»سوق العيد« في صيدا: بضائع الفرح

سكاكر العيد
سكاكر العيد


صيدا :

في كل مناسبة عيد تتحول بعض أرصفة الشوارع في صيدا إلى ساحة عيد مخصصة للباعة من أصحاب »البسطات« التي تمتلئ ببضاعة العيد. وذلك على شكل فولكلور صيداوي شعبي محبب إلى قلوب أهل المدينة، يعرف باسم »سوق العيد«.

وهذا السوق يتكرر كل سنة، بل في كل مناسبة عيد. وهو تقليد قديم، عرفته المدينة منذ عشرات السنين، كونه عادة توارثتها الأجيال، وتتجدد تلقائياً في أعياد المسلمين والمسيحيين على حد سواء.

هكذا، تعرض البضائع والمأكولات في شوارع »الشاكرية« و»الأوقاف« و»المطرانية«، وهي شوارع تقع بين صيدا القديمة والوسط التجاري للمدينة. وتتميز هذه البضائع بسعرها الشعبي، منافسة مثيلاتها المعروضة في صالات المحلات ضمن توضيب جذاب وأعلى كلفة.

و»سوق العيد« في صيدا مسموح به من قبل البلدية، التي تتساهل وتغضّ النظر عن البسطات التي تغزو الشوارع في هذه المناسبة، وتسيطر على أجزاء واسعة من الأرصفة. كما لا تعارضه جمعية التجار، ولا التجار أنفسهم، لأنه يجذب المتسوقين، ويشكل »محط قدم« لبعض المحلات التي »تسترزق« منه، إذ يقصده أصحاب الدخل المحدود للتبضع بشتى أنواع سكاكر العيد والملبن والشوكولا وغيرها، بالإضافة إلى القطنيات الخفيفة والهدايا والتذكارات والحلي المقلّدة والجلود الصناعية والعطر الشعبي ومستحضرات التنظيف وغيرها وغيرها...

وتتزامن مواعيد »سوق العيد« في صيدا مع مواعيد الفتح وإقفال المؤسسات والمحال التجارية، ويستمر عشرة أيام قبل حلول العيد.

ويؤكد محمد القرص (صاحب بسطة سكاكر) أن هذا هو »سوق الفقير في صيدا، لأن بضاعتنا أرخص بنسبة خمسين في المئة عن تلك المعروضة داخل الصالات في المحلات الفخمة«، مؤكداً أن بسطته تحوي ١٢ نوع من الشوكولاتة، ويتراوح سعر الكيلو ما بين خمسة وثمانية آلاف ليرة، بالإضافة إلى عشرة أنواع من الملبس، بسعر خمسة آلاف ليرة للكيلو الواحد، و١٤ نوعاً من »الملابن« و»النوغا« بستة آلاف ليرة للكيلو.

من جهته، أكد المواطن علي سعد أنه يشتري سكاكر العيد كل سنة وفي كل مناسبة من »سوق العيد«، لأنه »أرخص بكثير وبضاعته طازجة، ومكفولة، كما يمكنني أن أنوّع في المشتريات بكلفة أقل. فنحن لا نريد شراء الأغلفة الملونة... نريد فقط فرحة أولادنا«.

أما محمد الملاح وشريكه في »بسطته« علي جمعة، يؤكدان أن »الفقير هو الذي يقصدنا، يدفع عشرة آلاف ليرة ويحمل مقابلها ٣ كيلو من السكاكر له ولعائلته«. ويلفت البائعان إلى أن بضاعتهما صناعة وطنية لبنانية مئة في المئة، وهما فخوران جداً بأسعارهما التنافسية، خصوصاً »البونبون« الذي لا يتجاوز سعر الكيلو منه مبلغ أربعة آلاف ليرة... »وقبل ليلة العيد بيصير عنا تنزيلات على كل شيء، لأننا لا نريد أن نخزن بضاعة من العيد إلى عيد«. وهذه التنافسية الشعبية هي ما يؤكدها المواطن علي الخطيب، الذي يقول إنه يقصد »سوق العيد« لأنه ببساطة أرخص، وقد اشترى كيلوغراماً من عرايس العيد (المعروفة بـ»الملابن«) بخمسة آلاف ليرة »محشوة بالمكسرات، ولذيذة وطازجة!«.

أما قاسم كرّام، المعروف بين الباعة بـ»أبو عروبة«، فيضع »لمسة السكّر« الأخيرة، إذ يؤكد أن »الحال كويس، والبيع حلو، وفي شغل.. بس الله يبعد عنا وعن الناس أخبار السياسيين«.

تعليقات: