إلى الدكتورة مريم: فلنبتسم لأحلامنا ونلوّح لها مودعين


أشعر بمرارة بجرحك العميق وأتأثر كثيراً بكتاباتك بالأخص ما كتبتيه حول قطار العمر فهو يقف بنا في محطات كثيرة حيث نلتقي بأناس مختلفين، نصافح وجوههم، نصافح قلوبهم ومعهم نتذوق طعم البدايات:

- بداية الفرح

- بداية الحلم

- بداية الحب

- بداية الغيره

- بداية أشياء كثيره.. . أشياء بطعم السكر.. أشياء بمرارة المرّ!

ندخل في حالة من الحلم الجميل، حالة تشبه الذهول، حالة من الهذيان الدافىء، فـيخيل إلينا أن الشرّ غادر الكرة الأرضيه للأبد، وأن الأرض أصبحت ملكنا وحدنا للأبد!

نتمادى في الخيال .. بهم ومعهم، وفجأه .. نستيقظ!

قد توقظنا صرخه واقعيه، أو صفعه قاسيه على وجه أحلامنا.. فـنتوقف عن الأحلام، ونتوقف عن الخيال ويصبح حجم الدهشه باتساع الأرض، ويصبح حجم الخوف باتساع الدهشه، وعندها... نعود إلى وعينا، نعود إلى أنفسنا.. إلى حقيقه طال هروبنا منها، حقيقه تنص على أن العهد الجميل انتهى وأن النبض الحي توقف عن الحياه ونتلفت حولنا ..

نحاول التقاط أنفاسنا المرهقه، ونحاول إحصاء عدد البقايا الجميله فينا فـلا يصافح قلوبنا سوى الألم ولا تلمح أعيننا سوى الندم ونحاول عندها أن نجمع بقايا انكساراتنا، والمؤلم أن نكتشف أن ليس كل تبعثر يمكن جمعه، ولا نعلم عندها كم سنحتاج من الوقت كي نتخلص من إحساسنا بالندم على إحساس خطأ، كان يجب أن لا نفتح أبوابنا له ولا نعلم كم سنحتاج من العمر كي نطوى مرحله قديمه ونستقبل أخرى جديده؟

فـمتى سنتعلم أن لا نندم؟

متى سـنتعلم أن نعطي مراحلنا القديمة حقها من الذكرى؟

شرط أن نتجاوزها لكي تستمرّ الحياة!

متى سـنتعلم أن نعترف بأنه حتى أحاسيسنا الخاطئه تمنحنا بعض الفرح في فترة من العمر؟

فالأحاسيس الخاطئه قد لا تكون خاطئه لو تغير الزمان والمكان!

متى سـنتعلم أن نبتسم لأحلامنا ونحن نلوّح لها مودعين؟

نعّم، علينا أن نتعلم أن نبتسم لأحلامنا ونلوّح لها مودعين!

قصيدة الدكتورة مريم حول قطار العمر

تعليقات: