في إطار دعمها المتواصل للمجتمع المحلي وتعزيز الأمن الصحي في الريف الجنوبي، أطلقت الكتيبة الهندية العاملة ضمن قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) حملة شاملة لتلقيح المواشي ضد مرض الحمى القلاعية، تستمر على مدى شهر كامل، انطلقت من بلدة شبعا في قضاء حاصبيا.
وقد شهد اليوم الافتتاحي حضوراً لافتاً وتفاعلاً واسعاً من الأهالي، تخلله أجواء ترحيبية دافئة ومشاركة عدد من الشخصيات المحلية، في مقدمهم قائد الكتيبة الهندية العقيد ن. غلادسون، ورئيس اتحاد بلديات العرقوب، ورئيس بلدية شبعا، إلى جانب عشرات الرعاة من مختلف القرى.
في اليوم الأول وحده، تمكن الفريق البيطري التابع للكتيبة من تلقيح أكثر من 3300 رأس من الماشية، إلى جانب توزيع أدوية بيطرية أساسية ونشرات توعوية على المربين، في خطوة تهدف إلى رفع الوعي حول الأمراض الحيوانية الشائعة وطرق الوقاية منها.
وتهدف الحملة إلى تلقيح أكثر من 25,000 رأس من المواشي (أبقار، ماعز، أغنام) في مختلف قرى منطقة عمليات الكتيبة الهندية، ضمن خطة وقائية تسبق موسم تفشي المرض الذي يمتد من تشرين الأول إلى نيسان، ما يوفّر حماية استباقية للثروة الحيوانية ويُسهم في استقرار دخل العائلات الريفية التي تعتمد على تربية المواشي.
وتأتي هذه المبادرة استكمالاً للنجاح الذي تحقق خلال حملة التلقيح السابقة في شباط وآذار 2025، والتي ساهمت في وقف تسجيل أي إصابات جديدة في المنطقة، ما يعكس فعالية النهج الوقائي المتّبع.
وفي كلمته خلال المناسبة، شدّد الطبيب البيطري في الكتيبة المقدم سودير كارنال شارما على أهمية التوقيت، قائلاً:
"الحمى القلاعية من أكثر الأمراض خطراً على الثروة الحيوانية في الأرياف. لذلك، لا تقتصر حملتنا على التلقيح، بل نسعى من خلالها أيضاً إلى دعم المربين وتحسين الإنتاج. إطلاق الحملة قبل موسم الخطر خطوة حاسمة، وتغطية المناطق النائية من خلال وحدات متنقلة يضمن شمولية الحملة ونجاعتها".
وقد جرى تجهيز موقع التلقيح بشكل منظّم يراعي شروط السلامة، ويشمل مناطق مخصصة للانتظار والتلقيح، ما أتاح التعامل السلس مع الحيوانات وتوفير فرصة للرعاة للحصول على الإرشادات اللازمة من الفريق البيطري.
وتندرج هذه الحملة ضمن البرنامج البيطري المدني التابع للكتيبة الهندية، كجزء من مهمتها في تعزيز التعاون المدني-العسكري. إذ تعكس المبادرة التزام الهند بالقيم الإنسانية ودورها البنّاء في مهام حفظ السلام، كما تُسهم في توطيد الثقة مع المجتمعات المحلية، وتدعم حرية حركة قوات اليونيفيل ضمن نطاق عملها.
وفيما تستمر الحملة بالتوسع لتشمل مختلف القرى، أكدت الكتيبة الهندية عزمها على مواصلة تقديم الدعم البيطري، مع خطط مستقبلية للتعاون مع كتائب أخرى ضمن القطاع الشرقي، بما يُعزّز الأثر الإيجابي للمبادرة على مستوى أوسع.
تعليقات: