بالفيديو: عونٌ قطري في زمن الحاجة.. 30 باصاً للنقل العام

ستبدأ الباصات الجديدة العمل على الطرقات قريباً جداً (مصطفى جمال الدين)
ستبدأ الباصات الجديدة العمل على الطرقات قريباً جداً (مصطفى جمال الدين)


تسلّمت الدولة اللبنانية، اليوم الثلاثاء، 30 باصًا مقدّمة من وزارة المواصلات في دولة قطر، في خطوة جديدة تُجسّد متانة العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين، وتؤكّد مجددًا حرص الدوحة على الوقوف إلى جانب لبنان، ودعم استقراره وازدهاره، والتعاون معه في مختلف المجالات، لا سيما في ظل التحديات الاقتصادية والخدماتية التي يمرّ بها.

دعم مستمر

لم تغب بصمة قطر يومًا عن أي قطاعٍ لبناني، من الصحة إلى الشأن الاجتماعي، ومن التربية إلى الإغاثة وإعادة الإعمار، وصولًا اليوم إلى قطاع النقل العام. وتثبت الدوحة أنّ دعمها ليس انتقائيًا ولا موسميًا، بل متكاملًا، يلامس حياة الناس اليومية وحاجاتهم الأساسية.

الهبة القطرية، التي جرى تسلّمها في سكة الحديد في مارمخايل، جاءت لصالح وزارة الأشغال العامة والنقل، في إطار دعم دولة قطر لجهود الحكومة اللبنانية في إعادة تفعيل النقل العام، وتعزيز قدراته، بما يخفّف عن كاهل المواطنين أعباء التنقّل، في بلدٍ باتت فيه كلفة الوصول إلى العمل أو الجامعة عبئًا يوميًا إضافيًا.

يصف السفير القطري لدى لبنان، سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، هذه المبادرة بأنها "مساهمة في تعزيز قدرات لبنان في ظل التحديات العامة، كما تعكس حرص دولة قطر على استقرار لبنان وازدهاره، والوقوف إلى جانبه، والتعاون معه في جميع المجالات".

كما شدد السفير بن عبد الرحمن آل ثاني في حديثه لـ"المدن"، على أنّ دعم لبنان ليس ظرفيًا ولا استثنائيًا، بل هو جزء من التزام ثابت، قائلاً "نحن دائمًا ندعم الحكومة اللبنانية ودولة الرئيس نواف سلام، وهناك مشاريع كبرى مقبلة، والآتي أفضل". عبارة تختصر مقاربة قطر: ثبات في الموقف، واستمرارية في الدعم.

"شكرًا قطر"… جملة اللبنانيين في زمن العوز

من جهته، استهل وزير الأشغال العامة والنقل، فايز رسامني، كلمته بالعبارة التي بات اللبنانيون يردّدونها في محطات الدعم الصادقة "شكرًا قطر"، مضيفًا "شكرًا قطر بكل الظروف التي وقفت فيها إلى جانب لبنان في كل مراحله". ولم يُخفِ رسامني حاجة لبنان الماسّة إلى المزيد، متمنيًا أن تتحوّل هذه الدفعة من 30 باصًا إلى مئات، موضحًا أنّ المطلوب ليس باصات جديدة، بل مستعملة، يتمّ إعادة تأهيلها في لبنان وتسليمها للقطاع الخاص ضمن آلية منظّمة، بما يخلق حركة اقتصادية وفرص عمل إلى جانب الخدمة العامة.

التعلّم من التجارب… لضمان النجاح

ورغم أنّها ليست المرة الأولى التي يتلقّى فيها لبنان هبات باصات من دول صديقة -إذ سبق أن وصلت باصات من فرنسا في أيار 2022 وتأخّر تشغيلها حتى منتصف كانون الأول 2023- أكّد رسامني أنّ تلك التجربة شكّلت درسًا. وردًّا على سؤال "المدن" حول مصير الباصات القطرية، أوضح أنّ الوزارة أعدّت دفتر شروط جديدًا، بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، لتفادي أي تأخير، مشيرًا إلى أنّ الدفتر سيكون جاهزًا خلال أسابيع، وأنّ الباصات ستبدأ العمل على الطرقات في وقت قريب جدًا.

وكشف الوزير عن خطة متكاملة لربط بيروت بمختلف المناطق اللبنانية، معتبرًا أنّ العائق الأساسي يبقى عدد الحافلات، وقال "إذا حصلنا على 250 باصًا، نكون موجودين على كل طرقات لبنان".

في بلدٍ اعتاد أن يفتّش عن الدولة فلا يجدها، تأتي المبادرة القطرية لتملأ فراغًا حيويًا، وتعيد التذكير بأنّ لبنان لم يكن يومًا وحيدًا. فكما كانت قطر حاضرة في أصعب محطات الانكسار، تعود اليوم لتطرق باب النقل العام، من زاوية الناس البسطاء وحياتهم اليومية. حضورٌ واثق، ثابت، لا يرفع شعارات كبرى، لكنه يترك أثرًا ملموسًا… على الأرض، وعلى الطريق، وفي معنويات بلدٍ يتعب، لكنه لم يفقد بعد أصدقاءه.



تعليقات: