خريطة \"القوى الإسلامية\" في عين الحلوة

عناصر إسلامية في عين الحلوة
عناصر إسلامية في عين الحلوة


صيدا:

دخل مخيم عين الحلوة غرفة "العناية الفائقة" في مستشفى "المعالجات" ومعه يتأرجح الوضع الامني "الهش" بين الحياة الهدوﺀ والاستقرار والموت الاقتتال، بعد الاحداث الامنية الاخيرة التي عصفت به: اشكالات فردية واشتباكات محدودة وتفجيرات والقاﺀ قنابل وشائعات الى معلومات وتحقيقات عن ترابط بين خلايا الشمال التي اعتدت على الجيش اللبناني وبعض الاشخاص ليبدو المشهد مفتوحا على كل الاحتمالات.

تتألف "القوى الاسلامية" في المخيم من إطارين، الأول ينضوي في "تحالف القوى الفلسطينية" ويضم كلا من: حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي تعتبر من أقوى هذه التنظيمات سياسيا بسبب دورها في داخل فلسطين، مسؤولها رئيس المكتب السياسي خالد مشعل، وممثلها في لبنان أسامة حمدان، وفي منطقة صيدا أبو أحمد فضل.

"حركة الجهاد الإسلامي" وهي من كبرى الفصائل الفاعلة على الساحة الفلسطينية وأمينها العام رمضان شلح وممثلها في لبنان أبو عماد الرفاعي، وفي منطقة صيدا شكيب العينا.

اما القوى الاسلامية غير المنضوية في أي إطار تنظيمي هي: "عصبة الانصار الاسلامية" التي أسسها الشيخ هشام شريدي وأميرها أحمد عبد الكريم السعدي "أبو محجن" المتواري عن الانظار وحاليا الشيخ ابو عبيدة مصطفى ونائبه الشيخ أبو طارق السعدي، والناطق الرسمي والمسؤول الاعلامي الشيخ أبو شريف عقل، وهي القوة الرئيسية في المخيم ولها كلمة الفصل في حسم أي قرار.

"الحركة الاسلامية المجاهدة" التي يرأسها امام مسجد "النور" الشيخ جمال خطاب وتوصف بأنها "الاكثر اعتدالا والاقل مشاكل".

"أنصار الهدى" الذي يرأسه المسؤول جمال سليمان، ويتولى مسؤوليته في منطقة صيدا ماهر عويد، وله قوة عسكرية فاعلة في مخيمي عين الحلوة والمية ومية تحديدا.

"جند الشام" أسسه الشيخ أبو يوسف شرقية في 28 حزيران، 2004 قبل أن يعلن عن حله بعد عام ونيف، وجرى الإعلان عن حله نهائياً في 2 تموز، 2007 ولكن بعد توقيف احد كوادره حسام معروف من قبل عناصر من حركة "فتح" وتسليمه مباشرة الى مخابرات الجيش اللبناني، عاد عناصر "الجند" ينشطون ويقود عناصره الذين يقدرون ببضع عشرات ثلاثة مسؤولين هم: غاندي السحمراني "أبو رامز" وهو لبناني، لجأ الى المخيم بعد أحداث الضنية ومطلوب بموجب مذكرات توقيف وبحث ويقيم حاليا في منطقة الطوارئ.

عماد ياسين وهو من مخيم المية ومية وقد لجأ الى المخيم منذ سنوات عدة عقب مشكلة وقد استهدفته عبوة ناسفة منذ أشهر عدة في منطقة الطوارئ حيث منزله وكادت تودي الى مقتله.

عبد الرحمن عوض "أبو محمد" وهو من أبناﺀ المخيم وقد بدأ نجمه يلمع مع إعلانه تأييد "فتح الاسلام"، هو قليل الظهور ولم يسبق ان اطل على الاعلام ليشرح موقفه.

وتعتبر "القوى الاسلامية" نفسها أنها المستهدفة شخصيا بالتوتير الأمني الاخيرة لجرها الى معركة عبثية سواﺀ فتنة مع الداخل الفلسطيني وتحديدا مع حركة "فتح" أم اقتتال مع الجوار اللبناني وتحديدا مع الجيش اللبناني وهي لا تريدها ولا تخدم توجهاتها.

وتؤكد مصادرها أنها أحبطت محاولة جادة لجرها الى ذلك إبان معارك "نهر البارد" وقد أصدرت موقفا واضحا بأن هذه المعارك كانت خاطئة توقيتا وزمانا ومكانا، بيد انها لعبت دورا رئيسيا مع بقية القوى الفلسطينية في وأد الفتنة ووقف الاشتباك الذي وقع بين الجيش اللبناني و "جند الشام" في منطقة تعمير عين الحلوة وساهمت في نشر قوة امنية لضبط الوضع في هذه المنطقة التي كانت تعاني من فراغ أمني وما تلاه من احداث امنية واشكالات مسلحة سقط نتيجتها عدد من كوادرها وعناصرها وقد جاﺀ تفجير مسجد "النور" الاخير لجرها الى فتنة بعدما استطاع الشيخ جمال خطاب من لعب دور "الاطفائي" في لجم الفتنة بين القوى الاسلامية وحركة "فتح" وهي تسعى جاهدة مع القوى الفلسطينية لنشر قوة أمنية تحفظ المخيم من تكرار تجربة "نهر البارد".

وتعترف هذه القوى ضمنيا، ان بعض أنصارها والمحسوبين على الحالة الاسلامية غير منضبطين ويعملون بحماسة واندفاع شديدين، تطبيقا حرفيا للشريعة وفق قناعتهم دون مراعاة للواقع ما سبب أكثر من مشكلة، غير انها تؤكد ان سحمراني وياسين يلتزمان قراراتها وقت الازمات والمشكلة في من تبقى.

وبين الاستهداف والاندفاع، توازي القوى الاسلامية في معادلة "الشد والرخي" وتحرص "العصبة" على أن تبقى صاحبة القرار والمرجعية الاسلامية في المخيم وباتت داخل النسيج الفلسطيني كشريك رئيسي في القرار بعد مرحلة من الابتعاد عن الاضواﺀ.

مخيّم عين الحلوة
مخيّم عين الحلوة


تعليقات: