مزاح برلسكوني


روما:

يقولون إن سر الشعبية والجدل المتواصل حول سيلفيو برلسكوني رئيس الوزراء الايطالي يكمن في زلاته المتواصلة ونكاته وقفشاته منذ أن عمل في شبابه في ميدان التسلية كمغن في الملاهي على ظهر السفن السياحية التي تقدم برامج الغناء والرقص وهي تطوف عباب البحر الأبيض المتوسط . وفيما كانت زلات لسان برلسكوني السابقة تثير الضحك غالبا، فإن آخر زلة لسان له أثارت الكثير من الامتعاض والغضب، خصوصا داخل ايطاليا. فخلال لقاء جمع بين برلسكوني والرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف، قال رئيس الوزراء الايطالي للرئيس الروسي: أعتقد أن علاقتك مع اوباما ستسير بطريقة جيدة: فهو يملك كل ما تريدونه لأنه شاب ووسيم وبرونزي اللون». ابتسم ميدفيديف محرجا نوعا ما، فيما كان تعليق برلسكوني على لون اوباما مثال تعجب فوري لدي الايطاليين. فقد كان واضحا ان برلسكوني لا يريد ان يقول ان اوباما اسود. ونقلت الصحف والمواقع الايطالية عن شباب ايطاليين تعليقات مثل: لماذا لدينا مثل هذا الرئيس. هذه عنصرية. نشعر بالعار والحرج. لكن برلسكوني نفى أن قصده كان عرقيا أو يحض على الاستهزاء، بل قال بعد الضجة التي تحولت من ايطالية الى عالمية، والتي أعقبت تصريحه، أنه كان يمزح وأن من ينعدم لديه شعور المداعبة فهو «غبي أحمق». وأردف انه يسعى لجمع روسيا مع اميركا ثم ضحك قائلا «لم أقل إن اوباما طويل القامة لأن كلا من ميدفيديف وبوتين يشبهانني في قصر القامة»، والاشارة هنا الى انتقاد زعيم المعارضة اليسارية والتر فلتروني لبرلسكوني حول بشرة الرئيس الاميركي الأسود وتبديل محور النقاش من اللون الى الطول. وأضاف برلسكوني، في مجال التراشق الكلامي مع المعارضة التي فتحت عليه مؤخرا، جبهة إضرابات الطلاب المتوالية يوميا وتصعيد معركة عرقلة إنقاذ شركة «اليطاليا» للطيران التي تشرف على الافلاس. رد برلسكوني بأنه سيتعاون مع الرئيس الاميركي الجديد الى أقصى الحدود قائلا «أنا مستعد لنصحه لأنني أكبر منه سنا». ثم أضاف «اوباما نجح في الانتخابات وسيستلم السلطة، أما فلتروني فقد فشل قبل أشهر ونحن استلمنا السلطة». وجاء رد فلتروني على الفور «هذا يعبر عن تفاهة السياسة في ايطاليا لأن برلسكوني كان على نفس موجة بوش العقائدية في السابق ونحن كنا على موجة اوباما». وذكر فلتروني بزيارة برلسكوني الأخيرة الى واشنطن في منتصف الشهر الماضي حين كان يراهن على فوز ماكين وتصريحه أمام الرئيس بوش وهو يودعه «من الصعب أن نجد شخصا آخر بمثل شجاعتك» ثم أهداه اسطوانة ايطالية قائلا «هذا هو الحب» (اشارة الى اغنية شهيرة للمغني الاميركي من أصل ايطالي دين مارتن اسمها «كويستو ايه اموريه»). واقع الأمر أن برلسكوني تعاون في حكوماته الثلاث مع الرؤساء بيل كلينتون الديمقراطي، وجورج بوش الجمهوري. وسيتعاون مع اوباما لأن السياسة الخارجية الايطالية صديقة للولايات المتحدة مهما كان اتجاه الرئيس السياسي. بالطبع يتحاشى معسكر برلسكوني التذكير بما جاء في المذكرة الموجزة التي تلقاها الرئيس بوش من معاونيه قبل اجتماع قمة الثماني الكبار حول السيرة الذاتية لبرلسكوني والتي تقول: يكرهه الكثيرون بينما يحترمه الجميع لأنه يظهر بالمظهر اللائق ( بيلا فيغورا بالايطالية)». ويقول المهندس الميكانيكي بيير لويجي دونادي لـ«الشرق الأوسط»: «لقد أهان برلسكوني صورة ايطاليا في العالم وكرامتها بذلك التعليق السخيف». أما سائق التاكسي ماركو كونتي فيقول «لا أفهم هذا الجو العدائي ضد برلسكوني فهو تفوه بكلمة غير ذات أهمية على سبيل الدعابة لا أكثر». فيما قالت دوناتيلا جيلميني المذيعة في التلفزيون الحكومي «برلسكوني لا يمثل أغلبية الايطاليين حين يتحدث بهذا الشكل عن اوباما المحبوب في ايطاليا والعالم بأكمله». لكن وزيرة الشباب في حكومة برلسكوني جورجيا ميلوني قالت لجريدة «لا ريببلكا» الواسعة الانتشار: «كان من الأفضل توفير ذلك التعليق حول اوباما، فمن الممكن اعتباره زلة لكن المبالغة في رد الفعل حوّلت الأمر إلى قضية سياسية كنا بغنى عنها». أما زعيم حزب رابطة الشمال، امبرتو بوسي، المشارك في الحكومة الحالية فوصف كلام برلسكوني بأنه خطأ، وذكرت كارلا بروني زوجة الرئيس الفرنسي الايطالية الأصل أن «التعليق لم يكن موفقا» مضيفة «حين أسمع خفة برلسكوني في تبرير قوله إن اوباما أسمر على الدوام ينتابني الشعور بالغرابة واذا كان البعض يرى في ذلك القول فكاهة فانني أجد نفسي سعيدة لأنني أصبحت فرنسية». ويصف كثيرون شخصية برلسكوني بأنه «الملك بلا تاج» لكنه «بدون حياء» وانه «رجل اعمال عصامي ناجح» قبل ان يكون رجل دولة، لذا بات مثل الاثر التذكاري الضخم بعد أن وصلت ثروته الى 12 مليار دولار (أي الخمسين في ترتيب أغنى أغنياء العالم) من محطات التلفزيون الخاصة والأملاك العقارية وشركات التأمين والدعايات. لكن مزاح برلسكوني يكون كثيرا مصدرا للمشاكل بالنسبة له. ويقول خصومه بأنه ليس رصينا بل خفيفا، والكاريكاتور في صحف اليسار يظهره بشكل انتهازي، لكن محبيه يصورونه كمفاوض بارع وصعب المراس وتكتيكي من الطراز الاول وكشخص عملي يجد الحلول للمشاكل مثلما فعل في حل أزمة النفايات في مدينة نابولي. بعض خصومه حاولوا جر القضاء لمحاكمته بتهمة الرشوة والفساد منذ عشر سنوات، ويصفه بيبي غريلو، الكوميدي الشهير الذي يقود حملة ضد الساسة الايطاليين المرتشين، بقوله «إنه شخص مطلوب للعدالة وهو رجل أعمال يستغل السياسة لأغراضه الشخصية». ويضيف «كنت سعيدا لفوز اوباما وقوله: كل شيء ممكن في الولايات المتحدة، لكنني شعرت بعد ذلك بالقلق والاحباط لأن كل شيء غير ممكن في ايطاليا». وقام أحدهم باهداء برلسكوني «صابون الأيدي النظيفة» وهو نوع جديد ظهر في الأسواق في أوائل التسعينات بعد اكتشاف الفضائح المالية حول تمويل الأحزاب السياسية. والحقيقة أن الشعب الايطالي مهتم هذه الأيام بمشاكل الغلاء وفرص العمل والأمن، وقد نجح برلسكوني نسبيا في السيطرة عليها منذ عودته الى الحكم للمرة الثالثة في الربيع المنصرم، كما تمكن من نشر جو من التفاؤل والثقة بالنفس على الطريقة الاميركية، فهو أبرع من يستخدم الصورة والاعلام في خطابه، وقام بعملية تجميل لوجهه وزرع الشعر في رأسه بحيث يبدو أنه أصغر بعشر سنوات عن عمره الحالي فلا نراه أبدا على التلفزيون إلا في اطار لون أزرق أو على الأقل بدلة زرقاء، فاللون الأزرق هو شعار ايطاليا، إشارة الى البحر المحيط بها من ثلاثة أطراف وتراه على شاشة التلفاز وعلى وجهه ابتسامة دائمة وقدرة هائلة على النشاط، كما أنه يتحدث مثل المواطن العادي ويطلق النكات والتعليقات المرحة، ويبتعد عن فذلكة الساسة القدماء بشكلهم التقليدي، كأنهم أساتذة للفلسفة من نوع المقلم الظفر. كما أنه مجنون بكرة القدم التي يعشقها الايطاليون فهو يملك نادي ميلان المعروف، وفاجأ الرئيس البرازيلي لولا الذي يزور ايطاليا حاليا في اجتماع رسمي بتقديم ثلاثة لاعبين برازيليين من نجوم الكرة في الفريق الايطالي. هو باختصار رئيس ليس مثل اي رئيس آخر في العالم. ولد برلسكوني في ميلانو عام 1936 وكان والده يعمل كموظف في أحد البنوك وكون ثروته في قطاع البناء حين بنى ميلانو الجديدة ثم أنشأ قنوات التلفزيون الخاصة في السبعينات بتأييد من رئيس الحكومة بنينو كراكسي آنذاك، ودخل معترك السياسة عام 1993 بتأسيس حزب جديد الى يمين الوسط أسماه «إيطاليا الى الأمام» وهو شعار أنصار كرة القدم في الملاعب على أنقاض الأحزاب المتهالكة بعد الفضائح المالية مثل الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الاشتراكي والجمهوري. وقد عملت القنوات التلفزيونية التي يملكها برلسكوني الى تعريف ليس الايطاليين فقط به، ولكن العالم كله تقريبا، فالكثيرون حول العالم يشاهدون قنوات برلسكوني. ويتذكر الكثيرون منهم ان برلسكوني قال أخيرا في التلفزيون الخاص الذي يملكه ويتكون ربحه من الدعايات التجارية «الجميع يتابع قناتنا، فالفتيات فيها أجمل من القنوات الاخرى». ويشاع أحيانا أنه كان عضوا بسيطا في المحفل السري الماسوني المسمى »بروبوغاندا دويه» أو اختصارا P-2، وظهر رئيس المحفل ليشيو جيلي (89 سنة) منذ اسبوع على شاشة التلفزيون الايطالي رغم أنه كان محكوما بالسجن لتشكيل جمعية سرية غير مصرحة قانونيا، وأعلن على الملأ أنه كان فاشيا من أنصار موسوليني، وسيموت فاشيا، وأردف «برلسكوني رجل فذ ينفذ الوعود، لا رجل كلام، وهذا ما تحتاجه ايطاليا في هذه الظروف». وقد احتجت بعض الأوساط القانونية على ظهور جيلي المفاجئ بعد غياب طويل خشية أن يكون تنظيم P-2 ما زال قائما رغم الأمر الصادر بحله لأنه كان تنظيما خارجا على التنظيم الماسوني التقليدي وكان تشكيله الأصلي يهدف لمحاربة الشيوعية ومنعها من استلام الحكم وتثبيت الوضع الراهن خلال أيام الحرب الباردة.

وبرغم كل التعليقات يصف برلسكوني نفسه بأنه «افضل زعيم سياسي في ايطاليا واوروبا» ولا يقول برلسكوني هذا في إطار الغرور، بل في إطار تقرير الحقائق بحسب رأيه. وبسبب هذه العبارة وغيرها من العبارات التي قالها برلسكوني وباتت تاريخية، من شدة غرابتها وجنوحها احيانا، يمنع مساعدو برلسكوني الصحافيين من السفر معه على طائرة واحدة، فلسانه هو نقطة ضعفه، ومصدر قوته ايضا، بحسب المعجبين. غير ان منع الصحافيين من السفر معه على نفس الطائرة، لم يمنع برلسكوني من مفاجأة كل المقربين منه والإدلاء بتصريحات، بعضها ادى الى عواصف سياسية، فهو لا يلتزم بنص كلمة مكتوبة، وعندما يتكلم.. يتكلم.. ثم يفكر. فخلال حملة الانتخابات الايطالية قال «انا مسيح السياسة. انا الضحية الصابر. أعطي نفسي للجميع. وأضحي بنفسي من اجل الجميع». وخلال القمة الاوروبية في بروكسل في ديسمبر (كانون الاول) 2003، وفي عز الاتهامات له بالفساد والممارسات المشبوهة في «ايه سى ميلان» (الفريق الايطالي الذي يملكه) قال عندما قابل المستشار الالماني السابق غيرهارد شرودر (تزوج شرودر 4 مرات) «دعنا نتكلم حول كرة القدم والنساء»، فرد عليه شرودر «لماذا لا تبدأ أنت اولا؟». وعندما زار بورصة نيويورك، وأراد ان يحفز المستثمرين على الاستثمار في ايطاليا، التي شهدت في عهد حكومته معدلات نمو منخفضة جدا، قال «ايطاليا اليوم مكان عظيم للاستثمار. لدينا اليوم عدد اقل من الشيوعيين، وحتى الذين بقوا شيوعيين ينكرون انهم شيوعيون. سبب آخر للاستثمار في ايطاليا هو ان لدينا سكرتيرات جميلات.. وبنات رائعات». وعن نفسه قال «ما من زعيم على المسرح العالمي يستطيع ان يتنافس معي»، وقال عندما انتخب رئيسا للوزراء «الرجل المناسب في الوظيفة المناسبة». وعندما انتقد بسبب الاتهامات له باستغلال منصبه لحماية مصالحه المالية قال «اذا كنت أراعي مصالح كل فرد في هذا البلد، علي ان اراعي مصالحي ايضا. ليس في هذا تضارب». وقال مرة ساخرا لإحدى الصحف الالمانية عن «الكسل المعروف عن الشعب الايطالي»: «في ايطاليا.. انا اعتبر تقريبا المانيا بسبب عاداتي في العمل. انا ايضا مولود في ميلان المدينة التي يعمل الناس فيها اكثر من اي مكان آخر في ايطاليا. عمل، عمل، عمل، انا تقريبا الماني». لكنه عندما اراد ان يرضي الايطاليين قال ان «السائحين الالمان، ايطاليا مقصد اساسي لهم، مزعجون». فما كان من السياسيين الالمان سوى مطالبة الالمانيين بمقاطعة السياحة الى ايطاليا، وبعد ذلك بعدة ايام، الغى شرودر زيارة كانت مقررة لايطاليا. ومع ان الانتقادات تتزايد إلا ان الكثيرين يقولون ان الظاهرة «البرلسكونية» ستبقى ليس في ايطاليا فقط، بل ربما في بلاد اخرى. فبرلسكوني كسر الحواجز بين السياسيين والأفكار والسلوكيات الشعبوية التي تجذب الشارع. فهو عود الايطاليين على لغة سياسية قريبة وسهلة، ومع ان هذا السلوك ليس جديدا تماما، الا ان برلسكوني اضاف له نكهة خاصة، ومارسه بطريقة فريدة، اذ يستخدم جملا قصيرة بسيطة تحمل معلومات سهلة الفهم مثل «ضرائب أقل للجميع». ومع ان ارتباط المال بالسياسة كان امرا معروفا في اميركا مثلا، الا ان برلسكوني وصل به مستوى جديدا في ايطاليا واوروبا. فهو اكثر السياسيين الاوروبيين تشابها مع النموذج الاميركي، الذي ترتبط فيه السياسة بالمال بالاعلام. وربما لم يكن من قبيل الصدفة أن برلسكوني كان أول من عرض على المشاهد الايطالي مسلسل «دالاس»، من خلال محطاته التلفزيونية.

وكلما نشأت أزمة هرع برلسكوني الى حلها بطريقته الخاصة، فحين قال انه يعتقد بتفوق الحضارة الغربية على الاسلامية أسرع الى زيارة المسجد الكبير في روما، برفقة السفير السعودي آنذاك الأمير محمد بن نواف، وأعلن التزام الحكومة بالتفريق بين الدين الاسلامي ومكافحة الارهاب، وحينما هبت في وجهه قضايا فساد يشتبه في تورطه بها، القى اللوم على منافسيه، مشددا على براءته. وحين سخر بشكل فج من المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) ملقيا دعابته الشهيرة «ذهب مريض بالايدز الى الطبيب وسأله ما اذا كان الدواء بالرمال الذي وصفه له لعلاج الايدز سيشفيه؟ رد الطبيب .. لا، لكنه سيجعلك تألف فكرة الدفن». وعندما كثرت الانتقادات له بسبب هذه الدعابة، قال لمنتقديه «أنصحكم بتجريب دواء الرمل». ويقول المنتقدون لبرلسكوني، انه دخل السياسة لينقذ امبراطوريته المالية، خاصة بعد تكاثر مشاكله مع القضاء ومحاولة محاكمته بتهمة رشوة أحد القضاة، بل إن الاتهام وصل اخيرا الى حد اتهامه برشوة زوج احدى الوزيرات في بريطانيا، كما أن المحكمة أصدرت حكما بسجن محاميه ووزير الدفاع السابق شيزاريه بريفيتي، ايضا اغضبت الحرب على العراق غالبية الايطاليين. لكن برلسكوني يرد قائلا إن بعض القضاة يلعبون لعبة سياسية تخدم اليسار. ويقول فاوستو برتينوتي زعيم حزب «الشيوعيون المتجددون» إن «الشعب الايطالي لم يتعب من السياسة، لكنه ضد السياسة المنفصلة عن الشعب والمجتمع، أما الحرب في العراق، فالهدف منها السيطرة على الشرق الأوسط وموارده النفطية، ورغم أخطاء صدام حسين الكثيرة فهذا لا يبرر الاحتلال». لكن جيوفانا كارليني وهي من المعجبات ببرلسكوني والناشطة لانتخابه من جديد تقول «انه عصامي جذاب نشيط، ذو ارادة قوية ويعالج الامور بالإيجاب». تعليقات برلسكوني على انتخاب اوباما لم تكن لائقة حسب أغلبية الرأي العام الايطالي، والبعض كان يفضل لو أن رئيس الوزراء أعرب عن افتخاره بفوز اميركي من اصول افريقية بالرئاسة بدل اللجوء الى المزاح السمج، والشعور العام بأن لسان برلسكوني «ما عليه رباط» لذا فالإيطاليون خجلون من تلك الزلة وبعضهم يعتقد بصحة المثل الايطالي القائل «مزحة وراء مزحة ثم نصل الى الحقيقة». لكن هدف برلسكوني الحقيقي ربما لم يكن إهانة اوباما كما خيل للبعض بل إضعاف صورة خصمه زعيم اليسار فلتروني الذي يحاول التشبه بالرئيس الاميركي المنتخب. وآخر النقد الساخر والهجاء الذي أطلقه برلسكوني على اليسار قوله في أحد خطاباته لجماهير حزبه اليميني «أتعرفون لماذا يحب اليساريون الفقراء؟» ويجيب على سؤاله بنفسه قائلا «لأنهم يزيدون أعداد الفقراء كلما استلموا الحكم».

تعليقات: