذلك أقول لكم مع احترامي للقيادات السياسية وللصحافيين الكبار الذين كتبوا واعتبروا أن موقفي في الموضوع المصري كان خطإ أنا أقول أن موقفي كان صواب جدا جدا, والآن أنا أقول لكم أنا إدين النظام المصري لأنه ما زال يغلق معبر رفح في وجه كل شيء أنا أدين هذا النظام لأنه يكذب على العالم العربي والإسلامي, ويقول أنه فتح المعبر وهذا غير صحيح وهذا المعبر يجب أن يفتح لأن الفلسطيني بحاجة إلى الدواء.

وأشار سماحته إلى أن اليوم على الشواطئ اللبنانية سفينة إيرانية فيها 20 ألف طن مواد غذائية وأدوية لماذا رفض المصريون استقبال السفينة وينزلوا البضائع على أرضهم فضلا على أن تعبر من معبر رفح، فبالحرب وبعد الحرب النظام المصري هو شريك في حصار قطاع غزة صحيح هو وسيط قهري ولا يوجد مهرب من هذا الوسيط, ولكن هل هو وسيط نزيه أنا أشك, واشعر وأعرف أنه يحاول الضغط على الفلسطينيين ويفرض شروط الآخرين على الفلسطينيين وبالتالي الموقع لم يكن موقع مجاملة أنا استغرب أن هناك من كان يطلب منا فتح الجبهة لكن لا يقبل منا أن نتقد مصر بهذه الشدة أنا انتقضها وما زلت انتقدها والذي يعتبر أن هذا الموقف خطإ هو حر في أداءه السياسية وتكتيكه السياسي، وأنا اعتبر أن معبر رفح بالنسبة إلى قطاع غزة مصيري، مصيري للمقاومة ومصيري للشعب ومصيري لحياتهم لدمائهم لخبزهم وبالتالي إغلاق هذا المعبر من أكبر الجرائم التاريخية التي إرتكبت ومازالت ترتكب.

وبالنسبة إلى قمة الكويت طبعا نحن مع أي مصالحة عربية، سين – سين وميم سين، أي مصالحة عربية أي مصالحة الإسلامية أي تقارب أي توحد أي تنسيق أي تعاون نحن معه بلا قيد أو شرط، ونعتبر أن فيه مصلحة كبرى لشعوبنا ومنطقتنا، وهذا أحد أسباب النصر والصمود، ولا تنازعوا فتفشلوا، فنحن نؤيد هذه المصالحة وهذا الموضوع لا ننظر له من زاوية التكتيكات المحلية. أنا أعرف ، في تلك الليلة عندما الملك عبد الله والرئيس بشار سلموا على بعضهم وتبادلوا القبل، انزعج بعض الناس في لبنان وحزنوا وناموا على وجوههم . بالنسبة لهذا الموضوع، نحن نعتبر أن أي تقارب أو تعاون أي تصالح بين الحكومات العربية فيها مصلحة أكيدة وكبيرة. نحن أي كلام إيجابي أي كلام فيه دعم أياً يكن سقفه نؤيده ونحييه، لكن للأسف الكلام الذي قيل في الخطابات عندما أتينا إلى بيان وزراء الخارجية العرب لم نجد له أثراً ، ولذلك صدر البيان دون ليس سقف خطابات قمة الدوحة، دون سقف خطابات قمة الكويت. هذا أمر مؤسف ومحزً. لكن في كل الأحوال، نحن علينا أن نأخذ أي إيجابية في العلاقات العربية – العربية ونبني عليها ونساعد على تطويرها.

س: هناك من يقول أنكم جادون في التوصل إلى رؤية مشتركة مع بقية الأطراف اللبنانية بشأن الاستراتيجية الدفاعية، في المقابل هناك من يرى أن جلسات الحوار صارت لتقطيع الوقت، وبالتالي حسمتم أمر هذه الاستراتيجية من خلال الدعوة إلى اعتماد استراتيجية حزب الله أي المقاومة ماذا تقولون؟

جواب: لو حسمنا واعتبرنا أن الموضوع لم يعد خاضعاً للحوار لم يكن هناك من داع لنذهب إلى طاولة الحوار، والذي قلته في خطاب يوم العاشر أن تجربة تموز وتجربة غزة حسمت أو يفترض أن تحسم، بمعنى أن هذه وقائع ، إذاً أردنا أن نبني على الوقائع والتقييمات الحقيقية يجب أن تكون الرؤية الاستراتيجية لدينا محسومة، لكن لن نخرج هذا الموضوع من دائرة الحوار أو النقاش. ولذلك نحن لا زلنا نشارك في هذه الطاولة، و أعتقد أن هذا النقاش سيستمر، أيضاً هناك حد أدنى تقدمه طاولة الحوار كخدمة للبلد هو تلاقي هذه القيادات وجو التهدئة الذي يحصل في البلد وهذا أمر جيد، كنتيجة هذا ليس هدف طاولة الحوار ولكنه هو من نتائجها، وفي هذه المناسبة أدعو إلى التأكيد على مناخ التهدئة حتى في ظل الانتخابات ، وأحذر من اعتماد الخطاب المذهبي لأن هذا ليس أقل خطورة من استخدام المال في الانتخابات، هذا أسوأ وأبشع وأخطر وأشد أثراً في الانتخابات من استخدام المال السياسي. نحن في موضوع الحوار لا زلنا منفتحين على كل الرؤى الأخرى ونناقشها بجدية وإن كنا ما زلنا نؤكد على رأينا بضرورة أن تتسع طاولة الحوار لأطراف أساسية أخرى في البلد لأننا نتناول عن موضوع مصيري.

س: هل أنتم مستعدون لإيصال وجهة نظركم ( إلى الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما) ولو بطريقة غير مباشرة عبر تركيا بمعزل عن اللغة العدائية للولايات المتحدة؟ والسؤال الثاني، البعض يقول أنه إذا حصلت تسوية شاملة في المنطقة مع إيران مع سوريا مع قطر قد تتخلى هذه الدول عن ورقة المقاومة كيف يمكن أن تكون وجهة نظر حزب الله وما هي ردة فعلكم في حال حصلت هكذا تسوية؟.

جواب: نسمع كلاماً كثيراً، والبعض يحاول أن يقرأ فيه إيجابيات، والبعض يقاربه بحذر، لكن سلوك الإدارة الجديدة في الموضوع الإسرائيلي سلوك متبني وداعم بالمطلق، وأنا لم أشعر حتى الآن في الموضوع الإسرائيلي أنه يوجد أي تفاوت بين الإدارتين. أما في مقاربة موضوعات أخرى يمكن أن يكون هناك تفاوت في الكلام لكن حتى الآن لم نراه في الفعل. أما أن نقدم وجهة نظرنا في شكل غير مباشر فنحن نقوم بذلك ولا نحتاج إلى تركيا في هذا الموضوع ، نحن في حرب تموز كان المسؤولون اللبنانيون يلتقون مع المسؤولين الأميركيين ووفود أميركية، طبعاً لم نكن نحن نلتقي ولدينا تحفظات معينة، لكن نحن لا نحتاج أن تحدث غير مباشر مع أحد من خلال تركيا أو غير تركيا، يمكن أن يكون إخواننا في حماس مضطرين لهذا الأمر، نحن لسن مضطرون وإذا كان لدينا وجهة نظر نستطيع من خلال مسؤولين لبنانيين وقيادات لبنانية أن نوصل وجهة نظرنا ونعبّر عن راينا بشكل كامل وإن كانت آراءنا نقولها في وسائل الإعلام وليس لدينا شيء نخبأه، أي قد لا نكون بحاجة حتى إلى قنوات من هذا النوع، لكن لو احتجنا فنحن نفضل القنوات اللبنانية " خلينا على صنع في لبنان".

بالنسبة للخشية من التخلي، أولاً المقاومة، سواء ً كانت في لبنان أو في فلسطين هي مقاومة حق وهي تناصر قضية حق، من يدعمنا نشكره ومن يتخلى عن دعمنا قد يكون قاصراً وقد يكون مقصراً هذا شأنه، لكن هذا لن يفت في عزم المقاومة ولا يؤثر في حق المقاومة، وإن كنت أعتبر أن التقييم متعجل جداً أن نفترض أن الأمور سلكت وأن الدول الممانعة والداعمة لحركات المقاومة ستتخلى عنها، هذا الموضوع من المبكر جداً الحديث عنه، وبرأيي أنه لن يحصل، لكن في الحد الأدنى لا زال من المبكر الحديث عنه.

س: اليوم وجهت دعوة إلى الحكومة اللبنانية وإلى القوات اللبنانية لكي يتعاملوا بشكل إيجابي مع ملف الأسرى والمفقودين، وايضاً الدعوة للحكومة اللبنانية فيما يتعلق بجثث الشهداء والأسرى ، هل هذا يعني في حال لم تتجاوب الحكومة مع دعوتكم إشارة أننا لن نرى حرب تموز 2006 مرة جديدة؟ وسؤالي الثاني، البارحة وزير الخارجية المصرية انتقد حزب الله واتهمه بأنه يحاول إشعال حرب في الشرق الأوسط مع حماس وإيران، إلى متى سماحة السيد ستستمر الانتقادات من جانبكم لمصر ومن مصر للمقاومة في لبنان خصوصاً بعدما جرى من مصالحة شكلية في قمة الكويت؟

ج: في الموضوع الأول، الاهتمام بملف أسرى إذا أعيد فتح هذا الملف أو بأجساد شهداء أو بكشف مصير مفقودين لا يعني الذهاب إلى حرب على الإطلاق، وأنا قلت هذا الشيء سابقاً وأعود وأؤكد عليه، وجاءت بعدها كل التحقيقات حتى في فينو غراد وما كتب وما نقل أن حرب تموز لم يكن لها علاقة بأسر الجنديين الإسرائيليين وأنها كانت حرباً مقررة في توقيت ما، كان من المفترض أن تحصل في أيلول أو في تشرين ألأول، (لكن) كان لطفاً إلهياً أو تسديداً أو حسن حظ أن المقاومة قامت بعملية الأسر في 12 تموز 2006 مما أدى إلى استعجال الحرب التي كانت مقررة في أيلول 2006 أو تشرين أول 2006 والتي كانت ستعتمد الخداع والمباغتة كما حصل في اليوم الأول في غزة. والتي كانت ستكون أوسع وأعقد داخلياً وخارجياً، لكن حصل لطف أو حسن حظ أن عملية الأسر حصلت فاتخذت ذريعة لشن حرب مقرر أن تشن لبناء شرق أوسط جديد، لتصفية بقية عناصر المقاومة والممانعة في المنطقة أمام شرق الأوسط الجديد، لذلك لاحظ الجميع أنه في حرب تموز جرى الحديث عن كل شيء (في خطابات العدو ) إلا عن الأسيرين ، وحتى في المفاوضات التي حصلت معنا تحدثوا عن الأسيرين خلال الأيام لأولى وبعدها لم يعد أحد يتحدث عنهما وأصبح كل الحديث عن الحرب ونتائج الحرب، فليس بالضرورة الاهتمام بهذا الملف يعني تعريض لبنان إلى حرب جديدة.

في الموضوع الثاني، من الطبيعي أن يحصل سجال بيننا وبين المسؤولين المصرين اليوم، لأن هناك صراع حاد في المنطقة، فهناك معسكر المقاومة المتمسك بالحقوق العربية، وهناك معسكر يريد أن ينتهي من هذا الملف كيفما كان. طبيعي أن يحصل سجال بين هذين المعسكرين، لكن في المناسبة، قد تسألني الذي توطئ على الفلسطينيين ألم يكن متواطئاً علينا في حرب تموز؟ بل كان متواطئاً علينا و"نصف" ، لكن لأننا نحن الذين كنا في حرب تموز نُقصف ونُقتل ونُقاتل ونحارب لم نحب أن ندخل في سجال مع أحد لا في الداخل ولا في الخارج، والذين أساءوا إلينا في الداخل وفي الخارج كانوا كثر.. من الاتهام إلى التخوين إلى العمالة لإيران وسوريا إلى التكفير إلى تقديم المعلومات والتحريض ، لكن نحن أخذنا قراراً في حرب تموز لا نتحدث أبداً، كما فعلت المقاومة الفلسطينية اليوم. قد يسأل أحدهم أن تُهاجم بينما هم لا يهاجمون؟ هم يجب أن يتصرفوا كما تصرفنا في حرب تموز فنحن لم نهاجم أحداً. هم لديهم ظروف مثل ظروفنا في حرب تموز. اليوم نحن بحاجة إلى موقف سياسي واضح وقوي وهذا الذي فرضته المعركة السابقة. طبعاً هناك طرف مُصر على ضرورة استسلام المقاومة في لبنان وفي فلسطين. عندما يأتي أحد ما ويعرض على الفلسطينيين ( بعد الحرب التي حصلت) هدنة دائمة أو إذا لم تكن دائمة فعشر سنوات أو 15 سنة وأنه يجب أن تلتزموا وتتعهدوا بعدم تهريب السلاح إلى غزة وتجروا مصالحة على الشروط والأسس التالية ويجب أن تذهبوا إلى التسوية مع الإسرائيلي، فماذا يعني هذا؟ يعني استسلموا. إذا لم يكن هو قادر على الصراخ فـأنا أصرخ عنه، وبالتالي، أنا أعتقد أن هذا السجال طبيعي جداً نتيجة احتدام الصراع القائم، ليس صراع محاور دولية وإقليمية، صراع قضية، هناك من يريد أن يحمي هذه القضية، وهناك من يريد تصفية هذه القضية بكل صراحة.

س: كيف نظرت إلى التصريح الأخير للنائب سعد الحريري ، هل هو للتجييش الانتخابي أم هو نسف للمصالحة التي تمت بينكم وبينه خاصة أنه تعرض لإيران وأعاد التذكير بالسابع من أيار ؟ وكيف تنظر إلى استمرار حجز أموال تعويضات حرب تموز عن أهالي الجنوب؟

جواب : بالنسبة للتصريح، نحن لم نرد عليه في الإعلام، وأنا أرسلت عتباً من خلال الأصدقاء المشتركين للشيخ سعد، وقلت له " مش هذا الجو الذي قعدنا عليه وتفاهمنا عليه"، في كل الأحوال، أنا أدعو إلى الاستمرار بجو التهدئة، وهذا مصلحة كل الأطراف وهذا الأمر لا يمن فيه أحد على أحد، لا 8 آذار تمن على 14 ولا 14 آذار تمن على 8 آذار، الكل يستطيع أن يصرخ ويخطب وهناك أناس تستطيع أن تخطب أفضل من أناس آخرين والكل يستطيع أن يحشد والكل يقدر أن يكتب، التهدئة ليست منة التهدئة مصلحة وطنية وأنا أدعو إلى هذا الأمر.

قيل لنا على طاولة الحوار أنتم هاجمتم النظام المصري! هل هذا جزء من التهدئة الداخلية ؟! مع العلم أنكم بعد التهدئة التي اتفقنا عليها كل يوم تهاجمون سوريا وإيران والمحور الإيراني السوري؟! أنا في هذا الأمر فقط أدعو إلى استمرار التهدئة التي هي مصلحة وطنية، وحتى الانتخابات نستطيع جميعنا أن نتحدث كلام سياسي منطقي وموضوعي وعلمي ونطرح رؤى وبرامج وخيارات دون أن يلجأ أحدنا إلى اتهام الآخر أو إلى الإثارة المذهبية.

الموضوع الأخير، نحن موقفنا بالكامل إلى جانب موقف دولة الرئيس نبيه بري، مجلس الجنوب مازال هناك وظيفة يؤديها، هناك أمور لها علاقة بما قبل حرب تموز كان الاتفاق أن يقوم مجلس الجنوب بإنهائها وتصفيتها ومعالجتها هذه لم تنجز حتى الآن، ثم جاءت حرب تموز فأضافت على مجلس الجنوب موضوع التعويضات وأمور أخرى أيضاً ملقاة على عاتقه، وبالتالي عندما تكون هناك مؤسسة من مؤسسات الدولة ملقاة على عاتقها المسؤولية يجب أن يقدم لها المال. أما إذا أريد أن يحصل نقاش في اصل مسألة الجنوب فنحن منفتحون على هذا النقاش، فليس هناك مانع أن هذه الحكومة الموجودة وهي حكومة وحدة وطنية والكل موجود فيها، أن تبحث قضايا مجلس الجنوب وصندوق المهجرين والهيئة العليا للإغاثة ومجلس الإنماء والإعمار، أي هذه المجالس التي أسست على هامش الوزارات نستطيع أن نتحدث فيها كلها ونحن منفتحون ونطالب بالإصلاح الإداري والمالي ولدينا وجهة نظر في هذا الأمر. نحن ندعو إلى إلغاء كل هذه الصناديق وعودة المسؤوليات إلى الوزارات المختصة وتشكيل وزارة تصميم مهامها التخطيط والإشراف ، نحن منفتحون بالكامل على العملية الإصلاحية، لكن في الظرف الحالي الذي توجد فيه أزمة تعويضات وأزمة إعادة إعمار وملفات لم تغلق حتى الآن في الجنوب نأتي ونشطب مجلس الجنوب ونجعل موازنته صفر، هذا أمر غير مقبول على الإطلاق، بل أنا أريد أن أقول أكثر من هذا، أحياناً يشعر الإنسان كأن هناك شيء نفسي أو ثقافي أو إعلامي أي كل شيء له صلة بالجنوب، تتحدث عن المقاومة فتأتي لعيد المقاومة والتحرير وتشطبه فيما يستحدث عطلات جديدة، كذلك مجلس الجنوب يقام لشطبه بمعزل عن استكمال الملفات وإنجازها وليس جزء من عملية إصلاح كاملة، نحن لا نتمسك ونقول لا، نريد مجلس جنوب كيفما كان، نقول نحن جاهزين لعملية إصلاح. عندما تأتي إلى موضوع الأسرى المحررين تجد أيضاً لديهم معاناة، تذهب إلى عوائل الشهداء تجد لديهم معاناة، سبحان الله، كل ما له صلة بالجنوب والمقاومة وتاريخ المقاومة وهذا الملف دائماً تشعر أن هناك نوع من الإهمال والتجاهل والتناسي، ويمكن إذا جاء يوم ويغرق هذا الملف ليس في بحر غزة في بحر لبنان هناك أشخاص لا يكونوا آسفين، أنا لا أريد أن أتهم ولكن أقول لا يجب أن يتكون هذا الاحساس عند أهل الجنوب وأنا أعتقد أنه يتكون لديهم هذا الاحساس.

ما أدعو إليه هو تمكين مجلس الجنوب ضمن الأطر القانونية من أداء بقية المهام الموكلة إليه وإنجاز الملفات المحولة إليه وفي مقدمتها موضوع تعويضات حرب تموز، ومناقشة مجلس الجنوب في إطار نظرة إصلاحية شاملة، نحن نؤيد فيها من الآن إلغاء كل الصناديق والمجالس التي أسست على هامش الوزارات وتشكيل وزارة تصميم.

تعليقات: