»عبّارة كفركلا« تعود إلى الواجهة

كفركلا ـ

تتجدد سنوياً مطلع كل فصل شتاء، مع هطول المطر الغزير، قضية عبارة المياه بين لبنان والشمال الفلسطيني المحتل، عند بلدة كفركلا الحدودية. حيث تعود إلى الواجهة، وتتكرر معها مشكلة تصريف مياه الأمطار المتجمعة على جانبي الحدود في عددٍ من الأماكن، لا سيما على طريق عام كفركلا ـ العديسة، وعند جسر الخرار شمال مستوطنة المطلة في سهل مرجعيون، رغم كل محاولات المعالجة من قبل الجيش و»اليونيفيل«.

وتتجمع المياه في الأراضي المحتلة بفعل انحدار الأرض، لتتدفق بقوة باتجاه الأراضي اللبنانية، حيث لا تتوانى »إسرائيل« عن ضخها إلى الجانب اللبناني، بواسطة مضخة رُكزت عند تخوم البساتين كلما رأت إلى ذلك سبيلاً، مع ما يتسبب ذلك من أضرار للمزروعات وحقول الزيتون، وبساتين الأشجار المثمرة، والمنازل القريبة في القرى والبلدات الحدودية اللبنانية، كما تتشكل إثرها مستنقعات وبحيرات على الطريق الرئيسة.

وتولت، أمس، حفارة عسكرية إسرائيلية ضخمة، في ظل حماية عسكرية مؤللة من سيارتي »هامر«، وجنود انتشروا على الخط الحدودي وفي البساتين المتاخمة، حفر أقنية ومسارب لتصريف المياه بمحاذاة البساتين، بعد أن قام مزارعون يهود من مستوطنة المطلة، بنصب غرسات مثمرة في الأرض، التي تتجمع فيها مياه الأمطار وتشكل بحيرة عائمة على وجه اليابسة، الأمر الذي ولد استياءً لدى الجانب اللبناني، فتدخل الجيش وقوات »اليونيفيل« اللذين انتشرا بشكل كثيف في المنطقة تحسباً.

وانتشرت ناقلتا جند وعناصر من الوحدة الإسبانية العاملة في إطار قوات »اليونيفيل« المعززة، كما حضر إلى المكان فريق المراقبين الدوليين، وقوة من اللواء الحادي عشر في الجيش اللبناني، راقبت الأشغال في الجانب الإسرائيلي، الأمر الذي أدى إلى استنفار الإسرائيليين حيث تقدمت ٣ سيارات »هامر« مصفحة من داخل مستوطنة المطلة إلى داخل البساتين القريبة. وشوهد عدد من العناصر في محاذة السياج الحدودي، قابلتها دوريات للجيش اللبناني. ولوحظ أن العناصر الدولية كانوا مزودين بخرائط، وسيروا دوريات على طول الحدود، وتابعوا الأشغال على جانبي الحدود عن كثب، حيث كانت تقوم ورشة في الجانب اللبناني لتأهيل الطريق وحفر أقنية ومسارب مماثلة.

تعليقات: